ايليا أرومي كوكو
الحوار المتمدن-العدد: 8532 - 2025 / 11 / 20 - 14:09
المحور:
كتابات ساخرة
همساتي : طائر النَّوْرِس ما طار الا كما طار !
ستدرك اخيراً في وقت من الاوقات قصر الزمان وطال انك كبرت وتجاوز عمرك ال
وستعلم يقيناً ان اما تركته خلفك من سنين وايام العمر اكثر من المتبقي لك في الحياة
ربما تحاول مستدراكاً نفسك باستفهامات واستفسارات لن تجد لها اجوبة شافية تقنعك
أين قضيت جل هذه الايام والسنين الطويلة من ايام عمرك التي مضت في وهم الانا
تتسأل مجدداً ما الذي فعلته في عنفوان شبابي الفات حين كنت أرفل في عز الشباب
متذكراً عندما كنت في كمال صحتك تبدو نفسك فتي الاحلام وسيما جميلاً مغروراً
حين كنت تتبخرت في الارض كالطاؤوس زهواً تمشي في الارض مرحاً لا تبالي
*****
ساعتها تعود الي وعيك مستدركاً هل كنت اعي ان الايام الزاهية ستنتهي بي هنا
مردداً في قرارة نفسك بحسرة ليتني لم اكن عربيداً مغرورأ تستبد بي سادية الكبرياء
بل ليتني لم ادع النفس الامارة سوء تستعبدني الي ما لانهاية تاركاً عنان الشهوات طليقة
اذ اطلقت ساقيك للرياح العاصفة تحملك الي حيث شئت ام لم تشاء فقدت بوصلتك
غصت في اليم بعيداً تتقاذفك تيارات اللجج العميقة من موج الي موج من مد لجزر
وكنت تسبح في خيالك الفسيح الخصب مفرداً جناحيك كالنسر تقاوم الفضاء باذدراء
كنت حالماً خالداً لا تري سوى مجدً قوتك موغلاً في الافتراء ظاناً انك أمير الفضاء
*****
وستتذكر عندما كانت الاشياء من حولك تدور في فلكك والناس يأتمرون بأوامرك
تلك القوة التي كنت تتكي عليها تهمس في دواخلك انك اسطورة زمانك الذي لا يقهر
رفعوا اسهمك في عينيك وصرت تصدق نفاقهم غير مدرك حقيقة معدنهم المغشوش
اؤلئك الذين اظهروا امامك الولاء وهم في الخفاء يضحكون منك يسخرون ويذدروون
افتكرت نفسك فرعون زمانك فمن حولك جمهور المرابيين المرائيين اولياء السلطان
وان لم تقل لهم انا ربكم الهكم الاعلي الا ان كل حركات وسكناتك توحي تشير بذلك
عن قريب ستهوي من قمة برجك العالي وستسقط فما طار الا كما طار سقط فيا لهول السقوط !
#ايليا_أرومي_كوكو (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟