أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - -هاكابي- والدعوة لحرب دعائية باسم -الدين-














المزيد.....

-هاكابي- والدعوة لحرب دعائية باسم -الدين-


بديعة النعيمي
كاتبة وروائية وباحثة

(Badea Al-noaimy)


الحوار المتمدن-العدد: 8555 - 2025 / 12 / 13 - 21:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


طالعنا خبر جاء فيه أن السفير الأمريكي لدى دولة الاحتلال "مايك هاكابي" يقود مجموعة مختارة" كما يسميها، تضم ألف "قس مسيحي صهيوني" في دولة الاحتلال للتحضير لحرب إعلامية في أمريكا تركز على نشر الرواية الصهيونية. " نحتاج أن تشتعل منابر الوعاظ في أمريكا بالحقيقة، تقول الكتب المقدسة إن هذه هي الأرض التي منحها الله للشعب اليهودي، سيبارك الله من يبارك إسرائيل، ويلعن من يلعنها".

ما جاء على لسان "هاكابي" ما هو إلا امتداد منطقي لمسار طويل يجمع بين السياسة والدعوة الدينية في شخصية لم تخف يوما مشربها العقائدي ولا استخدامها "الدين" كأداة تعبئة سياسية. ف "هاكابي" السياسي الأمريكي والقسيس "المسيحي" المعمداني الصهيوني، والحاكم السابق لولاية أركنساس وأحد المرشحين لخوض الانتخابات الرئاسة الأمريكية لعام ٢٠٠٨ عن الحزب الجمهوري، بنى حضوره العام على مزج صريح بين "اللاهوت الإنجيلي" المحافظ والرؤية الصهيونية المتشددة، حيث تتحول النصوص الدينية إلى وثائق سياسية، تستدعى النبوءات لتبرير الوقائع، حيث تجعل من فلسطين "أرض وعد" مغلقة على رواية واحدة، وهي الرواية الصهيونية التي لا تحتمل الشك. هذا النمط من التفكير ليس جديدا في التيار "الإنجيلي الصهيوني" في الولايات المتحدة، لكنه عند "هاكابي" يأخذ طابعا فظا ومباشرا لا نقاش فيه، مضمونه إنكار كامل لوجود الشعب الفلسطيني السياسي، واختزال الصراع إلى اختبار إيماني، حيث يصبح "الوقوف مع دولة الاحتلال شرطا ل "البركة الإلهية" المزعومة، ومعارضتها "لعنة مستحقة".

أما خطر هذا الخطاب المتحيز بالكامل لدولة الاحتلال، فيكمن في ادعائه امتلاك "الحقيقة" المطلقة. فحين يقول إن على منابر الوعاظ في أمريكا أن "تشتعل بالحقيقة"، فهو يدعو إلى تعبئة عقائدية، تخدم مشروع احتلال، وبذلك فهو يتجاهل ما يسمى ب "القانون الدولي"، ويتجاوز ما حصل من تطهير عرقي منذ عقود وإلى اليوم متقنعا بما قدمه من توليفة مكوناتها تنفيذ "الإرادة الإلهية" المزعومة.

كيف لا وهو يحمل تاريخا مؤيدا لدولة الاحتلال ومعارضا لقيام أية دولة فلسطينية، وهو الرافض للهوية الفلسطينية. والمؤيد لمستوطنات الضفة الغربية المخالفة ل "القانون الدولي". وفي عام ٢٠٠٨، صرح إنه "لا يوجد شيء اسمه فلسطيني". وفي عام ٢٠١٧ صرح أنه "لا يوجد شيء اسمه الضفة الغربية، وأردف، إنها يهودا والسامرة. لا يوجد شيء اسمه مستوطنة، إنها مجتمعات، إنها أحياء، إنها مدن، لا يوجد شيء اسمه احتلال". وهذه المواقف إن دلت على شيء فإنما تدل على أن "هاكابي" يرى العالم من ثقب عقيدته الفاسدة المغلقة. والأخطر هو التحضير لما أسماها "حربا إعلامية" في أمريكا، أي نقل الصراع من ساحته الضيقة إلى الوعي الجمعي الأمريكي، عبر الكنائس والمنابر "الدينية" وتحويلها إلى غرف عمليات دعائية تروج للرواية الصهيونية.
ومن هذا المنطلق فهو يقود سياسات امريكا الخارجية بمنطق النبوءات الصهيونية، وهذا ليس بالأمر الجديد.
فلطالما امتدت علاقة الولايات المتحدة بقضية فلسطين إلى ما هو أبعد من الاعتبارات الجيوسياسية البحتة، لتشمل بعدا دينيا فعالا على صياغة رؤية قطاعات واسعة من المجتمع الأمريكي تجاه دولة الاحتلال. فمنذ أواخر القرن التاسع عشر، ربطت العديد من التيارات "المسيحية الإنجيلية" في أمريكا بين ما يسمى ب "وعد الله" لليهود والنصوص التوراتية المحرفة، وبين دعم إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، ما جعل دعم دولة الاحتلال "واجبا دينيا" في نظرهم.
وترسخت هذه الرؤية "الدينية" عبر عدد من المنظمات "الإنجيلية"، مثل "مسيحيون متحدون من أجل إسرائيل" التي أسست في الثمانينيات من القرن الماضي، وساهمت في تحويل النصوص الدينية إلى خطاب سياسي يبرر دعم دولة الاحتلال باعتبارها تحقيقا لما يسمى بنبوءات آخر الزمان.
وبمرور الزمن، أصبح هذا المزج بين الدين والسياسة جزءا من الثقافة السياسية لبعض "النخب الأمريكية"، بل ساهم في التأثير على السياسة الخارجية الأمريكية نفسها، حيث ينظر إلى دعم دولة الاحتلال كامتداد لتحقيق إرادة إلهية وفق قراءة إنجيلية محافظة، وهو ما ينسجم مع خطاب شخصيات مثل "هاكابي".



#بديعة_النعيمي (هاشتاغ)       Badea_Al-noaimy#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دبابيس -بن غفير- رموز لتبرير الانتقام
- توماس ماسي- وجماعة الضغط الصهيوني
- جيش الإبادة وخيار الانتحار
- ردة فعل انتقامية..وعجز عن الحسم
- الاغتيالات ومأزق الاحتلال في غزة
- من -رابين- إلى -نتنياهو-..طفولة مستباحة وسياسة لا تتغير
- قرار استملاك باحة الحرم الإبراهيمي.. مرحلة جديدة من التهويد ...
- عملية -خمسة أحجار-..ماذا تخفي؟
- مقاومو رفح..إرادة تتحدى آلة الحرب
- المقاطعة الأكاديمية..ما الذي فعلته غزة؟
- حفار واحد… وآلاف الشهداء ينتظرون
- المنطقة الأمريكية -الخضراء-..مشروع لن يمر
- حين تصبح الوساطة الدولية حبرا على ورق..غزة تحت القصف
- اعتداءات المستوطنين تسرع طريق الانتفاضة الثالثة..-غوش عتسيون ...
- توسع الاحتلال شرق غزة وفراغ الضمانات الدولية
- إعدام الأسرى..تشريع للقتل الجماعي
- مجزرة مخيم عين الحلوة ليلة 19/نوفمبر/2025
- المشروع الأميركي الجديد لغزة..هل هو انتداب حديث؟
- جمعية -المجد- ورحلة -رامون- إلى جنوب إفريقيا..
- مطر يختبر الخيام.. وإرادة تهزم الغرق


المزيد.....




- سيناريوهات -البيك أب- والتسلّل البرّي.. على ماذا يتدرّب الطي ...
- إسرائيل تعلن مقتل -أحد مهندسي- هجوم السابع من أكتوبر 2023
- -مرشحو الغلابة- يُعيدون رسم المشهد الانتخابي في مصر
- افتتاح أطول -تلفريك- في أوروبا جنوب العاصمة الفرنسية باريس
- رامه الشققي: علاقتي بسوريا كانت مزيجا من الحب والخوف
- ياسين براهيمي يكشف لماذا ترك أوروبا واختار قطر
- صور مفبركة وقرار علاجي حكومي.. لماذا عاد اسم عبلة كامل إلى ا ...
- وزيرا خارجية الإمارات والصين يؤكدان عمق الشراكة بين البلدين ...
- البنتاغون: مقتل جنديين من الجيش الأمريكي ومترجم مدني في سوري ...
- مشاهد فوضى واحتجاج جماهيري ترافق انطلاق جولة ميسي في الهند


المزيد.....

- قراءة في تاريخ الاسلام المبكر / محمد جعفر ال عيسى
- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - -هاكابي- والدعوة لحرب دعائية باسم -الدين-