أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناظم زغير التورنجي - من الصراع من أجل الفوز إلى الصراع من أجل البقاء















المزيد.....

من الصراع من أجل الفوز إلى الصراع من أجل البقاء


ناظم زغير التورنجي

الحوار المتمدن-العدد: 8561 - 2025 / 12 / 19 - 22:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من الصراع من أجل الفوز إلى الصراع من أجل البقاء *

أبوحازم التورنجي

لا شك أن التشخيص الذي قدمه الكاتب ( ستار جبار ) ، دقيق ويتقاطع مع رؤية العديد من المراقبين والكوادر داخل الحزب الشيوعي العراقي. إن التحول من "صراع من أجل الفوز" إلى "صراع من أجل البقاء" هو مؤشر خطير على وجود أزمة بنيوية تطال جوهر المشروع السياسي والتنظيمي للحزب. والماركسية، كما أشرت، تدعو إلى تسمية الأشياء بأسمائها، وهذا يعني جرح الذراع قبل أن تتعفن، ومواجهة الحقيقة بجرأة شديدة بعيداً عن التبريرات والبلاغة (اللغوية الثورية) التي لم تعد تنطلي على أحد.
للإجابة على التساؤلات المباشرة والعميقة، يجب القيام بتحليل نقاط الضعف والخطأ المحتملة، ثم الأنتقال إلى مسألة المسؤولية والمحاسبة، وأخيرا تقديم رؤية نقدية للمسار برمته.
أولاً: الأخطاء التنظيمية والسياسية والفكرية (التشخيص)
من الصعب حصر الأخطاء في خانة واحدة دون الأخرى، فهي متشابكة ومتداخلة، لكن يمكن تفكيكها على النحو التالي:
1. الأخطاء الفكرية والاستراتيجية:
• التبعية الفكرية والانبهار بالآخر: على مدار العقود الماضية، بعد سقوط الاتحاد السوفيتي، عانى الحزب من فراغ استراتيجي. بدلاً من تطوير ماركسية عراقية معاصرة تأخذ في الاعتبار المرحلة و التشكيلة الاجتماعية العراقية بتنوعها الطائفي والإثني، انجرف الحزب أحياناً نحو تقليد نماذج يسارية عالمية (كاليسار الأوروبي) أو الانبهار بالقوى السياسية العراقية الأخرى (كالإسلام السياسي) على أمل الحصول على مكاسب سياسية، مما أدى إلى تآكل هويته المستقلة.

• غموض الرؤية حول "الدولة" و"السلطة": فشل الحزب في تقديم رؤية واضحة ومقنعة للجماهير حول شكل الدولة التي يسعى إليها. هل هي دولة علمانية بالكامل؟ دولة مدنية؟ دولة اشتراكية؟ هذا الغموض جعله يبدو كقوة انتهازية تسعى للمشاركة في أي حكومة قائمة بدلاً من أن يكون بديلاً حقيقياً.
• فشل في التحليل والأنتماء الطبقي ( الطبقة العاملة الجديدة ): تحولت الطبقة العاملة العراقية عن شكلها الكلاسيكي. هناك الآن قطاع هائل من العمالة المأجورة في القطاع الخاص، والمياومة، والمستخدمة في الشركات الأجنبية، و" أجنحة الأقتصاد الريعي ". فشل الحزب في بناء قواعد له بين هذه الفئات، وظل خطابه يخاطب "بالعموميات الكلاسيكية للطبقة العاملة التي تقلص حجمها ونفوذها.
2. الأخطاء السياسية:
• التحالفات الخاطئة والمتقلبة: إن سياسة التحالفات التي مارسها الحزب، خاصة تحالفه مع تيارات الإسلام السياسي التي تتناقض أيديولوجياً مع جوهر الفكر الشيوعي، كانت كارثية. لم يكسب الحزب من هذه التحالفات سوى سمعة سيئة، حيث تم تصويره كـ"ذيل" أو "تابع" لهذه التيارات، وفقد ثقة جماهيره العلمانية والتقدمية التي كانت تنظر إليه كبديل.

ضعف الخطاب الجماهيري: أصبح خطاب الحزب باهتاً، مليئاً بالمصطلحات النظرية التي لا يفهمها المواطن العادي، وفي الوقت نفسه، غير قادر على المنافسة في الخطاب الشعبوي الذي تستخدمه القوى الأخرى. غاب عن الحزب "السياسي المثقف" القادر على ترجمة الفكر السياسي المعقد إلى برامج عمل وشعارات بسيطة ومؤثرة.
• الانكماش داخل "العملية السياسية": بعد عام 2003، انغمس الحزب في تفاصيل العملية السياسية البرلمانية والحكومية، ونسى دوره الطبيعي في الشارع والنقابات والجامعات. أصبح هم الحفاظ على مقعد برلماني أو منصب حكومي صغير هو الغاية، مما أدى إلى تهميش دوره كحركة اجتماعية شاملة.
3. الأخطاء التنظيمية:
• البيروقراطية والجمود: هيكل الحزب التنظيمي أصبح شبيهاً بهيكل دولة مصغرة، يعاني من البيروقراطية والبطء في اتخاذ القرارات. هناك شبه انفصال بين القيادة والقاعدة، حيث تصدر القرارات من "أعلى" دون أن يكون هناك حوار حقيقي أو تفاعل من "أسفل".
• غياب الديمقراطية الداخلية الحقيقية: على الرغم من وجود مؤتمرات وهيئات، إلا أن روح النقد والنقد الذاتي تكاد تكون معدومة. يتم تهميش أو تجريم الرفاق الذين يختلفون مع توجهات القيادة، ويتم وصفهم بـ"االمخربين" أو "المنحرفين". هذا يخلق جواً من الخوف والرياء، حيث يكتفي الرفاق بالتصفيق بدلاً من تقديم الرأي النقدي البناء.
• ضعف الكوادر وهجرة العناصر المتميزة: بسبب البيئة التنظيمية الخانقة والسياسات السياسية الخاطئة، إما تم طرد أو استقالة العديد من الكوادر الشابة والمثقفة والنقدية، أو هجرت الحزب طواعية بعد أن يئست من إمكانية التغيير من الداخل. ما تبقى هو إما كوادر قديمة تعبت من النضال، أو كوادر جديدة تفتقر للخبرة وتخشى مواجهة القيادة.
ثانياً: مسألة المسؤولية والمحاسبة (المحاسبة)
هنا نصل إلى جوهر الأزمة. في منظمة ثورية، المسؤولية ليست فردية فقط، بل هي جماعية وهيكلية.
من المسؤول؟
1. القيادة العليا (المكتب السياسي واللجنة المركزية): هي المسؤولة الأولى والأخيرة عن التوجهات الاستراتيجية والسياسية والتحالفات الخاطئة. القرارات المصيرية التي أوصلت الحزب إلى ما هو عليه الآن لم تتخذ في اجتماع فرعي، بل في أعلى مستويات القيادة. مسؤوليتها تاريخية وأخلاقية وتنظيمية.
2. الهيئات الوسيطة (اللجان المحلية والمحافظات): هي مسؤولة عن تنفيذ سياسات القيادة دون تفكير أو نقاد، وعن قمع أي صوت معارض داخل صفوفها. لعبت دور "الوسيط" الذي ينفذ الأوامر ويتجاهل ملاحظات القاعدة.
3. الكوادر التي صمتت: هناك مسؤولية جماعية على كل رفيق ورفيقة شاهدوا الخطأ وسكتوا إما خوفاً أو انتهازية أو توهماً بأن "القيادة تعرف ما تفعل". الصمت في مواجهة الخطأ هو تواطؤ.
هل سيتم محاسبتهم أمام المؤتمر؟
هذا هو السؤال الصعب. الإجابة الواقعية، بناءً على تجارب المؤتمرات السابقة، هي لا على الأغلب. المؤتمر، في وضعه الحالي، هو أداة لتجميل صورة القيادة ومنحها شرعية جديدة لفترة قادمة، وليس منصة للمحاسبة الحقيقية. سيتم تهميش أي نقاد حقيقي، وسيُصوَّت على قوائم جاهزة، وستُقدم أخطاء الماضي على أنها "تضحيات" أو "صعوبات موضوعية".
• هل هناك رفاق أشاروا لتلك الأخطاء ولم يسمع لهم؟
• بالتأكيد.كثيرون داخل وخارج التنظيم

*حوارية مع الصديق ألأستاذ ( Sattar Jabbar Rahman )
ستار جبار رحمن في ضوء مقالته المنشورة هذا اليوم 19 /12



#ناظم_زغير_التورنجي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المثقف العراقي الى أين ؟
- ليس فقط أنهيار الزراعة في العراق بل الموت عطشا !
- الأراضي العراقية الممنوحة او المسلوبة
- المشهد الثقافي العراقي بين تقديس الغيبيات والولائية السلطوية ...
- التغاضي الأمريكي عن أنتهاكات حقوق الأنسان في العراق
- ارصدة الدولة العراقية( من عائدات النفط )تحت سيطرة وتحكم الول ...
- النفط العراقي في منظار السياسة الأمريكية
- وضع المرأة العراقية في ظل قوانين الأحوال الشخصية
- تحالف سائرون؟ في الانعاش ؟ أم أحيل على المعاش ؟
- اجراء سلطوي استفزازي ،لتصعيد القتل والقمع
- تاملات جدية في المشهد البصري
- الشيوعيون والكتلة الكبرى
- جيش وطني لدوله وطنيه مستقله
- بيادق الحرب الاعلاميه لدى المافيات الاسلاموية الطائفية
- أختطاف فتعذيب ، فاغتيال مفردات اللغة الفاشية
- الازمة العراقية ومناورات السلطة
- الانتفاضة الشعبية في العراق من الوسيلة الى الهدف والاهداف
- الدستور والقضاء وساسة الفساد في العراق
- الانتخابات العراقية هل حقا عراقية؟
- الاسلامويون والشيوعيه : الصراع والخلقيات


المزيد.....




- مراسلة CNN تشرح تفاصيل صفقة -تيك توك- الأمريكي.. من يسيطر عل ...
- سوريا: سرقة تمثال للقديس بولس.. والحكومة تعلن ضبط قائد شبكة ...
- مشاهد لـ-قتال بين جماعة الحوثي وقوات المجلس الانتقالي الجنوب ...
- فرنسا: بعد فشل اعتماد ميزانية 2026... الحكومة تتجه نحو قانون ...
- مقتل 7 أشخاص في هجوم صاروخي روسي على ميناء في أوديسا الأوكرا ...
- قصف إسرائيلي على قطاع غزة وحماس تندد باستهداف مركز إيواء
- رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي يجري مباحثات مع رئيس الكونغو ال ...
- واشنطن بوست: عقيدة ترامب هي لنجعل أميركا أصغر مرة أخرى
- وول ستريت جورنال: عدم استخدام الأصول الروسية لصالح أوكرانيا ...
- مراسل الجزيرة يرصد معاناة 3 عائلات تقيم في خيمة واحدة بغزة


المزيد.....

- الوثيقة التصحيحية المنهجية التأسيسية في النهج التشكيكي النقد ... / علي طبله
- الطبقة، الطائفة، والتبعية قراءة تحليلية منهجية في بلاغ المجل ... / علي طبله
- قراءة في تاريخ الاسلام المبكر / محمد جعفر ال عيسى
- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناظم زغير التورنجي - من الصراع من أجل الفوز إلى الصراع من أجل البقاء