أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ايليا أرومي كوكو - ذكري زيارة البابا يوحنا بولس الثاني للسودان فبراير 1993 م















المزيد.....

ذكري زيارة البابا يوحنا بولس الثاني للسودان فبراير 1993 م


ايليا أرومي كوكو

الحوار المتمدن-العدد: 8543 - 2025 / 12 / 1 - 11:06
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


اليوم يجول في خاطري الذكري العطرة لزيارة الحبر الاعظم البابا يوحنا بولس الثاني للسودان فبراير 1993 م
في اليوم الاول من كانون الاول ديسمبر يعاودني خواطر وذكريات أزمنة مضت وحقب من التاريخ السوداني العامر المتدد بالحروب والكراهية والبغض . تاريخ السودان ومنذ فجر الاستقلال لم يسلم يوماً من نزف الجراج ازهاق الاروح وقتل النفس التي حرم الله قتلها . هذا التاريج المتسلسل بعنف الدولة المستمر ضد مواطنيها انتهي بالسودان الحروب الاهلية التي اجتاحت كل ربوعه ولم يسلم من بقعة أرض فيه لم تسيل في الدماء القانية او يقتل فيه انسان الاطفال الابرياء بدم بارد . كما لم تسلم النساء الحرائر من البطش والتنكيل والاغتصاب درجة اضحي فيه الاغتصاب ممارسة يوميه شبه عاديه يقدم عليه الاقوياء علي الضعفاء دون وازع او تأنيب ضمير بلا حياء ولا خجل واحيانا قدام الازواج والابناء .
تعيدني الممارسات الغير انسانية باتاً الي ذكري زيارة نيافة الحبر الاعظم بابا الفاتيكان الي السودان في العام 1993 م . وقتها كان الشطر الجنوبي من السودان وأقليم جبال النوبة والنيل الازرق ساحات ومياديين حروب مفتوحة . وكانت النعرات العنصرية الجهوية القبلية دين ولون وعرق هي العناصر البغضية التي تغذي تلك الحروب وتعجج نيرانها .
وكانت زيارة الباب يوحنا بولس الثاني للسودان زيارة رسولية بغرض ولأجل لفت نظر السودانيين جميعاً الي التسامح السمو فوق الجراح والتصالح مع بعضهم بعضاً ووقف الحرب . لكن هيهات هيهات فأذان السودانيين كانت صماء وكان الحوار السلاح ولم يزل حتي اليوم هو اللغة التي يفهما الفرقاء لينتهي الامر بأنفصال جزء عزيز من الوطن الحبيب . مع هذا كل لم يع السودانيين الدروس ولم يعتبروا من المواعظ . بل لو ان نهم شهيتهم ازدادت اكثر نحو المزيد من الحروب الاقتتال بشراسة ضرواة اكثر . اليوم كما اسلفت لم يسلم ولا يوجد مكان أمن في السودان لم يزره طيف الحرب ولا بيت واحد لم يخشاه ملاك الموت او تخيم عليه كأبة الاحزان والدموع . وتشرد السودانيين نزوحاً ولجوءاً من تبق مكاناً في كل العالم لم تطأه اقدام السودانيين التواقين الباحثين علي الامن والسلام الذي فقدوه غي وطنهم .
بهذه المناسبة اعود القهقري الي الوراء وذكري زيارة البابا يوحنا بولس الثاني الي السودان عسى ولعل الذى تنفع شيئاً !
المقال ادناه كتبه في رحيل البابا يوحنا بولس الثاني متذكراً مأثره واعماله الجليلة مختصاً به زيارته الرسولية السودان فبراير 1993. كانت الزيارة التي استغرقت تسع ساعات، حيث وصل إلى مطار الخرطوم في 10 فبراير 1993.
وقتها كانت الاوضاع السودانية المتردية عندما زار الحبر الاعظم البابا يوحنا بولس الثاني السودان ... و كانت زيارته بمثابة القاء الحجر في بركة الحوار السوداني الساكن او الراكد .. و قد اخترقت زيارة البابا للسودان الجدار .. و فتحت كوة في المواقف السودانية المتصلبة و أرسي بداية للتفاهم و التحاور و الاقرار بمبدأ قبول الاخر و احترامه .. أسس زيارة البابا للسودان منطلقاً للمواطنة في ظل الاختلافات العقائدية و العرقية في السودان .. اتذكر تقاطر البشر في تلك الايام الي الخرطوم اذ تقاطر السودانيين من كل ارجاء السودان من الجنوب و الغرب و من الشرق و الشمال والجزيرة و من كل أحياء العاصمة المثلثة صوب مطار الخرطوم في ذلك الصباح الشتائي البارد.. فقد زحفت الجموع زحفاً نحو مطار الخرطوم لاستقبال البابا و قد ضاق بهم الخرطوم و لم تسع الحشود المليونية المتجة الي الساحة الخضراء .. و التاريخ اليوم يعيد نفسه في ساحة القديس بطرس بروما فقد زرع البابا الجميل بين كل الشعوب و ها هو اليوم يحصد ما زرع فالزيات اليوم تبدو عكسية الي الفاتيكان ....

احتشد السودانيين بشتي الوان طيفهم الديني و القبلي لاستقبال البابا و كانت الفرحة العارمة تغمر أفئدة و قلوب الجميع .. و لا عجب في أن يكون لزيارة البابا الي السودان الاثر الكبير في تهدئة نفوس السودانيين وتليين مواقفهم بعض او زحزحة ثوابت الطرفين في الحكومة كما والحركة الشعبية .. كانت الزيارة بمثابة التعزية السماوية الي السواد الاعظم من الشعب السوداني الذي عاني الكثير من ويلات الحرب وذاق مرارته و اكتوي بنيرانه ... و استطيع هنا القول بأن زيارة البابا للسودان كانت هي النقطة الفاصلة او بداية النهاية لحرب السودان الطويل في ذاك الزمان.. و قد بدأ العد التنازلي للحرب السودانية الشرسة عقب تلك الزيارة البابوية العظمي الي السودان ..

أننا في السودان ايضاً سنظل مدينين للبابا كما سائر شعوب العالم في فلسطين و العراق و كاسوفو و البانيا و بولندا موطنه الاصلي كما ايضاً شعوب امريكا اللاتنية و كوبا و شعوب شرق اسيا الفقيرة ..

و لا يمكن التحدث عن الحبر الاعظم البابا يوحنا بولس الثاني دون التعرض الي حادثة محاولة اغتياله قبل نحو عقدين من الزمان علي يد المواطن التركي محمد أغا .. فقد أطلق محمد أغا الرصاصة علي البابا و كاد ان يرديه قتيلاً لو لا عناية ورحمة الله الفائقة جداً .. وقد عفا البابا عفواً شخصياً عن محمد أغا بعد ان زاره في أحدي السجون ..

و ها هو محمد أغا يتابع من سجنه باسطنبول في تركيا تداعيات مرض البابا و موته و يتابع ايضاً تدفقات الناس من شتي بقاع العالم للمشاركة في جنازة البابا .. و قد تقدم أغا بطلب الي الحكومة التركية يطلب فيه عبر محاميه السماح له بيومين ليشارك في جنازة الرجل العظيم الذي أقدم في يوم من الايام علي قتله دون جريرة او ذنب ... كما ان أغا يريد ان يعترف بالخطأ الذي ارتكبه بحق البابا .. و قد قبل سماحة البابا الاعتراف مسبقاً و عفا و سامح قبل أن يطلب منه ذلك ...

لقد سعي الحبر الاعظم يوحنا بولس الثاني السعي الحسن و اكمل الايمان و العمل فهو يستحق اكليل المجد الذي سيهبه له الرب الديان في ذلك اليوم ..

لاشك في أن حبرنا الاعظم يرقد الان في سلام انتظاراً لذلك اليوم العظيم الذي سيطوبه فيه الرب الاله بالافراح السماوية قائلاً له . وقال له سيده: نعما أيها العبد الصالح الأمين! كنت أمينا في القليل فأقيمك على الكثير ادخل إلى فرح سيدك ) آية (مت 25: 23):


ايليـــــا أرومــــي كوكـــو

الابيض

6/ 4/ 2005م



#ايليا_أرومي_كوكو (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- همساتي : فعلا الحياة نفسها مغامرة قاسية لكنها حلوة !
- همساتي : الفظائع والجرائم الانسانية في الفاشر ليست بنت اليوم ...
- مناشدة والتماس الي والي ولاية شمال كردفان
- همساتي : سحر وجمال البشرة السوداء يليق بكن !
- همساتي : طائر النورس ما طار الا كما طار سقط !
- أبيلي الحياة النقية - “Abili: nblemished Life”
- همساتي : لقاء مرتقب البرهان وحميدتي هدنة إنسانية
- همساتي : اوقفوا الحرب يسلم الناس ويحيا الوطن
- همساتي : الفاشر السلطان يستغيث المجد لوقف الحرب!
- همساتي : اختر الصمت في أزمنة الضجيج !
- همساتي : لحظات انتظار وترقب لأعلان وقف اطلاق النار !
- همساتي : هل يوقف ترامب الحرب في السودان ؟
- اغتصاب طفلة الابيض في مدرستها
- همساتي : اهديها للعزيز الغالي شمسون خميس خيرالله
- همساتي : اغتصاب اطفال في المدارس جريمة تأرق الاسر والمجتمع !
- اغتصاب الاطفال ظاهرة قديمة متجددة ولا رادع !
- كوكو هيبان جانقو أصلي نمره واحد ( 2 )
- همساتي : معني الحياة
- همساتي : بعض من تناقضات حياة البشر !
- سد النهضة : المارد الافريقي جبار البأس قال كلمته !


المزيد.....




- في محطته الثانية والأخيرة.. البابا لاوُن يشدد على الحاجة للو ...
- -يجب تغليظ العقوبة-.. علاء مبارك يعلق على جريمة التحرش بأطفا ...
- طفلك صعب الإرضاء بالطعام؟ ربما لديه سمات مميزة
- مباشر - الحرب في أوكرانيا: زيلينسكي في باريس لإجراء محادثات ...
- الاحتلال يعيد اقتحام طوباس شمال الضفة ويفرض حظرا للتجوّل
- جنوب أفريقيا ترفض قرار ترامب استبعادها من قمة العشرين القادم ...
- خوفا من وصولها لروسيا والصين.. أميركا تتحرك لاستعادة قنبلة م ...
- الأمن السوري يقبض على قائد -مليشيا الدفاع الوطني- بزمن الأسد ...
- دراسة: الوفيات الناجمة عن تغير المناخ تتضاعف في أفريقيا
- تقرير: خطة ترامب لغزة تتعثر.. لا جنود ولا التزامات


المزيد.....

- حين مشينا للحرب / ملهم الملائكة
- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ايليا أرومي كوكو - ذكري زيارة البابا يوحنا بولس الثاني للسودان فبراير 1993 م