|
|
مجزرة عيد الميلاد المنسيّة في أمريكا
حازم كويي
الحوار المتمدن-العدد: 8566 - 2025 / 12 / 24 - 18:12
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
لورين بالهورن(*) ترجمة:حازم كويي
في 24 كانون الأول/ديسمبر 1913 كان هناك صراعٌ مرير بلغ ذروته بين الحركة العمالية وبارونات التعدين في شمال ولاية ميشيغان ، حين انتهى بالموت الوحشي لأكثر من سبعين من أعضاء النقابات العمّالية وأطفالهم. لقد غيّرت هذه المأساة المنطقة إلى الأبد. ليست شبهُ الجزيرة العليا من ولاية ميشيغان الأمريكية، ولا الجاليةُ الفنلندية التي لا يزال أحفادُها حتى اليوم يشكّلون الأغلبية السكانية هناك، أولَ ما يخطر في البال عند التفكير في الحركة العمالية الأمريكية. وفي الواقع، نادراً ما يُفكَّر في هذه المنطقة أصلاً. فما يُعرف بـ«شبه الجزيرة العليا» (Upper Peninsula أو UP)الذي يحتل موقعاً هامشياً في الوعي العام داخل الولايات المتحدة. تقع هذه المنطقة بين ثلاثة من البحيرات العظمى، لا تضم سوى نحو 300 ألف نسمة فقط، أي ما يعادل 3 في المئة من إجمالي سكان ولاية ميشيغان. أما أكبر مدنها، ماركيت (Marquette)، فلا يتجاوز عدد سكانها 20 ألف شخص. وعلى الخرائط، تُعرَض شبه الجزيرة أحياناً خطأً على أنها جزء من ولاية ويسكونسن المجاورة إلى الجنوب الغربي ــ أو تختفي من الخريطة تماماً. وباعتبارها أحد أكثر أجزاء «حزام الصدأ» الأمريكي تضرّراً، تعاني شبه الجزيرة العليا منذ تراجع قطاع التعدين والصناعات التحويلية بعد الحرب العالمية الثانية من صعوبة توفير وظائف لائقة تحفظ كرامة الإنسان. واليوم تتركز الأنشطة الاقتصادية الأساسية في السياحة وصناعة الأخشاب، فيما تدفع آمالُ الحصول على حياةٍ أفضل في داخل البلاد كثيراً من الشباب إلى مغادرة موطنهم. وكحال معظم المناطق الريفية في الولايات المتحدة، تميل شبه الجزيرة العليا إلى هيمنةٍ جمهورية واضحة،إذ صوّت أربعة عشر من أصل خمسة عشر دائرة انتخابية فيها لصالح دونالد ترامب في عامي 2016 و2020. غير أنّ هذا التوجّه المحافظ لم يكن قائماً دائماً. فقبل ما يزيد قليلاً على مئة عام، كانت شبه الجزيرة العليا موطناً ليسارٍ عمّالي مناضل وجذري، متجذّر بعمق في جماعات المهاجرين التي شكّلت القسم الأكبر من الطبقة العاملة هناك. ولا سيما في ما عُرف بـ«بلاد النحاس» (Copper Country) المحيطة بمناجم النحاس في شمال شبه جزيرة كيويناو (Keweenaw) على ضفاف بحيرة سوبيريور، أكبر البحيرات العظمى، لعبت منظمات مثل «عمال الصناعة في العالم» (Industrial Workers of the World – IWW) و«الحزب الاشتراكي الأمريكي» (Socialist Party of America – SP) دوراً محورياً، إذ أصدرت صحفاً يومية، وأدارت متاجر تعاونية وقاعات للاجتماعات، ونظّمت النضال ضد المصالح القوية التي كانت تبذل كل ما في وسعها للاحتفاظ بالسيطرة على المناجم وعلى العمّال الذين يعملون فيها. إنّ أفول الحركة الاشتراكية في شبه الجزيرة العليا، والذي لا يكاد يتذكّره اليوم أحد خارج الأوساط الأكاديمية، يرتبط على نحوٍ وثيق بحادثةٍ مروّعة خُلِّدت لاحقاً في الشاعر وودي غاثري «مجزرة 1913» (1913 Massacre): ما يُعرف بـ«كارثة القاعة الإيطالية» (Italian Hall Disaster) عام 1913، حين انتهى احتفالٌ بعيد الميلاد أقيم للعمّال المضربين وعائلاتهم في مدينة كالومِت بولاية ميشيغان بحالة هلعٍ جماعي قاتلة. وقد وصف المؤرخان غاري كاونونِن وآرون غوينغز هذا الحدث بأنه «علامة تعجّب مروّعة لحقبةٍ شديدة العنف في تاريخ الحركة العمالية الأمريكية» ــ وهي حقبةٌ يجدر تذكّرها، سواء بسبب الوحشية التي وُجهت بها الحركة العمالية آنذاك في الولايات المتحدة، أو بسبب شجاعة الناس الذين صمدوا في مواقعهم حتى اللحظة الأخيرة. مستوطنات العمّال في بلاد النحاس
ارتبط إزدهارُ حركةٍ اشتراكية جماهيرية في هذا الجزء النائي من الولايات المتحدة ارتباطاً وثيقاً بصناعة التعدين، التي سرعان ما ترسّخت في منطقة كيويناو بعد اكتشاف أكبر مكامن النحاس في العالم عام 1841. وقد أدّت الروايات التي تحدثت عن وجود هذا المعدن شبه الثمين ملقىً حرفياً على سطح الأرض إلى اندفاعٍ محموم نحو التعدين. وبحلول أواخر أربعينيات القرن التاسع عشر، أصبحت ولاية ميشيغان بالفعل أكبر منتجٍ للنحاس في البلاد، فيما كان الطلب عليه يتزايد باستمرار مع دخول الكهرباء إلى الشركات والمنازل الأمريكية. وكان هناك الكثير من المال بانتظار الرأسماليين الذين اشتروا الأراضي في شبه الجزيرة العليا، لكن ذلك مشروط بقدرتهم على استخراج المعدن من باطن الأرض. ولم يكن هذا بالأمر الهيّن، إذ لم تكن «بلاد النحاس» تضم سكاناً مستقرّين ولا بنيةً تحتية تُذكر. كما أنّ المنطقة لم تكن متصلة بشبكة السكك الحديدية بعد، وكانت فصول الشتاء، التي قد تمتدّ إلى ستة أشهر، تجلب معها درجات حرارة قاسية وعواصف ثلجية عنيفة كثيراً ما كانت تحاصر السكان داخل منازلهم لأيامٍ متواصلة. ولسدّ فجوة العرض في الأيدي العاملة، أرسلت شركاتُ تعدينٍ كبرى، مثل شركة *كالومِت وهيكلا للتعدين (Calumet and Hecla Mining Company)، وكلاءَ تجنيد لاستقطاب مهاجرين أوروبيين لم يكونوا على دراية بظروف الحياة القاسية في شمال ميشيغان، وكانوا مستعدّين للعمل الشاق مقابل أجور أقلّ مما يتقاضاه العمّال المحليون. وتكوّنت الموجة الأولى من عمّال مناجم مهرة قدموا من كورنوال، الذين غادروا إنكلترا مع تراجع صناعة التعدين هناك وندرة فرص العمل. ولحق بهم لاحقاً ألمان وإيطاليون وفنلنديون و«نمساويون» ــ والمقصود هنا كروات وسلوفينيون من الإمبراطورية النمساوية-المجرية. وخلال الفترة الممتدة من عام 1850 إلى عام 1900، تضاعف عدد سكان شبه الجزيرة العليا أكثر من مرّة في كل عقد من العقود. ومع مرور الزمن، صهرت هذه الطبقة العاملة المتعددة الإثنيات، المنحدرة من مستوطنات عمّالية متفرقة ومتهالكة في بلاد النحاس، شبكةً كثيفة من البلدات الصغيرة امتدّت على مسافة نحو تسعين كيلومتراُ من كوبّر هاربور في الشمال إلى ساوث رينج وتشاسِل في الجنوب. انطلاقاً من قناعةٍ مفادها أن الرجال المتزوّجين يُشكّلون قوّةً عاملة أكثر موثوقية، قامت شركات التعدين ببناء منازل لعائلة واحدة، ومستشفيات، ومكتبات، ومسارح، ومدارس، إضافةً إلى مختلف أنواع المتاجر المملوكة للشركات نفسها، وذلك لجذب العائلات إلى المنطقة. وكانت بلدات مثل هانكوك، وأهميك، وكالومِت نماذجَ كلاسيكية لما يُعرف بـ«مدن الشركات» (company towns)، أي المدن التي كانت مملوكة للرأسماليين الذين أنشأوها. وحتى الحكومة المحلية والصحافة والشرطة كانت واقعة تحت سيطرة شركات التعدين. وقد قدّمت إدارات الشركات هذا الترتيب بوصفه اتفاقاً يعود بالنفع على الطرفين، غير أنّه بالنسبة للعمّال كان يعني أن الجزء الأكبر من أجورهم يعود إلى الشركة نفسها على شكل إيجارات وثمن للغذاء. كما منحت مدنُ الشركات أربابَ العمل ميزةً حاسمة في الصراع الطبقي، إذ كان بإمكانهم ببساطة طرد العمّال «المشاغبين» من مساكنهم وإدراج أسمائهم على القوائم السوداء. التضامن عبر الثقافات
كان العمل في التعدين دائماً عملاً شاقاً، ولم تكن «بلاد النحاس» استثناءاً من ذلك. فقد كان العمّال يعملون إحدى عشرة أو اثنتي عشرة ساعة يومياً في باطن الأرض مقابل أجرٍ لا يزيد كثيراً على دولارين في اليوم، في حين كان مالكو المناجم، مثل جيمس ماكنوتون من شركة كالومِت وهيكلا، يتقاضون راتباً سنوياً قدره 120 ألف دولار (أي ما يعادل اليوم ما يقارب ثلاثة ملايين يورو). وكانت الانهيارات نادرة نسبياً لأن الأنفاق حُفرت في صخور صلبة، لكن السحق تحت صخرةٍ تزن 500 كيلوغرام كان حادثاً شائعاً إلى حدٍّ كبير، شأنه شأن التعرّض للصعق الكهربائي أو التشوّه بسبب عربات المناجم. وفي عام 1911 وحده، لقي 60 عاملَ مناجم مصرعهم أثناء العمل في بلاد النحاس ــ أي أكثر من عاملٍ واحد في الأسبوع. أما الظروف الصحية فكانت أقرب إلى العصور الوسطى. فقد كانت الإضاءة والتهوية ضعيفتين إلى حدٍّ بعيد أو معدومتين تماماً، ولم تكن سوى أنظف المناجم توفّر للعمّال دلواً يقضون فيه حاجتهم. وحين سأل أحد مفتشي الدولة ذات مرة عن الأوضاع الصحية في مناجم شركة Copper Range، أجابه أحد موظفي الشركة قائلًا: «لا توجد قواعد صحية، باستثناء ضرورة تنظيف أرضيات الأنفاق من وقتٍ إلى آخر». ربما كانت العزلة الجغرافية والتخويف الذي مارسته الشركات عاملاً ضد القوى العمالية المنظمة في بلاد النحاس، لكن صراع الطبقات لم يكن يوماً بعيداً عن مناطق التعدين في شمال ميشيغان. فقد وقعت إحدى أوائل الاشتباكات عام 1872، ويُقال إنّها أُشعلت بواسطة كوادر من الرابطة العمالية الدولية. وفي صيف عام 1895، اندلع إضراب كبير في منطقة ماركيت آيرون رينج شرق بلاد النحاس، مما عطل الإنتاج لأكثر من شهرين. وفي النهاية، وافق مالكو المناجم على تقليص ساعات العمل ورفع الأجور لإنهاء الإضراب، لكنهم رفضوا الاعتراف بالنقابة ــ وهو النقطة الشائكة التي ستثير سلسلةً من النزاعات في السنوات التالية. ونظراً لغياب معاشات قانونية يمكن الاعتماد عليها، لجأ معظم العمّال في بلاد النحاس إلى الجمعيات الخيريةالقائمة على اللغة والثقافة المشتركة. فقد نظّمت هذه الجمعيات دعماً مالياً للعمّال العاطلين عن العمل والأرامل، وقدّمت للعائلات المعدمة مكاناً للاستمتاع بساعات فراغهم القليلة من خلال الرقص والمحاضرات وفعاليات أخرى. وفي بلد جديد بلا دولة رفاهية وحركة عمالية هشة نسبياً، كانت هذه الجمعيات بالنسبة لكثير من الناس الشئ الوحيد الذي يمكن الاعتماد عليه في واقع الحياة العمالية الأمريكية القاسي. وقد أسّس المهاجرون من ألمانيا والسويد أوائل هذه الجمعيات في أوائل ستينيات القرن التاسع عشر. وتبعهم بعد بضعة عقود مهاجرون من جنوب أوروبا، الذين أنشأوا منظمات مثل (Società Italiana di Mutua Beneficenza)، التي كانت في مقرّها الرئيسي، Italian Hall في كالومِت، تؤجّر مرافقها للقسم المحلي من الاتحاد الاشتراكي للجنوب السلافي وصحيفته الأسبوعية Hrvatski Radnik («العمّال الكرواتيون»). وكان من اللافت أيضاً دار النشر Työmies في هانكوك، وهي بلدة صغيرة تقع على بعد ستة عشر كيلومتراً جنوب كالومِت، التي أصدرت إلى جانب صحيفة Wage Slave الناطقة بالإنجليزية، الصحيفة اليومية الفنلندية Työmies («العمّال»). ابتداءاً من ثمانينيات القرن التاسع عشر، تدفّق المهاجرون الفنلنديون بأعداد كبيرة إلى شبه الجزيرة العليا، وأصبحوا بحلول أوائل القرن العشرين أكبر مجموعة من المهاجرين هناك. وبحسب المؤرخين، لم تضم أي مجموعة مهاجرين في الولايات المتحدة في أوائل القرن العشرين عدداً من الاشتراكيين مثل الجماعة الفنلندية، التي كانت الصحف اليمينية تسخر منها بألقاب مثل «الفنلنديون الحمر» و«صغار الصنوبر المتوحشون». وكانت متاجرهم التعاونية وقاعات الاجتماعات مثل Kansankoti Hall في هانكوك، حيث مقر دار نشر Työmies، تُستخدم كمراكز تنظيمية للعمّال من جميع الخلفيات. بينما كان المهاجرون الجُدد يؤدون الجزء الأكبر من العمل في المناجم، كانت الوظائف الماهرة والمناصب القيادية تُمنح تقريباً حصرياً للرجال ذوي الأصول الألمانية والكورنولية. واستغلت إدارة الشركات هذه الهيكلية لمصلحتها، إذ كانت تُفْضِل المهاجرين من الجيل الثاني والثالث ضد زملائهم الجدد، وتحمل النزاعات العمالية على «الأجانب» الذين يمكن التأثير عليهم، والذين غالباً ما كانوا يخدَعون بواسطة منظّمي النقابات السيئين السمعة. حاولت المنظمات الاشتراكية في بلاد النحاس تجاوز هذه الانقسامات من خلال تنظيم نفسها بعدة لغات وجمع العمّال في اجتماعات نقابية رغم الفروقات اللغوية والثقافية. فعلى سبيل المثال، شارك أكثر من ألفي عامل في يونيو 1913 في اجتماع نقابة عمال كالومِت، حيث أُلقيت الخطب باللغات «الإنجليزية، الإيطالية، الفنلندية، الكرواتية والمجرية».
وعندما بدأ الاتحاد الغربي لعمال المناجم (Western Federation of Miners WFM) يرسّخ وجوده في شبه الجزيرة العليا عام 1908، ضمّت كادره مجموعة من الفنلنديين مثل جون فاليماكي وهيلمر ميكو، بالإضافة إلى أشخاص مثل تيوفيلو بترِيلا، الذي أصدر في كالومِت صحيفة اشتراكية ناطقة بالإيطالية تُدعى *La Sentinella*، أو آنا «الآني الكبيرة» كليمنس، رئيسة الجمعية الخيرية السلوفينية المحلية، والتي عُرفت خلال الإضراب بين مناصري النقابة في المنطقة باسم «جان دارك الأمريكية». «النقابة الناطقة» تأسس الاتحاد الغربي لعمال المناجم (Western Federation of Miners – WFM) عام 1893، وكانت بداياته في سلسلة من النزاعات العنيفة على الاعتراف بالنقابات في مناطق التعدين في كل من كولورادو، مونتانا ويوتا. وكانت هذه الصراعات جزءاً من تكثيف تدريجي لصراع الطبقات في الولايات المتحدة، الذي أثر بلا شك أيضاً على القوى العاملة في بلاد النحاس، حيث لعب الاتحاد الاشتراكي الفنلندي ومنظمات يسارية أخرى دوراً مهماً في حياة العمال. وعلى الرغم من أن المناجم لم تكن تعترف بالنقابات بعد، بدأت القوى العاملة في الصناعات الأخرى في بلاد النحاس حملات تنظيمية متزايدة ــ وحققت نجاحاً. وبعد نجاحها في الغرب وبثقةٍ في إمكانية إقناع عمال المناجم في بلاد النحاس بخطة إضراب منسق وموحد، شرعت WFM عام 1912 في التحضيرات. وحددت أربع نقاط رئيسية للهجوم: الأجور المنخفضة، ظروف العمل غير الآمنة، إدخال آلة حفر جديدة يعمل عليها شخص واحد تُهدد حياة العمّال وتلغي وظائفهم، والأهم من ذلك ــ رفض أصحاب العمل الاعتراف بالنقابة. طوال ربيع عام 1913، جرت مسيرات وتجمعات عمالية متكررة. فقد ذكرت صحيفة Työmies تغطيةً لتجمع ضمّ ثلاثة آلاف «عبد أجر» من مناجم كالومِت وهيكلا في 10 يونيو. وقبل ذلك بيومين فقط، سار آلاف الأشخاص في مسيرة جماهيرية نظمتها نقابة عمال كالومِت عبر وسط المدينة. كتب تشارلز لوتون، المدير العام لمنجم كوينسي القريب، في 18 يونيو أنّ «العديد من أفضل رجالنا انضموا إلى الاتحاد الغربي، وأحياناً يُجبرون على الانضمام إلى الاشتراكيين والاستماع إليهم». وبعد أسبوعين، أصبح الوضع أكثر خطورة: «أنا قلق جداً مرة أخرى بشأن أوضاع العمل الحالية. […] معنويات العمال الفنلنديين اليوم غير مسبوقة وقريبة من أن تصبح لا تُطاق». ويُقال إن زميله ماكنوتون أقسم قائلاً: «ستنبت الأعشاب في الشوارع قبل أن تعترف شركة C&H بالنقابة». في الشهر نفسه، قدّمت WFM إنذارها الأخير: الاعتراف بالنقابة وبدء المفاوضات حول مطالبها، أو الدخول في إضراب مفتوح وغير محدد المدة. ويُقال إن لوتون أعاد الرسالة دون فتحها، وفي 23 يوليو أعلن الاتحاد الغربي لعمال المناجم الإضراب في كامل بلاد النحاس. وتصف التقارير الحكومية لتلك الفترة كيف كان مئات من المضربين، مسلّحين بالعصي والحجارة والقضبان المعدنية، يهدّدون العمال الذين حاولوا دخول المناجم. وفي نهاية الشهر، أفادت صحيفة Työmies أن 18,460 عاملاً في المناجم كانوا في الإضراب ــ أي أكثر من ضعف عدد أعضاء النقابة في المنطقة.
وقد شجّعت الأسابيع الأولى من الإضراب عمال بلاد النحاس. فقد كان العمال يسيرون يومياً تقريباً في أرجاء المدينة للدعوة إلى دعم الإضراب وتعزيز الروح المعنوية. كما نظمت فروع الحزب الاشتراكي المحلية نزهات وتجَمّعات لجمع الأموال لصندوق الإضراب، وتدفقت رسائل التضامن والتبرعات من نقابات في جميع أنحاء البلاد. حضر شخصيات بارزة من الحركة العمالية الأمريكية لتقديم دعمهم. فقد ألقت ماذر جونز، المعروفة بـ«ملاك العمال»، خطاباً في أوائل أغسطس في تجمع جماهيري في كالومِت، حيث ناشدت المضربين قائلة: «كونوا رجالاً، يا أبنائي، حينها ستجعلون رؤساء المناجم يتواضعون». كما حضر رئيس WFM تشارلز موير إلى بلاد النحاس، وكذلك الناشطة النقابية الشهيرة إيلا ريف بْلور، التي ألهمها لاحقاً تقريرها عن مجزرة ليلة عيد الميلاد الشاعر وودي غاثري. وكان التفاؤل الذي شعر به هؤلاء الرجال والنساء موثقًا في أغنية «نداء الاتحاد» (The Federation Call) ، التي كتبها أحد العمال المحليين يُدعى جون سوليفان لهذه المناسبة، ونشرتها الصحيفة النقابية Miners Bulletin:
«عمال بلاد النحاس في إضراب، مقاومين حكم الشركات التي تنهب حقوقنا. النصر شبه مؤكد في هذه المعركة النبيلة للاعتراف بالنقابة. يحيا يحيا إضراب بلاد النحاس! تحيا تحيا قضيتنا العادلة والمحقّة. الحرية من القمع هي شعارنا في هذه المعركة للاعتراف بالنقابة.»
أعياد الميلاد السوداء
على عكس آمال العمّال، لم يتحقق النصر في صيف 1913 بعد. فقد اتبعت الشركات استراتيجية مزدوجة: إذ أرادت تخويف المضربين باستخدام العنف، وفي الوقت نفسه انتظار شتاء قاسٍ على شبه جزيرة كيويناو لكسر إرادتهم. وخلال أسابيع قليلة، نجح مالكو المناجم في إقناع حكومة الولاية بإرسال الحرس الوطني. وقد أطلقت الصحافة الفنلندية على هؤلاء لقب «كوكساك ميشيغان»، وكان من المفترض أن يكونوا للحفاظ على النظام، لكنهم قاموا بعنف بتفريق اجتماعات المضربين ومضايقة النقاط الاحتجاجية. ولم يكن هذا كل شئ، إذ استقدم الرؤساء أيضاً «كلاباً مسلحة» من شركات مكافحة النقابات مثل مكتب التحري Berghoff and Waddell للتجسس على العمّال، ومع استمرار الإضراب، لمهاجمة مكاتب النقابة والمضربين، بل وقتل بعضهم أحياناً. ورغم امتلاك الرأسماليين للجيش والمجرمين المستأجرين من شيكاغو ونيويورك، كان لدى العمال سلاح قوي بنفس القدر: تضامنهم. فقد أسست آنا كليمنس في سبتمبر 1913 في كالومِت فرعاً محلياً لـ الجناح النسائي لاتحاد عمال المناجم WFM Women’s Auxiliary، وسارت في طليعة المواكب، ونظمت مجموعات نسائية لمضايقة المخالفين للإضراب عند دخولهم المناجم. وقد تم اعتقال كليمنس نفسها ثلاث مرات خلال الإضراب، إلى جانب عشرات النساء الأخريات في ما عُرف بـ«لواء المكنسة» (Besenbrigade)، اللواتي كن يهاجمن المخالفين والإدارة والشرطة باستخدام أدوات منزلية بشكل دوري. ومع اقتراب الشتاء، بدأت وسائل الإضراب تتضاءل وتراجعت حماسة المضربين. استجابت WFM لذلك بإنشاء سلسلة من «متاجر النقابة» (-union- stores) التي تُباع فيها المواد الغذائية الأساسية باستخدام كوبونات، وبدأت بتنظيم حفلات رقص وأنشطة ترفيهية أخرى داخلية. وتشبّث الطرفان بمواقعهما: رفضت النقابة التنازل، بينما أصبح مالكو المناجم أكثر عدوانية في تكتيكاتهم، فسوّوا صفوف معارضي النقابة والتجار المحليين لتشكيل «تحالف مدني»، كانت تجمعاته ونشراته المناهضة للنقابات تزداد عنفاً يوما بعد يوم. وفي هذا الجو، قرر الجناح النسائي للنقابة تنظيم احتفال عيد الميلاد في 24 ديسمبر 1913 للعائلات المضربة وأطفالهم. تم التبرع بالهدايا من منظمات من جميع أنحاء البلاد، وكان من المقرر توزيعها خلال الاحتفال في Italian Hall، مركز الحركة الاشتراكية في كالومِت، والذي كان منذ فترة طويلة هدفاً لـ«التحالف المدني». وبعد خمسة أشهر مرهقة من الإضراب، شكّل هذا الاحتفال استراحة قصيرة، لكنها مرحّب بها، في صراع العمل الذي لا يزال الكثيرون يعتقدون أنهم قد ينتصرون فيه. في الواقع، كان الاحتفال بداية لهزيمتهم. وقد كان الحفل فعلاً حدثاً ضخماً، إذ حضره وفق التقارير آنذاك أكثر من 500 شخص. وكانت آنا كليمنس واحدة من المنظمات الرئيسيات، حيث كانت تروي القصص للأطفال على المسرح الرئيسي. وقد ترك بعض الآباء أطفالهم لحضور الحفل وذهبوا لتناول مشروب في البار الموجود في الطابق الأرضي، بينما شارك آخرون في الاحتفال مع عائلاتهم. ما حدث بعد ذلك لن يُعرف بدقة كاملة أبداً ــ لكن وفقاً لمعظم شهادات الشهود، دخل في وقت مبكر من المساء رجل يرتدي شارة التحالف المدني إلى الاحتفال وصرخ عدة مرات «حريق!» قبل أن يختفي. على إثر ذلك، اندفع مئات الضيوف إلى السلم الضيق المؤدي إلى المخرج. ووفقاً لبعض التقارير، وضع رجال مجهولون أشياء على الدرج لإغلاق الطريق، بينما ذكر آخرون أن الشرطة وأعضاء التحالف المدني كانوا واقفين أمام المبنى وأغلقوا الأبواب الأمامية. تكوّمت الجثث في السلم، إذ تعثّرت الحاضرات والحاضرون فوق بعضهم البعض وسقطوا داخل الزحام الملتوي والمختنق. وعندما انقشع الغبار وأزال رجال الإنقاذ الجثث تدريجياً، بلغ عدد القتلى بين 72 و75 شخصاً، بينهم 59 طفلاً. ولم يكن هناك أي حريق. العواقب
يُشار اليوم إلى المجزرة في الأدبيات غالباً بـ«الكارثة» أو «المأساة»، لكن بالنسبة لليسار الاشتراكي في بلاد النحاس، كان واضحاً أنه هجوم متعمّد هدفه كسر الإضراب. وتدعم سلسلة الأحداث اللاحقة هذا الرأي. بعد المجزرة، حاول رئيس WFM تشارلز موير تولّي القيادة في الموقف، وألقى اللوم على التحالف المدني، وبذل قصارى جهده لجمع العمّال خلف النقابة. لكن كما لو كان مخططاً له، اقتحم حشد غاضب الغرفة بعد يومين فقط أثناء مفاوضات موير مع محامي شركات التعدين، وأطلقوا النار عليه واعتدوا عليه ضرباً حتى كاد يُقتل. ثم «طُرد» من بلاد النحاس، إذ وُضع في قطار متجه إلى شيكاغو. ونشرت صحيفة Työmies في 26 ديسمبر تقريراً عن الأحداث فيItalian Hall بعنوان «83 قُتلوا». كما تبنّت صحف نقابية أخرى مثل Miners Bulletin هذه الرواية في الأيام التالية، مشيرةً إلى أن رجال التحالف المدني، بدعم من الشرطة المحلية، كانوا المسؤولين عن إثارة الذعر ومنع تدخل الأبرياء. وبعد الضغوط الناتجة عن الشهادات الخطية التي ذكرت أسماء المتورطين، تم اعتقال محرر صحيفة Työmies وعدد من موظفيها في 27 ديسمبر بتهمة التحريض الشعبي. وبدل التحقيق مع مكاتب التحري ومخالفين للإضراب الذين كان من شبه المؤكد أنهم وراء الكارثة، استغلت السلطات هذه الضجة لمهاجمة النقابة المزعجة، التي حمّلوها المسؤولية عن كل ما حدث. كانت التحقيقات الرسمية في الكارثة مجرد إجراء شكلي. فقد تجاهل المدّعون العامون العديد من شهادات الشهود التي كانت تُحمّل الشركات المسؤولية، وبدلاً من ذلك افترضوا أن الكارثة تسبب بها الأطفال. ولم ينكر أحد أن شخصاً ما قد صرخ «حريق!» (Fire!)، لكن ترددت التكهنات بأن الشخص كان سكراناً في البار في الطابق الأرضي وليس عضواً في التحالف المدني. وخلال تحقيق حكومي في أوائل 1914، تم جمع سلسلة من شهادات أنصار النقابة، لكن البحث عن الرجل الذي أطلق صرخة «حريق!» استمر لأشهر ولم تُسجَّل أي اعتقالات أبداً. نهاية حقبة
كان موكب الحداد الذي أقيم في 28 ديسمبر في كالومِت لتكريم الضحايا حدثاً مؤثراً بلا شك. وعلى الرغم من ضياع الفيلم الذي أنتجته WFM عن هذا اليوم، تُظهر التقارير المتوارثة أن حوالي 5,000 شخص ساروا في الموكب، وشارك أكثر من 20,000 شخص في الحدث، من بينهم مئات من عمال المناجم الذين قدموا بالقطارات الخاصة من جميع أنحاء المنطقة. وقد تم تمويل الفعالية بالكامل من قبل النقابة، فيما تم استبعاد التحالف المدني والمنظمات الأخرى المعادية للنقابات بشكل صريح. ومن المتوقع أن تكون هذه الفعالية المهيبة، الناتجة عن مأساة مدمرة، أكبر تجمع جماهيري للعمال المنظمين في تاريخ بلاد النحاس. استمر الإضراب في بلاد النحاس لبضعة أشهر أخرى، لكن الزخم بدأ يتحول لصالح أصحاب العمل. أصيبت آنا كليمنس بالمرض في يناير، وبعد شفائها شرعت هي وإيلا بلور في جولة محاضرات إقليمية، مما حرم الإضراب من اثنتين من أبرز المحرضات الموهوبات. وكان موير مهدداً بالقتل إذا عاد إلى كيويناو، فابتعد أيضاً عن المنطقة. وبحلول يناير، عاد حوالي ثمانية آلاف رجل إلى العمل، ومع انتقال الشتاء إلى الربيع أصبح واضحاً أن المضربين لم يكونوا قادرين على الصمود طويلاً. وقد عرضت شركات التعدين على العمال الذين ما زالوا متمسكين بالإضراب يوم عمل مدته ثماني ساعات وأجوراً أعلى شرط التخلي عن عضويتهم في WFM. وفي 14 أبريل، وافقت أغلبية ساحقة على العودة إلى العمل، منهيةً الإضراب دون تحقيق الاعتراف بنقابتهم. كان الصدمة النفسية لمجزرة ليلة عيد الميلاد، مصحوبة بهذه الهزيمة المرة، أكثر من أن يتحمله الكثيرون. لا توجد إحصاءات دقيقة عن الهجرة التي تلت ذلك، لكن مئات العائلات غادرت المنطقة بعد عام 1914 بحثاً عن أجور أفضل وبيئة أقل عداءاً في المراكز الصناعية في الغرب الأوسط الأمريكي. وانتقلت دار نشر Työmies إلى سوبيريور، ويسكونسن، وشكّلت لاحقاً الفرع الفنلندي للحزب الشيوعي، بينما استقرت آنا كليمنس في شيكاغو وعاشت حياة هادئة بعيداً عن النشاط النقابي. وفي بلاد النحاس، رسّخت مجموعات مثل التحالف المدني والرابطة المناهضة للاشتراكية الناشئة حديثاً نفوذها في السياسة المحلية، بينما طُويت أحداث ليلة عيد الميلاد عن الذاكرة العامة لعقود. ولم تعترف شركات التعدين بالنقابة إلا عام 1939، تحت ضغط من الحكومة الموالية للنقابات للرئيس الأمريكي فرانكلين د. روزفلت. واستمر التعدين حتى عام 1968، عندما استجاب المالك الجديد، Universal Oil Products، لإضراب جديد للعمال بإغلاق جميع المناجم وإيقاف العمل فيها. ومنذ ذلك الحين، أصبحت المنطقة برمتها إلى حد كبير منزوعة الصناعة. تم هدم مبنى Italian Hall عام 1984 ــ بزعم أن ترميمه كان سيكلف الكثير. لكن البعض يرى أن وراء ذلك حسابات سياسية أيضاً، محاولة لمحو ذكرى هذا الفصل العنيف بشكل خاص من تاريخ المدينة. واليوم، لم يتبقَ من المبنى سوى القوس الرئيسي ولوحة تذكارية أهدتها النقابات، تحمل كلمات الأم ماذر جونز: «صلّوا من أجل الموتى، قاتلوا من أجل الأحياء».
لورين بالهورن*كاتب وسياسي يركز على السياسة و التأريخ اليساري.
#حازم_كويي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الاشتراكية في الولايات المتحدة الجزء 2
-
الاشتراكية في الولايات المتحدة
-
الأحزاب اليمينية تُحوِّل القسوة إلى أمرٍ عادي
-
«الاشتراكية ليست طوباوية – إنها مفعمة بالحياة»
-
الجيل زدّ يتظاهر في جميع أنحاء العالم
-
الإرث السياسي ل«أفقر رئيس في العالم»
-
زهران ممداني: انتصار اشتراكي في نيويورك
-
وجهة نظر ماركس عن الديمقراطية
-
زوهران ممداني: «الاشتراكي الذي يريد أن يغيّر نيويورك»
-
نحن نصنع التاريخ
-
العقل يتفوّق على الذكاء الاصطناعي
-
-مسألة الحزب-
-
الولايات المتحدة والذكاء الاصطناعي: «هيمنة تكنولوجية عالمية»
-
الذكاء الأصطناعي، ذكي لكن للأسف غير مربح
-
هل تحتاج نظرية الفاشية إلى تجديد؟
-
إنجلز: العقل المنظم وراء النظرية الماركسية
-
سر التجربة الصينية: من الفقر إلى أضخم طبقة وسطى في العالم
-
ماركس نصيرٌ للديمقراطية
-
-النرويج تشهد تقدماً لليسار الجذري-
-
حزب اليسار الألماني :نحن الأمل
المزيد.....
-
ذاكرة الكفاح العمالي 14 دجنبر 1990؛ يوم مشهود في تاريخ الطب
...
-
الجبهة الديمقراطية تندد بتصريحات وزير الحرب الإسرائيلي بشأن
...
-
كفى عبثا .. يجب إنقاذ الاتحاد العام التونسي للشغل
-
م.م.ن.ص// منجم عوام بمريرت.. نضال واعتصام تحت الأرض
-
“النساجون الشرقيون” تفصل 70 عاملًا تعسفيًا بعد التجسس على حس
...
-
شهداء لقمة العيش.. مقتل 12 عاملاً بينهم أطفال في حوادث سير
-
A Christmas Story: The Courage Jesus Learned as a Refugee
-
Who’s the Real Outlaw at Sea? Trump’s Tanker Grab Vs. the Ho
...
-
What Christmas Once Meant—and What It Could Mean Again For a
...
-
Life on Earth (Past, Present, and Future)
المزيد.....
-
بين قيم اليسار ومنهجية الرأسمالية، مقترحات لتجديد وتوحيد الي
...
/ رزكار عقراوي
-
الاشتراكية بين الأمس واليوم: مشروع حضاري لإعادة إنتاج الإنسا
...
/ رياض الشرايطي
-
التبادل مظهر إقتصادي يربط الإنتاج بالإستهلاك – الفصل التاسع
...
/ شادي الشماوي
-
الإقتصاد في النفقات مبدأ هام في الإقتصاد الإشتراكيّ – الفصل
...
/ شادي الشماوي
-
الاقتصاد الإشتراكي إقتصاد مخطّط – الفصل السادس من كتاب - الإ
...
/ شادي الشماوي
-
في تطوير الإقتصاد الوطنيّ يجب أن نعوّل على الفلاحة كأساس و ا
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية (المادية التاريخية والفنون) [Manual no: 64] جو
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كراسات شيوعية(ماركس، كينز، هايك وأزمة الرأسمالية) [Manual no
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
تطوير الإنتاج الإشتراكي بنتائج أكبر و أسرع و أفضل و أكثر توف
...
/ شادي الشماوي
-
الإنتاجية ل -العمل الرقمي- من منظور ماركسية!
/ كاوە کریم
المزيد.....
|