|
|
المندوب السامي الأميركي مارك سافايا وقصة نزع السلاح!
علاء اللامي
الحوار المتمدن-العدد: 8565 - 2025 / 12 / 23 - 14:03
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أعلنت الفصائل العراقية التي لم ترفع سلاحها ضد الاحتلال أو الإبادة الجماعية عن نزعها سلاحها، والفصيلان المقاومان فعلا "الكتائب والنجباء" رفضا وتحديا دعوات حصر السلاح وتجاهلا شكر فائق زيدان وأعلنا: لا كلام عن نزع السلاح قبل خروج قوات الاحتلال الأميركي والتركي والناتوي ولن نقبل بالذل والهوان. من الواضح ان الفرق أمسى اليوم واضحا بين أحزاب ومليشيات هدفها الحكم وغنائمه واستهداف المواطنين الأبرياء وأرزاقهم وكرامتهم بالتنمر والاستفزاز ولا علاقة لها بالشأن الوطني واستقلال العراق؛ وهاهي حين أمرها المحتل وأدواته بالتخلي عن سلاحها تخلت عنه وتمسكت بمقاعدها البرلمانية وحصتها من الوزارات والمديريات العامة والمنهوبات الأخرى من موانئ ومصانع ومنافذ حدودية وصفقات تصدير واستيراد. وقد تم استثناء مليشيات الأحزاب الكردية "البيشمركة" من هذه الدعوة لنزع السلاح لأنها تقف في صف قوات الاحتلال الأميركية والتركية، أما الفصائل التي استهدفت الاحتلال، وهما فصيلان رفعا السلاح فعلا ووجها ضربات لقوات وقواعد الاحتلال وشاركا بالقدر المستطاع في حرب إسناد غزة والدفاع عن شعبها ضد الإ.بادة الجماعية فقد رفضا نزع سلاحهما وتمسكا بموقفهما الرافض والمتحدي لقرارات الحكم الخانع الذليل الذي يرضع الفساد والإفساد من ثدي الاحتلال الأميركي ولا يستطيع عنه فطاما! *فقرات من تقرير صحافي: *أعلن رئيس مجلس القضاء الأعلى في العراق، فائق زيدان، أن الفصائل المسلحة استجابت لحصر السلاح بيد الدولة. وتقدّم زيدان، في بيان، بـ«الشكر لقادة الفصائل على الاستجابة لنصيحته المقدّمة إليهم بخصوص التعاون معاً لفرض سيادة القانون وحصر السلاح بيد الدولة، والانتقال إلى العمل السياسي بعد انتفاء الحاجة الوطنية للعمل العسكري". وقد أعلنت ثلاث فصائل، هي كتائب الإمام علي، وحركة عصائب أهل الحق، وفصيل أنصار الله الأوفياء، انسجامها مع الدعوة إلى حصر السلاح بيد الدولة، خلال اليومين الماضيين. وكان زعيم حزب تيار الحكمة، المنضوي ضمن الإطار التنسيقي، قد دعا، أمس، إلى حصر السلاح بيد الدولة، مشدّداً على "عدم استخدامه أداة للضغط على صنّاع القرار في البلاد". * أكّدت كتائب حزب الله العراقية، اليوم، أن الحديث عن حصر السلاح بيد الدولة لا يمكن أن يتمّ إلا بعد خروج جميع قوات الاحتلال من البلاد. وذكر بيان لكتائب حزب الله في العراق، اليوم السبت (20 كانون الأول ديسمبر 2025)، إن “مَن أُؤتمن على السّلاح لحماية أهله وأرضه وسيادة بلاده ومقدساته، ثم أراد نزعه دون تحقيق السيادة وحفظ الأهل والمقدسات، فذلك شأنه وقراره الشخصي، وعليه أن يعيده إلى مصدره، لأنه ليس ملكًا له، إذ إنَّ الأمانة يجب إن تؤدى إلى أصحابها، والأَولى به أن يترك باب العمل مشرعاً لمن يعتقد بوجوب الثبات على هذا الخط الشريف". * شدّد البيان على أن «المقاومة حق، وسلاحها باقٍ بأيدي مجاهديها»، لافتاً إلى أن «الحديث عن أي تفاهم مع الحكومة لن يكون إلا بعد خروج جميع قوات الاحتلال والناتو والجيش التركي، مع وجوب الاطمئنان على شعبنا ومقدساتنا من تهديد عصابات الجولاني والبيشمركة". مزيدا من الإذلال: ومع ذلك فقد أذلَّ المندوب السامي الأميركي سافايا أولئك الذين نزعوا سلاحهم مزيدا من الإذلال وشكر المرجعية التي لم يستمع إليها أحدٌ من قبل ويؤكد استثناء البيشمركة "الإقليمية" من قرار النزع حيث قال حرفيا: *إنَّ مجرد بيانات النوايا لنزع السلاح لا تكفي، إذ يجب أن يكون نزع السلاح شاملاً، لا رجعة فيه، وأن يُنفّذ من خلال إطار وطني واضح وملزم وأن هذه العملية ينبغي أن تتضمن التفكيك الكامل لجميع الفصائل المسلحة، وأن تضمن انتقالًا منظما وقانونيا لأفرادها إلى الحياة المدنية. *هذا المبدأ يسري بشكل موحّد في جميع أنحاء العراق دون استثناء، وأن السلطة الحصرية لحمل السلاح واستخدام القوة يجب أن تبقى بيد المؤسسات الاتحادية والإقليمية الشرعية الموكلة بتنظيم وقيادة وإدارة القوات المسلحة. *وأعرب مبعوث الرئيس الأميركي الخاص مارك سافايا عن "تقديره العميق لحكمة المرجعية الدينية وسلطاتنا الدينية الموقرة وقيادتهم الأخلاقية وتوجيهاتهم المبدئية التي لا تزال تشكّل بوصلةً للأمة"َ! *ماذا يعني كل هذا؟ إنه يعني استعداد الأذلاء الذين أعلنوا عن نزع سلاحهم الذي لم يستعملوه فعليا ضد قوات الاحتلال أو في مساندة ضحايا حرب الإبادة الجماعية في فلسطين، لأكثر من هذا النزع مقابل الاحتفاظ بالحكم والاستمرار في نهبهم لثروات الشعب هم وحلفاؤهم من الإقطاع السياسي الكردي والعربي السني. *كما أنه يعني أن الخطر من احتمال تجريدهم من الحكم وطردهم كالكلاب السائبة من قبل المحتلين مايزال قائما إذا ترددوا او تأخروا في تنفيذ أوامر سافايا ومن أرسله. *ويعني أيضا أن أحزاب ومليشيات الفساد الطائفية والعرقية المسيطرة على الحكم والتي تمارس قمعها للشعب وتمارس النهب والسرقة والاضطهاد قد انكشفت على حقيقتها وكونها ضعيفة ولا تستطيع البقاء في الحكم من دون الحماية الأميركية بالدرجة الأولى والإقليمية بالدرجة الثانية وإن الحمقى الذين يرفضون رؤية هذه الحقيقة ويدافعون عن نوايا ومشاريع الاحتلال الأميركي هم جزء لا يتجزأ من هذه المشاريع الاحتلالية. *وإنه يعني أن حالة التبعية وفقدان الاستقلال والسيادة والفوضى الهائلة وانعدام الدولة الحقيقية وسيادة نمط الحياة الاستهلاكية ستستمر.. وإن هذه الحياة الاستهلاكية البهيمية والتي خلاصتها: بيع النفط العراقي بما يقارب مائة إلى مائة وخمسين مليار دولار سنويا، لتؤول هذه المليارات إلى البنك الفيدرالي الأميركي الذي يتعطف كل شهر بإرسال كتلة مالية محددة منها بطائرة خاصة إلى بغداد (كما اعترف أحد إعلامي النظام هو محمد الحمد علنا/ راجع منشورنا ليوم 29 سبتمبر الماضي حول الموضوع) ليسرق المسؤولون أكثر من نصفها ويوزعوا ما تبقى كرواتب لملايين الموظفين ثم لتذهب هذه المبالغ لتسديد المستوردات الغذائية من تركيا والصين وإيران ...إلخ. أسئلة صغيرة إضافية إلى حضرة المندوب السامي: قال المندوب السامي الأميركي في العراق الحاج مارك سافايا في آخر معلقة له: "أن السلطة الحصرية لحمل السلاح واستخدام القوة يجب أن تبقى بيد المؤسسات الاتحادية والإقليمية الشرعية الموكلة بتنظيم وقيادة وإدارة القوات المسلحة". وهذا يعني بوضوح أنه يحصر حمل السلاح بيد المؤسسات الاتحادية العراقية، والإقليمية أي التابعة للإقليم، أي للحزبين الكرديين العائليين؛ فحزب آل بارزاني يقود مليشيا تسمى البيشمركة "وتعني حرفيا: من يواجهون الموت". ويصفونها بالبيشمركة الصفراء، وخصمه اللدود حزب آل طالباني لديه واحدة مثلها يسمونها "البيشمركة الخضراء". وتتفرع من هذه المليشيات فروع مخابراتية وأمنية كقوات الأسايش وقوات الزيرفاني وقوات تخصصية كقوات (تايبت) التي يقودها منصور برزاني والخاصة بحماية وحراسة الأسرة الحاكمة. والسؤال الموجه إلى سافايا هو: *هل أنت تعتبر البيشمركة الصفراء البارزانية هي الممثلة للسلطات الإقليمية، أم الخضراء الطالبانية؟ وماذا بخصوص البيشمركات الأصغر حجما والتابعة لأحزاب كردية عراقية كالحزب الاشتراكي باسوك أو غير عراقية من قبيل: حزب الحرية الكردستاني (PAK) – إيراني وقواعده في الأراضي العراقية التي يسيطر عليها الإقليم. وقوات بيشمركة الروج آفا قوات المرتبطة بالمجلس الوطني الكردي في شرق سوريا. حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) سوري وله قواعد في الإقليم. وحدات حماية الشعب (YPG) سوري وله قواعد في الإقليم. وسؤال آخر لو سمحت حجي مارك: هل تعلم أن مواجهات مسلحة دموية دارت بين القوات التي تسميها "الاتحادية" والأخرى "الإقليمية - أي التابعة للإقليم" قبل سنوات قليلة وماتزال القوات الاتحادية ممنوعة من دخول كل مناطق الإقليم والتي ألحقت بالإقليم واقتطعت من محافظات أخرى بالقوة؟ وهل تضمن أن حرباً أخرى لن تندلع بين الطرفين؟ ثم مَن يشكل خطراً أكبر على العراق: أهي الفصائل الصغيرة الشيعية والتي نزعت سلاحها بسرعة حفاظا على مناصبها ومقاعدها وقعادياتها، أم احتمال اندلاع حرب أو اشتباكات بين القوات الاتحادية والإقليمية الكردية، أم أنت وسيدك الإمبراطور الجاهل المخبول؟ *سؤال أخير موجه إلى زعماء الفصائل المليشياوي التي أعلنت إنها ستنزع سلاحها من تلقاء نفسها تطبيقا لأوامر حضرة المندوب السامي، ولا بلاش من هذا السؤال حتى لا نتهم بتقديم "محتوى هابط"! *الخلاصة: يحق للاستقلاليين العراقيين على ندرتهم وتشتتهم أن يصفوا تاجر الحشيشة مارك سافايا بأنه المندوب السامي الجديد في العراق المحتل ويحق لهم وصف كل من يرفض مواجهة الولايات المتحدة تحميلها مسؤولية تدمير العراق واستمرار حالة الخراب والقمع وتحكم اللصوص الطائفيين بالوضع العراقي بأنه جزء من مشروع الاحتلال حتى وإنْ صرخ بأكثر الشعارات ثورية وديموقراطية ومدنية وإسلامية لأنها ستبقى صرخات فارغة وكاذبة وانتهازية، وإنهم لا يختلفون نوعياً عمن هم في الحكم وتحت نعال سافايا!
*رابط تقرير إخباري عن تصريحات مارك سافايا: مبعوث ترامب للعراق ينشر بيانا بشأن حصر السلاح والمرجعية الدينية – عاجل https://baghdadtoday.news/289530-.html?fbclid=IwY2xjawO1021leHRuA2FlbQIxMABicmlkETEybWNQSWh0dzZzMzBrVmJUc3J0YwZhcHBfaWQQMjIyMDM5MTc4ODIwMDg5MgABHrFQ5imPzEc2e2wwNYkMmsV4nFjLPsSLZs6dzrp3BwV0X4sjwLZ3-8df4szv_aem_PelRPl3JK2N3rJUaipOgjg
#علاء_اللامي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ج2/ البيريسترويكا: بعد أربعين عاماً ...بقلم: أليكسي فينينكو
-
ج1/ البيريسترويكا: بعد أربعين عاماً ..بقلم: أليكسي فينينكو
-
إجابة جديدة ومختلفة على سؤال: لماذا انهار الاتحاد السوفيتي و
...
-
برهم صالح رئيس الدولة الذي قبل أن يكون مرؤوسا
-
القواسم المشتركة للحكم التوافقي بين العراق ولبنان مقارنة بال
...
-
ما الفرق بين اليسار المتطرف وأقصى اليسار؟
-
ميلونشون يحاكم اليمين الفرنسي المتصهين
-
الديموقراطية التوافقية في بلجيكا والسويد وهولندا: مقارنة من
...
-
الفرق بين التوافق الطائفي العراقي واللبناني والديموقراطية ال
...
-
الطائفية السياسية وآليات مركزة السلطات وإقصاء المختلفين والم
...
-
بين العرف والدستور: توزيع الرئاسات الثلاث بين الترويكة الطائ
...
-
الاختيار بين المالكي والسوداني: لا خيارات داخل المتاهة الطائ
...
-
من هو الشيخ محمد مزوِّر ختم المرجع السيستاني ومنتحل دوره؟
-
تحريم الغناء والموسيقى والسكوت على سرقات القرن!
-
مداخلة برسم صديقي البغدادي -الأصيل-!
-
حول الزبائنية والإقطاع السياسي في منظومة حكم الطائفية السياس
...
-
شروط بارزاني على بغداد وشروط التنسيقي على السوداني: مزيدا من
...
-
لماذا فشل اليسار العراقي؟ نسخة مخففة من -ردوها عليَّ إنْ است
...
-
الانتخابات العراقية: الدوران في الحلقة الطائفية المفرغة مستم
...
-
نماذج من نقد شباب اليسار العراقي لأداء مرشحيهم في الانتخابات
المزيد.....
-
حادث غريب.. حفرة ضخمة تبتلع زورقين قرب قناة مائية في بريطاني
...
-
الإفراج عن 30 ألف وثيقة جديدة من ملفات إبستين.. هذا ما توصلن
...
-
الرويشد ويسرا والفخراني وماريا كاري.. تكريمات مؤثرة لمبدعين
...
-
وزارة العدل الأمريكية تنشر آلاف الوثائق المرتبطة بقضية جيفري
...
-
من -فور سيزنز- في موسكو إلى يخوت دبي.. كيف يعيش آل الأسد في
...
-
السودان في كأس إفريقيا.. هوية وروح واحدة في زمن الانقسام
-
إطلاق الناشطة تونبرغ في لندن بعد توقيفها في مظاهرة مؤيدة للف
...
-
تواجه حكما بالإعدام... 400 شخصية نسائية عالمية تطالب طهران ب
...
-
فرنسا : الجمعية الوطنية تصادق على -قانون خاص- يتيح مواصلة تم
...
-
زيلينسكي يكشف عن مسودة جديدة للتسوية وروسيا تتقدم شرق أوكران
...
المزيد.....
-
الوثيقة التصحيحية المنهجية التأسيسية في النهج التشكيكي النقد
...
/ علي طبله
-
الطبقة، الطائفة، والتبعية قراءة تحليلية منهجية في بلاغ المجل
...
/ علي طبله
-
قراءة في تاريخ الاسلام المبكر
/ محمد جعفر ال عيسى
-
اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات،
...
/ رياض الشرايطي
-
رواية
/ رانية مرجية
-
ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان
...
/ غيفارا معو
-
حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش
/ د. خالد زغريت
-
التاريخ يكتبنا بسبابته
/ د. خالد زغريت
المزيد.....
|