أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - جمال أسدي يستخرج لآلئ محمود شقير














المزيد.....

جمال أسدي يستخرج لآلئ محمود شقير


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 8565 - 2025 / 12 / 23 - 16:15
المحور: الادب والفن
    


جميل السلحوت:
عن مكتبة كل شيء حيفا-ناشرون صدر للبروفيسور جمال أسدي مؤخرا كتاب" القدس في عينيه، حوارات مع محمود شقير. ويقع الكتاب الذي نسّقه وأخرجه وصمّم غلافه شربل الياس في ٢٨٨ صفحة من الحجم المتوسّط.

البروفيسور جمال أسدي شاعر وقاصّ للأطفال وباحث أدبيّ ومحاضر ومترجم من بلدة دير الأسد في الجليل.

من يطّلع على هذا الكتاب سيجد أن البروفيسور جمال أسدي لم يحاور الأديب محمود شقير بشكل سريع كما الحوارات الّتي شاهدناها وقرأناها في الصّحف والمجلّات بما فيها الأدبيّة، بل استغلّ ثقافته الأدبيّة الموسوعيّة لاستخراج مخزون وتجربة الأديب الكبير محمود شقير الأدبيّة الغنيّة في الكتابة، وكأنّي بالبروفيسور أسدي يتعمّد أن يكون هذا الحوار الغنيّ منهاجا يغرف الآخرون من بحره؛ لإغناء نتاجهم الأدبيّ، والاستفادة من تجربة الأديب شقير الّتي أوصلته إلى العالميّة من خلال ترجمات العديد من مؤلّفاته إلى لغات أجنبيّة.

وهذا الحوار الطّويل قسّمه البروفيسور أسدي إلى ثمانية فصول هي:" في حضرة القدس"،و" المنفى والغياب الطّويل"، و" استكشاف عالم شقير"، و " معلّم يكتب للصّغار"، و" التّرجمات وأصوات العالم" و" شقير بلسانه"، و" الكتابات السّيريّة"، و" دراسة تحليليّة زمنيّة واستخدام نقدي".

وهذا الكتاب يمكن اعتباره الكتاب الرّابع من سيرة محمود شقير، الّذي صدرت له من قبل ثلاثة كتب حول سيرته الذّاتيّة هي: تلك الأمكنة- ٢٠٢٠، وتلك الأزمنة-٢٠٢٢، وهامش أخير-٢٠٢٥.

وهذا الكتاب يحمل الكثير من تجربة محمود شقير الأدبيّة الّتي لم ترد في كتب سيرته الثلاثة الّتي ذكرناها. وهذا ما أدهشني أنا الّذي أزعم أنّني أعرف محمود شقير معرفة تامّة بحكم القرابة ومكان السّكن الواحد، وأنّني قرأت إصداراته كلّها، وأمضيت وإيّاه عشرة أشهر في السّجن على سرير واحد هو في الطّابق الأوّل وأنا في الثّاني، وتفاجأت عندما قرأت حوار البروفيسور أسدي معه أنّ هناك معلومات كثيرة لم أكن أعرفها من قبل.

عندما قرأت الصّفحات الأولى من الكتاب وإجاباته على السّؤال" حول الولادة والعائلة"، لم أتفاجأ بأنّ محمود شقير الّذي يتحلّى بمصداقيّة عالية، وبتواضع العلماء والعظماء لم يسهب في الحديث عن حياته الشّخصيّة وعن أسرته، ولم يتحدّث عن أحداث تعتبر مفخرة ليس له ولأسرته فقط بل لشعبه، ومنها: أنّ جدّه لأبيه الحاجّ عليان علي شقير المتوفّى عام ١٩٦٣، قد كان شيخ وكبير" جال عشيرة الهلسة الّتي تتكوّن من حمائل الهلسة، والعبيدات، والزّعاترة، والشقيرات والزحايكة. وأنّ هذا الجدّ قد قام هو وابن عمّه وصهره الشّيخ إبراهيم حسن شقير بتموين فرقة الجيش العثمانيّ الّتي كانت تعسكر في الخان الأحمر بين القدس وأريحا في الحرب العالميّة الأولى، وعندما علم الإنجليز الّذين احتلّوا البلاد بذلك، استدعاه المندوب السّامي البريطانيّ وسأله: هل صحيح ما سمعناه عنك وعن الشّيخ إبراهيم حسن شقير، أنّكما ترسلون التّموين لفلول الجيش العثمانيّ في معسر الخان الأحمر؟

فأجابه الحاج عليّان بفخر: نعم صحيح.

وعندما سأله المندوب الإنجليزيّ عن أسبابه؟

أجابه: إنّهم جيشنا.

فقال المندوب السّامي: جيشكم هُزم وانسحب.

فقال الحاجّ عليّان: جيشنا لم يُهزم وهو موجود في معسكره.

فقام المندوب السّاميّ وأدّى التّحيّة العسكريّة للحاجّ عليان وأكرم وفادته.

وهذا التّواضع وإنكار الذّات ليس جديدا ولا غريبا على محمود شقير الأديب الّذي وصل أدبه إلى العالميّة، فقد وردت في كتبه عن سيرته وفي أحاديثه مع الآخرين أكثر من مرّة قوله:" لقد أخطأت في...." و" حاولت الكتابة في كذا ولم أستطع". وهكذا.

وفي إجابات محمود شقير على أسئلة البروفيسور جمال أسدي، نلاحظ أنّ شقير قد أجاب بأريحيّة تامّة عن تجربته في الكتابة ، وعن نجاحاته وإخفاقاته، وعن فرحه وعن عذابته، وعن مشاعره وأحاسيسه، وعن غربته أثناء إبعاده عن الوطن بين العامين ١٩٧٥١٩٩٣. فهو قبل أن يكون كاتبا وأديبا هو إنسان بكلّ ما تعنيه الإنسانيّة.

ويلاحظ القارئ للكتاب أنّ القدس تسكن عقل وقلب ووجدان محمود شقير تماما مثلما ولد هو ويعيش فيها، فغالبيّة قصصه ورواياته تدور أحداثها في القدس، فهي مدينته الأولى والأخيرة، حتّى أنّ سرديّته "ظلّ آخر للمدينة" هي شيء من سيرة مدينة القدس.

ومحمود شقير الّذي يطيب له أن يلقّب بالقاصّ كتب في مختلف فنون الأدب ما عدا الشّعر، كتب القصّة والرّواية للكبار وللأطفال وللفتيات وللفتيان، وكتب أدب الرحلات، والسّيرة الذّاتيّة والغيريّة، والمراثي، واليوميّات والمسرحيّة، والمسلسلات التّلفزيونيّة وكتب المقالة الأدبيّة والسّياسيّة وغيرها. وهو يتحلّى بثقافة موسوعيّة ولغة شاعريّة وشعريّة.

ولا نبالغ في القول عندما نقول بأنّ الشّعب الفلسطينيّ بشكل خاصّ واللأمّة العربيّة بشكل عامّ قد حباهم الله بالمحمودين: محمود درويش في الشّعر ومحمود شقير في السّرد.

وماذا بعد؟

استعمل الأديب شقير في إجاباته على أسئلة البروفيسور أسدي أسلوب السّرد الرّوائي الّذي يطغى عليه عنصر التّشويق.

ويجدر التّنويه أنّ هذه العجالة لا تغني بأيّ شكل عن قراءة هذا الكتاب الّذي يشكّل إضافة نوعيّة للمكتبة العربيّة.

٢٣١٢٢٠٢٥



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سرديّة- الخليفة- تسرد مسيرة شعب
- حقّ الخصوصية في قصّة- أريم والكتاب الأزرق-
- قصّة الأطفال- وعد سامر- تربويّة بامتياز
- رواية-غربة نفسي- وحياة التّيه
- جميل السلحوت رواية-عودة ستّي مدلله- والحقوق الواجبة
- -بستان حسام- قصّة أطفال تدعو لزراعة الأرض
- يرة الذّاتيّة والغيريّة في- لمّا تحكي إمّ سمير أبو الهيجا-.
- بدون مؤاخذة-سلام القوّة والفرصة الضائعة
- الشاعر فوزي البكري وداعا
- رواية عين الزيتون وما خفي أعظم
- قصّة الأطفال -وارفة الظّلال- لروز شعبان تعليمية تربويّة
- كيفية التعامل مع التراث
- الصّراع الطبقيّ في تراثنا الشّعبيّ
- عندما نهدم تراثنا الحضاريّ بأيدينا
- التراث الشعبي والتربية
- محمود شقير الأديب المتجدّد والمتميّز دائما
- أمثال خاصة بعرب السّواحرة قضاء القدس الشّريف
- التّراث الشّعبيّ والهويّة
- تدوين التّراث الشّعبيّ
- يوم مولدي ومأساة شعبي


المزيد.....




- عراقيان يفوزان ضمن أفضل مئة فنان كاريكاتير في العالم
- العربية في اختبار الذكاء الاصطناعي.. من الترجمة العلمية إلى ...
- هل أصبح كريستيانو رونالدو نجم أفلام Fast & Furious؟
- سينتيا صاموئيل.. فنانة لبنانية تعلن خسارتها لدورتها الشهرية ...
- لماذا أثار فيلم -الست- عن حياة أم كلثوم كل هذا الجدل؟
- ما وراء الغلاف.. كيف تصنع دور النشر الغربية نجوم الكتابة؟
- مصر تعيد بث مسلسل -أم كلثوم- وسط عاصفة جدل حول فيلم -الست-
- ترحيل الأفغان من إيران.. ماذا تقول الأرقام والرواية الرسمية؟ ...
- الإعلام الغربي وحرب الرواية بغزة: كيف كسرت مشاهد الإبادة الس ...
- أطروحة دكتوراة عن أدب سناء الشعلان في جامعة الأزهر المصريّة


المزيد.....

- دراسة تفكيك العوالم الدرامية في ثلاثية نواف يونس / السيد حافظ
- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - جمال أسدي يستخرج لآلئ محمود شقير