أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - الثقافة العربية لا تزال بخير














المزيد.....

الثقافة العربية لا تزال بخير


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 7979 - 2024 / 5 / 16 - 12:24
المحور: الادب والفن
    


الثّقافة العربيّة لا تزال بخير

"القومية العربية أو العروبة في مفهومها المعاصر هي الإيمان بأنّ الشّعب العربيّ شعب واحد تجمعه اللّغة والثّقافة والتّاريخ والجغرافيا، والمصالح، وبأنّ دولة عربيّة واحدة ستقوم؛ لتجمع العرب ضمن حدودها من المحيط إلى الخليج".
ويرى البعض أنّ: "القوميّة تعني القوم المنحدرين نسَبًا من صُلب جدٍّ واحد، ومع التّطوّر التّاريخيّ انسلخ مصطلح القوميّة عن جذوره الّلغويّة، فأصبح معناه قريبا من معنى الأمّة".
أمّا العروبة فهي:" انتساب إلى العرب، وتعني فقط الانتساب المجرّد عن المعنى السّياسيّ، فمن الممكن للإسلاميّ أن يكون عروبيّا وللماركسيّ أن يكون عروبيّا، لأنّ العروبة مجرّدة من المعنى السّياسيّ فهي شعور بالانتماء لا أكثر".
وبعيدا عن المصطلحات والتّنظير، فإنّنا سنركّز هنا على ما يُعرف بالوطن العربيّ حسب الفهم المعاصر، وهو تلك الأقطار الّتي تتشارك فيما يُعرف بالجامعة العربيّة، والتّي تمتدّ من المحيط إلى الخليج. وكي لا ننسلخ عن الماضي القريب فإنّه يجدر التّذكير، بأنّ ما يُعرف بالدّول العربيّة، لم يكن معروفا قبل الحرب الكونيّة الأولى، فجميع هذه البلدان كانت تحت حُكم الخلافة العثمانيّة، التّي شارك بعض العرب في هدمها، على أمل التّحرّر، إلّا أنّ الدّول الإستعماريّة وتحديدا بريطانيا وفرنسا تقاسمتها - حسب اتّفاقيّة سايكس- بيكو - 1916، وما تبعها من وعد بلفور- نوفمبر 1917، لإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين قبل أن تضع الحرب أوزارها.
وهنا لا بدّ من التّنويه أنّ الرّابطة الّتي كانت تجمع الشّعوب التي كانت تحت الحكم العثماني -ومنهم العرب-، هي الرّابطة الإسلاميّة، والذي يقرأ خطابات ومراسلات شريف مكّة "الحسين بن علي" سيجد أنّ الفهم الإسلامي يطغى عليها، في حين أنّ خطابات ابنه الملك "فيصل الأوّل"، الذي تخرّج من كليّة "سانت هيرست" العسكريّة في بريطانيا وتأثّر بالفكر القوميّ في أوروبّا، كانت خطاباته قوميّة يبدأها بـ "أيها الأخوة العرب" ويتكلّم فيها عن أمجاد العرب، في حين كانت خطابات والده تبدأ بـ "أيّها الأخوة المسلمون" وتتكلّم عن أمجاد المسلمين.
وبغضّ النّظر عن تفاوت الآراء حول الخروج على العثمانيّين أو الولاء لهم، إلّا أنّ نتائج الحرب الكونيّة الأولى كانت خضوع المنطقة العربيّة للاستعمار الأوروبي، واستعر هذا الاستعمار بشكل جليّ بعد اكتشاف البترول، وعندما اشتعلت ثورات الشّعوب للتّحرّر، ولم يعد المستعمرون قادرين على إحكام سيطرتهم، بعد أن رسّخوا الإقليميّة، اضطرّوا تحت وقع الثورات إلى إنهاء احتلالاتهم المباشرة إلى احتلالات غير مباشرة للحفاظ على مصالحهم في المنطقة العربية. وهنا لا بدّ من التّذكير بأنّه لم تكن هناك حدود بين الأراضي العربيّة قبل نشوء "دول الأقاليم"، وقد سمعت من الشّاعر الشعبيّ المرحوم "أبو سعود الأسديّ" المولود في قرية "دير الأسد" في الجليل الفلسطينيّ قوله: "والله يا عمّي كنّا نفطر في دمشق، ونتغدّى في بيروت، ونتعشى في حيفا في اليوم نفسه". ومن سخريات المرحلة الحاليّة أنّ العربيّ حامل جواز سفر أجنبيّ يُحترم عند دخوله دولة عربيّة أكثر من المواطن حامل جنسيّة هذا البلد، أو جنسيّة دولة عربيّة أخرى.
وبما أنّ الحديث عن القوميّة العربيّة، فلا بدّ هنا من التّذكير بأنّ "الوطن العربي" فيه مواطنون أصليّون من غير العرب.. وقد امتزجوا مع العرب من باب "الأخوة في الدّين". كما يوجد مواطنون أصليّون من أتباع الدّيانة المسيحيّة، ويجمعهم مع إخوانهم المسلمين الانتماء القومي.
وتشتيت العالم العربي إلى دول كان كارثة بكلّ المقاييس على الأمّتين العربيّة والإسلاميّة. ولو قامت دولة عربيّة واحدة موحّدة لغيّرت وجه التّاريخ المعاصر، ومن الغريب أنّ كثيرًا من الأنظمة العربيّة الحاكمة تحتمي بمستعمريها بدلا من شعوبها، وتحرص على خدمة المستعمرين أكثر من خدمتها لأوطانها وشعوبها.
عندما استلم زعيم الأمّة العربيّة "جمال عبد النّاصر" الحكم في مصر، تبنّى الفكر القومي، واستقطب الشّعوب العربيّة من المحيط الذي كان هادرا إلى الخليج الذي ما عاد ثائرًا، وعندما توفّي في سبتمبر 1970م مات معه العرب و "العروبة"، وتكرّست الإقليميّة بشكل واسع وعميق، ممّا رسّخ النّفوذ الإمبرياليّ بشكل واسع، وبعد حرب أكتوبر 1973م وما تبعها من اتّفاقات "كامب ديفيد"، تفسّخ العالم العربيّ بشكل ملحوظ، ورغم مؤتمرات القمّة العربيّة والبيانات الرّنّانة التي تصدر عنها، واتّفاقات "الدّفاع المشترك بينها"، والتي ثبت أنّها مجرّد كلام بلا جدوى.
وفي مرحلة الموات هذه، والتي جرى الإعداد لها بعناية منذ سبعينات القرن الفارط، والّتي طرح فيها "بريجنسكي" مستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق قضيّة "إعادة تثقيف شعوب المنطقة"، واشتغلت عليها طاحونة إعلام هائلة، لسلخ الشّعوب عن قضاياها المصيريّة، وترسيخ الإقليميّة بشكل واسع.
يشكّل المثقّفون والشّعراء والأدباء طليعة شعوبهم.. والثّقافة العربيّة لا تزال بخير، فالأنقياء يعبّرون عن قضاياهم وهموم شعوبهم قدر استطاعتهم، وعلى سبيل المثال فإنّ الشّاعر الكونيّ الرّاحل "محمود درويش" خدم بشعره وقلمه القضيّة الفلسطينيّة أكثر من الدّبلوماسيّة العربيّة، والأدب والثّقافة العربيّة ليست حكرًا على العرب فقط، فهناك مثقّفون وشعراء من غير العرب كتبوا باللغة العربيّة شعرًا وأدبًا ملتزما بالقضايا العربيّة، وهذا ليس جديدًا بل هو قديم.
16-5-2024



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخلط بين التّاريخ والخرافة في -وجه آخر للهويّة-
- بدون مؤاخذة- قطع التّمويل عن وكالة الغوث له أهدافه
- جميل السلحوت يكتب سيرة شقيقه داود
- قراءة في رواية -كان لي- لأفنان الجولاني
- بدون مؤاخذة-الإرهاب العربي الإسلامي
- الشّاعر محمد الشحات والإبداع اللافت
- صدور-شقيقي داود-سيرة غيرية- لجميل السلحوت
- رواية دموع الشّمس والواقع المعاش
- صدور رواية الأرملة بالفرنسية
- رسالة تعزية للأسير حسام شاهين
- وداعا للعام 2023
- على شرفة حيفا وشرّ البليّة
- بدون مؤاخذة-في وضح النّهار
- بدون مؤاخذة-تطبيع السّعوديّة مع اسرائيل
- قصّة الأطفال -عودة شيماء- والتّربية الصحيحة
- بدون مؤاخذة-الأنظمة العربية تقبل بما نقبل
- قراءة في قصّة الأطفال-جدّي يعشق أرضه-
- رسالة التّوعية في -وهكذا أصبح جاسوسا-
- بدون مؤاخذة-تزاوج العهر السّياسيّ والإعلامي في التّطبيع
- رواية المهطوان وضياع البوصلة


المزيد.....




- ماسك يوضح الأسباب الحقيقية وراء إدانة ترامب في قضية شراء صمت ...
- خيوة التاريخية تضفي عبقها على اجتماع وزراء سياحة العالم الإس ...
- بين الغناء في المطاعم والاتجاه للتدريس.. فنانو سوريا يواجهون ...
- -مرضى وفاشيون-.. ترامب يفتح النار على بايدن و-عصابته- بعد إد ...
- -تبرعات قياسية-.. أول خطاب لترامب بعد إدانته بقضية الممثلة ا ...
- قبرص تحيي الذكرى الـ225 لميلاد ألكسندر بوشكين
- قائمة التهم الـ 34 التي أدين بها ترامب في قضية نجمة الأفلام ...
- إدانة ترامب.. هل يعيش الأميركيون فيلم -الحرب الأهلية-؟
- التمثيل التجاري المصري: الإمارات أكبر مستثمر في مصر دوليا
- -قدمت عرضا إباحيا دون سابق إنذار-.. أحد معجبي مادونا يرفع دع ...


المزيد.....

- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - الثقافة العربية لا تزال بخير