أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أشرف توفيق - فوزية ملكة على الشرق الأوسط















المزيد.....



فوزية ملكة على الشرق الأوسط


أشرف توفيق
(Ashraf Mostafa Tawfik)


الحوار المتمدن-العدد: 8567 - 2025 / 12 / 25 - 17:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"إن للملك فاروق أربع أخوات..أليس من الممكن أن يصبحن وسيلة لنشر نفوذ مصر في المنطقة كلها،وبقليل من الحظ يمكن أن توجد لهن عروش مختلفة،على أن تكون طهران هي البداية!!" علي ماهر

"فليتم الزواج، ولكن عليكم من فضلكم إحضار أحد كي يعلم هذا الشاب الإتيكيت لأنه لا يعرف آداب المائدة!!" الملكة نازلي

وفجأة بدأ مسار حياة الأميرة فوزية يتغير كليًا فقد وصل إلى مصر رئيس وزراء إيران واتصل سفير إيران في القاهرة بوزير الخارجية المصري وطلب نقل الرغبة الإيرانية بأن الشاه رضا بلهوي يرغب في أن تكون المصرية فوزية عروساً لابنه وولي عهده محمد رضا والذي سيتولى العرش من بعده على إيران، وكان رد فاروق المتميز لحاشيته. إنهم من المسلمين الشيعة. ولكن مستشاريه أبلغوه أن ذلك ليس عقبة خطيرة في طريق الزوج وأنه إذا كان هناك رفض يجب أن يتأسس على أسباب غير دينية لحساسية ذلك، فقال فاروق:"إن إيران بعيدة جداً فهل ستكون فوزية سعيدة هناك!؟".. كان يبدو أن فاروق غير متحمس للفكرة ولكنه أعطى رده أخيراً قائلاً "الأمر متروك لفوزية وسوف أوافق على قرارها".
ولكن هناك رأيًا يرى أن الملك فاروق وافق على ذلك فوراً لغرض ما في نفسه فقد اعتبر أن هذه الزيجة نقطة مهمة وإيجابية في تحقيق حلمه بأن يكون خليفة للمسلمين ليس في مصر وحدها ولكن في العالم أجمع، وهو الحلم العثماني الذي يشغل كل المنتمين إلى الأسرة الملكية وبالطبع فإن أصهاره على العرش الإيراني سيوافقونه فيضمن بذلك صوت الشيعة بجانبه.
وقد تكتم فاروق الخبر على أمه "الملكة نازلي" التي كانت مسيطرة على كل الأمور في ذلك الوقت، وقد طلبت الأميرة "فوزية" أن تطلع على بعض الصور والمعلومات عن الأمير والزوج المرتقب قبل أن تبدي رأيها ووافقت مختارة بعد أن اطلعت عليها، وبسرعة أبرق الملك فاروق إلى السفارة الإيرانية بالموافقة.وثارت الملكة نازلي لعدم استطلاع رأيها حيث كانت تدرك أن موافقة "فوزية" ليست أكثر من رغبة في التحرر من الحياة التي تعيشها وتمسكت بمعارضتها، فقد كانت تفضل أن تتاح لابنتها الحرية في التعرف على زوج تختاره وتحبه بدلاً من الزواج الذي غلب عليه الطابع السياسي؛ فقد كانت تعتبر نفسها ضحية لزواج من هذا النوع، فقد أرادت أن تجنب ابنتها ما تعرضت له من تعاسة لمدة سبع عشرة سنة إلا أن إصرار "فوزية" على الموافقة جعلها تبدي موافقة ضمنية وأن تكون الموافقة بالخطبة على أن يكون هناك تمهل في إتمام الزواج.
وبدأ الاستعداد الفوري للزواج الملكي، وسلم "جواد سنكي" سفير إيران بمصر قصراً باسم الأميرة فوزية هدية من الأمير محمد رضا بهلوي تقديراً واعتزازاً بخطبتها، وحضر رئيس وزراء إيران بنفسه ليتفقد القصر ويجعله لائقاً بالإمبراطورة القادمة وأقيمت مجموعة من الاحتفالات شارك فيها الموسيقار "محمد عبد الوهاب" وغنى قصيدة للشاعر الإيراني "مهيار الديلمي" والتي يقول فيها الشاعر: "وأبي كسرى على إيوانه. ليس في الناس أب مثل أبي" "وقد ضمنت المجد من أطرافه.. سؤددَ الفرس ودين العرب" وقبل أن تعود البعثة الإيرانية إلى طهران كانت "الخطبة" قد أعلنت رسمياً.. وتحدد موعد زيارة الأمير محمد رضا بهلوي إلى القاهرة. وأصرت الملكة نازلي على أن يعرض عليها البرنامج التفصيلي لحفلات القران في القاهرة وطهران، واستغرب والد العريس ما الذي يجعل الملكة نازلي تتدخل في احتفالات عقد قران ابنه في طهران، ولكن الملكة نازلي قدمت لسفير إيران في مصر طلبًا بأن تستمر احتفالات الزفاف لمدة أسبوع كامل يتخللها افتتاح دار الأوبرا الإيرانية الجديدة.ونقل سفير إيران ذلك للإمبراطور الوالد "الشاهنشاه" الذي وافق عليه بعد تردد وامتعاض ربما أقل من الامتعاض الذي أبدته الأميرة "فوزية" نفسها في مواجهة أمها "الملكة نازلي" ولأول مرة فقد اعتبرت الأميرة "فوزية" ما تفعله أمها بمثابة محاولات خفية لعدم إتمام الزواج، وقالت لها أمها عبارة "بلدي" : "يجب أن يعرفوا قيمة من يريدون مصاهرته!".
وفي 21 مارس عام 1939 تولى عقد القران الشيخ "محمد مصطفى المراغي" شيخ الأزهر، واستمر الاحتفال بعقد القران لمدة خمسة أسابيع بصورة أسطورية، وفي الزفة غنت أم كلثوم ورقصت بديعة مصابني، وقام الملك فاروق والملكتان "فريدة ونازلي" إلى البوفيه وتبعهم المدعوون، ثم استقل العروسان زورقًا يطوف بهما بحيرة حديقة القصر في مشهد من مشاهد ألف ليلة وليلة.
وفي اليوم التالي أبحرت الباخرة "محمد علي" لتقل ركب الزفات الملكي وأصرت الملكة نازلي على أن تذهب مع ابنتها ومعها أعداد كبيرة من الحاشية والوصيفات، وحينما أصر عبد الوهاب على أن يكون في وداع الزفاف الملكي أجبرته نازلي على أن يركب من الإسكندرية ويهبط بعد ذلك في أقرب ميناء ترسو عليه الباخرة، وأطاع عبد الوهاب الأمر الملكي.. وأعاد عبد الوهاب قصيدة "مهيار الديلمي" في حضور الأميرة، وفي هذه المرة استعرضت الملكة نازلي مواهبها فشرحت معنى القصيدة _التي تشيد بالفرس_ للأميرة المقبلة على الزواج ثم دار حوار حول الموسيقى الإيرانية، وكان هناك كلام أن يقوم عبد الوهاب بعمل أسطوانة لهذه الأغنية يغنيها ملحنة بالموسيقى الإيرانية، وطلبت الأميرة "فوزية" ذلك من عبد الوهاب كهدية لزفافها وكتب "عبد الوهاب" كلمات الأغنية وأعطاها لها لتلحن باللحن الإيراني. ومنذ اللحظة الأولى للوصول لطهران حدث صدام الحموات حيث لم تراع الملكة نازلي موقعها وبدأت تحصر الهدايا التي أرسلت للترحيب بهم والتي تحملها ثلاث سيارات ثم أصدرت أمراً بإرسال هذه الهدايا إلى جناحها الخاص على ألا يفتحها أحد غيرها، فاضطرت الإمبراطورة "تاج الملوك" أم العريس أن تتدخل لتؤكد للملكة "نازلي" أن الهدايا قدمت للعريس وليس للعروس ولكن الملكة نازلي أصرت على وجهة نظرها، ثم تكرر الصدام عندما اعترضت على تخصيص خادمة واحدة لابنتها وأصرت أن يكون العدد عشرة خدام.
وعندما تدخلت الأميرة "العروس" ومحاولة إثناء أمها عن تشددها نهرتها أمها أمام الجميع قائلة: "يبدو أنك لا تعرفين كيف تكونين ملكة" ومنذ ذلك الوقت نفضت "فوزية" يدها من أمها وقالت لزوجها أنها لن تتدخل. وحينما تكررت التصرفات غير اللائقة من الملكة "نازلي" _حينما طلبت فحص البطاقات الموجودة على الموائد وجعل أهل العريس في جانب وأهل العروسة في جانب آخر_ اتجه الإمبراطور الأب بنفسه وجذبها من ذراعها ليعيدها إلى مكانها بين المدعوين.
إلا أنهم في اليوم التالي فوجئوا في قصر الضيافة الخاص "بنازلي" بحفل راقص راقصت فيه الملكة نازلي شاباً أجنبياً، وغضب الإمبراطور وطلب من الأميرة أن تتدخل معتبراً ذلك مخالفاً للعائلات الإسلامية. وحينما نقلت وجهة النظر هذه الأميرة "فوزية" إلى أمها الملكة نازلي قالت لها "قولي له أن الفلاحين في مصر مازالوا ينظرون لمثل هذه الأمور بمثل هذه النظرة الرجعية". وكان الرد قاسياً حيث انسحب العريس تاركاً زوجته وابتلعت فوزية الإهانة التي لم تعرف من أين أصابتها: من زوجها أم من أمها؟!
وحينما انفجرت الأميرة "العروس" في البكاء وعلم بذلك الإمبراطور بهلوي "الأب" أسرع إليها يطيب خاطرها وطلب من ابنته "أشرف شاه" أن تصحبها في جولة في طهران وشعر بأنها تختلف عن أمها تماماً..كان من الواضح رغم الحفاوة الحارة _ التي استقبلت بها الزيارة الرسمية المصاحبة للأميرة فوزية _ إلا أن الشاه لم يكن سعيداً بطرق الملكة نازلي المتحررة وتصرفاتها والمآدب الباذخة التي أقامتها، بل إنه اعتبرها تملك قدراً من التحرر الأنثوي قد يكون خطيراً في إيران! وبخاصة أن الحرملك كان هو مكان الإمبراطورات الإيرانيات، فقد كان الشاه "الأب" قد تزوج عدة مرات من العائلات القبلية في إيران؛ فإذا كانت سيدات البلاط الإيراني قد ارتدين الفساتين ووضعن عطور شانيل "الباريسية" إلا أن الشادور "النقاب الإيراني" بقي موجوداً يحرك الأحداث، بل إنه ما أنت انتهت الزيارة حتى أمر الشاه "الأب" بنفي الرعايا الذين أثاروا استياءً من الضيافة إلى السجون العديدة، بل إنه رفض مناقشة مثل هذه الاستياءات حتى لا يصل هذا الحوار لسيدات البلاط.
ولم تستطع الملكة "نازلي" أن تتجنب إحساساً بالخوف على ابنتها من نوع هذه الحياة في البلد القديم وقد قالت لها وهي تودعها: "قلبي يحدثني أن هذا الزواج سيفشل".وكانت تصرفات الملكة "نازلي" فوق المحتمل، فحينما ركبت الباخرة "محمد علي" في طريق العودة لمصر ادعت أن حقيبة مجوهراتها قد سرقت ووجدوا لها الحقيبة، وبالرغم من أن الحقيبة لها مفتاح وحيد لا يفارقها إلا أنها عادت تصرخ بأن مجوهراتها اختفت وأن الحقيبة فارغة، وحينما أصر الشاه على تفتيش الباخرة قبل الإقلاع قالت الملكة نازلي: إنها تذكرت أنها قد نقلت مجوهراتها إلى حقيبة أخرى.
وهنا تدخلت أخت العريس الأميرة "أشرف شاه" الشقيقة التوأم له والتي تمتلئ نشاطاً ومرحاً واندفاعاً لتقول عبارة قطعت كل أواصر المحبة بين الأسرتين، فقد ادعت بأن "نازلي" سرقت بعض هدايا العرس وحينما عادت "نازلي" أثارت الموضوع لابنها فاروق حتى أنها أدعت أن فوزية بهذا الزواج تصبح أتعس إنسانة في الوجود. ويقول البعض أن الأمر قد وصل إلى حد ادعاء أن الأميرة المدللة المهذبة يضربها زوجها بالكرباج وأنها موضع إهانة جميع من في القصر..!
وما أن استقر أمر زواج الأميرة "فوزية" حتى بدأ الملك فاروق في الاستفادة السياسية منه، وفعلاً أرسل للإمبراطور الفارسي في شأن الخلافة الإسلامية، ولكن الإمبراطور يبدو أنه هو الذي كان يعد نفسه لذلك فثار قائلا: "إذ كان هناك من يصلح لهذه المهمة الصعبة فهو أنا ولا أعتقد أن فاروق يستطيع أن يكون خليفة للمسلمين وبلاده محتلة من الإنجليز".
وبالطبع أثر كل ذلك على الملكة "فوزية" وعلى هذا الزواج، وبدأت الأخبار تأتي من طهران عن أشياء عجيبة وغريبة تحدث للأميرة فوزية، منها أن هناك مشكلة دستورية تحول دون أن تجلس فوزية على العرش الإيراني وتحول دون أن ترث ذريتها هذا العرش، فسارع الإمبراطور "رضا بهلوي" باستصدار قانون من البرلمان الإيراني بأن "فوزية" إيرانية وبالتالي فأولادها إيرانيون. وإذا كانت هذه المشكلة قد حسمت فإن هناك مشكلة أكثر حساسية كانت في مدينة "قم" مرکز آيات الله والمدينة الدينية حيث كان هناك صعوبة في إقناعهم بأن تجلس على عرش إيران إمبراطورة "سنية" وهم شيعة!. في نفس الوقت الذي حلت الوصيفات الإيرانيات محل المصريات في بلاط فوزية، وكان هناك ما يشبه تعليب "فوزية" وتحويلها إلى رحم يلد ولي العرش، وهي مشكلة تؤرق كل الأنظمة الملكية الوراثية. وكان غريباً أن يعلن إيران بعد أقل من شهر من الزواج أن الأميرة قد شعرت بأعراض الحمل وأن هناك لجنة من الأطباء قررت ذلك.
وقررت الملكة "نازلي" أن تسافر لتكون مع ابنتها في مثل هذه الظروف، وجاء الرد الإمبراطوري برفض حضور الملكة "نازلي" لظروف الحرب حيث كانت الحرب العالمية الثانية قد بدأت تكشر عن أنيابها، ولم تيأس "نازلي" ووسطت حرم السفير المصري في طهران لترسل "فوزية" إليها لتلد في مصر ولكنها تلقت رسالة فهمت منها أن هذا لن يحدث فاقترحت أن تحضر "فوزية" للقاهرة وتقيم في السفارة الإيرانية باعتبارها أرضاً إيرانية. وضاق بذلك الأمير "الزوج" وطلب من وزير الخارجية المصري اعتبار ذكر أي كلام عن ولادة الأميرة فوزية حديث غير مرغوب فيه وأنه لا حضور لفوزية ولا استقبال لنازلي. واستثار هذا الرد توتراً حقيقياً من جانب "نازلي" و"فاروق" وبخاصة حينما تجاهلت إيران الذكرى الثالثة لجلوس الملك "فاروق" على العرش.
وبدأت شائعات عن أن هناك محاولة لسحر فوزية ومحاولة أخرى لتشييعها _ أي جعلها "شيعية" _ بل أن هناك شائعة أخرى بأن الإيرانيين يقومون بدس السم لها ببطء. في هذا الوقت وضعت الأميرة فوزية ولكنها وضعت بنتاً في حين أن المطلوب ولد.. ولي عهد يرث عرش الطاووس بعد وقت طال أو قصر، ولكنها كانت بنتاً واسمها "شاهيناز"، وقامت الدنيا ولم تقعد، تعرضت الأميرة لتعنيف من الأميرة "أشرف شاه" ولم يعن بتمريضها فأصيبت بحمى النفاس.
وفي نفس الوقت قامت الحرب العالمية الثانية، وكان هناك تفكير بتهجير الأسرة الملكية الإيرانية بمن فيهم فوزية بعيداً عن العاصمة طهران.. ويدخل الحلفاء إيران وخلع "الشاه الأكبر" ويجلس على العرش "محمد رضا بهلوي" وتصبح فوزية إمبراطورة بالتبعية ويرحل كل من في القصر ولا يترك إلا "الزوج والزوجة" ليحكما إيران ومعهما النمرة السوداء "أشرف شاه بهلوي" أخت الإمبراطور "محمد رضا" التوأم التي تصبح عدوة تلقائياً لكل من ينافسها على حكم البلاد وقلب الشاه "أخيها الإمبراطور".
وهكذا نقل محمد رضا بهلوي من "الشاهبور" وهو لقبه الرسمي کولي العهد إلى "الشاه" إمبراطور إيران. ولدهشة الجميع لم يكن زواج فوزية والشاه زواجاً تعيساً لكنه أبداً لم يكن سهلاً بالنسبة للأميرة فوزية؛ فقد كانت الكتب التي أطلقت عليها والصورة التي رأتها _وجعلتها توافق على الزواج_ غير الحقيقة، فالصورة بدا فيها العريس ذا شخصية ملهمة لكنه في الواقع بدا سقيماً وتعيساً، بل إن البلاط المصري المحنك حينما فحص هذا الشاب في حفل القران بكثير من حب الاستطلاع بدا لهم خجولاً إلى درجة محرجة، مفتقداً للثقة بالنفس. بل إن عبارة أبيه الشاه الأكبر الذي لم يعتد إخفاء مشاعره أصبحت محل دراسة للبلاط الملكي المصري حينما قال "إن الطبيعة لا بد أن تكون قد خلطت الأمور في رحم زوجته إذ كان يجب أن تكن "أشرف" هي الولد، و"محمد رضا " هو البنت" فإنها قد جعلت أخته التوأم الأميرة "أشرف" أكثر تمرداً وتنمراً.
ورغم كل ذلك فإن طبيعة الأميرة "فوزية" المحبة للاستقرار قد جعلتها تطمئن لوضعها في القصر بعد أن صارت إمبراطورة بالفعل على العرش وأحبت هذا الضعف في زوجها الذي أصبح يدعوها لتشاركه بعض أعماله وتساهم في الأمور العامة، بل إنها في يوم ۲۱ فبراير1942 وبعد بضعة أيام من حادث 4 فبراير الشهير _ حيث دخل الإنجليز قصر أخيها فاروق بعابدين بالدبابات _ طلبت الأميرة فوزية أن يسمح لها بزيارة خاصة لمصر لتكون بجانب أخيها وقد وصفت صورتها وقتها _ بعكس كل ما أشيع من قبل _ فقد كانت شبيهة بالممثلة "فيفيان لي" وكان واضحاً أن الإيرانيين قد استطاعوا أن يحولوها إلى طيف من الفتنة بما استخدموه من ماكياج كان واضحاً فيه الفنون الحديثة لمصنع جاذبية هوليوود.
إلا أن هذه الزيارة قد جعلت الملكة "نازلي" تشعر أن ابنتها متخلية تماماً عن عرشها كإمبراطورة وبخاصة عندما قررت الأميرة "أشرف بهلوي" أن تحضر معها هذه الزيارة، بل إنها قد تجاوزت حدودها وكأنها ترد على ما فعلته "نازلي" بالبلاط الإيراني من قبل حينما شاهدها الجميع تتبادل النكات وتلكز _بضلعها_ الملك فاروق. بل إنها دبرت أن تغلق باب إحدى المقصورات العليا على نفسها ومعها فاروق وكان يسمع الجميع ضحكات عالية وصرخات أنثوية طويلة حتى إن الملكة "فريدة" استبد بها الغضب وأصبحت عاجزة تماماً عن إخفاء توترها ولكن الأميرة "فوزية" _ أو الإمبراطورة الآن _ لم تقم بأي شيء على الإطلاق.
ومع تكرار الزيارات بين القاهرة وطهران أصبحت فوزية تشكو من أنها غير مقبولة من أم الشاه الجديد "تاج الملك" والتي تتهمها بأنها تتعامل مع الأرستقراطية القديمة بالإضافة إلى حكاية أصبحت ترددها الأميرة "أشرف شاه" "من أن فوزية أصبحت عقيماً وغير قادرة على الإنجاب وأنه قد آن الأوان "لمحمد رضا بهلوي" أن يعود لحبه القديم من الفتاة الإيرانية الجميلة التي تركها تحت ضغوط والده. وأن هذه الزيجة التي تمت بين "القاهرة وطهران" هي مجرد لعبة سياسية لعبها أبوها ليثبت بها أسرته التي لم يكن لها أي جذور ملكية بين العائلات الملكية في الشرق الأوسط.
وقد أكد ذلك الأستاذ "محمد حسنين هيكل" في كتابه "مدافع آية الله" حيث اعتبر هذا الزواج لمصلحة متبادلة تقوم على السياسة وليس على العواطف، فقد أعطى "فاروق" تعليماته "لعلي ماهر" بأن يقنع أخته باستمرار الزواج، وأن يوضح لها أهمية نشر نفوذ مصر في الشرق الأوسط، ومدى أهمية أن يكون حاكم إيران المقبل نصف مصري، ووافقته فوزية التي وصفها محمد حسنين هيكل بـ "العاقلة"، ولكن فوزية كما قالت فيما بعد "كانت تشعر بأنها تلعب دوراً فرض عليها في رواية تاريخية وهو دور لم تفهمه على الإطلاق"!!
وبدأت الأنباء ترد من طهران عام 1945 تثير القلق، فقد قيل إن إمبراطورة إيران الشابة قد أصيبت بالملاريا والصفراء، وأن تأخر الحمل قد جعل الطلاق رغبة لا تخفيها طهران.
وكان هناك رأيان: الرأي الأول يقوم على أن الطلاق رغبة تقدمت بها لجنة أرسلها "فاروق" للتحقيق في أمر التقارير التي تلقاها عن صحة شقيقته، وأن هذه اللجنة قابلت الأميرة "فوزية" مفردها وقد أذهل اللجنة _ إلى حد كبير _ شكل الأميرة "فوزية" فقد كانت بارزة العظام تبدو وكأنها شبح مختلفة تماماً عن التي رأوها في القاهرة. كانت عظام کتفي فوزية تبرز مثل زعانف سمكة تعاني من سوء تغذية، وكان قرار اللجنة أن وجود إمبراطورة مصرية في طهران ليس له أي معنى، ومن الممكن أن يكون هناك قلق حقيقي على سلامتها. وأن الشاه رغم وده وحسن نيته إلا أنه سلبي تجاه الضغوط المتفجرة في بلده وهناك شكوك في قدرته على كفالة الطمأنينة والأمان "فوزية".
وكانت هناك ورقة خفيفة ألمحت إليها اللجنة تقول إن المؤسسة الإيرانية الرسمية قد أزعجها سلوك "فاروق" المتعجرف بعد وفاة "رضا شاه" عندما قيل إنه اعترض متعلقات الشاه بعد وفاته في "جنوب إفريقيا" وهي في طريقها إلى طهران عن طريق القاهرة، وأنه انتزع من تابوت الملك الميت سيفاً مرصعاً بالمجوهرات، كان _ بالإضافة إلي قيمته المادية _ له أبعاد ميتافيزيقية عند أسرة "بهلوي"؛ فهم يتفاءلون بهذا السيف ويعتبرونه تميمة ملكية فضلاً عن ذلك فإنه في داخل المحيط الإسلامي كانت القاهرة هي أكبر العواصم السنية، وبهذا الوضع كانت تعد أخطر منافس عند المواجهة بين السنة والشيعة. بل أن الصداقة بين "فاروق" والملك "عبد العزيز بن سعود" وقتها كانت مزعجة جداً لطهران.
أما الرأي الثاني فيرى أن السبب في الطلاق يرجع إلى طهران وبخاصة بعد ما أشيع عن زيارة تمت قبل وفاة الشاه بين "محمد رضا" وأبيه وقال عنها محمد رضا "إنها كانت المرة الأولى في حياتي التي أرى فيها والدي يتصرف كأب وليس كملك، كانت الدموع في عين والدي العجوز، وقال لي عبارة واحدة ""هل تستطيع، الاحتفاظ بالعرش"" ولم أقل كلمة ولكن والدي أكمل "أنا لم أفشل في الاحتفاظ بالعرش ولكن قوة خارجية أحكمت الحصار حولي" فأومأت له بالإيجاب فقال "أنصت يا بني لا تقاوم احن رأسك للعاصفة القوية الآن أنجب طفلاً، ثم كرر ذلك أنجب ابناً "وكانت هذه آخر كلمة يقولها الشاه".
المهم تم الطلاق وعادت "فوزية" إلى القاهرة بصحبة ثلاثمائة حقيبة من الحجم الكبير وقال الشاه في وداعها: "سأبقى حزيناً طوال حياتي"، بل إنه بالفعل أصيب بمرض عضوي في شكل آلام في معدته. أما الأميرة "فوزية" فقالت كنت أحب أن أعود إلى القاهرة وليس معي إلا ابنتي حيث منعت من رؤيتها أو زيارتها، أما الملك "فاروق" فقد قال "كنت أعرف أن هذا الزواج لن ينجح ولكن لما كانت "فوزية" تريده فإنني لم أقل شيئاً وكانت موافقتي ضد أفضل تقديراتي". أما الملكة "نازلي" فإنها اكتفت باحتضان ابنتها واعتكفت في فيلتها الصيفية في "الرمل" القريبة من قصر "أنطونيادس" حيث كانت ابنتها تقيم دون محاولة رؤيتها مرة أخرى.
وعقب طلاق "فوزية" وعودتها إلى القاهرة عين لها "فاروق" "ناهد رشاد" لتكون وصيفة لها وانهمكت في النشاط الاجتماعي التطوعي، وكانت لها اليد الطولى في إنشاء مبرة "محمد علي" لرعاية المرضى، بل إنها بدأت في القيام بمجهود مرتبط بحرب فلسطين حيث زارت المحاربين خلال فترة الهدنة واستمر نشاطها في زيارتهم بالمستشفيات، واستغل ذلك الملك "فاروق" فمنحها رتبة "الفريق" ومنح شقيقته "فايزة" رتبة "اللواء" لنفس السبب وكانت معهم "ناهد رشاد" التي منحها الملك رتبة "الرائد" ولم تكن هذه الزيارات بعيدة كل البعد عن أغراض "فاروق" فقد استطاعت "ناهد رشاد" أن تجند خلال هذه الزيارات واحداً من ألمع وأشهر ضباط "الحرس الحديدي الملكي" فيما بعد وهو "سيد جاد"، وكان أحد الحرس وقتها. كانت ناهد رشاد تريد أن تكون جبهة خاصة لحماية "الملك" ويشرف عليها القصر إشرافًا مباشراً، وقد أحست "فوزية" بنفوذ ناهد رشاد وعلاقتها الحميمة بالملك فاروق حينما قام الملك ذات مرة في كازينو الرومانس بوضع وردة حمراء بيده في صدر "ناهد رشاد" العاري الصارخ الفتنة وقد وضع الوردة بين نهديها!! ولولا زواج فوزية بعد ذلك _ وبسرعة من الأميرالاي "إسماعيل شرين" _ لكانت أوقفت وأجهضت هذه العلاقة. ثم حدثت ثورة يوليو لتستأنف الأميرة الجميلة حياتها كمواطنة مصرية عادية، ولكن يلاحظ أنها استمرت على علاقة حميمة بـ "فاروق"، وعلى علاقة بائسة منقطعة بأمها "نازلي"، فقد أصرَت على أن تودعه عند عزله ونهاية الملكية، وهي أيضاً التي سارعت له في منفاه عند وفاته وكان لها جهد كبير في إحضاره مرة أخرى ليدفن في "مسجد الرفاعي".
بل إن لعبة الأقدار قد جعلتها ترى أمام شاشة التليفزيون وهي قابعة بمقرها بالإسكندرية "محمد رضا بهلوي" شاه إيران وهو مخلوع عندما استقبله الرئيس "أنور السادات" وترقرقت الدموع في عينيها وهي تنظر إلى الدنيا من خلال منظار أحداث الأمس واليوم وتسترجع كل شيء بطريقة "الفلاش باك"، وكان شيئاً غريباً أن تبنى في مسجد الرفاعي مقبرة لشاه إيران بجوار مقبرة فاروق، وقالت "فوزية" وقتها: "استأت من السادات مرة وأعجبت به مرة: الأولى حينما رد على زوجي السابق محمد رضا بهلوي سيفه فأكد بذلك شائعة سرقته التي عانيت منها في البلاط الملكي، والثانية حينما سمح لنفس الرجل باللجوء السياسي وجعله يدفن في القاهرة، قد يكون ذلك لأسباب كثيرة ولكني أعتبره قد راعى خاطري"..
لم يكن يقلق فوزية في ذلك الوقت إلا ابنتها "شاهيناز" التي لم تعرف أن "فوزية" أمها إلا من أخبار الصحف عام 1952 التي تناقلت خلع الملك "فاروق" والثورة المصرية، فقد كانت تعتقد أنها ابنة الأميرة "أشرف شاه"، فقد كان تقدير البلاط الإيراني محو الماضي كله بالنسبة لـ "شاهيناز" حيث انتقلت منذ سن السادسة إلى "سويسرا" حيث تتعلم وتقيم بصفة دائمة، ثم حدث أن رتب الشاه زواجًا سياسيًا بين ابنته "شاهيناز" وبين الملك "فيصل" الشاب ملك العراق وقتها، وكانت الأميرة ابنته في السابعة عشرة والزوج في السابعة والعشرين من عمره ولكن لأن الأنظار اتجهت إلى الأميرة "شاهيناز" لتكون وريثة لعرش "الطاووس" ولأول مرة في التاريخ بحيث يكون العرش بعد ذلك لأبنائها الذكور إلا أن الإمبراطورة الأم "تاج الملوك" رفضت ذلك، وبالطبع لم يكن هناك سبب لاستمرار الزواج وتم الطلاق الذي كان قد أثمر طفلة اسمها "مانياز".
واختفت "شاهيناز" تمامًا عن العيون واعتزلت المجتمعات والحفلات، ولكن فجأة ظهر في حياتها شاب ليبي، ولسابق يقينها الراسخ بأن الشاه والدها لن يوافق على هذا الشاب أتمت كل إجراءات الزواج بمفردها ولم تجد أمامها إلا أمها لتخاطبها في ذلك، وبدأت الأميرة "فوزية" تمارس أمومتها وتخرج مع زوجها الجنرال إسماعيل شيرين، في رحلات سرية لمقابلة عبق قلبها وتقف معها في محنتها، بل إن "فوزية" رجت الشاهبانو "فرح ديبة" بأن تجعل الشاه يوافق رغم أن الشاهبانو هي الزوجة الثانية للشاه. وكان رد الشاهبانو هدية رمزية للعروسين، أما الوالد "الشاه" الغاضب الساخط فقد عارض هذا الزوج، وأحنت الشاهبانو رأسها لتمر العاصفة وقررت بينها وبين نفسها أن تحصل على عفو الأب وبخاصة أن في عنقها دينًا للأميرة "شاهيناز" بعد أن أصبحت أماً لولي العهد وأصبحت شاهيناز ليس لها أي حق في عرش الطاووس!! وأخيراً نجح السعي وعفا الأب وسامح، سامح وأعطى بسخاء.
هوامش الفصل الثالث
- حضر الشاه محمد رضا بهلوي إلى القاهرة كلاجئ سياسي عام 1980.
- توفى الأميرالاي إسماعيل شيرين عام 1994.
- رفعت الأميرة فوزية قضية على لجنة مصادرة الأملاك التي كانت بمعرفة ثورة 1952 تطالب فيها برد كل ما أخذوه من مجوهرات وثروة زادت على مخصصاتها التي كانت مسجلة بدفاتر تلك اللجنة على أساس أنها منحة زواجها من البلاط الإيراني وليست ملكًا للأسرة الملكية في مصر، وطالبت بتخصيص هذه الثروة لابنتها "شاهيناز" وكانت قيمة المصادرة التي اعتبرتها فوزية مصادرة بدون وجه حق هي قيمة مجوهرات قدرت بمبلغ 600 ألف دولار ولكنها خسرت القضية وكان ذلك عام 1952، بل إن الحكومة المصرية بعد هذه القضية اختصمت الملكة "نازلي" على أساس أنها عاجزة عقليًا ولا تستطيع إدارة أملاكها وأرسلت "نازلي" شهادات طبية من كاليفورنيا ولكن الحكومة المصرية رفضت هذه الشهادات ورفضت التماس "نازلي" بإدارة أملاكها وألزمتها بدفع مصروفات الحكومة.
- آخر القضايا ما تقدمت به الأميرات السابقات "فريال وفوزية وفادية" بنات الملك فاروق، يطالبن بتثبيت ملكيتهن لقصر الطاهرة، ولـ50 فدانًا لكل منهن بالإضافة إلى 100 فدانا لوالدتهن الملكة السابقة "فريدة" ولـ 744 فدانًا بالشرقية وقد رفضت عمتهن "فوزية" الانضمام إليهن وحدد يوم 7 مايو سنة 1996 لنظر الدعوى والأمر لا يزال بين القضاء "حتى وقت صدور الكتاب".



#أشرف_توفيق (هاشتاغ)       Ashraf_Mostafa_Tawfik#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أغرب ماجاء فى مذكرات نابليون عن مصر؟!
- علامات جوهرية فى كتاب -النسوية التى فجرت الحرملك-
- ودخلت أنا و نوال السعداوى جمعية قتل الازواج!!
- وقال الملك فاروق ( كاميليا كانت الساق رمح والصدر خنجر)
- وضاعت منى فرصة كتابة المسلسل التلفيزيونى -هدى شعراوى-
- Sexual Harassment وقال يس عبد الجواد :احبك ياأبيض عن كتاب -ا ...
- مع د فوزية عبد الستار كان لنا ايام
- ذكريات ضابط بوليس2 كتاب تحت النشر
- ذكريات ضابط بوليس 2 - كتاب تحت الطبع
- ذكريات ضابط بوليس -كتاب تحت النشر-
- Love أوله هزل وأخره جد .. من كتابى : أشهر قصص الغرام
- حرس الملك فاروق الحديدى
- نصحنى رجاء النقاش بحيلة الكتابة باسم شهرة أو اسم وهمى (مستعا ...
- حنان الشيخ.. وحكاية سرية شرحها يطول
- في اوكار الذئب الفكرى للرجل الشرقي جلسنا نكتب عن مى زيادة؟! ...
- ووصل السحر لأهل الحل والعقد والمرسلين؟!
- .. تزوجته!! (في ليلة القدر برمضان سنة 1413 ه (اعترفت سعاد حس ...
- فاطمة سرى تفجر النسوية الجديدة .. مغامرة الهانم والأرتست
- منيرة المهدية 1890-1965
- غرائب وعحائب هدى شعراوي “رائدة” حركة تحرير النساء في مصر ) - ...


المزيد.....




- سوريا تُعلن رسمياً إطلاق عملة جديدة في يناير 2026 لمعالجة ان ...
- الصوماليون يدلون بأصواتهم بمقديشو في أول انتخابات محلية منذ ...
- عون يؤكد أن -شبح الحرب تم إبعاده عن لبنان-: تفاؤل واقعي أم ...
- هل يشكّل تنظيم داعش تهديدا وجوديا للسلطات السورية الجديدة؟
- الرئيس التركي يعد قائد الجيش السوداني بـ-تعزيز- التعاون بين ...
- هل حظرت الجزائر كعكة عيد الميلاد؟
- خطة حصر السلاح تدخل اختبارها الأخير.. وبيروت تحبس أنفاسها
- مقرر أممي: تهديدات إسرائيل بالاستيطان في غزة انتهاك للقانون ...
- عاجل | الجيش الإسرائيلي: قتلنا شخصين اقتربا من الخط الأصفر ف ...
- -شبكات- تتناول خطة تسلح إسرائيلية ضخمة وتجريم الاستعمار الفر ...


المزيد.....

- الوثيقة التصحيحية المنهجية التأسيسية في النهج التشكيكي النقد ... / علي طبله
- الطبقة، الطائفة، والتبعية قراءة تحليلية منهجية في بلاغ المجل ... / علي طبله
- قراءة في تاريخ الاسلام المبكر / محمد جعفر ال عيسى
- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أشرف توفيق - فوزية ملكة على الشرق الأوسط