أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-الأنظمة العربية تقبل بما نقبل














المزيد.....

بدون مؤاخذة-الأنظمة العربية تقبل بما نقبل


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 7725 - 2023 / 9 / 5 - 14:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الزّيارات المكوكيّة بين مسؤولين سعوديين ومسؤولين أمريكيّين تشي بأنّ التّطبيع العلنيّ بين السّعوديّة واسرائيل بات قريبا، في حين أنّ التّعاون العسكريّ والأمني جار منذ سنوات وبشكل شبه خفيّ، كما جرى التّمهيد للتّطبيع بأمور بسيطة مثل السّماح لشركة الطّيران الإسرائيليّة بالمرور عبر الأجواء السّعوديّة. ويلاحظ من خلال تطبيع بعض الأنظمة العربيّة رضوخا للضّغوطات الأمريكيّة مثلما فعلت الإمارات والمغرب والبحرين، واعتبرته الجامعة العربيّة ودولها قرارات سياديّة! جاء كإعلان عن وفاة ما يسمّى المبادرة العربيّة التي أطلقها الملك عبدالله بن عبد العزيز عام 2002 عندما كان وليّا للعهد. وهذا التّهافت على التّطبيع جاء ويجيء في ظلّ التّطرّف اليمينيّ العنصريّن وكأنّه مكافأة له، مثلما هو مكافأة لمرشّحي الرّئاسة الأمريكيّة الذين يزاود كلّ منهم على الآخر بدعمه اللامحدود لإسرائيل، التي تواصل احتلال فلسطين والجولان السّوريّة ومزارع شبعا اللبنانيّة.
ومن حقّ المواطن الفلسطينيّ بشكل خاصّ والعربيّ بشكل عامّ أن يتساءل عن إحجام الأنظمة العربيّة عن الضّغط أو "التّوسل" لأمريكا، كي تضغط على اسرائيل لأنهاء احتلالها على الأقلّ للأراضي العربيّة المحتلة في العام 1967، ولتطبيق قرارات الشّرعيّة الدّوليّة التي سبق وأن وافقت عليها أمريكا واسرائيل.
ويلاحظ من خلال ما يرشح في وسائل الإعلام أنّ محمّد بن سلمان وليّ العهد السّعوديّ يناور لتحقيق بعض المطالب الفلسطينيّة، لكنّنا لم نسمع ولم نقرأ عن طلبات لإنهاء الاحتلال الإسرائيليّ، ولتمكين الشّعب الفلسطينيّ من حقّه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة بعد كنس الاحتلال ومخلّفاته كافّة، مع أنّ الأنظمة العربيّة كانت تتبجّح بمقولة "نقبل بما يقبل به الفلسطينيّون"!
ويجدر التّذكير هنا أنّ السعوديّة بما تمثّله من ثِقلٍ اقتصاديّ وسياسيّ ودينيّ في المنطقة، إذا ما انجرفت إلى مستنقع التّطبيع، فإنّ مسبحة الصّمود العربيّ والإسلامي في وجه الأطماع التّوسّعيّة الإسرائيليّة ستفرط بشكل نهائيّ، وستزداد السّياسة الصّهيونيّة تغوّلا في الاستيطان والعنصريّة والتّطهير العرقيّ، تماما مثلما فعلت بعد تطبيع المطبّعين في صيف العام 2019.
واللافت هنا ما يرشح من معلومات حول موقف السّلطة الفلسطيّنيّة التي تعيش تحت حصار اقتصاديّ إسرائيليّ أمريكيّ وعربيّ لإرغامها على القبول بسياسة الأمر الواقع، والتي تتمثّل بطروحات نتنياهو حول الحلول الإقتصاديّة، واستباحة الأراضي الفلسطينيّة للإستيطان، وأنّ الفلسطينيّين لن يحصلوا إلا على إدارة مدنيّة على السّكان دون الأرض، وقد يتعرّضون للقتل والتّشريد كما يدعو الوزيران بن غفير وسموتريتش.
ومعروف أنّ الحلّ الإقتصادي يدور في فلك مشروع "الشّرق الأوسط الجديد" الأمريكي، الذي يدعو إلى إعادة تقسيم المنطقة إلى دويلات طائفيّة متناحرة، وتصفية القضيّة الفلسطينيّة لصالح المشروع الصّهيونيّ التّوسّعّيّ "من النّيل إلى الفرات"، والذي مهّدت له أمريكا باحتلال العراق وهدم دولته وقتل وتشريد شعبه عام 2003، وغزو اسرائيل للبنان عام 2006، وتقسيم السّودان، وإسقاط نظام القذّافي في ليبيا عام 2011، وإشعال نار الفتنة في ليبيا حتّى يومنا هذا، وحرب الإرهاب الكونيّة على سورية منذ العام 2012، والحرب على اليمن منذ العام 2015. وحصار سوريا ولبنان وإيران، وغيرها كثير.
وبالتأكيد فإنه لن يغيب عن فكر وعقل القيادات الفلسطيّنيّة أنّ القضيّة الفلسطينيّة هي قضيّة صراع على الأرض وعلى الوجود، وهي قضيّة عادلة حلّها هدفها التّحرّر والاستقلال. وليست قضيّة اقتصاديّة أو خدماتيّة، مع أنّ الأنظمة العربيّة ملزمة قوميّا وأخلاقيّا ودينيّا بالوقوف مع الشّعب الفلسطيني في مختلف المجالات، كون القضيّة الفلسطينيّة قضيّة العرب الأولى، ومن العار أن تشارك أنظمة عربيّة بالضّغوط الإقتصاديّة والسّياسيّة على السّلطة الفلسطينيّة، كي تقبل بسياسة الأمر الواقع، وهي تعلم هي وأمريكا واسرائيل والعالم جميعه جيّدا أنّ المنطقة ستبقى بؤرة صراع دائم ما لم يحصل الشّعب الفلسطينيّ على حقوقه المشروعة وحقّه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلّة بعاصمتها القدس الشّريف.
5-6-2023



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في قصّة الأطفال-جدّي يعشق أرضه-
- رسالة التّوعية في -وهكذا أصبح جاسوسا-
- بدون مؤاخذة-تزاوج العهر السّياسيّ والإعلامي في التّطبيع
- رواية المهطوان وضياع البوصلة
- بدون مؤاخذة-استماتة نتنياهو للتطبيع مع السعودية
- نداء من القلب وهدهدة الجدّات للأحفاد
- مولدي ولعنة الخامس من حزيران
- محمود شقير يفتح نوافذ البوح والحنين
- بدون مؤاخذة-راح الأقصى
- المضحك المبكي- عودة العرب إلى سوريّة
- مسيرة الأعلام الإسرائيليّة
- بدون مؤاخذة- بين المتوقّع والنهايات الصّادمة
- بين حكايات الخرافة وقصص المغامرات في روايات يعقوب الشّوملي
- المضحك المبكي- يا عيب الشّوم
- بدون مؤاخذة-لا تسامح يا شيخ
- المضحك المبكي-حكم الظّالمين
- المضحك المبكي-التبرير
- المضحك المبكي-جبّارون على بعضنا البعض
- من تراثنا-حكاية مثل
- المضحك المبكي-لا يعتذرون


المزيد.....




- مسؤول: أوكرانيا تشن هجمات ليلية بطائرات دون طيار على مصفاة ن ...
- -منزل المجيء الثاني للمسيح- ألوانه زاهية ومشرقة بحسب -النبي ...
- عارضة الأزياء جيزيل بوندشين تنهار بالبكاء أثناء توقيف ضابط ش ...
- بلدة يابانية تضع حاجزا أمام السياح الراغبين بالتقاط السيلفي ...
- ما هو صوت -الزنّانة- الذي لا يُفارق سماء غزة، وما علاقته بال ...
- شاهد: فيديو يُظهر توجيه طائرات هجومية روسية بمساعدة مراقبين ...
- بلومبرغ: المملكة العربية السعودية تستعد لعقد اجتماع لمناقشة ...
- اللجنة الأولمبية تؤكد مشاركة رياضيين فلسطينيين في الأولمبياد ...
- إيران تنوي الإفراج عن طاقم سفينة تحتجزها مرتبطة بإسرائيل
- فك لغز -لعنة- الفرعون توت عنخ آمون


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-الأنظمة العربية تقبل بما نقبل