أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - الشاعر فوزي البكري وداعا














المزيد.....

الشاعر فوزي البكري وداعا


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 8495 - 2025 / 10 / 14 - 09:42
المحور: الادب والفن
    


جميل السلحوت:
الشّاعر فوزي البكري وداعا
الموت حقّ وكلّ الأحياء نهايتهم الموت، وقدغيّب الموت يوم الاثنين ١٣ أكتوبر ٢٠٢٥ الشّاعر المقدسيّ فوزي ياسين البكري، وفقيدنا الرّاحل شاعر القدس بامتياز.
كتب كثيرون من العرب عامّة والفلسطينيّين خاصّة عن القدس، وما تمثّله في الوجدان العربيّ، كتبوا مختلف صنوف الأدب عن القدس، وفي مرحلتنا هذه، مرحلة وقوع المدينة تحت الاحتلال الاسرائيلي في حرب حزيران 1967 ظهر جيل من الشّعراء المقدسيّين، جيّروا الكثير من قصائدهم إن لم تكن كلّها عن مدينة القدس، وفي مقدّمتهم فوزي البكري، ومن هؤلاء الشّعراء، د. عزّالدّين أبو ميزر، د. معتز القطب، رفعت زيتون، ابراهيم القراعين، د. وائل أبو عرفة، بكر زواهرة. وآخرون.
ومن أجمل القصائد عن القدس قصيدة "القدس" للشّاعر تميم البرغوثي المولود في القاهرة. وممّن كتبوا عن القدس شاعرنا الكبير الرّاحل سميح القاسم. لكنّ فوزي البكري يستحق لقب شاعر القدس بامتياز.
عرفت الشّاعر فوزي البكري عن قرب عام 1975، عندما عملنا معا في صحيفة الفجر المقدسيّة التي كانت تصدر في مدينة القدس.
والشّاعر فوزي البكري مولود في بيت علم وأدب عام 1948 في القدس القديمة، فهو ابن الشّيخ المجاهد المرحوم ياسين البكري، أحد قادة الجهاد المقدّس الذي كان يقوده الشّهيد عبدالقادر الحسيني، وشغل منصب خطيب وإمام المسجد الأقصى، والشّيخ كان يقرض الشّعر أيضا وله بعض القصائد نشرها ابنه فوزي في كرّاس..
فوزي البكري شاعر مطبوع، يجيد اللغة وأدابها بشكل لافت، وذو ثقافة واسعة. لذا من يقرأ قصائد فوزي البكري سيجد فيها اللغة الانسيابيّة البليغة التي لا تصنّع فيها، وسيقف أمام صور شعريّة مدهشة.
من يعرف الشاعر فوزي البكري عن قرب سيجد فيه الانسان المرح صاحب السّخرية المحبّبة رغم ضنك الحياة، لذا فقد انحاز في أشعاره ومواقفة للكادحين والمغلوبين.
ورغم أنّ فوزي البكري شاعر مقلّ، إلا أنّ ما كتبه عن القدس يشي بشعريّة تنبع من أصالة تدلّل على صدق الانتماء لمدينته ووطنه، وانحيازه لقضايا وهموم شعبه وأمّته، فمدينته القدس تسكنه كما يسكنها، وقد عبّر عن ذلك بعفويّة تامّة من خلال قصائده.
ويلاحظ القارئ لأشعار فوزي البكري النّبرة "النّوابيّة" فيها، فالشّاعر لا يناور ولا يهادن في القضايا المصيريّة.
وفوزي البكري شاعر هجّاء أيضا، كتب عشرات قصائد الهجاء التي لا تخلو من السّخرية التي تتميّز بها شخصيته، فهو ساخر بطبعه، وقد هجا العديد من المتسلّقين والنّفعيّين والمتاجرين بقضايا الشّعب والأمّة. غير أنّه لم ينشر قصائده في الهجاء، وإن كان يلقيها على مسامع أصدقائه، وقد وصلت قصائد هجائه إلى من هجاهم.
صدر ديوانه الشّعري الأوّل "صعلوك من القدس القديمة" في أواسط ثمانينات القرن العشرين عن دار الصّوت في الناصرة.
– أصدرت له جمعيّة الدّراسات العربية عام 1987 كرّاسة شعريّة تضمّ ثلاث قصائد للقدس بعنوان "شدِّي حيلك يا بلد."
– صدر ديوانه الشّعري «قناديل على السّور الحزين» في القدس عام 1997.
وشاعرنا الذي وصف نفسه بـ"صعلوك من القدس القديمة" يقودنا إلى معرفة معنى كلمة صعلوك، فقد ورد في معجم لسان العرب بأنّ الصّعلوك هو: " الفقير الذي لا مال له، وزاد الأزهري، ولا اعتماد، وقد تصعلك الرّجل أي افتقر."
واصطلاحا:" الصّعاليك في عرف التّاريخ الأدبيّ هم جماعة من مخالفي العرب الخارجين عن طاعة رؤساء قبائلهم، وقد تطوّرت دلالة هذا المصطلح بحيث أصبح يدلّ على طائفة من الشّعراء ممّن كانوا يمتهنون الغزو والسّلب والنّهب.
والصّعلكة ظاهرة اجتماعيّة برزت على هامش الحياة الجاهليّة كردّ فعل لبعض العادات والممارسات، واستمرّت الصّعلكة ردحا من الزّمن.
وهناك" فئة احترفت الصّعلكة احترافا وحوّلتها إلى ما يفوق الفروسيّة من خلال الأعمال الإيجابيّة التي كانوا يقومون بها." ومن هذه الطائفة عروة بن الورد الذي يقول:
ذريني أسعى إلى الغنى
فإنّي رأيت النّاس شرّهم الفقير.
وعروة "من الصّعاليك الذين كانوا يعطفون على الفقراء والمساكين، وكثيرا ما كان هدف الغزوة توزيع الغنائم على ذوي الحاجة. و توجّه غزواتهم عادة إلى الأغنياء والبخلاء."
وشاعرنا فوزي البكري، المعروف بعزّة النّفس، من المتأثّرين بهذا الصّنف من الصّعاليك، فهو كادح منحاز إلى الكادحين، ويدعو إلى انصاف الفقراء والمحتاجين. يبقى أن نقول أنّ فوزي البكري صوت شعري مميّز، ويشكّل ظاهرة شعريّة تستحقّ الدّراسة.
فإلى جنّات الخلدود يا أبا إسلام، وكما قال الشّاعر الكبير سميح القاسم في رثاء صديقه الشّاعر الكونيّ محمود درويش:" إذا مات الشّاعر فإنّ الشعر لا يموت."



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية عين الزيتون وما خفي أعظم
- قصّة الأطفال -وارفة الظّلال- لروز شعبان تعليمية تربويّة
- كيفية التعامل مع التراث
- الصّراع الطبقيّ في تراثنا الشّعبيّ
- عندما نهدم تراثنا الحضاريّ بأيدينا
- التراث الشعبي والتربية
- محمود شقير الأديب المتجدّد والمتميّز دائما
- أمثال خاصة بعرب السّواحرة قضاء القدس الشّريف
- التّراث الشّعبيّ والهويّة
- تدوين التّراث الشّعبيّ
- يوم مولدي ومأساة شعبي
- روز اليوسف شعبان تدخل عالم الرواية كفارسة
- رواية- خريف آخر- لمحمود شقير وزمن الضياع
- بدون مؤاخذة-النّصر المبين
- بدون مؤاخذة-التّكيّف والتّهجير
- بدون مؤاخذة- نحن سدنتها
- بدون مؤاخذة-القادة الكبار
- ندوة اليوم السابع شمس القدس الثقافي
- رواية -فلفل وجدّه الأسمر في ندوة اليوم السابع
- معلومات قيّمة في صيّاد...سمكة وصنّارة


المزيد.....




- جنوب السودان وطقوس الاستسقاء.. عندما يكون الجفاف موازيا للإع ...
- توفيق عبد المجيد سيرة مناضل لم يساوم!
- السينما في مواجهة الخوارزميات.. المخرجون يتمردون على قوانين ...
- موسكو تستعد لاستضافة أول حفل لتوزيع جوائز -الفراشة الماسية- ...
- مهرجان الجونة السينمائي 2025.. إبداع عربي ورسالة إنسانية من ...
- تنزانيا.. تضارب الروايات حول مصير السفير بوليبولي بعد اختطاف ...
- باقة متنوعة من الأفلام الطويلة والقصص الملهمة في مهرجان الدو ...
- حريق دمر ديرا تاريخيا في إيطاليا وإجلاء 22 راهبة
- الإعلان عن 11 فيلما عربيا قصيرا تتنافس في مهرجان البحر الأحم ...
- هنا يمكن للمهاجرين العاملين في الرعاية الصحية تعلم اللغة الس ...


المزيد.....

- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت
- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - الشاعر فوزي البكري وداعا