أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - كريمة مكي - أين أنت يا سيف الإسلام؟














المزيد.....

أين أنت يا سيف الإسلام؟


كريمة مكي

الحوار المتمدن-العدد: 8358 - 2025 / 5 / 30 - 17:50
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


التقيت بامرأة ليبية مسنة في مغازة بمنطقة المنار بالعاصمة، سألتني عن سبب غياب نوع من المياه المعدنية من الرفوف كانت تفضله عن غيره ثم انهمرت في الحديث عن نفسها و عن بلدها ليبيا و أنها جدا مشتاقة للعودة إلى طرابلس و لقضاء العيد الكبير في حوشها و لكن الأخبار من هناك مفزعة و الأوضاع متفجرة و هي هنا في شدة كبيرة و في حزن و ضيق.
كم من امرأة ليبية مثلها اقتلعتها الثورة على معمر و القذافي من بيتها و أهلها و ألقت بها بعيدا عن ليبيا و إن كانوا في تونس أو مصر ، كما قالت، كأنهم في أرضهم و لكن المُهجّر من بيته في غربة و لو كان يقيم قريبا جدا من حدوده، فكيف بالمرأة الليبية عماد البيت و الأسرة التقليدية المحافظة و التي لا ترتاح إلا في بيتها و في بيئتها؟!
ما جرى للمرأة الليبية بعد ثورة 2011 هو ما جرى للوطن الليبي كله : تقطعت أوصاله و سالت دموعه و دماؤه.
قبل الثورة كنت أكره نظام القذافي لأني كنت أجده متآمرا دائما على تونس يحيك لها المؤامرات تباعا.
أذكر عملية قفصة التي حدثني أبي عنها و أنا صغيرة و حادثة طرد آلاف العمال التونسيين فجأة من ليبيا ثم إصراره العجيب على إجهاض الثورة التونسية و تمويل الفوضى لترتيب عودة بن علي للحكم.
و فرحت لانطلاقة الثورة الليبية و قلت آن لهذه الدكتاتورية المديدة أن تُقبر لتقوم في ليبيا أيضا ثورة الحق و العدل...
لكني حزنت و تألمت لمقتل العقيد بتلك الصورة التراجيدية و هو يترجى معذّبيه أن يكفّوا عنه فهو أبوهم فكيف يفعلون معه ما يفعلون!!!
الآن بعد أن قرأت أكثر عن تاريخ القذافي، أرى أن مقتله المريع هو و أعوانه المقربين كان، خاصة و بالذات، ثأرا من "أبنائه" لأولئك الطلبة المعارضين لحكمه الذين أمر بإعدامهم في ساحات الجامعات و على رؤوس الأشهاد لسنوات طوال.
يوم مقتل العقيد، أحسستُ أن بوابة الجحيم قد فتحت في ليبيا و ها قد تأكد ذلك طوال كل هذي السنين.
ما العمل؟!
من يوقف اليوم نار الثأر و سيول الدماء؟
من سينهي في ليبيا فوضى السلاح و يُخرج من القلوب سُمّ الأحقاد و الرغبة في الإفناء؟؟
الحمد لله مازال في الدنيا عقلاء!
الحمد لله مازال في الناس من يريد لليبيا السلام و السؤدد و الرخاء!
هناك دائما عمال للخير و السلام في كل مكان و في داخل ليبيا كما في خارجها و لكن يبقى لبعضهم دور أعظم من بعض و مكانة و رمزية أبعد مدى في مصالحة الإخوة و إحلال الوفاق و حقن الدماء.
و إني لا أرى في ليبيا اليوم سواه!
إنه سيف الإسلام...
رجل يحمل بين جنبيه إرث ثقيل و في رؤيته بشائر فجر منير.
عانى سيف الإسلام في عهد أبيه و بعده.
كان يحمل فكرا إصلاحيا و نفسا سويّة تكره الحرب و الدماء فثار عليه أهل الإفساد في النظام و منهم أخيه المقتول مع أبيه.
كان العقيد يجهّز ابنه المعتصم ليخلفه بعد مارأى من رغبة سيف الإسلام في إرساء دولة مدنية يحكمها دستور يضمن الحقوق و الحريات.
مات المعتصم و عاش سيف الإسلام!
اليوم هو الباقي، بين الليبين، من إخوته المقتولين و المشرّدين.
سيف الإسلام عاش تراجيديا شبيهة بالتراجيديا الإغريقية زادته يقينا بأفكاره الإصلاحية الأولى: إقامة الدولة المدنية العادلة بديلا لحكم الميليشيات المارقة.
تعرّض سيف الإسلام خلال حكم أبيه لمحاولة إغتيال لم يأمر فيها بقتل فاعلها و كان يقدر، فهو ابن القذافي وقتها، و لكنه ككل أصحاب النفوس الكبار عفا عند المقدرة.
و تعرّض بعد سقوط نظام أبيه للاعتقال و التنكيل و مع ذلك عاد مادا يديه لمعتقليه و قاتلي إخوته و أبيه!!
صار سيف الإسلام بعد المحنة أكثر حكمة و أكثر رحمة.
و لكن أين هو الآن؟
أين أنت يا سيف الإسلام؟؟
آن لك أن تخرج من غمدك يا سيف الإسلام!
آن لليبيا أن تخرج من ليلها لتجمع شملها على يد رجل أمين من نسلها...
على يدك يا سليل المحنة العظمى!
على يدك يا محب السلام.



#كريمة_مكي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنهم يحنّون للعهد القديم...لك الله يا قيس سعيد!
- لك اللّه يا قيس سعيد!!
- إنّه يعصيني... و كأنّه ما عاد ملك يميني!
- قتورة في زمن الوفرة!
- و يطول رغم الحب بيننا هذا العناء!
- أنا أيضا كنساء الإخوان!!
- لولا أني عدت للصّلاة...
- لولا لهيب الانتقام...
- أين الثوار يوم غاب رأس النظام؟
- و من كان يتصور لتونس أياما كهذه؟!
- هل تصبر أم تثور؟
- و كيف أُصدّق من خدعت أباها؟!
- يسألني شيطاني: ماذا لو...
- المواطن الممنوع من حراسة بيته!!
- و احترتُ أين أخفيه...كيف أحميه؟!
- تصاوير ʺأمك صنّافةʺ التي بدّلت حياتي!!
- من أين لي أن اعلم بما يُحاك في بيتي؟
- حتّى أنتِ يا خالتي هنيّة!!
- يوم ظنّ أنّه ذاهب إلى المقصلة!!
- ʺهذه دولة و لا تُدار إلاّ بالعصاʺ!


المزيد.....




- روسيا توسع سيطرتها في منطقة سومي الأوكرانية وسط مخاوف كييف م ...
- فيديو متداول لـ-حدث غريب- خلال عاصفة الإسكندرية الأخيرة.. هذ ...
- ويتكوف يوجه رسالة لحماس بعد تسليمها للمصريين والقطريين ردها ...
- حماس تسلم ردها على مقترح الهدنة: طالبنا بوقف دائم لإطلاق الن ...
- وزير الدفاع الأمريكي يحذّر من تهديد صينيّ -وشيك- لتايوان، وي ...
- ليبيا .. هل تكسر الاحتجاجات والاقتتال حالة الجمود السياسي؟
- لثلاثة أشهر.. السعودية وقطر تقدمان دعما ماليا مشتركا للقطاع ...
- فاغنكنيخت: على ميرتس والأوروبيين أن يحثوا زيلينسكي على قبول ...
- -ستجرنا إلى الحرب-.. خطط مفوضة السياسة الخارجية تجاه روسيا ت ...
- نائب الرئيس الفلسطيني يدين منع إسرائيل وصول الوفد العربي الإ ...


المزيد.....

- حين مشينا للحرب / ملهم الملائكة
- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - كريمة مكي - أين أنت يا سيف الإسلام؟