همساتي : الاسر والسجن

ايليا أرومي كوكو

الحوار المتمدن-العدد: 8569 - 2025 / 12 / 27 - 15:13
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    

الاسر والسجن ليسا بحد ذاتهما جريم كما يراواد افكار الكثيرين اكثر منها تجربة واختبار وامتحان
أهديه لكل اسير وسجين مظلوم في سبيل قول كلمة الحق واخيرهم الشهير ( بوب )
الاسر والسجن مفهومان متلازمان ينطويان علي الابعاد والحرمان وسلب الحرية
والسجن والاسر ليسا بالضرورة دائما عقوبات يعاقب بها عتاة المجرمين والجناة
لكنها بكل أسف في كثير من الاحيان تطال الابرياء الاحرار الابرار خلف قطبانها
ليس لجريمة او جناية ارتكبوها ضد حاكم او سلطان بل لشجاعتهم وقولهم لكلمة الحق
هؤلاء الذين لا يخشون في الحق لومة لائم دائماً ما يكون ضحايا وكبش فداء لمواقفهم
فهم يدفعون ضريبة قول الحق في أزمنة الظلام حيث لا يسمح بغير الزيف والتدليس
والرجال مواقف والقيل من الرجال ابطال منهم يتصفون بخصال الاستعداد للتضحيات
******
عندما يكون قول كلمة الحق جريمة نكراء تستوجب السجن ولأمد طويلة دون حكم
وتكون تصفية الحسابات الشخصية ديدن من بيدهم القوة والسلطة خارج اطار القانون
حين تعلو المزاجات والاهواء الفردية الشخصية من الكبر والغرور علي كلمة الحق
هنا تظهر علي السطح المنطقة الحرة لممارسة شتى اساليب الطغاة في القمع والبطش
لياخذ السلطان والحاكم والوالي العصا والكرباخ بيده فهو القاضي الجلاد السجان خصرياً
في هذه الاجواء المسمومة تتراجع كل قيم ومعايير الحكم الرشيد علي حساب تقدم الاستبداد
ليمرح ويسرح السلطان كيفما اراد متي شاء متناسياً ابجديات : (وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ) .
********
هنا لا يكون في الامر عجب بأن يزج بكل من يتجرئ علي الحاكم بكلمة النصح والارشاد
عندما ينتقم الراعي شر الانتقام بكل من يفتح فاه مطالباً بأدني الحقوق المستحقة الواجبة الدفع
فقل علي الدنيا السلام حيث حق لا يقال ولا استحقاقات يطالب بها لا أمان في كلمة والنصح
حينها يتحول كل الرعية الي انعام تساق سوقاً لا بشر يستحقون ابسط استحقاقات الحياة
فالكل أضحي رعديد خائف جبان تتحكم في نفسه هواجس الذعر والرعب والخشية
عليه تعود الامة كلها الي ألازمنة الغابرة الموحلة في الترهيب والسيطرة وتكميم الافواه
ويكون للفرد الحاكم وحده السلطة المفرطة والكلمة الاخيرة في العقد والحل الامر والنهي
و يكون كل الشعب من الرعية ارجوازات تدور في فلك السطان "لا حول ولا قوة إلا بالله"
********
ليتذكر الحكام الرؤساء الباطشين : "إذا دعتك قدرتك على ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك"؟
لاتظلمن اذا ماكنت مقتدراً فالظلم آخره يفضي الى الندمِ تنام عينك والمظلوم منتبهٌ يدعو عليك وعين الله لم تنمِ .
فالسجن ليس في كل الاحوال عقاب وانتقام وتفشي الضغينة علي الخصم لآنك قوي وهو ضعيف .
فقد يكون السجن في بعض الاحايين قدر أخف وأحسن من قدر اشد كان محتوماً وربك لطف
وهذا من عبارات التعزية والسلوى التي يجد فيها السجناء لاسيما المظلومين بعض العزاء
ودوننا المقولة والعبارة الشهيرة التي تقول : "الرصاصة التي لا تقتلك تقويك"
ولنا في اشهر سجين في العصر الزعيم الافريقي العظيم نيلسون مانديلا اسوة
وهذه بعض اقوال مانديلا عن السجن :
* "لا شيء في السجن يبعث على الرضا سوى شيء واحد هو توفر الوقت للتأمل والتفكير".
"* أن تكون حراً ليس مجرد التخلص من القيود بل هو أن تعيش بطريقة تحترم وتعزز حرية الآخرين".
وقوله ايضاً : "في بلادي، نحن نذهب إلى السجن أولاً ثم نصبح رؤساء"
"أخطر ما في السجن أن تفقد احترامك لذاتك"
بالإضافة إلى مقولة "أشد سجون الحياة فكرة خائبة" ا لتي تصف سجن الروح بالوهم،
هذا مع وجود أقوال أخرى عن طبيعة الحياة داخل السجن والمقاومة.

#ايليا_أرومي_كوكو (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل