أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - هفوة البطريارك ساكو ودلالات رد الفعل الحكومي














المزيد.....

هفوة البطريارك ساكو ودلالات رد الفعل الحكومي


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 8567 - 2025 / 12 / 25 - 20:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يكن البطريارك ساكو موفقا في إيراده لكلمة تطبيع في كلمته، ولكنه أيضا لم يوردها في سياق التطبيع المعهود مع دولة العدو بل في سياق قصد به المصالحة الداخلية. مصالحة ربما مع مَن لديه خلافات كبيرة ومعلنة واتهامات متبادلة بالفساد داخل قيادة الطائفة. ولكن البطريارك قد يجد تعلة في كلام مَن سبقوه قبل أيام في التحذير من "التطبيع القادم والديانة الإبراهيمية القادمة" كما جاء في تحذير السيد مقتدى الصدر يوم 12 من شهر كانون الأول الجاري.
وقد أشار الصديق منير التميمي إلى ساسة عراقيين آخرين استعملوا كلمة التطبيع في سياق آخر مقارب للسياق الذي تكلم به البطريارك ساكو ومنهم النائب عبد الرحمن اللويزي الذي قال قبل سنوات قليلة في معرض نفيه لاتهام كاذب وُجِّهَ لبعض النواب بزيارة الكيان الصهيوني سرا، فقال سخرا من الاتهام وأصحابه: "أنا لم أطبع مع أربيل - يقصد مع الساسة الكرد من آل البارزاني - فكيف أطبع مع الصهاينة" كما استعملها في هذا السياق التصالحي معارض سياسي سعودي في مطالبته ولي العهد محمد بن سلمان بالتطبيع مع شعبه قبل التطبيع مع العدو!
ويبدو أن السيد محمد شياع السوداني وجد في إيراد الكلمة البطريارك في حضوره مناسبة وتعلة ليرد بها على خصومه ويخفف بعض الشيء من وطأة الفضيحة السياسية التي اتهم بارتكابها هو وحاشيته في سياق تهالكه على كرسي الولاية الثانية حين اعتبرت الجريدة الرسمية العراقية وثيقة يعتبر فيها العراق المقاومتين اللبنانية والفلسطينية إرهابا يجب مقاطعته ماليا. صحيح أن هذا القرار الغبي تم التراجع عنه بسرعة واعتبر نوعا من السهو ولكن اعتذارا رسميا من قبل الحكومة لم يصدر حتى الآن وأحيل الأمر برمته إلى التحقيق!
عموما، يمكن القول إن البطريارك ساكو أورد الكلمة في سياق مختلف عن سياق الدعوة إلى التطبيع مع الكيان، ولكنه لم يكن موفقا أصلا في سياق المصالحة الداخلية، ويمكن اعتبار الحادثة منتهية ومناسبة لتأكيد أن العراق ليس في وارد التطبيع والديانة الإبراهيمية. كما يمكن اعتبار ما حدث لطمة على جباه التطبيعيين الصرحاء رغم تفاهة شأنهم من أمثال حثالة الآلوسي والذين يفرحون بهذا النوع من الهنات.
ويبقى ساسة المنظومة الطائفية الفاسدة الحاكمة في العراق بغض النظر عن طائفتهم هم الأقرب إلى التطبيع والخيانة والتمرد على القانون العراقي والدستور الذي يجرِّم التطبيع مع دولة العدو الملطخة بدماء الأبرياء.
كما لا يمكن الوثوق بمن يهدي ثروات العراق النفطية للشركات النفطية الأميركية حصرا وخارج أي منافسة استثمارية وبموجب عقود المشاركة في الإنتاج والأرباح التي يمنعها الدستور العراقي بموجب مادة 111، فهؤلاء الفاسدون هم الأقرب والأسرع إلى التطبيع والخيانة ولا يمكن الوثوق به أبدا!
*إذن، هي كانت هفوة وتم تحويلها بقوة البداهة العراقية إلى صفعة للمطبعين الحقيقيين في ليلة ميلاد يسوع الفلسطيني المفترضة...
ولينشد المنشدون: الْمَجْدُ للهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ".



*الصور لكنيسة مريم العذراء أم الأحزان في مدينة العمارة مركز محافظة ميسان الجنوبية.



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخبير النفطي العراقي أحمد موسى جياد يكشف خفايا إدارة ملف ال ...
- المندوب السامي الأميركي مارك سافايا وقصة نزع السلاح!
- ج2/ البيريسترويكا: بعد أربعين عاماً ...بقلم: أليكسي فينينكو
- ج1/ البيريسترويكا: بعد أربعين عاماً ..بقلم: أليكسي فينينكو
- إجابة جديدة ومختلفة على سؤال: لماذا انهار الاتحاد السوفيتي و ...
- برهم صالح رئيس الدولة الذي قبل أن يكون مرؤوسا
- القواسم المشتركة للحكم التوافقي بين العراق ولبنان مقارنة بال ...
- ما الفرق بين اليسار المتطرف وأقصى اليسار؟
- ميلونشون يحاكم اليمين الفرنسي المتصهين
- الديموقراطية التوافقية في بلجيكا والسويد وهولندا: مقارنة من ...
- الفرق بين التوافق الطائفي العراقي واللبناني والديموقراطية ال ...
- الطائفية السياسية وآليات مركزة السلطات وإقصاء المختلفين والم ...
- بين العرف والدستور: توزيع الرئاسات الثلاث بين الترويكة الطائ ...
- الاختيار بين المالكي والسوداني: لا خيارات داخل المتاهة الطائ ...
- من هو الشيخ محمد مزوِّر ختم المرجع السيستاني ومنتحل دوره؟
- تحريم الغناء والموسيقى والسكوت على سرقات القرن!
- مداخلة برسم صديقي البغدادي -الأصيل-!
- حول الزبائنية والإقطاع السياسي في منظومة حكم الطائفية السياس ...
- شروط بارزاني على بغداد وشروط التنسيقي على السوداني: مزيدا من ...
- لماذا فشل اليسار العراقي؟ نسخة مخففة من -ردوها عليَّ إنْ است ...


المزيد.....




- -إحياء للقرصنة في الكاريبي-.. ماذا قالت روسيا عن الحصار الأم ...
- إصابة رضيعة فلسطينية في هجوم لمستوطنين بالضفة الغربية.. والش ...
- السلطات اليونانية تنقذ 52 مهاجراً وتواصل البحث عن قاصر مفقود ...
- صحافي إسرائيلي عند ضريح نصرالله.. كيف وصل؟
- زيلينسكي يشير إلى محادثات -جيدة للغاية- مع ويتكوف وكوشنر
- صراع الرهانات الدائر في إقليم دارفور
- مخاوف التقسيم.. ماذا بعد تمدد قوات الدعم السريع في دارفور؟
- قطر تعرب عن دعمها الكامل لجهود تعزيز السلم في اليمن
- بولندا تعترض طائرة استطلاع روسية فوق بحر البلطيق
- نتنياهو يحضّر لقمة ترامب ويكشف شرط الانتقال للمرحلة الثانية ...


المزيد.....

- الوثيقة التصحيحية المنهجية التأسيسية في النهج التشكيكي النقد ... / علي طبله
- الطبقة، الطائفة، والتبعية قراءة تحليلية منهجية في بلاغ المجل ... / علي طبله
- قراءة في تاريخ الاسلام المبكر / محمد جعفر ال عيسى
- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - هفوة البطريارك ساكو ودلالات رد الفعل الحكومي