أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - الاستيطان هو الحل !! وجنين عصية














المزيد.....

الاستيطان هو الحل !! وجنين عصية


بديعة النعيمي
كاتبة وروائية وباحثة

(Badea Al-noaimy)


الحوار المتمدن-العدد: 8569 - 2025 / 12 / 27 - 20:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نشرت بعض الصفحات العبرية الاستيطانية مؤخرا خبرا مفاده أن "جنين هي عاصمة الإرهاب الفلسطيني لأنه ببساطة لا يوجد فيها استيطان و مستوطنات تدافع عن كل مواطني البلاد، وحيثما لا يوجد استيطان يوجد خطر".

هذا التوصيف الذي تروج له تلك الصفحات العبرية الاستيطانية لمدينة جنين ما هو إلا ملخص لعقيدة سياسية–أمنية رافقت المشروع الصهيوني منذ نشأته، عقيدة تربط "الأمن" بالاستيطان، وتنزع الشرعية عن صاحب الحق الشرعي، وتحول الأرض إلى أداة ضبط وقوة بافتراضها سلفا أن الفلسطيني "خطر" حيثما وجد، وأن المستوطنة هي الحل.

ولا بد أن نذكر بأن المستوطنات عبر التاريخ القصير لطالما كانت نواة المشروع السياسي الاستعماري للمشروع الصهيوني. فمنذ أواخر القرن التاسع عشر، ومع الموجات الأولى للهجرة الصهيونية، جرى التعامل مع الأرض بوصفها مجالا للسيطرة ثم التملك. وقد نشأت المستعمرات الزراعية الأولى ضمن رؤية "الاستيطان كحارس"، حيث تقام النقاط السكنية لتثبيت الملكية، وفرض الوقائع.

ومع الانتداب البريطاني، تطورت هذه الفكرة إلى بنية مؤسساتية أساسها التعاون الأمني، والتدريب العسكري، والعصابات الإرهابية شبه العسكرية التي خرجت من رحم المستوطنات. هكذا ساهم الاستيطان في إنتاج القوة التي قامت عليها دولة الاحتلال لاحقا، فكانت الرافعة التي قامت بفضلها. وبعد نكبة ٤٨ استمر النهج نفسه، لحدود ترسم بقوة السلاح، ومستعمرات تزرع لتأمين السيطرة، وفلسطينيون يعاملون كخطر دائم.

واليوم جنين هي "الخطر" من وجهة نظر الاحتلال، لأنها تفلت من المعادلة التي تتلخص بعدم إخضاعها لشبكة الاستيطان، بالإضافة إلى عدم دمجها ضمن سياسة "الأمن عبر المستوطنة". لذلك يعاد تعريفها في الخطاب الصهيوني بوصفها مصدرا ل "الخطر"، لأن غياب الاستيطان فيها يعني غياب السيطرة البنيوية التي تريدها دولة الاحتلال والتي ترى "الخطر" في وجود فلسطيني متماسك خارج منطق الاستيطان.

وقول تلك الصفحات بأنه "حيثما لا يوجد استيطان يوجد خطر" هو اعتراف ضمني بأن الاستيطان هو أداة الاحتلال في إخضاع الفلسطيني. ولكن هذا التضييق والتفكير في إخضاع مدينة جنين للاستيطان سيولد المقاومة لأنه يقوم على مصادرة الأرض، وتفتيت المجتمع، وفرض واقع قسري. ولكن ما تتجاهله تلك الصفحات الاستيطانية، أو تتجاهله عن قصد، هو أن جنين مدينة لها تاريخ مقاومة طويل، وهو تاريخ شكل وعيها الجمعي ورسخ موقعها في الذاكرة الفلسطينية بوصفها مدينة عصية على الكسر. فجنين لطالما كانت في قلب الأحداث، وكل محاولة لإخضاعها اصطدمت بواقع مختلف عما تخطط له العقيدة الاستيطانية، فمنذ ثورة ١٩٣٦، مرورا بمراحل الكفاح الوطني المختلفة، وصولا إلى انتفاضة ٨٧ و ٢٠٠٠ كانت جنين حاضرة كمسرح رئيسي. وقد شكل مخيمها على وجه الخصوص رمزا لهذا الدور، حيث تراكمت فيه خبرة المواجهة والصمود، وتحول إلى عنوان لإرادة فلسطينية ترفض الخضوع لمنطق القوة المفروضة. ولم يكن ما جرى في معركة مخيم جنين عام ٢٠٠٢ سوى تعبير عميق عن هذا التاريخ، حين فشل الاحتلال، رغم تفوقه العسكري الهائل، في كسر إرادة المدينة، واضطر إلى دفع أثمان سياسية وأخلاقية ومعنوية لا تزال حاضرة في وعيه حتى اليوم.
لذلك فإن انكسار مشروع الاستيطان على أعتاب جنين هو شيء محتم بإذن الله.



#بديعة_النعيمي (هاشتاغ)       Badea_Al-noaimy#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على عسر قام عود المجد
- هدم البيوت في القدس..أداة صهيونية لإعادة تشكيل المدينة وفرض ...
- قواعد إطلاق نار جديدة في الضفة الغربية..الرصاص مقابل الحجر
- -كوزيت- غزة..تتمنى الموت
- من إغلاق المعابر إلى إغلاق العيون
- الإرهاب كما يراه ترامب..احتلال يبرأ ومقاومة تدان
- -بتسليم- والتهجير القسري من مناطق -ج- في الضفة الغربية
- الحصار كسلاح إبادة..غزة تغرق في شتاء ثالث
- -هاكابي- والدعوة لحرب دعائية باسم -الدين-
- دبابيس -بن غفير- رموز لتبرير الانتقام
- توماس ماسي- وجماعة الضغط الصهيوني
- جيش الإبادة وخيار الانتحار
- ردة فعل انتقامية..وعجز عن الحسم
- الاغتيالات ومأزق الاحتلال في غزة
- من -رابين- إلى -نتنياهو-..طفولة مستباحة وسياسة لا تتغير
- قرار استملاك باحة الحرم الإبراهيمي.. مرحلة جديدة من التهويد ...
- عملية -خمسة أحجار-..ماذا تخفي؟
- مقاومو رفح..إرادة تتحدى آلة الحرب
- المقاطعة الأكاديمية..ما الذي فعلته غزة؟
- حفار واحد… وآلاف الشهداء ينتظرون


المزيد.....




- -نواجه حربًا شاملة-.. بزشكيان يحذر -الأعداء-: قواتنا المسلحة ...
- لماذا يكرر البشر نفس أخطائهم؟
- قبل الفطور أم بعده.. ما هو التوقيت المثالي لتنظيف أسنانك؟
- الأداء الجنسي للرجل.. أسباب تراجعه وكيفية الحفاظ عليه
- هل تعيد إستراتيجية ترامب تجاه أفريقيا السلام للسودان؟
- الانتقالي الجنوبي: نثمن جهود التحالف ومنفتحون على أي ترتيبات ...
- السليمان: زيارة عبدي إلى دمشق ستعزز التفاوض
- اليمن.. الانتقالي -منفتح- على أي ترتيبات تضمن حماية الجنوب
- قبيل لقاء ترامب وزيلينسكي.. روسيا تشن موجة من الهجمات على كي ...
- لو فيغارو: اتفاقية سرية تمنح الجزائر نفوذًا داخل تونس وتضعف ...


المزيد.....

- الانتخابات العراقية وإعادة إنتاج السلطة والأزمة الداخلية للح ... / علي طبله
- الوثيقة التصحيحية المنهجية التأسيسية في النهج التشكيكي النقد ... / علي طبله
- الطبقة، الطائفة، والتبعية قراءة تحليلية منهجية في بلاغ المجل ... / علي طبله
- قراءة في تاريخ الاسلام المبكر / محمد جعفر ال عيسى
- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - الاستيطان هو الحل !! وجنين عصية