أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مارتن كورش تمرس لولو - النَّظْرَةُ الشَّرْقِيَّةُ














المزيد.....

النَّظْرَةُ الشَّرْقِيَّةُ


مارتن كورش تمرس لولو
(Martin Lulu)


الحوار المتمدن-العدد: 8565 - 2025 / 12 / 23 - 16:20
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


العديدُ مِنَّا، نحنُ الشَّرقيِّينَ المُقيمينَ في دولِ أوروپَّا، حينما نَتسوَّقُ، أو نكونُ على متنِ حافلةٍ لنقلِ الرُّكَّاب، أو في مقهى عائليٍّ (كوفي شوب)، أو حين نخرجُ للتنزُّه… إلخ، نرى الرَّجُلَ مِن بيننا، حتّى لو كان مع زوجته، لا تستقرُّ له رقبةٌ ولا يسكنُ له رأسٌ؛ بل ترى رقبته تتحرَّك يمينًا وشمالًا، ورأسه يدورُ إلى جميعِ الجهات، كأنَّه قد رُكِّبَ بدلَه رادارٌ.
ولو سألته زوجته عن سببِ إلقائه بنظراته العديدة والمتعاقبة على كلِّ امرأةٍ تمرُّ من أمامهما، أو من جانبهما، أو تُقابلهما، وفي هذه الأخيرة تراه يديرُ قامته ورأسه إلى الخلف، وهو ينظرُ إلى التي مرَّت توًّا من أمامه، يُجيبها بكذبٍ ومكر:
- أُشبِهُ بها… أتصوَّرُ أنَّها موظَّفةٌ في دائرةِ أ... أ... أ…
وكيفَ إذا كان الفصلُ صيفًا؟ تراه لا يُفوِّتُ نظرةً، وهو يحترقُ شهوةً، ويتحسَّرُ ويلعنُ ويشتم…
ونفسُ هذا الرَّجل، حين ينتقلُ إلى دولةٍ أوروبيَّةٍ، إمّا عن طريقِ اللُّجوء أو وفقَ عقدِ عملٍ، تراه يُمارسُ التصرُّفاتِ ذاتها التي تعلَّمها في الشرق، وقد نسيَ أنَّ زوجته لم تَعُد تلك المسكينةَ التي كانت فاقدةً للقوَّةِ والحيلة.
ففي دولِ أوروپَّا تجدُ المرأةَ الدولةَ نصيرًا لها؛ إذ فتحت لها، ولفلذاتِ كبدها، ذراعيها مادّيًّا ومعنويًّا، لتحتضنها مع أولادها بعد أن تُطلَّق من زوجها الذي لم يسعَ إلى تغيير سلوكه، بل ظلَّ على تصرُّفاته نفسها، لا يحترم زوجته، بل يُهينها ويمارسُ العنفَ ضدَّها.
لذلك تجدُ المرأةُ نفسَها غيرَ قادرةٍ على تحمُّله، فتتركُ بيتَ الزوجيَّة، وتُسارعُ إلى طرقِ بابِ بلديَّةِ المدينةِ الأوروپِّيَّةِ التي تُقيمُ فيها. ولا تتأخَّر هذه الأخيرةُ في توفيرِ شقَّةٍ سكنيَّةٍ لها ولأولادها، وتغدقُ عليهم مخصَّصاتِ المعيشة، وتؤمِّنُ لهم الرعايةَ الاجتماعيَّةَ والصحِّيَّة، ومصاريفَ التنقُّل، والتربيةَ والتعليم، والمأكلَ والمشرب.
قبلَ أن أُدافِعَ عن المرأة، أُنَبِّهُ الرَّجُلَ الشَّرقيَّ وأحثُّه على تغييرِ أفكارِه، كي تتغيَّرَ تصرُّفاتُه، فيحافظَ على زوجتِه وأولادِه. فالمرأةُ التي اقترنَ بها سنينَ طويلة، وعاشت معهُ عمرًا، ليس من العدلِ أن يتجاوزَ عليها في بلدِ الغربة، وألّا يحترمَها لأنَّ جمالَها لا يصلُ إلى مستوى جمالِ المرأةِ الغربيَّة.
لقد نسيَ أنَّ الأخيرةَ قد وفَّرت لها الدولةُ الأوروپِّيَّةُ كلَّ متطلَّباتِ الحياة منذ ولادتها، بل وهي لم تزلْ جنينًا في رحمِ أمِّها، إلى أن بلغتْ سنَّ الرُّشد. فالمرأةُ الأوروپِّيَّةُ لم تعشْ حصارًا، ولم ترَ ظلمًا، ولم تجُعْ يومًا، ولم تُغصَبْ من زوجٍ على ما لا تُريد، ولم تُهَن من قريبٍ أو بعيد.
أمَّا المرأةُ الشَّرقيَّة، فقد عاشتِ الظلمَ منذ أن فتحتْ عينيها على وجهِ الحياة؛ لتعيشَ حياتَها مسلوبةَ الحقوق، مُحمَّلةً بالواجبات، ومحرومةً من كلِّ جديد.
يا رجل، كُن مُخلِصًا، وأحبِبْ زوجتَكَ، وارعَ أولادَكَ، وأغمِضْ عينيكَ عن كلِّ نظرةٍ حُبلى بالشهوةِ الجنسيَّة. "فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ الْيُمْنَى تُعْثِرُكَ فَاقْلَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ، لأَنَّهُ خَيْرٌ لَكَ أَنْ يَهْلِكَ أَحَدُ أَعْضَائِكَ وَلاَ يُلْقَى جَسَدُكَ كُلُّهُ فِي جَهَنَّمَ." (متى 5: 29). الشهوة الجسدية التي أنستكَ أقرب الناس إليكَ وهي زوجتكَ شريكة حياتكَ رفيقة عمركَ. هيَّا يا رجلُ كن عادلًا، محبًا، طيبًا، مخلصًا وسفيرً لبلدكَ في بلاد المهجر.
المحامي والقاص



#مارتن_كورش_تمرس_لولو (هاشتاغ)       Martin_Lulu#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإِعْلَامُ الفَاسِدُ
- أَبَتِي العِراقُ.. أَيّامُكَ سَعِيدَةٌ
- الْكَاهِنُ الشَّهِيدُ
- القاص والمحامي، الأَشُّوري مارتن لولو. يجسد الفكر القومي لاه ...
- الوكالة في القوانين العراقي
- الكابتن، عمو بابا
- (من أين لك هذا؟)
- العاطفة في المجموعة الشعرية -ترانيم في ليل المهجر- للمحامي و ...
- هل أصبح السلاح حلًّا؟
- بين الشرق والغرب
- جائزة النجاسة
- لطفا. لا تغسلي سيارة زوجك
- رئاسة مدنية وبرلمان عالمي
- الغيرة تغلب الفن
- بين المهاجر واللاجئ
- رجاءً. لا تشتم الوطن
- الاِختراق
- ليست الحرب حلًّا
- بين الضريبة و الربيطة!
- بين الشرطي والمواطن. قانون


المزيد.....




- مصر: ضرب فتاة وتجريدها من ملابسها بسبب الميراث
- رجل يقفز في الماء لإنقاذ امرأة محاصرة وسط حطام طائرة سقطت في ...
- 203 امرأة قُتلن في إيران خلال عام واحد: أرقام تكشف عنفًا بني ...
- منظومة العنف الجنسي في سجون الاحتلال: شهادات أسيرات وأسرى
- المعتقلات السورية تحت المجهر: تحقيق لرويترز يكشف وقائع صادمة ...
- إيمان الحجيري.. كيمياء الإصرار
- عاملات المنازل في الأردن ولبنان: بين حلم العمل وواقع العبودي ...
- ما هي أعراض سرطان عنق الرحم ومن هنّ النساء الأكثر عرضة للإصا ...
- ألمانيا ـ تصاعد العنف الأسري و-بيوت النساء- تجاوزت طاقتها ال ...
- لماذا لا تكلل عمليات زراعة الشعر عند النساء غالباً بالنجاح؟ ...


المزيد.....

- الحقو ق و المساواة و تمكين النساء و الفتيات في العرا ق / نادية محمود
- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مارتن كورش تمرس لولو - النَّظْرَةُ الشَّرْقِيَّةُ