أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - ايليا أرومي كوكو - كوكو هيبان جانقو أصلي نمره واحد ( 2 )















المزيد.....

كوكو هيبان جانقو أصلي نمره واحد ( 2 )


ايليا أرومي كوكو

الحوار المتمدن-العدد: 8481 - 2025 / 9 / 30 - 20:14
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


اذكر انني في صيف العام 1998م فكرت في الخروج من صندق العمل الوظيفي الحكومي والتمرد علي الروتين الديواني ولو الي حين من الوقت . في تلك الفترة الزمان كانت رحي الحرب تدور في الجنوب وجبال النوبة والانقسنا . كما نشطت وتمردت الجبهة الشرقية في الاونة الاخيرة في الحزام المحازي لدولة اريتريا الجبهة الشرقية . وهو تحالف من الجماعات المتمردة التي كانت تعمل في شرق السودان على طول الحدود مع إريتريا، وخاصة ولايات البحر الأحمر و كسلا. وهذه الجبهة كان يتزعمها موسى محمد أحمد. بينما كان الجيش الشعبي لتحرير السودان.
والحركة الشعبية لتحرير السودان كانت هي الجبهة التي يتزعمها القائد العظيم والزعيم الكبير المبجل الدكتور جون قرنق دي ميبيور اتيم
وكان السودان وقتها في ذروة ايام حربه الذي انتهي بأنفصال شطره الجنوبي الحبيب بعد زها نحو نصف القرن من الحروب العبثية .
تلك هي الايام التي يداولها الله بين الناس وكانت الخرطوم كعهدها دئماً علي سطح صفيح ساخن تفور وتمور وساحات الفداء في أوج عنفوانها تشحذ همم الشباب لتدفع بها الي ساحات المعارك والقتال في الجنوب وجبال النوبة والانقسنا . كما في شرق السودان . ولم نكن في يوم من الايام دعاة الفتن او الحروب وكما كنا في سابق عهدنا لم نزلنا الي يوما هذا نردد دوماً ونطالب بوقف الحروب العبثية . هذا لأن الحروب حتماً هي خصماً علي السوان. الحروب كالعادة لا غالب او مغلوب فيها الا الوطن العزيز الغالي ما قد كان وما سيكون هو المغلوب المهزوم بالحروب العبثية.
كانت المضايقات علي اشدها لكل من تسول له نفسه بموقف مضاد او رأي مغاير ومناهض لتيار دق اسفين و طبول الحرب . وقتها كنت من اشد المناقدينً للحرب بل مناهضاً ومجاهراً وضداً لها . هذا دعك من الاستجابة لنداءاتها وتلبية الدعوة لها . وهذا ما وضعني في كثيرة من المواقف الساخنة التي لا احسد عليها مع ادارة المصلحة التي اعمل فيها اذ كنت أرفض الذهاب الي الندوات او المشاركة في المسيرات المأيدة او المنددة . وكنت وتداً ثابتاً في مواقفي لا اهادن ولا اساوم او اجامل مؤمناً بما يقوله السيد المسيح : ليكن كلامكم نعم نعم لا لا فما زاد علي ذلك فهو من الشرير .
وعندما تكالبت علي الضغوطات وكثرت المضايقات بصور وبأخري وبشتي الاساليب والاشكال ليس أقلها الدفع الي الاستقالة او ترك العمل . كان لي رأياً حتي لا استجيب لهوى من يريد تحقيق حلمه بالتخلص مني فانا لا اعمل عند احد والعمل العام ليس ملك او حكر لأحد ففضلت ان استمر في عملي الذي احقق من خلاله بعض من طموحاتي واخدم الناس والمجتمع الذي يمكن ان يستفيد من خدماتي وخبراتي وعلمي مهما كان متواضعاً . كما فضلت ان اكون شوكة حوت في حلوقهم من لا يريدني في هذا الموقع وخنجرا في خواصرهم . وفي خاطري انني لا أسيئ ولا أواذي احد لكنني من جهة أخري انني لا اريحهم واحقق مراميهم بالتخلص مني .
لكنني في نهاية المطاف أخترت العودة الي عمل الجنقو للمرة الثانية لفترة من الزمان لا يتجاوز اجازات وأذونات من وقت الي اخر يمنحوني اياها احيانا مضطرين او مرعمين اوغصباً عنهم في مخيلتهم ابعد عن الشر وغني له ! كما تيتهويهم مقولة : "ما بريدك وما بحمل بلاك!"
اخذت اجازاتي المرحلة او المحفوظة التي لم اكن اخذها ولم اتمتع بها لسنوات عدة اقضيها في العمل العام خصماً علي راحتي البدنية والنفسية او حتي علي حساب راحتي الروحية احياناً . في اجازتي هذه يممت وجهي نحو الجنوب الي الشطر او الجزء والشق الاخضر من كردفان الغرة ، قصدت ولاية جنوب كردفان وان شئت رحلت الي اقليم جبال النوبة . نعم غادرت او سافرت الي الدلنج ومن ثم الي هبيلا وما ادراك بمشاريع هبيلا في مناطق الغلفان شمال شرق الكرقل عند تقاطع سماسم شرقاً الي كونس وما حولها . هنا قمت باستأجار قطعة أرض زراعية بكرة عملت علي تنظيفها من الاشجار أي عمل ( الامبحتي ) وهي عملية قلع الاشجار من جذورها وحرقها تمهيداً لاعداد وتجهيز الارض لزراعتها . وهذه العملية تتم في فصل الصيف أي قبيل فصل الخريف وهطول الامطار .
كنت وقتها في أوج عنفوان الشباب عندما يكون الزول شايف نفسه وربما مفتكر نفسو حاجه . وهذه المرحلة من العمر الذي يقع ما بين الثالثة و الخامسة والثلاثين من العمر قد يزيد او يقل كثيراً او قليلاً هذا ليس بالمهم ابداً . بل المهم في هذا التاريخ من عمر حياة الانسان انه يكون في تمام عمر الزهور وعمر الهنا . عندما تكون في أوج وقمة النضج المتكامل شعوراً حساً بدناً جسداً نفساً وروحاً وجاجات تانيه . النضج بمعني الاستعداد الانساني المتكامل جسدياً مادياً ومعنوياً فكرياً ومل يمكن ان نطلق عليه هنا النضج في القامة والحكمة عند الله والناس والذات . ونكرر النضج نفسياً ورحياً فهذا مهم جداً لأنك بالروح لا بالجسد وحده انساناً . وكمال النضج الشبابي يعني ايضاً الاستعداد للبذل والعطاء الغير محدود عندما تستطيع ان تبلي البلاء الحسن بلا حدود . هنا وأنت ترفل في ثوب الصحة والعافية فأنت تزهو ليس كبراً لكنك تعمل كأنك ستعيش ابداً . وهنا اسمحوا لي بأن اتذكر معكم هذه الاية
اِفْرَحْ أَيُّهَا الشَّابُّ في حَدَاثَتِكَ، وَلْيَسُرَّكَ قَلْبُكَ فِي أَيَّامِ شَبَابِكَ، وَاسْلُكْ فِي طُرُقِ قَلْبِكَ وَبِمَرْأَى عَيْنَيْكَ، وَاعْلَمْ أَنَّهُ عَلَى هذِهِ الأُمُورِ كُلِّهَا يَأْتِي بِكَ اللهُ إِلَى الدَّيْنُونَة . الجامعة 11 : 9
فَاذْكُرْ خَالِقَكَ فِي أَيَّامِ شَبَابِكَ، قَبْلَ أَنْ تَأْتِيَ أَيَّامُ الشَّرِّ أَوْ تَجِيءَ السِّنُونَ إِذْ تَقُولُ: «لَيْسَ لِي فِيهَا سُرُورُ . الجامعة 12 : 1».
وبالحماسة الشبابية العزم القوي الذي لا ولن يلين لانه مدعوم بعون وتوفيق اله لا يخذل كل من يطلبه ويرجوه . غضنا غمار الزراعة الصعبة المكلفة مادياً المرهقة المنهكة جسمانيا غضنا تجربة الزراعة الشائكة . وهانة التجربة الزراعية القاسية بفضل وعون ومأزرة من شباب كرام أشاوس صناديد لم تلين ولم تغور عزمهم يوماً وبارك الرب تعب عملنا وكلل موسمنا بالنجاح و أتينا بالحصاد الوفير ستون ومئة . فشكراً لله لكريم فضله لآن بالشكر تزيد وتدوم النعم .
ساذكر هنا تلك الايام الغوالي متذكراً ان حصاد العمل والجهد الزراعي الشاق المضني والفرح بنجاح الحصاد لا يعرفه الا من عمل في الزراعة يوماً وعاني . والمعاناة التي يمكن ان يعانيه الانسان المزارع من شد وكرب وتعب تكمن في الكثيرة من التفاصيل الصغيرة التي يمكن ان يواجهها المرزاع احياناً وفي اخري ما ينتج من الصدامات والمخاطر تقود الي حافة الهاوية . هذه بالاخص عندما تتداخل مناطق الزراعة بالمراعي او مراحيل الرعاة والابقار فهنا يبرز الي السطح أحدي اوجه الصراعات وهو مل يطلق عليه الصراع علي الموارد .
ومع هذه كلها يستطيع من يجتهد ويصبر ويثابر يقدر بعرق جبينه ان يفرح ويسني كل الصعاب والاتعاب في وقت الاثمار والحصاد فمن بالحزن يتعب ويصبر في وقت الزراعة بكل تأكيد سينحج ويفرح في وقت الحصاد . فقد أصبت نجاحاً باهراً وحققت محصولاً وفيراً من السمسم . هذا المحصول الذي يطلق عليه اسم " ذهب السودان الأخضر" أو " ثمرة الذهب " بسبب قيمته الاقتصادية الكبيرة وكونه محصولاً مهماً في السودان.
وقد مكنتني الوراعة من زيادة الثقة بنفسي ورفع معنوياتي في العمل الوظيفي الحكومي كما ساهمت الزراعة في رفع أمكانياتي المادية وعوضني فارق الراتب الحكومي الشهري الذي لا يشبع ولا يغني من جوع بفضل استثمار ريع الزراعة في الاعمال التجارية المختلفة . وهذا الامر مهم جداً بالنسبة لشباب اليوم بعدم الاعتماد علي العمل الحكومي والركون في انتظار صرف الراتب الشهري فهذا الراتب الذي تحصل عليه كل شهر من العمل الحكومي او العمل الخاص الواحد في زمن وواقع مادي اقتصادي صعب لا يغنيك ولا يشبعك من جوع او حتي يسد رمقك . فالزمن والحال يتطلب منك مواجهته بالاجتهاد وبذل الجهد مضاعف لأجل تحقيق احلامك وطمزحاتك وتحقيق نوع من المستقبل الأفضل لك لغيرك . فالمطلوب من الشباب اليوم هو الاستثمار في الزمن والوقت بسلاح العلم والتعلم وتنمية المهارات وكسب الخبرات المختلفة بما يتوفر لكم من الصحة العافية من العقل والمال .هذه ما يجب القيام والسعي اليه بالاستقلال والاستغلال ترقيه وتنميةالمهارات ولو كانت بسيطية او نادرة ومحاولة فتح الابواب وخلق الفرص للأخيرين باستلهام الهمم . فلا مستحيل تحت الشمس ولا يوجد أي انسان من البشر لا تتوفر له واحدة من هذه الموارد والمواهب والامكانيات الالهية المجانية واقصد بهذا هنا . ان الناس جميعاً متساون في امتلاك مورد الوقت والزمن فأستثمر وقتك فيما يفيدك وينفعك . انت لا شك تمتلك قيمة الصحة والعافية وهذه ميزة يفتقدها الكثيرين غيرك . ربما نلت قسطاً من العلم والمعرفة فهذا سلاح عليك بتوجيهه في الاتجاه الصحيح لتجني حصاده . او انك تمتلك بعض من المال ولو القليل منه فأن استثمرته يمكنك ان تصير صاحب مال واعمال فالكبار عادة يبدأون من الصفر فلا تنتظر الكثير لتبدأ بل ابدأ الان ما دام يوج وقتك .
افعل هذه وتلك وانهض بنفسك او كن سيد نفسك حتي لا يستغلك الاخرين ويوجهون بوصلتك في اتجاه اجنداتهم التي ان لم تضرك فهي لا تنفعك .



#ايليا_أرومي_كوكو (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- همساتي : معني الحياة
- همساتي : بعض من تناقضات حياة البشر !
- سد النهضة : المارد الافريقي جبار البأس قال كلمته !
- همساتي : الرجل والمرأة في الحب والخضوع والاذلال !
- همساتي : ثمر وثمار الروح
- همساتي : الزواج المسيحي سر مقدس له ما له وعليه ما عليه !
- إبراهيم الحوري : الفريق الركن د. مبارك كوتي كجو كمتور ( رجال ...
- أوقفوا الحرب العبثية 1
- همساتي : رعاة صالحين وخدام اجراء 7
- الموعظة علي الجبل خلاصة تعاليم المسيح لحياة البشر !
- همساتي : صرخات موتي الجوع في كادقلي والدلنج 3
- رعاة صالحين وخدام اجراء 6
- صرخات موتي الجوع في كادقلي والدلنج 2
- همساتي : رعاة صالحين وخدام اجراء 5
- احاديث صرخات وموت الجوعي في كادقلي والدلنج !
- همساتي : رعاة صالحين وخدام اجراء 4
- همساتي: حكومة الأمل شمعة الريح أمل يترنح !
- الرعاة الصالحيين والخدام الأجراء ! 3
- همساتي : الرعاة الصالحيين والخدام الأجراء ! 2
- بحث حثيث لحل معضلة منهج التربية المسيحية في السودان


المزيد.....




- سلطة النقد وجامعة فلسطين التقنية توقعان مذكرة تفاهم
- روسيا تحظر تصدير الديزل حتى نهاية العام
- هل تستجيب تركيا لدعوة ترامب وقف شراء الطاقة من روسيا؟
- مجلس الوزراء يقرّ حزمة قرارات خدمية واقتصادية تشمل الامتحانا ...
- زينة واستثمار.. 11 قاعدة لشراء وبيع الذهب دون خسارة
- سياسة ترامب التجارية تضع أفريقيا أمام اختبار مصيري
- ترامب يعلن عن مساعيه لجمع بوتين وزيلينسكي لإنهاء الحرب: نستع ...
- لماذا يهجر مئات آلاف الألمان أكبر اقتصاد أوروبي؟
- رايان إير تعلق رحلاتها المنخفضة التكلفة نحو تل أبيب
- أميركا تواجه هجرة الكفاءات مع إقالة 154 ألفا هذا الأسبوع


المزيد.....

- دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر / إلهامي الميرغني
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - ايليا أرومي كوكو - كوكو هيبان جانقو أصلي نمره واحد ( 2 )