أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - علجية عيش - مالك بن نبي وهجرة الأدمغة














المزيد.....

مالك بن نبي وهجرة الأدمغة


علجية عيش
(aldjia aiche)


الحوار المتمدن-العدد: 8558 - 2025 / 12 / 16 - 12:07
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


هكذا يستثمر الغرب في العقول العربية بكل وسائل الإغراء

إن مشروع مالك بن نبي هو بناء إنسان تكون له القابلية للنقد الذاتي و للتغيير الإيجابي، إنسان يترك كل الرّواسب التي تكون مصدرا لكل المُعَوِّقَات التي تقف له حجرة عثرة و لا يمكنه إزاحتها من طريقه، يريد مالك بن نبي من الفرد أو المجتمع أن يكون غير تابع للآخر، بمعنى أن يكون غير مبرمج، مؤمن بذاته واثق من نفسه، واعٍ لواقع أمّته، يسخّر كل جهده في الاتجاه الصحيح ، فلا يكون منبوذا، فعندما يحقق الإنسان ذاته فقد انتصر على "الشرّ"، إن هذا الانتصار هو ناتج كفاح الفرد ضد الجهل و التخلف، إننا في صراع، و هذا الصراع هو صراع فكري قبل أن يتحول إلى حربٍ ، قد تستعمل فيها كل الوسائل القاتلة و المدمّرة، و لذلك فنجاح كل فكرة هي انتصار على الاستعمار الفكري و ما يخطط له الغرب لتشتيت القوى الفاعلة في الميدان.

يحيلنا كتاب مالك بن نبي "الصراع الفكري في البلاد المستعمرة" إلى قضية خطيرة جدا و هي ظاهرة هجرة الأدمغة ، وهي ظاهرة عجزت الجهات الحكومية عن معالجتها و لعل هذه واحدة من القراءات التي حان الوقت لتدارسها بعقلانية ، بحكم علاقتها بالصراع الفكري الذي شخّصه مالك بن نببي، و هو تشخيص يشبه تشخيص الطبيب للمرض و شرح أعراضه و ما هو علاجه، ليستخرج من تحليله المُعَوِّقَاتْ التي تواجه النهضة و مقوماتها، نقدم هنا عيّنة عن الصراع الفكري في الجزائر وما فعله الاستعمار بجاليتنا المقيمة في الخارج و بخاصة فرنسا؟، فهذه واحدة من القصص التي توثق لهجرة الأدمغة وهي تحكي عن الجزائري ( ج. ر) من مواليد 1960، هو أكبر إخوته عمره الآن 65 سنة غير متزوج، ينحدر من ولاية شرقية

كان هذا الشاب واحدا من الذين يمثلون الإنتلجانسيا في الجزائر يتميز بالفطنة و الذكاء و الحكمة و الفِرَاسة و كان في مسقط رأسه محبوبا لدى الجميع، و كلما يأتي حديث السكان عن عائلته إلا و يذكرون اسمه بخير ، لأنه كان يصلي بهم صلاة الجماعة في مسجد الحي، بحكم أنه من حفظة القرآن و يجيد ترتيله و له صوتُ ربّاني، لكن بعثة علمية أجبرته على ترك البلاد، كانت فرنسا وجهته لمواصلة الدراسة لنيل شهادة دكتوراه في اللغة الفرنسية ، و بعد حصوله على الشهادة استقر (ج) في فرنسا و قرر عدم العودة إلى أرض الوطن ، بعد أن فتح مكتب أعمال، ظل (ج) بعيدا عن أسرته لمدة تتجاوز عشرين سنة ، لا يتفقدهما إلا عن طريق الهاتف، فقد غيرت الغربة حياته، لدرجة أنه لم يحضر زفاف شقيقه (X و y) و لم يحضر حتى تشييع جنازة شقيقته، وقد ساهم في ذلك ظهور الوباء الذي مسّ العالم كله في تعميق البعد عن الأسرة .

بعد طول غياب ، ها هو (ج) يعود إلى عائلته لتشييع جنازة والده، الذي توفي السنة الماضية ، البعض لم يعرفه، لأن رأسه اشتعل شيبا، و أصبح نحيفا أكثر من ذي قبل، كلّ شيء تغيّر فيه ماعدا صوته، الغريب أنه لم تمض أيام بعد وفاة والده ، حتى شدّه الحنين لبلاد الغربة ، عاد (ج) تاركا أمّه طريحة الفراش بعدما أصيبت بمرض خطير، فاقدة الوعي ، تغرق في النوم ليل نهار، هذا ما تصنعه الغربة بالإنسان، ينسى نفسه و أهله و بلده، ويتحول إلى إنسان آخر يتغير فكره و نمط عيشه، فما تزال ظاهرة "هجرة الأدمغة" تطرح تساؤلات لماذا يفضل الجامعيون في الجزائر العيش و العمل خارج وطنهم؟ فالجزائر أفرغت من كوادرها ، لأن الاستعمار كما يقول مالك بن نبي حينما لاحظ قدراتهم و امتيازاتهم في العلوم لم ير من مصلحته أن يتركهم يعودون إلى أوطانهم، فاتخذ الإجراءات الضرورية من أجل إبقائهم و الاستفادة من عقولهم و ذكائهم مستعملا كل وسائل الإغراء، و قد يحدث العكس، فالطاقات العلمية التي أثبتت كفاءتها في بلادها وجدت الأبواب موصدة أمامها، إمّا خوفا منها ، و إمّا لدفعها للهجرة.

وإذا ما كانت لهذا الإطار أو الكادر الغيرة على بلاده و عاد إليها لخدمة أهل بلده فلا يجد مكانه اللائق به، هو ما حدث مع أحد العلماء من الشباب الذي عاد من أمريكا بعد سنوات قضاها في مخبر الفيزياء أراد خدمة بلاده، بعد أن قدم عصارة فكره و عبقريته للغرب، كان ذلك في الاحتفال بيوم العلم 16 أفريل 2000، بعاصمة الشرق قسنطينة، كان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة قد كرّم عالمة سورية مختصة في علم الفلك، في نفس اليوم انتحر هذا العالم من أعلى جسور المدينة بعد أن منحته الإدارة الجزائرية منصب عمل في تشغيل الشباب، ليغادر هذا العالم الذي سيطرعليه قادة الصراع الفكري، كانت هذه عيّنة عن الصراع الفكري في الجزائر و ما خفي أعظم، لأن غياب الوعي الفكري و غياب النقد الذاتي أو رفضه يؤدي إلى الانحراف عن المسار الصحيح للبناء الحضاري، كما أن داء التعصب يؤدي على نفس النتيجة، و في هذا يقدم مالك بن نبي مثالا عندما قال: إذا كان أهل بيزنطة يتجادلون في جنس الملائكة، هناك من يجادل في جنس الاستعمار هل هو ذكر أم أنثى، ما سهل على الاستعمار في فرض هيمنته على الشعوب و استعبادها.



#علجية_عيش (هاشتاغ)       aldjia_aiche#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين تشارلز فرنكل و أرنولد توينبي وسؤال الحضارة
- بين تشارلز فرنكل و توينبي وسؤال تقدم العقل البشري
- العفن والعنف المقدس
- معمر القذافي أراد من مشروعه الصحراوي الكبير تأسيس دولة الأزو ...
- الفيسبوك أصبح البديل الإعلامي في الجزائر
- صيّودة.. الجزائر الدولة الوحيدة التي تمنح السكن الاجتماعي مج ...
- سكن لكل شاب بلغ سنّ 18 سنة.. هو مطلب الشباب اليوم في الجزائر
- حديث الرّوح للرّوح ..
- هكذا أجهض ملتقى -القدس- الدولي في الجزائر وفي آخر لحظة
- خطاب وزير الفلاحة الجزائري أمام الفلاحين و الفاعلين الاقتصاد ...
- عاصمة النوميديين بحاجة إلى نهضة سياحية
- النقد السلبي قَهْرٌ و القهر يؤدي إلى انهيار الحضارات
- حقوقيون: الصراع في فلسطين هو توصيف لصراع الحدود
- رفع تحفظات عن أحداث الشمال القسنطيني ( الجزائر ) في ندوة تار ...
- باحث في التاريخ يرفع التحفظات عن أحداث الشمال القسنطيني في ا ...
- هكذا ردّ الدكتور امبارك خالفة على معارضيه
- رسالة إلى أبناء المجاهدين في الجزائر
- الكرسي العلمي مالك بن نبي للدراسات الحضارية
- مع الكاتب و المحلل السياسي الجزائري عبد اللطيف سيفاوي
- 40 مليار سنتيم الميزانية الإضافية لعاصمة الشرق الجزائري


المزيد.....




- بقيمة 34.5 مليون دولار.. واشنطن توافق على صفقة عسكرية محتملة ...
- DW تتحقق: ادعاءات كاذبة حول حادثة إطلاق النار في بوندي
- بعد فيضانات أسفي.. دعوات لرفع الاستعداد ومطالبات بتعويض المت ...
- إسرائيل تخسر خسارة فادحة على تيك توك
- مدير -الموساد-: إيران لم تتخلَّ عن طموحها لتدمير إسرائيل
- قيود جديدة من ترامب على دخول الأجانب إلى الولايات المتحدة
- بينها دول عربية.. ترامب يوقع أمراً تنفيذياً لـ-تشديد القيود- ...
- بعد نزاع الأجور.. محكمة باريس تُلزم سان جيرمان بدفع أكثر من ...
- دهس مشجعي ليفربول: المحكمة تصف ما جرى بـ-رعب غير مسبوق- وتحك ...
- -الحكم سيصدر قريبًا-.. طهران تحاكم مواطنًا يحمل الجنسية السو ...


المزيد.....

- الاقتصاد السياسي لمكافحة الهجرة / حميد كشكولي
- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - علجية عيش - مالك بن نبي وهجرة الأدمغة