أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - فريد بوكاس - الإشادة بالملاعب المغربية: شهادات عابرة للحدود أم محتوى موجه؟














المزيد.....

الإشادة بالملاعب المغربية: شهادات عابرة للحدود أم محتوى موجه؟


فريد بوكاس
(Farid Boukas)


الحوار المتمدن-العدد: 8569 - 2025 / 12 / 27 - 07:48
المحور: الصحافة والاعلام
    


ألمانيا: فريد بوكاس ، صحفي باحث و ناشط سياسي


خلال الأشهر الأخيرة، انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي، خصوصًا “تيك توك” و“يوتيوب” و“فيسبوك”، مقاطع فيديو لمؤثرين وصناع محتوى يشيدون بالمغرب، من حيث حسن الضيافة، والبنية التحتية الرياضية، وجودة الملاعب، والتنظيم، بل وحتى تفاصيل الحياة اليومية في بعض المدن المغربية. اللافت في هذه المقاطع ليس مضمونها فقط، بل اللهجة المستعملة، إذ يظهر أصحابها وهم يتحدثون باللهجة الجزائرية، ويقدّمون أنفسهم على أنهم زوار أو مشجعون جزائريون.

هذا الانتشار الواسع فتح بابًا للنقاش والتساؤل:

هل هذه الفيديوهات تعكس فعلاً آراء زوار جزائريين حقيقيين؟ أم أن بعضها يُنتَج من طرف مغاربة يستعملون اللهجة الجزائرية؟ أم أننا أمام خليط معقّد من الظاهرتين، تحكمه منطق المنصات الرقمية؟


سياق سياسي وإعلامي خاص

لفهم هذه الظاهرة، لا بد من وضعها في سياقها الإقليمي. فالعلاقات المغربية–الجزائرية تعرف توترًا سياسيًا ممتدًا، انعكس بوضوح على الخطاب الإعلامي وعلى الرأي العام في البلدين. هذا الواقع جعل أي خطاب إيجابي صادر من طرف يُفترض أنه جزائري تجاه المغرب محط تشكيك فوري، خاصة في الفضاء الرقمي، حيث تسود القراءات السياسية السريعة.
في المقابل، يشهد المغرب منذ سنوات استثمارات متواصلة في البنية التحتية الرياضية، ضمن استعدادات لاستضافة تظاهرات قارية ودولية، ما جعل الملاعب المغربية محل اهتمام إعلامي إقليمي ودولي.


الفرضية الأولى: زوار جزائريون وتجارب شخصية حقيقية

الفرضية الأولى تفترض أن عددًا مهمًا من هذه الفيديوهات يعود بالفعل إلى جزائريين حقيقيين، سواء:
• من الجالية الجزائرية المقيمة في الخارج،
• أو من مشجعين حضروا مباريات في المغرب،
• أو من صناع محتوى اختاروا توثيق تجاربهم دون خلفيات سياسية.
أصحاب هذا الرأي يرون أن:
• الإعجاب بالبنية التحتية أو حسن الاستقبال لا يعني تبني موقف سياسي.
• التجارب الفردية لا ينبغي اختزالها في الصراع بين الدول.
• الفضاء الرقمي يتيح للأفراد التعبير الحر، بعيدًا عن الخطاب الرسمي.
من هذا المنظور، فإن جزءًا من المحتوى المتداول قد يكون ببساطة تعبيرًا عفويًا عن تجربة واقعية.


الفرضية الثانية: تقمّص اللهجة وصناعة محتوى موجّه

في المقابل، يطرح بعض المتابعين فرضية أن بعض المقاطع قد تكون من إنتاج مغاربة يتحدثون أو يقلدون اللهجة الجزائرية، بهدف:
• تحقيق انتشار أوسع،
• الاستفادة من الجدل القائم،
• أو تعزيز صورة المغرب بأسلوب غير مباشر.
ويستند هذا الطرح إلى:
• ملاحظات لغوية حول عدم دقة اللهجة في بعض المقاطع،
• غياب معلومات واضحة عن هوية صناع المحتوى،
• تشابه في الأسلوب والخطاب بين عدد من الفيديوهات.
غير أن هذا الاحتمال، رغم تداوله، يبقى غير قابل للتعميم، ولا يمكن اعتباره قاعدة دون أدلة ملموسة.


إشادة إعلاميين جزائريين على قنوات رسمية: معطى جديد

ما يضيف عنصرًا مهمًا إلى هذا النقاش هو صدور إشادات علنية بالبنية التحتية للملاعب المغربية من طرف إعلاميين وصحفيين جزائريين عبر قنوات تلفزيونية جزائرية رسمية، خاصة أثناء تغطيات رياضية أو نقاشات متعلقة بتنظيم المنافسات القارية.
في هذه الحالات:
• لم يكن الحديث عبر منصات التواصل الاجتماعي،
• ولم يصدر عن مؤثرين أفراد،
• بل جاء في سياق مهني، وعلى شاشات رسمية، وبخطاب تقني يركّز على جودة الملاعب، العشب، التنظيم، والمرافق.
هذا المعطى يُضعف جزئيًا فرضية “الترويج المموّه” الشامل، إذ إن الإشادة هنا:
• موثقة،
• صادرة عن وجوه إعلامية معروفة،
• ومقدمة لجمهور جزائري واسع داخل إطار إعلامي رسمي.
في المقابل، يرى مراقبون أن هذه الإشادات قد تندرج ضمن:
• المهنية الإعلامية في التغطية الرياضية،
• أو المقارنة التقنية بين البنى التحتية،
• دون أن تعكس بالضرورة موقفًا سياسيًا أو تحوّلًا في الخطاب العام.


اقتصاد المنصات والخوارزميات

بعيدًا عن سؤال الهوية، تبرز قراءة ثالثة تعتبر أن جوهر الظاهرة مرتبط بـمنطق الخوارزميات. فالمحتوى الذي يجمع بين:
• اللهجة،
• الحساسية السياسية،
• الإشادة غير المتوقعة،
يحظى بتفاعل أعلى، ما يدفع المنصات إلى تضخيمه وانتشاره، بغض النظر عن دقته أو خلفياته.
في هذا السياق:
• قد يتعمد بعض صناع المحتوى اختيار لهجة معينة لجذب الانتباه.
• وقد يتم تداول مقاطع محددة بكثافة لأنها تخالف التوقعات السائدة.
• وقد يُعاد تأويل المحتوى مرات متعددة، بما يتجاوز نية صاحبه الأصلية.


بين الواقع الرقمي والواقع الميداني

ما يمكن التأكيد عليه هو أن الفضاء الرقمي لا يعكس دائمًا الواقع بدقة. فليس كل محتوى إيجابي موجَّه، وليس كل تشكيك مبررًا. كما أن وجود إشادات إعلامية رسمية يبيّن أن تقييم البنية التحتية الرياضية يمكن أن يتم بمعزل عن الخلافات السياسية.


الحاجة إلى مقاربة هادئة
في النهاية، لا يبدو أن هناك إجابة واحدة قاطعة. فالمشهد مركّب:
• بعض الفيديوهات تعكس تجارب حقيقية،
• بعضها قد يكون مدفوعًا بمنطق الانتشار،
• وبعضها يُضخَّم بفعل الخوارزميات.

أما إشادة الإعلاميين الجزائريين على قنوات رسمية، فهي معطى مهم يدعو إلى التمييز بين الرأي المهني والخطاب السياسي، وبين التجربة الفردية وصناعة المحتوى.
وفي زمن تُدار فيه النقاشات بالصورة السريعة والانطباع الأول، تظل القراءة النقدية المتأنية هي السبيل الوحيد لفهم ما نراه… دون تهويل، ودون إنكار.



#فريد_بوكاس (هاشتاغ)       Farid_Boukas#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اتهام بلا تقادم: المغرب ومحاكمة الرأي في زمن الواجهة الحقوقي ...
- بين الفيضانات والملاعب البراقة: المغرب يدفن شعبه في صمت
- المغرب: صرخة الشعب بين الظلم والانكسار
- قصيدة سياسية مغربية : بياعوني أبيعكم
- كأس إفريقيا في المغرب بين الفرجة والمعاناة: الملك المسؤول ال ...
- المغرب: حين تُدار الدولة بمنطق الامتياز… ويُترك المواطن خارج ...
- ملحمة كأس العرب والمواطن المغربي المغلوب
- الهوية العربية بين اللغة والسياسة والدين: قراءة تحليلية في ش ...
- ذهب المغرب… ثروة تُستخرج من تحت الأرض لتدفن فوقها: من يجرؤ ع ...
- تقرير أكاديمي: توظيف خطاب الإرهاب في المغرب سياسياً
- الحكم الذاتي في الصحراء الغربية: مناورة سياسية أم إصلاح حقيق ...
- الحكم الذاتي في الصحراء الغربية بين الشرعية الدولية وموازين ...
- التحول المفاهيمي في مقاربة مجلس الأمن لقضية الصحراء الغربية: ...
- المغرب بين الديكتاتورية والاعتقالات السياسية
- تجريم انتقاد الانتخابات في المغرب: خصوصية قانونية أم انتكاسة ...
- الملكية في المغرب بين الاعتقالات السياسية والاستحواذ على الح ...
- الحق في الحكم الذاتي بين جمهورية الريف (1921) والجمهورية الص ...
- الشركات الملكية في المغرب تحصد الأرباح.. والمشاريع العمومية ...
- المغرب: كرة القدم أولاً أم الصحة والتعليم والشغل؟
- المغرب: حين يتخَتَّن الثراء في القصور ويُصلَب الفقر في الأزق ...


المزيد.....




- أمريكا تقصف داعش في نيجيريا وسط خلاف حول دوافع الهجوم بين وا ...
- مستحضرات لبشرة الكلاب وابتكارات جريئة.. -فوضى عارمة- في صيحا ...
- ما قد لا تعلمه عن -صومالي لاند- والدروس المستفادة من إثيوبيا ...
- مباشر - أوكرانيا: سماع دوي انفجارات قوية في كييف قبل لقاء مر ...
- عقوبات صينية على شركات أميركية بسبب مبيعات أسلحة لتايوان
- عاجل| المتحدث الرسمي باسم التحالف: نؤكد موقف قيادة القوات ال ...
- ما هو سلاح الوهم وكيف يغيّر معادلة الحرب الحديثة؟
- ماذا تريد الحكومة السودانية من نقل وزاراتها إلى العاصمة الخر ...
- بن غفير يحث الإسرائيليين على التسلح
- -سابقة تاريخية- في البيت الأبيض.. هدية عيد الميلاد


المزيد.....

- مكونات الاتصال والتحول الرقمي / الدكتور سلطان عدوان
- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - فريد بوكاس - الإشادة بالملاعب المغربية: شهادات عابرة للحدود أم محتوى موجه؟