سامح سعيد عبد العزيز
الحوار المتمدن-العدد: 8564 - 2025 / 12 / 22 - 03:46
المحور:
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
لم يعد تغيّر المناخ قضية علمية بعيدة عن حياة الناس، بل تحوّل إلى واقع يومي يفرض نفسه على الإنسان في صحته ومعيشته وأمنه الغذائي. فارتفاع درجات الحرارة، وتزايد موجات الجفاف والفيضانات، وذوبان الجليد، لم تعد مجرد أرقام في تقارير دولية، بل مشاهد متكررة تؤثر مباشرة في استقرار المجتمعات ومستقبل الأجيال القادمة.
أول آثار تغيّر المناخ تظهر في صحة الإنسان؛ إذ تؤدي موجات الحر الشديدة إلى زيادة حالات الإجهاد الحراري وأمراض القلب والجهاز التنفسي، كما تسهم التغيرات المناخية في انتشار الأوبئة والأمراض المنقولة عبر المياه والحشرات. ومع تلوث الهواء الناتج عن الانبعاثات الكربونية، تتضاعف المخاطر الصحية، خاصة على الأطفال وكبار السن.
أما على المستوى الاقتصادي والاجتماعي، فيهدد تغيّر المناخ مصادر الرزق، لا سيما في المجتمعات التي تعتمد على الزراعة والصيد. فاختلال مواسم الأمطار وتراجع الإنتاج الزراعي يؤديان إلى ارتفاع أسعار الغذاء وزيادة معدلات الفقر والهجرة القسرية، مما يخلق ضغوطًا اجتماعية ونزاعات على الموارد المحدودة.
ولا يقلّ تأثير تغيّر المناخ خطورة على الأمن الغذائي والمائي؛ إذ تتراجع الموارد المائية في كثير من المناطق، وتتعرض الأراضي الزراعية للتصحر، ما يضع الإنسان أمام تحدي توفير الغذاء والماء بشكل مستدام. وتبرز الدول النامية كأكثر المتضررين، رغم أنها الأقل مساهمة في الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري.
في مواجهة هذه التحديات، يصبح الوعي البيئي والعمل الجماعي ضرورة لا خيارًا. فالحد من الانبعاثات، والتحول إلى الطاقة النظيفة، وترشيد استهلاك الموارد، وتعزيز سياسات التكيف مع المناخ، كلها خطوات أساسية لحماية الإنسان والبيئة معًا. إن تغيّر المناخ ليس أزمة بيئية فحسب، بل قضية إنسانية تمس حق الإنسان في الحياة الكريمة، وتضع العالم أمام مسؤولية مشتركة لإنقاذ كوكب الأرض قبل فوات الأوا
#سامح_سعيد_عبد_العزيز (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟