أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - رواية- خريف آخر- لمحمود شقير وزمن الضياع














المزيد.....

رواية- خريف آخر- لمحمود شقير وزمن الضياع


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 8314 - 2025 / 4 / 16 - 16:12
المحور: الادب والفن
    


جميل السلحوت:


" خريف آخر" هي الرّواية الأولى الّتي كتبها عام ١٩٧٨ الأديب الكبير محمود شقير بعد إبعاده عن الوطن عام ١٩٧٥، ولم ينشرها في حينه، واحتفظ بها؛ ليعود إليها في العام ٢٠٢٥ منقّحا وحاذفا لثلثها تقريبا كما كتب في تقديمه لها" حذفت ما مقداره سبعة آلاف كلمة كانت تثقل متن الرّواية بسبب المباشرة والقول السّياسيّ المباشر، كما أنّني حذفت العنوان الثّاني واستبدلت به عنوانًا جديدًا هو "خريف آخر"، وأجريت إضافات طفيفة لسدّ الفراغات التي أحدثها الحذف".

ومحمود شقير أديب كبير متميّز صدر له أكثر من ثمانين كتابا في أصناف أدبيّة عديدة منها: القصّة القصيرة والأقصوصة، قصص الأطفال، الرّواية للكبار وللفتيان، النّقد الأدبي، المسرحيّة، أدب الرّحلات، اليوميّات، السّيرة الذّاتيّة والغيريّة، المراِثي والبكائيّات، المسلسلات التّلفزيونيّة، وغيرها.

وقد تعدّت شهرة شقير الأدبيّة السّاحتين المحلّيّة والعربيّة حيث ترجمت له العديد من أعماله لعدّة لغات، وإحدى رواياته للفتيات والفتيان اعتبرت واحدة من أفضل مئة رواية في العالم .

ولا بدّ هنا من التّنويه بأنّ الأديب شقير المولود في ١٥٣١٩٤١ قد بدأ مسيرته الأدبيّة بقوّة واقتدار بائنين، فقد حوّلت إذاعة صوت العرب من القاهرة عام ١٩٦٦ قصّته"خبز الآخرين" إلى تمثيليّة وبثّتها مرّات عديدة، فانتشرت القصّة بشكل واسع.

وقد فاز الأديب شقير بعدّة جوائز عالميّة وأشهرها فوزه بجائزة محمود درويش الّتي اعتبرها أفضل من جائزة نوبل للآداب.

ويجدر القول هنا أنّ الأدب الفلسطينيّ بشكل خاصّ والعربيّ بشكل عامّ قد حظي بالمحمودين: محمود درويش في الشّعر ومحمود شقير بالسّرد القصصيّ والرّوائيّ.

وقد عرف القرّاء والنّقّاد الجادّون محمود شقير وخصوصا في العقدين الأخيرين أنّه يخوض التّجريب فيأتينا بجديد في الشّكل والمضمون، وقد تجلّى ذلك في مجموعته القصصيّة "سقوف الرّغبة" وفي روايته الأخيرة منازل الذّكريات"

وعودة إلى روايته الأولى" خريف آخر" الّتي كتبها قبل خمسة عقود، محمود شقير الّذي يعترف بأنّ ميدانه الأساسيّ في الأدب هو القصّة القصيرة، وهو واحد من مؤسّسي فنّ القصّة القصيرة جدّا في العالم العربيّ، خاض في مجال الرّواية في مرحلة مبكرة من عمره الّذي نتمنّى أن يطول وهو بكامل قواه، فجادت قريحته ب "خريف آخر" لكنّه لم ينشرها لحرصه الشّديد والمبالغ فيه على التّفوّق والنّجاح الباهر فيما يكتبه، وها هو يتعثّر صدفة بمخطوطة هذه الرّواية عندما تبرّع بجزء من مكتبته لمكتبة جامعة بيت لحم، فعاد إليها ونقّحها وحذف ثلثها، وبقي متردّدا وحائرا في نشرها أو يبقيها في دفاتر النّسيان.

وقد أتيحت لي الفرصة لقراءة هذه المخطوطة الّتي لم تنشر حتّي يومنا هذا.

يبدأ شقير روايته بوصف جبل الكرمل عندما تحرّر من سجن الدّامون الّذي يتربّع على قمّة هذا الجبل، - من المعروف أنّ شقير اعتقل للمرّة الأولى في شهر يوليو ١٩٦٩ لمدّة عشرة أشهر-. كما يصف ما أتيحت له رؤيته في ذلك اليوم من مدينة حيفا، ويعبّر عن عواطفه الجيّاشة تجاه تلك المدينة الّتي لم يزرها من قبل.

وتعود به الذّاكرة إلى حرب حزيران ١٩٦٧ حيث احتلت مدينته القدس جوهرة فلسطين والبلاد العربيّة تحت الاحتلال، كما يتحدّث عن جدّيه لأبيه ولأمّه، ويستذكر شيئا من حياة الجدّين، فجدّه لأبيه شارك في ثورة العام ١٩٣٦، وخاله محمود غادر أرض الوطن؛ ليلتحق بالعمل الفدائيّ، ويستذكر خاليه عليّ ومحمود دون أن يذكر أيّ اسم بشكل صريح.

كما يعود إلى بعض من ذكرياته، ومنها الجلوس في أحد مقاهي القدس"جروبي"، والتقائه فيه مع بعض الأصدقاء ومنهم " أبو بشّار" نعيم الأشهب.

ويكتب شقير في هذه الرّواية عن حالة الضّياع الّتي عاشها من بقوا على أرض الوطن، وكيف انقسموا ما بين متمسّك بالأرض يحرثها ويزرعها ويعتاش من خيراتها، ومنهم من التحق بالعمل الأسود في الجانب الاحتلاليّ. ومنهم من مارس الجنس مع المومسات اليهوديّات معتبرا ذلك عملا نضاليّا! كما تعود به الذّاكرة إلى شارع بور سعيد الّذي غيّر المحتلّون اسمه إلى شارع الزّهراء، وكيف تحوّل ذلك الشّارع إلى بارات ومقاهي تعجّ بالسّكارى والمومسات.

عنصر التّشويق واللغة: يطغى عنصر التّشويق على السّرد الرّوائيّ، وواضح أنّ ذلك نابع من العاطفة الصّادقة الّتي تحلّى بها الكاتب وهو يكتب روايته هذه. ولغة الرّواية جاءت متعدّدة الأصوات حسب شخوص الرّواية، ومعروف أنّ أديب شقير يمتلك ثروة لغويّة بائنة، وهي من السّهل الممتنع الّذي يعجّ بالبلاغة من صور شعريّة وتشبيهات واستعارات وغيرها.

ويمكننا القول بأنّ هذه الرّواية الواقعيّة هي خليط من الذّكريات ومن السّيرة الذآتيّة ومن مسيرة شعب في مرحلة من تاريخ.

وماذا بعد؟

هذه العجالة لا تغني بأيّ شكل من الأشكال عن قراءتها.

١٦٤٢٠٢٥



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون مؤاخذة-النّصر المبين
- بدون مؤاخذة-التّكيّف والتّهجير
- بدون مؤاخذة- نحن سدنتها
- بدون مؤاخذة-القادة الكبار
- ندوة اليوم السابع شمس القدس الثقافي
- رواية -فلفل وجدّه الأسمر في ندوة اليوم السابع
- معلومات قيّمة في صيّاد...سمكة وصنّارة
- محمود شقير يدهشنا بمنزل ذكرياته
- رواية -فلفل وجدهّ الأسمر- تحارب العنصريّة
- حسناء د. روز اليوسف شعبان والفروسية
- الزّمن الجميل والأصالة
- قصة -حزمة نور- والحلم بالسّلام
- فرصة ثانية رواية تطرح قضايا اجتماعية
- قراءة في رواية تراتيل في سفر روزانا
- د. محمود صبيح قدوة يقتدى
- الرّومانسيّة والحبّ المتعثّر في رواية- في قلبي..- لرضوان صند ...
- رواية -ذاكرة في الحجْر- والعقول المتحجّرة
- قصّة الكوكب الأحمر والاكتشافات الحديثة
- بدون مؤاخذة-بلاد العرب أوطاني
- الثقافة العربية لا تزال بخير


المزيد.....




- التمثيل النقابي والبحث عن دور مفقود
- الفنان التونسي محمد علي بالحارث.. صوت درامي امتد نصف قرن
- تسمية مصارعة جديدة باسم نجمة أفلام إباحية عن طريق الخطأ يثير ...
- سفارة روسيا في باكو تؤكد إجلاء المخرج بوندارتشوك وطاقمه السي ...
- كتاب -رخصة بالقتل-.. الإبادة الجماعية والإنكار الغربي تحت مج ...
- ضربة معلم من هواوي Huawei Pura 80 Pro.. موبايل أنيق بكاميرات ...
- السينما لا تموت.. توم كروز يُنقذ الشاشة الكبيرة في ثامن أجزا ...
- الرِّوائي الجزائري -واسيني الأعرج-: لا أفكر في جائزة نوبل لأ ...
- أحمد السقا يتحدث عن طلاقه وموقفه -الغريب- عند دفن سليمان عيد ...
- احتفال في الأوبرا المصرية بالعيد الوطني لروسيا بحضور حكومي ك ...


المزيد.....

- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - رواية- خريف آخر- لمحمود شقير وزمن الضياع