أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - عزيز باكوش - عولمة العولمة - لعالم المستقبليات د المهدي المنجرة















المزيد.....

عولمة العولمة - لعالم المستقبليات د المهدي المنجرة


عزيز باكوش
إعلامي من المغرب

(Bakouch Azziz)


الحوار المتمدن-العدد: 8570 - 2025 / 12 / 28 - 14:53
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


صدر كتاب "عولمة العولمة " لعالم المستقبليات المهدي المنجرة ضمن سلسلة " كتاب الجيب " منشورات الزمن سبتمبر 2000 العدد 18 .و رغم مرور 25 سنة على هذا الإصدار ن فإن قارءه اليوم يشعر كما لو أن الكتاب لا زال سابق عصره . وأنه مستقبلي جدا جدا . ومنذور برؤية ثاقبة للأجيال القادمة. الإصدار جاء في 108 من الصفحات من الحجم الصغير مزدان بلوحة غلاف من تصميم أحمد بن يسف وابنتيه مريم ونور . ومن محتوياته نقرأ بعد المقدمة - تحرير العولمة -ا لعولمة والمعرفة في المجتمع المعاصر -مستقبل المنظومة الدولية في الألفية الثالثة – المجتمعات العربية : اختلالات الراهن وسيناريوهات المستقبل – أي صورة للعرب في المستقبل ؟
على ظهر الغلاف نقرأ:
" لا ينتفض المهدي المنجرة، وهو السابر لأغوار العلاقات الدولية والنافذ ببعض تفاصيلها، لا ينتفض ضد العولمة كظاهرة استعمارية جديدة فحسب، بل وأيضًا كيف يوظف الأقوياء بعض الدول والشعوب من موقعها في اختيار مصطلحاتها ومفاهيمها ومفرداتها للتعبير عن واقعها وآمالها في التحرر والاستقلال والكرامة.
إن رفض العولمة السائدة إنما هو وبامتياز رفض لسلوكها الاستعماري الجديد، لبعدها الاقتصادي الإقصائي، لمسارها الفكري المتمركز حول النظرة الغربية ذات المرجعية المسيحية/اليهودية، لتطلعها إلى صهر كل ثقافات العالم في الهيمنة نفسها، لتكريسها لقوة المال والحديد (كما في العراق وغيره)، ورفضها لمبدإي التعدد والتنوع اللذين لا مستقبل للبشرية بدونهما. هكذا إذن، الفكر الواعي، الذي لم يبرأ الكاتب يومًا عن كشفه، عن التنديد به، عن تعرية خلفيته وعن فضح قراءاته وقوى الغضب التي تبناه وتلقى صلابة في إشاعته وترويجه.من هنا، ولأكثر من مبرر، يجد طرح «عولمة العولمة» معناه الحقيقي وجوهره الأسمى…»
يقول عنه الدكتور يحيى اليحياوي أحد تلامذته النجباء "لو جاز لي أن أختزل المشروع الفكري للأستاذ المهدي المنجرة من خلال هذا الكتاب الشيق "حوار التواصل : من أجل مجتمع معرفي عادل" (الذي أرجو أن توضع نصوصه في سياق فترة كتابتها) لاختزلته دونما قليل مجازفة في بعد واحد، هو البعد الاستشرافي الذي يطبع كتابات الرجل، يضمن لها سبل الانفتاح ويؤسس لها القاعدة والمرجعية:
- فهو لا ينادي فقط بضرورة تفتح الثقافات على بعضها البعض، بل يرهن هذا التفتح بمدى قابلية هذه الثقافات على التواصل دونما استكبار ومدى القبول ببعضها البعض دونما تجبر.
- وهو عندما يطالب بأولوية البحث العلمي والتطور التكنولوجي (سيما في ميدان تكنولوجيا الإعلام والاتصال) فلأنه واع بأن نقل التكنولوجيا والمعارف التقنية غير ممكن حتى وإن كان عقلانيا.وهو عندما وضع فكره ورؤيته للأمور بشبكة الانترنيت فلأنه مقتنع بأن الشبكة إياها هي إحدى سبل التواصل والتحاور وتنقل الأفكار والمعرفة.
أو لم يكن الرجل من واضعي تصريح تارودانت للمعلوماتية بداية الثمانينات (نونبر 1982 بالتحديد) وصاحب مقولة: إن الانترنيت لن يعطي لبلد ما إلا بالقدر الذي يمكن لهذا البلد أن يعطيه للانترنيت؟ ثم هو، فضلا عن كل هذا وذاك، من مناهضي العولمة الكبار، ليس فقط كونها تجسد لأشكال جديدة من الاستعمار (استعمار "السلطة الناعمة" التي تستهدف العقول والضمائر) ولا لكونها تدفع بمنطق "الفكر الواحد والوحيد"، فكر الشركات الكبرى والدول المتقدمة، ولكن أيضا لأنه يرى فيها أكبر سبل الممانعة والإقصاء والتهميش للدول والشعوب والثقافات الأخرى: لأنها تقتل الحق في الحلم، تقتل الحق في التميز... تقتل القيمة الجوهرية ل"حوار التواصل". انتهى الاقتباس.
وفي حديث آخر يندرج كتاب عولمة العولمة " ضمن الكتابة الفكرية النقدية التي تستلهم أطروحات المهدي المنجرة حول العولمة، لا بوصفها قدرا تاريخيا محايدا، بل كمنظومة هيمنة جديدة تعيد إنتاج الاستعمار بأدوات أكثر نعومة ودهاء. فالمنجرة، كما يعكس الكتاب لا يرفض العولمة في ذاتها، وإنما ينتقد العولمة السائدة بما تحمله من نزوع إقصائي وهيمنة رمزية واقتصادية وثقافية.
يبرز نص "عولمة العولمة" تصورا عميقا بدور اللغة والمفاهيم في تكريس السيطرة إذ يشير إلى كيفية توظيف القوى المهيمنة لمصطلحات بعينها، تُفرض على الدول والشعوب فتتحول اللغة من أداة تعبير إلى أداة تطويع، ومن وسيلة تحرر إلى قناة لإعادة تشكيل الوعي وفق مصالح الأقوياء. هنا تصبح المفاهيم ذاتها—كالتحرر، والاستقلال، والكرامة—مشروطة بقاموس العولمة المهيمنة، لا نابعة من السياقات التاريخية والثقافية المحلية."
كما يركز النص على البعد الاقتصادي للعولمة، بوصفه بعدا إقصائيا يعمق الفوارق بين المركز والهامش، ويعيد إنتاج علاقات التبعية. ويتقاطع هذا التحليل مع نقد المنجرة لمسار العولمة الذي يتمركز حول النظرة الغربية ذات المرجعية المسيحية/اليهودية، وهي نظرة تسعى إلى تعميم نموذج حضاري واحد، وصهر التعدد الثقافي في قالب كوني مزيف يخدم منطق السيطرة لا منطق التعايش.

ويُبرز النص أيضاً الوجه العنيف للعولمة، حين تتكامل قوة المال مع قوة السلاح، في إشارة دالة إلى الحروب الحديثة، مثل العراق، حيث تُستعمل القوة العسكرية لتأمين المصالح الاقتصادية وتكريس الهيمنة الجيوسياسية. في هذا السياق، لا تعود العولمة مشروعاً للتقارب الإنساني، بل أداة لإدارة الصراعات وإخضاع الشعوب.
في مقابل هذا الواقع، يستحضر النص مفهوم «الفكر الواعي»، بوصفه فعلاً نقدياً دائماً، لا يكتفي بالتشخيص، بل يفضح الخلفيات الأيديولوجية، ويعرّي القراءات المضللة، ويكشف القوى الغاضبة التي تتبنى هذا الخطاب وتسهم في ترويجه. الفكر الواعي هنا ليس موقفاً عابراً، بل ممارسة مستمرة للمقاومة الرمزية والمعرفية. ومن هذا المنطلق، يكتسب طرح «عولمة العولمة» معناه العميق، باعتباره بديلاً إنسانياً يناهض عولمة الهيمنة بعولمة القيم المشتركة، والتعدد، والاعتراف المتبادل. إنها دعوة إلى إعادة إنسانية العالم وإلى بناء كونية عادلة لا تلغي الخصوصيات بل تجعل منها شرطاً ضرورياً لمستقبل البشرية.
ونطالع في مقدمة الكتاب نبذة عن سيرة وحياة المهدي المنجرة هذا الرجل العظيم الذي سافر في عام 1948 إلى أمريكا حيث البحث. فدرس بميتشيغن، ثم التحق بجامعة كورنل وتخصص في البيولوجيا والكيمياء. غير أن ميولاته السياسية والاجتماعية دفعته إلى المزاوجة بين دراسته العلمية من جهة، والعلوم الاجتماعية والسياسية من جهة ثانية، وفتحت إقامته بأمريكا عينيه على العمل الوطني والقومي. ومن هذا المنطلق، كان اشتغاله بمكتب المغرب ومكتب الجزائر بالأمم المتحدة، كما حمل مسؤولية رئاسة رابطة الطلاب العرب.في سنة 1954 غادر أمريكا إلى إنجلترا لمتابعة دراسته العليا بجامعة لندن في الاقتصاد والعلوم السياسية، حيث قدم أطروحته لنيل الدكتوراه في موضوع «الجامعة العربية». في سنة 1957 عاد إلى المغرب ليعمل أستاذًا بكلية الحقوق.
ويورد المصدر ذاته توليه في هذه الفترة إدارة مؤسسة الإذاعة المغربية، في سنة 1962 عينه «روني ماهو» المدير العام لليونسكو آنذاك مديرا عاما للديوان. في عام 1970 عمل بكلية العلوم الاقتصادية بلندن أستاذا محاضرا وباحثا في الدراسات الدولية. خلال سنتي 1975 و1976 تولى مهمة المستشار الخاص للمدير العام لليونسكو. وفي تلك الأثناء تأسس «الاتحاد العالمي للدراسات المستقبلية»، الذي انتخب رئيسا له إلى سنة 1981. في سنة 1982 تأسست بباريس منظمة جديدة باسم «الجمعية العالمية للمستقبليين»، التي انتخب رئيسا لها إلى غاية 1990. أصدر العديد من المؤلفات والمقالات والأبحاث باللغات العربية والفرنسية والإنجليزية، منها:الحرب الحضارية الأولى (1991).القدس العربية: رمز وذاكرة (1969). حوار التواصل (1996). الذي بلغ الطبعة السادسة .



#عزيز_باكوش (هاشتاغ)       Bakouch__Azziz#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ديوان - جواد ليس لأحد- للشاعر الدكتور إبراهيم ديب صدر في الع ...
- التحليق بأجنحة الحداثة في الشعرية العربية - للأستاذ الشاعر ا ...
- عبد الكريم الدرقاوي في ندوة المهرجان يكشف عن مفارقة مؤلمة في ...
- اسئلة النقد السينمائي بالمغرب :من يشاهد الآخر ؟ من يصور الآخ ...
- بنكهة الجرح الجميل يسم الشاعر يحيى عمارة ديوانه الثامن -كرنف ...
- تازة وباديتها - المغرب - من خلال الأرشيفات الأجنبية والتراث ...
- سيارة تشبهني
- ابتلاعات -قصة رجل ظل يقف طويلا بباب رئيس المجلس البلدي عند ب ...
- -ذاكرة الأسامي- للأديب الراحل محمد الفشتالي - أجمل القراءات ...
- ليام نيسون Liam Neeson يضفي إنسانية على أدواره عندما يتقمص ا ...
- - JUSQU AU BOUT DU COEUR - حتى آخر القلب - للشاعرة المغربية ...
- الروائية الشابة فاطمة الزهراء بنموسى - الخيال مفتاح اللغز- د ...
- قراءة متجددة لكتاب -- ملامح الكتابة الصحفية- السمات اللغوية ...
- أطروحة جامعية تسلط الضوء على- السرد الترابطي- كإفراز للتحولا ...
- الإبداع والإعلام أية علاقة ؟
- مسرحية -تغريبة ليون الإفريقي -للدكتور أنور المرتجي : ضرورة د ...
- للمرة الثالثة أو الرابعة أعيد قراءة كتاب -عرائس المروج -للأد ...
- نص مداخلتي في ندوة الكتابة في مرآة الذات ضمن فعاليات المنتدى ...
- كتاب -تصور الأهواء والانفعالات في الفلسفة العملية لديكارت بي ...
- الدكتور عمر بنعياش -محمد جسوس من القرويين إلى برينستون سيرة ...


المزيد.....




- -رجل و4 نساء-.. الأمن السعودي يعلن ضبط 5 وافدين داخل شقة ويك ...
- سوريا.. قتلى وجرحى بإطلاق نار من -فلول- النظام السابق خلال ا ...
- أعاصير وفيضانات وحرائق… 2025 يقرع ناقوس الخطر
- أقدم مواجهة مع الذات.. ماذا نرى حقا حين ننظر في المرآة؟
- ?ما التهاب المعدة الناجم عن بكتيريا -هيليكوباكتر-؟
- كاتبة من غزة: نسمع عن السلام لكن نعيش وسط الجحيم
- خفر السواحل اليوناني ينقذ 840 مهاجرا خلال 5 أيام قبالة كريت ...
- ?ما إصبع الزناد؟
- اشتباكات في قرية الترابين بالنقب وبن غفير يتعرض للرشق بالحجا ...
- الاحتلال الإسرائيلي يعتقل 5 سوريين قرب بلدة كودنة بريف القني ...


المزيد.....

- قراءة تفكيكية في رواية - ورقات من دفاتر ناظم العربي - لبشير ... / رياض الشرايطي
- نظرية التطور الاجتماعي نحو الفعل والحرية بين الوعي الحضاري و ... / زهير الخويلدي
- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - عزيز باكوش - عولمة العولمة - لعالم المستقبليات د المهدي المنجرة