عزيز باكوش
إعلامي من المغرب
(Bakouch Azziz)
الحوار المتمدن-العدد: 8568 - 2025 / 12 / 26 - 15:58
المحور:
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
رغم أن ديوان " جواد ليس لأحد" للشاعر الدكتور إبراهيم ديب صدر في العام 2007، إلا أن قصائده ما تزال نابضة بالحياة. وللشاعر قبل ذلك "حجر الملح" باكورة إنتاجه الأدبي الصادر سنة 2004 عن وزارة الثقافة ضمن سلسلة الكتاب الأول. تلى ذلك مؤلف نقدي موسوم ب “قصيدة النثر المغربية من محمد الصباغ إلى الآن” نحو مقاربة ظاهراتية تأويلية منفتحة 2007 ثم "كسر الجليد/ رواية البرتقالة الفنان/ مجموعة قصصية سنة 2011 ومدن تقيم في نومي/ ديوان شعري سنة 2022. الإصدار الذي نلت نسخة منه بإهداء الشاعر نفسه الخميس 25 دجنبر الجاري على هامش احتفالية معهد صروح للثقافة والإبداع باليوم العالمي للغة العربية بثانوية مولا ادريس العريقة بفاس، جاء في 79 صفحة من القطع المتوسط مزدان بلوحة للفنان عز الدين الذكاري. بين دفتيه نقرأ أضمومة من عشر قصائد "نهران– ثقوب زرقاء– قصائد ضد الزلزال– أحتاج لعينيك– جواد ليس لأحد– صباح 2005 – نهار من جبس الشهوة– هلوسات سعيدة – يد تقطف الفجر– كلمات تدفع الجدار بقوة."
و الشاعر إبراهيم ديب من مواليد سنة 1967 بتاونات دكتوراه في الأدب في موضوع “المتخيل في قصيدة النثر المغربية مقاربة موضوعاتية” بميزة مشرف جدا .عضو اتحاد كتاب المغرب ورئيس جمعية مقدمات للإبداع والثقافة بتاونات ، وعضو في منتدى كفاءات إقليم تاونات.. يشتغل حاليا مفتشا للتعليم الثانوي التأهيلي بفاس، سكن الشعر مبكرا واتخذه مشتلا في العديد من قصائده بداية من العام 1994 في عدة مجلات وملاحق ثقافية مغربية ،فضلا عن إسهاماته النظرية المختلفة في العديد من المحافل الأدبية .
برأي النقاد فإن "ابراهيم ديب" من الشعراء المغاربة المعاصرين الذين يمتلكون وعيا شعريا يزاوج بين عمق الفكرة وحداثتها من جهة، وجاذبية اللغة وجماليتها من جهة أخرى،
في قصيدته الزاخرة نهران يقول :
نهران
ولانجمة تهدي خلخالها
لهذي البلاد القديمة
لا قمر يلهو في خرائب الذاكرة
نهران
ولا توت في المخيلة
لا صديق في الأصابع..
نهران
ولا أشجار في الرأس
ولا نوارس في غفوة المحيطات
نهران
ولاغيمة تظللني
لا حجل يرفرف في الأهداب
نهران
وماء فاسد
وكلام بطيء
وقطارات لا تصل البتة ..
ويتنفس الشاعر الحنين إلى الطفولة بحمولتها واندفاعاتها وبراءة أوهامها وهو ينقل بعضا من صور الذاكرة المكتوية بحرقة الأحلام قبل الاصطدام :
وكنت طاحونة
لا تمل من الريح
لا تمل من جعجعة التفاؤل
كنت أقفز من حلم إلى حلم
كقطة اعتادت هواء الحرية
ولا أكلم أحدا
فقط أعبر هذه الصحراء
كقطار
أو كمطر ناعم
***
أما في قصيدة صباح 2005
**
الطريق إلى أمي بعيدة جدا
وأنا وحيد كبندقية
أصوب الخيال تلو الخيال إلى رأسي
لكنه أبدا لا يفيد في مثل هذه المناسبة."
الشاعر والأديب إبراهيم ديب شغوف باستمرارية مساره الإبداعي المتوهج بداية من التسعينيات إلى ما لا نهاية .هو أيضا أحد الأصوات الشعرية الحداثية المتأهبة للوثوب احتجاجا على الصمت العربي الجريح .
#عزيز_باكوش (هاشتاغ)
Bakouch__Azziz#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟