أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - ايليا أرومي كوكو - همساتي : رشا كايرو سيدة أعمال في جوبا !















المزيد.....

همساتي : رشا كايرو سيدة أعمال في جوبا !


ايليا أرومي كوكو

الحوار المتمدن-العدد: 8549 - 2025 / 12 / 7 - 10:11
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


بامكانك يا رشا كايرو ان تكوني في وطنك العزيز جنوب السودان رشا جوبا او كاكا الخرطوم مافي أي مشكلة . نعم بأمكانك بعزة وكرامة ان تكوني في وطنك سيدة أعمال رائدة أفضل مئة الف مرة من ميادة والف ميادة كتلك التي تستأجرك وتخدمك كما لو كانت تستعبدك. مع هذا كله لا ترضى عنكي ولا بالمجهود وما تقدمين بل تجروء ان تذلك وتهين كرامتك وتدوس بشرفك الارض . وهذا لعمري اسوا الانتهاكات بحق الانسان اكان في القاهرة او أي مكان اخر في العالم . والادهي والامر ان لا تتوقف الاذلال عند هذا الحد لكنها تتجاوز الحدود ليتجرأ من يحدث بأنتزاع اعضائك والمتاجرة بها في بورصات واسواق نخاسة الاتجار بالبشر وبيع الاعضاء !
تابعت شأني شأن الكثيرين غيري ما جري بمرارة وألم ووجع قلب وصداع نصفي حاد جداً . لا بل بحزن شديد لكنني تجلدت وترجلت ولم ابك ولم انوح وازر التراب علي رأسي . نعم تابعت تراجيديا رشا واخواتها ونياط قلبي وفؤادي المنكسر تكاد تتقطع حسرة . ومن تداعيات مشاهدتي او بالاحري سماعي ما جرى لرشا واخواتها من الفتيات الجنوب سودانيات في قلب قاهرة المعز بجمهورية مصر العربية ما يألم. فاوشك قلبي ان ينفراط من الاسي كمداً ولوعةً .
هذا ومع كامل تعاطفي مع الضحايا وهن بالطبع لسنا الضحيات الاوائل لهكذا ممارسات ولن يكنا أبداً الاخيرات في سلسلة وحلقات هذا جرائم الكثيرة المنتشرة جداً والمتكررة دائماً وابداً . ولا ادري كم عدد الضحايا ذات الانواع المشابهة من الجرائم والانتهاكات من هذا النوع من السكوت عنه . والسكوت عن الجريمة في حد ذاته جريمة نكراء تستحق العقاب. ربما يحسبه البعض نوع من السترة من العار والفضيحة او الحياء والخجل وما خفي أعظم . لكن في هذا تحفيز للجناة والمجرمين وفتح شهيتهم لمزيد من الممارسات باريحية وأطمئنان .
نتمني ان تجد هذه القضية من الجهات الرسمية المسئولة والقانونية في مصر ما يلزم من الاجراءات القانونية عقاب المجرمين . فلا مبرر لترك المجرم حر طليق حتي لو كان وجود هؤلاء الضحايا في مصر في حد ذاته جريمة او غير قانوني بحسب القوانين المصرية . فمصر دولة عريقة تعرف كيف تتعامل وتطبق القانون حتي مع الغير قانونيين . لآنها في النهاية دولة مؤسسات تستوجب عليها ان توفر لهم ولو الحد الادني من الامان القانوني الذي يحفظ ويصون لهم كرامتهم البشرية او الانسانية علي أقل تقدير . ومصر من ناحية استضافة اللاجئين تكاد تكون الاولي في المنطقة ان لم تكن علي مستوي العالم فهي تعرف كيف تدير ملفات اللاجئين بأمتياز. اذاً فمبدأ القانون فوق الجميع لا يتجزأ فهو قانون علي الموطن المصر الأصلي وعلي الغريب الاجنبي او اللاجيئ ايضاً .
أصبت بنوع من الصدمة حيال القصة المأساوية القاسية المروية بلسان رشا الضحية الجنوب سودانية وجلادتها ميادة السودانية فتشابهت علي البقر ان صح او جاز التعبير . فأتسأل عمن يفق وراء الأميرة ميادة السودانية صاحبة بازار العطور والبخور ؟ وهل يتوقف عملها وتجارتها ورأس مالها الضخم علي بيع وتسويق البخور والعطور فقط . ام أن وراء رائحة العطور الذكية وكثافة دخان البخور غطاء الدخان لزر الرماد في العيون ؟ يا تري هل وراء دخان البخور يتم بيع وشراء الاعضاء التي هددت بها صديقات ميادة حسب رواية ضحيتنا رشا كايرو .
اتنابني الكثير من الظنون والهواجس لما يتعرض له الكثيرات من الفتيات اللائي يذهبن الي مصر وغيره من الدول العربية او حتي الافريقية . بالاخص من يعملن خدم في البيوت وغيرها من الاعمال المشابهة فتوراد الاخبار عن الاتهامات بالسرقات واتهام المستأجرت في البيوت بالسرقات كذباً وزراً لا تتوقف ومن وراء الكواليس يتم ابتزاز واستغلال الضحايا وتسلب الحقوق الادبية والمادية بالتهديد والتشهير ليضطر الضحية علي الاستسلام والقبول بالامر الواقع . وهذا ما يأزم المشاكل ليعاد انتاجها بسينايوروهات جديدة في عبواءات من نفس الفعل المثير الخطر .
لا ادري لماذا يراودني قصة الابن الضال كلما أمعنت التفكير في قصة رشا بجوانها المتداخلة . ولا اعرف لماذا يقفز الابن الضال الي ذهني في هذه اللحظة بالذات . قصة الابن الضال الذي أخذ نصيبه من الميراث وذهب لحاله بعيداً عن أمه واسرته وأهله ووطنه بكل ارادته ووعيه . اقدم على هذا بالرغم من رفض وممانعة من ابيه وأمه وأهل بيته . اصر هذا الابن علي اتخذ قراره الخاص بمفرده رفضاً النصيحة ليكتب مصيره المجهول بيده وشق طريقه الي الكرة البعيد التي ظنها المدينة لفاضلة والارض الموعودة . لكنه هنالك فوجيئ بما لم يكن في حسبانه اطلاقاً فالمدينة التي اختارها لم تكن هي تلك الجنة الموعودة ولا المدينة الفاضلة التي طالما حلم بها وتخيلها ورسمها في ذهنه وعقله الباطن . ومن ثم قرر ان يترك بيته ويذهب اليها مفضلاً حريته الشخصية واهوائه الضيقة بانانية وصلت احياناً درجة عقوق الوالدين . هذا كما جاء في حالة الابن الضال التي لم يرويها الرب يسوع المسيح كقصة والسلام بل اراد بها تعليماً تربوبياً صالحاً لكل زمان ومكان يتوارثه الاجيال جيلاً بعد جيل .
ليت في قصة رشا هذا الفتاة التي يمكن تسميتها بالفتاة الجريئة الشجاعة ليت في تجربتها المريرة هي وصحباتها . ليت البعض يتعلم من الدروس والمواعظ والعبر وتكون لسائر الفتيات بالاخص اللائي يردن الاستغلال بأنفسهن عن الاسر والانعزال العيش المنفرد اوالسفر والهجرة الغير قانونية الي خارج الوطن . وهنا ادعو الفتاة من ناحيتي كأب ان لا تستعجل البنت وتركب الرأس كما يقولون . انما علي البنت علي وجه الخصوص ان تقف مع نفسها في التأمل والتفكير والتدبير قبل اتخاذ القرارات الصعبة بالسفر والذهاب الي الكورة البعيدة . وهذا ما يحدث بالضبط من بناتنا في كثير من الاحيان فهن يغادرن حتي دون رضي الاباء والامهات . ولاسيماء في هذه الظروف المعقدة الشائكة التي تمر بها بلادنا من حرب يبدو فيها دور الاباء في نظر بعض الفتيات دور شبه هامشي . ومع تراجع نفوذ الوالدين في زمن يشكل فيه المال والحصول عليه بأي وسيلة وأي صورة هو الغاية الكبري والهدف السامي . فلا غرابة ان يلتف الابناء والبنات علي نصائح ووصايا الاباء والامهات ، هذا ان لم يتمردوا عليهم .
ختاماً سأحاول هنا ان أقول لسائر بناتي علي سبيل المثال لا الحصر وانا هنا لا اخص رشا واخواتها لأنهن الان في حكم الضحايا الذين يجب الوقوف معهن . لكنني هنا أخص المغامرات الجدد من المتطلعات بأمنياتهن الي الحياة الافضل خارج اوطانهن. واقول لكل بناتنا الواعدات يمكنكم بقليل من الصبر والمثابرة في اوطانكن بأمكانكم أن تكونوا افضل مئة مرة من أي ميادة علي وجه الكرة الارضية . هذا ممكن جداً في وطنكم وبين أهلكم واسركم انتم تنعمون لالانت والامان. هذا ممكن فقط ان بذلت أحدكن عشر ما تبذله المغامرات في خدمة ميادة وغيرها في القاهرة او في أي مكان اخر من العالم . فالوطن مهما ظلم جار هو وطن يمكن ان يحفظ للأنسان قدراً من العزة والشرف والكرامة وسائر الحقوق الاخرى . هذا وفي بالي الحرب الدائر في الوطن السودان وهو حالة استثنائية نتمناه شدة وبمشيئة الله العلي القدير ستزول عن قريب .
واكرر هنا اخيراً بأنك يازول او يا زولة يمكن ان تكون شارلس او تكوني رشا جوبا او كاكا وكوكو الخرطوم . ان توفر فيكي او فيك االقليل من العزم والارادة والثقة في النفس في القيام بأي عمل عام يخصك من الاعمال او وظيفة من الوظائف بحسب التأهيل الطموحات المقدرات والاجتهادات والصبر والمثابرة . يمكنك حقيقة ان تكوني سيدة او رجل اعمال تجد فيه نفسك فتكون اضافة وفائدة لأسرتك وأهلك ومجتمعك ووطنك بكرامتك شرفك دون ان يذلك او يهينك أحد ايا كان.
المعذرة من الاسف الشجيد جداً ان أخطأت بحق البعض دون قصد ولكم العتبى حتي ترضوا !



#ايليا_أرومي_كوكو (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا كمو يا كمو ... بأي ذنب وجريرة ذبح وأحرق أطفالكي ؟
- دعوة مفتوحة الي الحبر الاعظم البابا ليو الرابع عشر لزيارة ال ...
- ذكري زيارة البابا يوحنا بولس الثاني للسودان فبراير 1993 م
- همساتي : فعلا الحياة نفسها مغامرة قاسية لكنها حلوة !
- همساتي : الفظائع والجرائم الانسانية في الفاشر ليست بنت اليوم ...
- مناشدة والتماس الي والي ولاية شمال كردفان
- همساتي : سحر وجمال البشرة السوداء يليق بكن !
- همساتي : طائر النورس ما طار الا كما طار سقط !
- أبيلي الحياة النقية - “Abili: nblemished Life”
- همساتي : لقاء مرتقب البرهان وحميدتي هدنة إنسانية
- همساتي : اوقفوا الحرب يسلم الناس ويحيا الوطن
- همساتي : الفاشر السلطان يستغيث المجد لوقف الحرب!
- همساتي : اختر الصمت في أزمنة الضجيج !
- همساتي : لحظات انتظار وترقب لأعلان وقف اطلاق النار !
- همساتي : هل يوقف ترامب الحرب في السودان ؟
- اغتصاب طفلة الابيض في مدرستها
- همساتي : اهديها للعزيز الغالي شمسون خميس خيرالله
- همساتي : اغتصاب اطفال في المدارس جريمة تأرق الاسر والمجتمع !
- اغتصاب الاطفال ظاهرة قديمة متجددة ولا رادع !
- كوكو هيبان جانقو أصلي نمره واحد ( 2 )


المزيد.....




- متأثرين بحروق واختناق.. مقتل 25 في ناد ليلي بالهند.. ماذا نع ...
- يكرهه الجميع من ضمنهم دونالد ترامب.. ما قصة هذا المطار في أم ...
- فيديو متداول لـ-قصف كثيف لقوات الانتقالي في حضرموت-.. ما حقي ...
- مدريد: مئات الفنزويليين في مسيرة صامتة من أجل -السلام والحر ...
- بعد عام على سقوط حكم الأسد، ماذا تغير في سوريا؟
- هجمات ليلية متبادلة بين موسكو وكييف بعيدا عن خطوط الجبهة
- محاولة انقلاب في بنين والجيش يؤكد أنه استعاد السيطرة على الو ...
- -50 سنت- يصفي حساباته مع -بي ديدي-في -ساعة الحساب-ويتهمه بقت ...
- اتهامات للعسكر بالسيطرة على القضاء في غينيا بيساو
- جنود في بنين يعلنون السيطرة على السلطة ومقربون من الرئيس ينف ...


المزيد.....

- الاقتصاد السياسي لمكافحة الهجرة / حميد كشكولي
- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - ايليا أرومي كوكو - همساتي : رشا كايرو سيدة أعمال في جوبا !