سامح سعيد عبد العزيز
الحوار المتمدن-العدد: 8514 - 2025 / 11 / 2 - 00:59
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
تعيش مصر لحظة تاريخية ومشرقة بافتتاح المتحف المصري الكبير، أكبر متحف أثري في العالم، وبوابة جديدة تروي للعالم قصة حضارة تضرب جذورها في عمق التاريخ. يأتي هذا الافتتاح ليُرسّخ مكانة مصر كعاصمة للتراث الإنساني، ويقدّم للعالم صرحًا عالميًا يجمع بين عظمة الماضي وروح المستقبل.
يقف المتحف شامخًا على أعتاب الأهرامات، في موقع يكمل لوحة حضارية نادرة تمتد من عهد الملوك الفراعنة حتى يومنا هذا. وقد شُيّد وفق أحدث معايير التصميم والعرض المتحفي، ليتيح تجربة فريدة تمزج بين التكنولوجيا الحديثة وروح التاريخ. ويضم آلاف القطع الأثرية، في مقدمتها المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون التي تُعرض لأول مرة بالكامل في مكان واحد، لتعيد للذاكرة بريق الحضارة المصرية وسحرها.
ولا يقتصر المتحف على كونه وجهة ثقافية، بل يمثل مشروعًا استراتيجيًا يعزز القوة الناعمة لمصر، ويدعم السياحة، ويعكس رؤية الدولة في الاستثمار في التراث كجزء من نهضة تنموية شاملة. فهو رسالة للعالم مفادها أن مصر قادرة على حماية تاريخها وصناع مستقبلها في آنٍ واحد.
وهكذا، يُسجّل افتتاح المتحف المصري الكبير فصلًا جديدًا في مسيرة حضارة لا تعرف الزوال. إنه ليس مجرد مبنى، بل وعد يتجدد بأن تظل مصر منارة للحضارة وقلعة للتراث الإنساني. وفي كل ركن من أركانه تنبض ذاكرة الأجداد، وتلوح معالم مستقبل واعد يليق بإرث الأمة وتاريخها العريق. فهنيئًا لمصر بهذا الإنجاز، وهنيئًا للعالم بمتحف يفتح أبواب المعرفة والجمال ليؤكد أن الحضارة المصرية ستظل علامة مضيئة على طريق الإنسانية عبر العصور.
#سامح_سعيد_عبد_العزيز (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟