أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - علجية عيش - مع الدكتور علي حليتيم و سؤال من نحن و ماذا يراد بنا؟!















المزيد.....

مع الدكتور علي حليتيم و سؤال من نحن و ماذا يراد بنا؟!


علجية عيش
(aldjia aiche)


الحوار المتمدن-العدد: 8558 - 2025 / 12 / 16 - 15:31
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


نحن مقبلون على صراع هوياتي أصبحنا نراه رأي العين


‏ يرى الدكتور علي حليتيم و هو طبيب مختص في الأمراض العقلية و مدير مركز الشهاب للبحوث و الدراسات التابع لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين أن تفكك البنية الهوياتية داخل المجتمع نفسه، لا بوصفه احتمالًا مستقبليًا، بل كواقع راهن يتغلغل في الوعي واللغة والتمثلات الثقافية، يقول الدكتور علي حليتيم أن الأزمة لا تكمن في تعدد الهويات، بل في غياب مشروع وطني واضح جامع قادر على تحويل هذا التعدد إلى تركيب حضاري متكامل، و بحكم أن الدكتور علي حليتيم طبيب مختص في الأمراض العقلية فهو فيلسوف أيضا بحيث يضع الفكر و الفلسفة على طاولة التشريح الطبي لفهم نوع الفيروس الذي تسلل إلى جسم الهوية العربية و الإسلامية و إيجاد العلاج الأصلح لها


من وجهة نظره هو ، فإن كان هناك صراع خفيٌّ بين أجزاء الهوية الجامعة ، تتحول هذه الأخيرة إلى هوية مسمومة ، كما تتحول الهويات الجزئية إلى هويات عنصرية حين تبنى على العداء للآخر، مقدما مثالا ببناء الأمازيغية على بغض العرب، وبناء العربية على العداء للأمازيغ، هي عينة فقط و الأمثلة كثيرة طبعا ، فالشبهة كما يضيف الشبهة جاهزة عند هؤلاء وهؤلاء: فالعرب محتلون يريدون أن يمحوا الهوية الأمازيغية عند الأوائل، والأمازيغ فرانكوفونيون موالون لفرنسا عند الأواخر، هو طبعا ينقل الرأي الأخر الذي تبنّى هذه الفكرة التي سعى الاستعمار الفرنسي ترويجها في اطار سياسة "فرق تسد" ، مقدما حالة "الماك" و كيف استثمر فيها عرّابو التقسيم بأنه يمثل سياسيا كل الأمازيغ عند المتطرفين ومعطوب الوناس يمثلهم ثقافيا بمواقفه المتشنجة من الإسلام.. و أن بومدين كان يعادي الأمازيغ باسم كل العرب، والربيع الأمازيغي هجمه عربية ضد القبائل.

ويزداد الخطر حين يتحول الإسلام من هوية جامعة لكل الجزائريين إلى هوية جزئية تنأى عنه بعض الأطراف، بل تعاديه وترى فيه خطرا ماحقا، المؤسف بل المحزن أن هذه الأطراف كما يقول قوية و لها نفوذ، ففرنسا لا تريد الإسلام ، و حزب فرنسا لا يريد الإسلام، و الإسلام تحول بفعل فاعل إلى هوية جزئية وغدا يُدفع تدريجيًا إلى هامش "اللامرئي"، عبر نزع شرعيته السياسية ( منذ عقود طويلة) ثم شرعيته الثقافية إلى محاصرته في الأحوال الشخصية عبر فرض اتفاقيات "سيداو" المصادمة تماما للمنظور الإسلامي ثم ربطه في الخطاب السائد بالتخلف أو العنف (بتحويل العشرية السوداء إلى لعنة أبدية تلاحق الإسلام والمسلمين إلى يوم القيامة)، أو اللاعقلانية بل يتحول على لسان أحد الزعامة السياسيين إلى محل للسخرية بما أن الإسلام يمنع الفتيان والفتيات من الخلوة في مغارات الجبال.

المفارقة حسب الدكتور حليتيم أن المتمسكين بالإسلام لا يُستبعدون بوصفهم أفرادًا، بل بوصفهم فاعلين ثقافيين محتملين، فهم مغيَّبون عن الفضاءات الثقافية الرسمية، ومُقصون من دوائر النقاش والمشاركة السياسية (منذ عقود) والثقافية، وكأن الانتماء الإسلامي بات وصمة ثقافية تهدد هوية متخيلة يراد بناؤها من جديد.، هو الإنحسار بعينه و هذا الإنحسار يقول علي حليتيم ظهر مع بروز النخب الفرانكفونية العلمانية بوصفها الفاعل الأكثر نفوذًا داخل مؤسسات الإعلام، والنشر، والثقافة، بل وحتى في تمثيل البلد خارجيًا، وهي نخب لا تكتفي بإدارة هذه الفضاءات، بل تفرض من خلالها منظومة رمزية كاملة، تجعل من اللغة الفرنسية لغة الهيمنة، ومن المرجعية الغربية معيارًا للحداثة والشرعية، وحين يقبل المواطن بهذه الهوية الجامع، فإنه حر بعد ذلك في أن يكون على مستواه الشخصي ما يشاء: مسلم أو ملحد أو عربي أو أمازيغي، بل إن الهويات المعاصرة تنفتح على المستوى الفردي على كل التنوعات كما نراه رأي العين في الدول الغربية.

يُلاحظ هنا أن الطب العقلي و الفلسفة كما يقول محللون يتداخلان، بحيث كلاهما تبحثان في طبيعة الوعي، و بحكم أن الدكتور علي حليتيم طبيب مختص في الأمراض العقلية ، فهو يملك أدوات التشخيص و العلاج ، و من خلال نظرته إلى المريض و سلوكاته و ردود أفعاله، يحدد نوع المرض و حالة المريض إن كان مصاب بالعصاب و أن حالته وصلت مرحلة الخطر أم أنها تحتاج إلى علاج بسيط ( أدوية مهدئة) ، فهو يقول في الإشكالية التي يعالجها و التي تدور حول "الهوية" : "نحن أمّة عصابية مريضة محرومة من كل شيء: من فهم من هي ومن تكون، ومن إدراك معضلاتها البنيوية والثقافية والتاريخية التي تهددها بالتشظي، ومن الحوار الهادئ المفيد حول مسارها، ومن معرفة عدوّها الذي يرقّصها على حبل الانتحار، ومن الانفتاح على العالم الذي يتغير كل يوم بينما نحن نزداد انغلاقا وشذوذا وعصبية كل يوم.."

يضيف علي حليتيم بالقول: " نحن أمام مشهد تُدار فيه الهوية بمنطق الصراع لا بين لغات هي كلها آية من آيات الله كما ذكر الله في كتابه، ولا بين أعراق مختلفة خلقها الله عز وجل من أصل واحد وعرفها ببعضها لتزداد قوة وثراء ورفعة، بل بين الشعب الجزائري وعصب نجحت منذ سنوات طويلة في تأزيم الوضع الهوياتي في الوطن لأجل بقاء السيادة لفرنسا ولغتها وحزب فرنسا ومصالحه، بينما الخاسرون هم الأمازيغ والأمازيغية، والعرب والعربية، والإسلام والمسلمون، والجزائر والجزائريون"، و من الأعراض التي يقدمها هذا الطبيب الفيلسوف هي الانفصال، و هو الشعور بفقدان الاتصال مع الذات و هذا يقود كما يقول (و هو سيد العارفين ) إلى خلق أزمة ، و هي أزمة انفصام هوياتي بين هوية رسمية تحاصر وهوية مرفوضة تفرض (العلمانية الفرنكوفونية)، وأزمة سيادة هوياتية داخل الدولة والمجتمع، مقدما في ذلك الجزائر كأنموذج حين قال أن الهوية التاريخية كما عاشها الجزائريون لقرون طويلة تتقلص بفعل العولمة المفروضة، والفرنكوفونية المهيمنة لغة وفكرا التي تنخر في المجتمع.

خلاصة القول يقول الدكتور علي حليتيم إن الهوية كالجسد تُغذى وتقوّى ويعتنى بها، وتصح أو تمرض وتشيخ وتموت، فقد يكون من المفيد أن نقيم مسيرات هنا وهناك، لكن مسيرة البناء الهوياتي لا تبنى بالانفعالات وحدها، فترك الحبل على الغارب وترك المجال واسعا للعصب بينما تحاصر الهوية الوطنية التاريخية ، نحن مقبلون على هوية مختلفة أو على هوية ملتبسة، أو على صراع هوياتي أصبحنا نراه رأي العين، و قدم علي حليتيم حلولا لهذه المعضلة، أولها قطع العلاقات فورا مع فرنسا! ثم رفع اليد عن الأمة شعبا وجمعيات ومؤسسات وفعاليات ومثقفين ومؤسسات تعليمية للانطلاق من جديد في عملية ترميم كبرى تُصْلِحُ ما أصاب هويتنا من ضعف و وهن، هي رسالة وجهها لمن يقف ضد هذا التنظير الفكري الفلسفي الممنهج وهم الأكثر سذاجة من الناس، " بأن تبقى أمة تتفرج بينما الأمة الأخرى تخطط وتنفذ لتقسيمها وتفتيتها! ولو كان عبد الحميد بن باديس حيا لما وقع كل هذا العبث..، لكنهم قتلوه بالصمت والتجاهل ومنع اعتماد جمعية العلماء المسلمين الجزائريين لعامين كاملين، بينما جمعيات الروتاري معتمدة تنشط في ظل القانون والشرعية في الجزائر"
قراءة علجية عيش



#علجية_عيش (هاشتاغ)       aldjia_aiche#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مالك بن نبي وهجرة الأدمغة
- بين تشارلز فرنكل و أرنولد توينبي وسؤال الحضارة
- بين تشارلز فرنكل و توينبي وسؤال تقدم العقل البشري
- العفن والعنف المقدس
- معمر القذافي أراد من مشروعه الصحراوي الكبير تأسيس دولة الأزو ...
- الفيسبوك أصبح البديل الإعلامي في الجزائر
- صيّودة.. الجزائر الدولة الوحيدة التي تمنح السكن الاجتماعي مج ...
- سكن لكل شاب بلغ سنّ 18 سنة.. هو مطلب الشباب اليوم في الجزائر
- حديث الرّوح للرّوح ..
- هكذا أجهض ملتقى -القدس- الدولي في الجزائر وفي آخر لحظة
- خطاب وزير الفلاحة الجزائري أمام الفلاحين و الفاعلين الاقتصاد ...
- عاصمة النوميديين بحاجة إلى نهضة سياحية
- النقد السلبي قَهْرٌ و القهر يؤدي إلى انهيار الحضارات
- حقوقيون: الصراع في فلسطين هو توصيف لصراع الحدود
- رفع تحفظات عن أحداث الشمال القسنطيني ( الجزائر ) في ندوة تار ...
- باحث في التاريخ يرفع التحفظات عن أحداث الشمال القسنطيني في ا ...
- هكذا ردّ الدكتور امبارك خالفة على معارضيه
- رسالة إلى أبناء المجاهدين في الجزائر
- الكرسي العلمي مالك بن نبي للدراسات الحضارية
- مع الكاتب و المحلل السياسي الجزائري عبد اللطيف سيفاوي


المزيد.....




- مفاوضات السلام في أوكرانيا.. إليكم ما تم الاتفاق عليه والنقا ...
- روما تفتتح 2 محطة جديدة على خط مترو سي وتعرض آثار قديمة قرب ...
- بسبب -حق النقض- الإسرائيلي.. تركيا مستبعدة من مؤتمر قوة الاس ...
- خطأ إدراج حزب الله و-الحوثيين- على قوائم الإرهاب يطيح بمسؤول ...
- عاجل | البنتاغون: وزارة الخارجية وافقت على مبيعات عسكرية محت ...
- صحف عالمية: نتنياهو يشكل لجنة -للتستر- على تحقيقات 7 أكتوبر ...
- دول الجناح الشرقي لأوروبا تعتبر روسيا التهديد المباشر للأمن ...
- 337 أسرة سودانية وصلت كوستي بعد سيطرة الدعم السريع على هجليج ...
- أردوغان: غزة دُمّرت بقنابل تفوق هيروشيما 14 ضعفا
- -ما وراء الخبر- يسلط الضوء على تردي الأوضاع الإنسانية في قطا ...


المزيد.....

- اشتراكيون ديموقراطيون ام ماركسيون / سعيد العليمى
- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - علجية عيش - مع الدكتور علي حليتيم و سؤال من نحن و ماذا يراد بنا؟!