كريمة مكي
الحوار المتمدن-العدد: 8564 - 2025 / 12 / 22 - 19:24
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
تابعت البارحة حوار للممثلة المصرية نجلاء بدر تحدثت فيه بصراحة لافتة عن ظروف نفسية قاسية مرت بها على مدار خمسة عشر عاما جعلتها تلجأ لأطباء و شيوخ دين و حتى دجالين!!
صراحتها في حديثها عن معاناتها في علاقاتها العاطفية رغم جمالها و شهرتها ثم زواجها في سن متأخر نسبيا و عجزها عن الإنجاب سيجعلها تمضي بتوؤدة على طريق التشافي النفسي الذي هو أساس كل شفاء ثم و هذا الأهم أنها، و باعتبارها ممثلة معروفة، ستساعد بنات كثيرات يعشن ما عاشته من خيبات عميقة من الرجال المتلاعبين و العاجزين، في هذا العصر، عن تجسبد ملامح الرجولة الحقة التي تقدّر المرأة حق قدرها.
أعجبتني نجلاء بدر عندما قالت أنها أجرت عملية جراحية لشد الوجه و أنها تعمدت التصريح بذلك فقط لتنصح النساء بضرورة اللجوء إلى الجراحة عوض إبر البوتوكس التي لها مفعول فتاك مع الزمن لأن بها مواد لا يعلم ضررها إلا بائعي الأوهام: بائعيها!!
نصيحتها تبدو صادقة و نيتها طيبة لأنها جربت تلك الإبر فأضرّت بوجهها بل و زاددته ترهّلا مما دفعها للقيام بالجراحة لإزالة تلك الحشوات التي غرسوها في خدودها و فكّيها بدعوى شَدّه، و لكني تمنيت لو أن نجلاء بدر لم تنصح النساء بالجراحة و لا بمثلها بل أن تدعوهن، من واقع خبرتها و معاناتها، إلى تقبّل وجوههن كما هي فللعمر أحكام و من لا يقبل بحكم الزمن على وجهه لن يرضى أبدا على نفسه و سيظل يبحث عبثا عن وجه بديل يخفي به وجهه الذي لا يحبه أو هو لم يعرف كيف يحبه! و لن يحبه حقا إلا إذا تقبله كما هو بعيوبه كما محاسنه علما و أنه في أحيان كثيرة ما قد يراه صاحبه عيبا يزعجه هو في الحقيقة سر جماله و سبب تميّزه!
ربما هذا ما لم تصل إليه هذه الفنانة فارتكبت خطأ فظيعا بحق فنها عندما قامت بعملية تغيير أنفها!
لم تعد هي نجلاء بدر !!
كان أنفها هو نقطة القوة في وجهها فغيّرته!
من يشاهدها الآن سيختلط عليه الأمر...سيظل يبحث، بلا طائل، عن ذلك الوجه الفريد الذي عرفه و أحبّه في هذا الوجه الجديد الذي أطفأ نوره مشرط الجرّاح!
لتعلم الممثلات المصريات و العربيات أن المخرجين في هوليود لا يختارون اليوم ممثلات أجرين جراحة تجميلية على الوجه لأن الإحساس و هو أساس فن التمثيل لا يمكن أن يمر لعين المشاهد عبر وجه جامد و مشدود كما وجه المومياء.
سامحك الله يا نجلاء بدر!!
#كريمة_مكي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟