|
|
نظرة إلى عالم اليوم (5)
عبدالحميد برتو
باحث
(Abdul Hamid Barto)
الحوار المتمدن-العدد: 8557 - 2025 / 12 / 15 - 18:47
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
الآليات و الوسائل المستخدمة في الصراعات يُفترض في كل الصراعات بمختلف أنواعها، أن تَطرح الأطرافُ المعنية سؤالًا مهمًا أمامها: ما هي الآليات و الوسائل التي يمتلكها الطرف أو الأطراف الأخرى المقابلة، وتلك التي يُرجح أحتمال إستخدامها؟ باتت لحد ما طرق فرض الهيمنة وإدارة الصرعات التي تديرها القوى الكبرى اليوم معروفة في عالمنا، لأنها تكررت في فترات ومواقع كثيرة، خاصة تلك التي تديرها أو تمارسها القوى الكبرى مباشرة، على مستوى صراعاتها المحلية، الإقليمية و الدولية و في مختلف قارات العالم.
كذلك من المهم و الضروري دراسة آليات و وسائل القوى الكبرى، خلال صراعاتها فيما بينها مباشرة، أي في القضايا التي تخص أمنها الذاتي. تستخدم الدول العظمى فيما بينها وسائل وآليات مختلفة تمامًا، عما تستخدمها مع الدول والأطراف الضعيفة، بسبب خطورة وقدرة ما لدى الأطراف المعنية من أسلحة ونفوذ وقدرات ماحقة. يمكن كذلك في حالات معينة، أن يقدم كل طرف كبير للطرف الآخر حدود مشروعه. لأن صراحة القوى العظمى فيما بينها في الشؤون الدولية الهامة، تمثل نوعًا من أساليب صيانة الذات. طبعًا مثل هذه التداولات لا تطرح على الرأي العام. لكن يمكن تلمس علائم تلك الممارسة، من قبل مراقبين و متابعين حذرين و مخلصين، عبر متابعة ورصد وتحليل مجريات الأحداث الدولية على نحو دقيق و عميق.
كما لا تنعدم المعلومات عن سلوكيات وأساليب حوارات و مفاوضات الدول العظمى فيما بينها. ذلك يصل من خلال التسريبات المتعمدة عن أحداث قديمة أو راهنة. أو من خلال إنشقاقات فردية لعناصر في مواقع المسؤوليات الأساسية. إن الأسئلة والقراءات والتحليات والإستنتاجات حول ولكل ما يتعلق بالقوى العظمى مهمة جدًا. تتطلب الإجابة عليها فهمًا ومتابعة لمسيرة صراعات كل طرف معني، بل في جميع الصراعات التي دخلها مباشرة و تلك التي يديرها بالوكالة، أي بدون أن يخوضها بنفسه، حيث تتم التدخلات عبر أدوات وآليات متعددة تتنوّع و تتراوح بين الضغوط والعقوبات الاقتصادية إلى الإعلام مرورًا بالوسائل الأمنية والاستخباراتية و أنواع مختلفة من النشاطات الخاصة الأخرى.
تبدو الأدوات الاقتصادية التي تستخدمها القوى الكبرى للوهلة الأولى سلاحًا مرنَا، لكنه في الواقع هو السلاح الأكثر فتكًا، والضحية الأولى فيه يكون شعب البلد الذي يُحاصر. فالعقوبات الاقتصادية ليست مجرد أداة ضغط، بل هي حرب بطيئة تستهدف العملة، البنوك، التكنولوجيا، الطاقة و النخب الاقتصادية. يظهر هدفها الحقيقي لاحقًا من خلال خلق توترات داخلية، إضعاف قدرة الدولة على تمويل الصراع و دفع الشعب أو النخب للضغط على السلطات. ترى القوى الكبرى، بأن السيطرة على الطاقة والموارد بصفة عامة، خاصة الغاز، النفط، سلاسل الإمداد و الغذاء، هو إمتياز قوة غاية في الأهمية. كما تعطي الطاقة قوة سياسة، فمن يسيطر على مصادرها أو طرقها، يملك نفوذًا استراتيجيًا هائلًا. كان في أوروبا الشرقية والاتحاد السوفيتي سابقًا، الاقتصاد يمثل ساحة صراع مركزية مفروضة من الغرب. وبصدد الطاقة على الرغم من أنها متوفرة في روسيا، و لم يكن هناك نقص في مجالها بشرق أوروبا الإشتراكي، لكنها إستخدمت كسلاح لخفض الأسعار، من أجل الإضرار بمصالح روسيا وشركائها، إذ تعتبر روسيا من كبار منتجي الطاقة في العالم.
تستخدم القوى العظمى اسلوب الحرب بالوكالة، وهي من أكثر الأدوات شيوعًا في الصراعات. يقوم هذا الأسلوب على آليات عديدة، منها: دعم طرف محلي على آخر، سواءً كان دولة، ميليشيا أو حركة سياسية. يتقصر دور القوة الكبرى على توفير السلاح، التدريب، المال و المعلومات. وأخيرًا توفير و خلق الفرص لإنكارها رسميًا التدخل المباشر في تلك الحروب. يظل الهدف الحقيقي للحرب بالوكالة يقوم على استنزاف الخصم، منع تقدمه و رفاهيته. هذا إلى جانب اختبار الدول الكبرى لأسلحتها واستراتيجياتها. إن فترة الحرب الباردة كانت مليئة بهذه النماذج. كما عاد الحال اليوم، خصوصًا في دول أمريكا اللاتينية، آسيا وأفريقيا.
يمكن رسم خارطة للآليات و الوسائل المستخدمة في الصراعات بشكل منهجي و واضح، وتقديم نماذج عن إستخداماتها. يتحقق ذلك من خلال القراءة المباشرة لأهم الأحداث الراهنة والسابقة. عبر تحليل و مسحٍ يقظين لجميع الآليات و الوسائل، التي استخدمت خلال العقود الأربعة الأخيرة، خاصة بعد إنفراد الغرب، الولايات المتحدة والدول الأوروبية الرئيسية في إدارة الصراعات الإقليمية والدولية حول العالم. يمكن أن نبلور بعض السمات:
أولًا: الخطوط المنهجية العامة تفضل القوى الغربية الاستعمارية دائمًا إدارة الصراعات الإقليمية أو المنفردة. ولا تفضل إشعالها بما يحرجها أو يؤدي إلى إنغماسها بها، مما يفرض أو يتطلب حضورها ومشاركتها فيها مباشرة. يدرك الغرب أن تدخله المباشر يثير له العديد من المشكلات الدولية وحتى الداخلية في عقر داره. يزيد الأعباء المادية والمعنوية عليه. يهدف الغرب من خلال هذه السياسة ضمان مصالحه وخفض الإنفاق عليها. يُلاحظ على سبيل المثال، تردد الولايات المتحدة بالفترة الأخيرة في شن الحروب مباشرة و فورًا، خاصة بعد حربها على أفغانستان والعراق. لكن في الوقت نفسه تواصل سياسة إثارة التوترات، لتعزيز سطوتها، والتأكيد على إنها قوة فاعلة دون منازع.
قد يُطرح سؤال: كيف تفكّر القوى العظمى؟ يمكن التأكيد على أن القوى العظمى لا تدخل الصراعات بعقلية الحرب فقط، بل بعقلية إدارة صراع شامل يهدف إلى تعظيم مكاسبها بأقل تكلفة. و يجري تجنب سياسة المواجهات المباشرة بين القوى النووية. لتحل محلها سياسة إضعاف الخصم على المدى الطويل، عبر الوسائل اقتصادية، اجتماعية وحتى نفسية.
يمكن تحديد أهم مرتكزات سياسة الغرب بصفة عامة في ميدان السيطرة والنفوذ والإستفادة من ثمار تلك السياسة، بما يلي: ـ يعمل الغرب على الحفاظ وإدامة التوازنات بما يخدم مصالحه. ـ يحاول منع منافسيه و خصومه، مثل: روسيا، الصين و غيرهما من فرض نفوذ إقليمي واسع. ـ اعتماد سياسة الردع ليس بهدف القتال، بل لمنع القتال. هناك أنواع عديدة للردع، منها: ردع نووي، ردع تقليدي و ردع اقتصادي وسيبراني. تقوم الفكرة الجوهرية للردع على أن كلفة الهجوم ستكون أعلى من أي مكسب محتمل. ـ العمل على ضمان أكبر قدر ممكن من الاستقرار، وتحديدًا في النظام الاقتصادي العالمي الذي يقوم على حرية الأسواق والدولار.
ثانياً: الآليات الرئيسية لإدارة الصراعات 1 ـ القوة العسكرية غير المباشرة: يعتمد الغرب على القوة العسكرية غير المباشرة. وهو من النادر أن يخوض حروبًا تقليدية الآن، لكنه في الوقت ذاته يستخدم: ـ التحالفات العسكرية مثل حلف شمال الأطلسي (الناتو) في أوروبا و(أوكُوس) في آسيا لتطويق الخصوم. ـ الانتشار العسكري الاستراتيجي يظهر ذلك من خلال وجود قواعدة في الخليج، إفريقيا، أوروبا الشرقية و المحيط الهادئ. ـ تَسليح الحلفاء كما في أوكرانيا، تايوان، إسرائيل، الفلبين و دول الساحل سابقًا. التي كانت تتألف من موريتانيا ومالي والنيجر وبوركينا فاسو وتشاد. تم إنشاؤها عام 2014 تحت لافتة مكافحة الإرهاب والحفاظ على الأمن. ـ شن الحروب بالوكالة من خلال دعم فصائل أو حكومات دون تدخل مباشر، كما في أفغانستان عام 1980، سوريا بعد 2011، أوكرانيا بعد 2022. في المحصلة النهائية يسعى الغرب الى تحقيق أهدافه، من خلال الإدارة غير المباشرة وغير المعلنة لحركة التوترات. و توجيه مسار الصراع دون تحمّل كلفة بشرية أو مادية أو سياسية مباشرة. ـ تُستخدم القوة العسكرية الغربية المباشرة كآخر الحلول. عندما يكون تفوقها العسكري مضمونًا، و تكون الكلفة السياسية محتملة و يكون الهدف حاسمًا، مثل: كسب أرض، السيطرة على نظام وعلى ممرات استراتيجية. يُخطط لتلك الحرب، بأن تكون ذات سماتها محددة، تعتمد على ضربات محدودة لا إجتياح شامل، وتعمل على تفادي استنزاف طويل، و تعتمد استخدام التفوق الجوي والتكنولوجي، أي تدخلات محدودة بدل حروب شاملة.
2 ـ الهيمنة الاقتصادية والمالية: من بين الآليات الرئيسية التي يستخدمها الغرب لفرض هيمنته الإقتصادية والمالية ما يلي: ـ استخدام الدولار وسيلة ضغط، لأن أغلب التجارة العالمية تمر عبر النظام المالي الغربي. ـ استخدام العقوبات الاقتصادية كأداة رئيسية ضد العديد من الدول، مثل: إيران، روسيا، فنزويلا و كوريا الشمالية. ـ إدارة المؤسسات المالية الدولية، فمن المعروف والثابت أن صندوق النقد الدولي و البنك الدولي يُستخدمان لتقييد أو توجيه سياسات الدول المتأزمة. ـ تقديم المعونات الاقتصادية المشروطة في إفريقيا والشرق الأوسط لتشكيل الولاءات. ـ يظل الهدف من المؤسسات المالية الدولية في نهاية المطاف، التحكم بمقدرات الدول الفقيرة والضعيفة، تمويل الصراع المطلوبة و الحد من تأثير خصوم الغرب.
3 ـ القوة الناعمة والإعلام: ـ يقوم الإعلام الدولي الغربي، مثل: BBC، CNN، DW، France 24 وغيرها، بتشكيل السرديات عن مجمل الأحداث والتطورات العالمية، يومية كانت أم مديدة، وتوجيه الرأي العام الوجهة الغربية المطلوبة . ـ إستخدام المؤسسات الثقافية والتعليمية عبر منح فرص دراسية من الجامعات الغربية، وعبر منظمات حقوق الإنسان وغيرها لنشر القيم الغربية. ـ وفي الوسائل الدبلوماسية العامة يجري دعم المجتمع المدني والمنظمات المحلية في دول الصراع، لتوجيه موازين القوى الاجتماعية لصالح الغرب تحديدًا. ومن الأساليب الغربية العمل على عزل الخصم دوليًا في المنظمات الدولية، إنتزاع الشرعية القانونية و تشويه الصورة الأخلاقية للخصوم. كما يجري اختراق النخب من خلال دعم أحزاب معينة، تمويل منظمات، التأثير في الإعلام والنقابات و استمالة رجال الأعمال. هذه أداة شديدة الفعالية في الدول الهشة أو المنقسمة. يهدف ذلك إلى تجريده الخصم من الحلفاء أيضًا، وتحويل الدولة المستهدفة إلى "دولة منبوذة و تقييد حركتها السياسية والاقتصادية. ـ يبقى في الظاهر هدف المؤسسات والنشاطات الغربية المبرمجة، هو كسب الشرعية الأخلاقية والتأثير في العقول بدلًا عن إستخدام السلاح طالما أمكن ذلك.
4 ـ الاستخبارات والعمل السري: ـ أقامت الدول الغربية شبكات استخبارات قوية، مثل: CIA، MI6، DGSE وغيرها. تدير من خلالها عمليات مراقبة، تجسس، دعم حلفاء أو زعزعة خصوم. تشكل تلك الشبكات قوة دعم استراتيجية، توفر المعلومات الضرورية وحتى التفصيلة عن المستهدفين دولًا كانت أم منظمات، تشكل سياجًا واقيًا لمنع كل أنواع الإختراقات. يكون من ضمن واجباتها كل تفاصيل شؤون الحياة للطرف المستهدف. لا تتورع عن إرتكاب الأعمال المستنكرة عند الضرورة. تبقى تلك الأجهزة في مقدمة كل النشاطات بكل أنواعها سياسية، ديبلوماسية، أمنية وحربية. ـ يدير الغرب عمليات سيبرانية متقدمة ضد الخصوم، خاصة روسيا و الصين وغيرهما. تتضمن الحرب السيبرانية وحرب المعلومات: شن الهجمات السيبرانية لتعطيل بنوك، شبكات كهرباء، اتصالات و مؤسسات حكومية. تتميز تلك الهجمات بصعوبة الإثبات، كلفة منخفضة و أثر استراتيجي كبير. ومن أهداف الهجمات السيبرانية، التضليل وزعزعة الثقة، نشر أخبار كاذبة، تضخيم الانقسامات و ضرب الثقة بالمؤسسات المستهدفة. هنا لا يكون الهدف إقناع الجميع، بل إرباك الجميع.
5 ـ التحالفات والوساطات الدبلوماسية: ـ يُقدّم الغرب نفسه كوسيط سلام في النزاعات الدولية، مثل: اتفاقيات دايتون، أوسلو، الحرب على غزة... إلخ. ـ يستخدم المنظمات الدولية مثل منظمة الأمم المتحدة، الاتحاد الأوروبي، الناتو وغيرها كأدوات تمنحه بعض الشرعية للتدخل في عدد من الحالات. ـ يحرّك التحالفات الإقليمية مثل مجموعة السبع (G7) أو مجلس الأمن لدعم مواقفه. ـ يجري كل ما تقدم بهدف إدارة الصراعات في إطار قانوني يمنح الغرب غطاءً دوليًا حتى ولو كان شكليًا وغير خافيًا على الرأي العام.
6 ـ تختلف الوسائل التي يستخدمها الغرب باختلاف المواقع والدول والقارات: ـ جرى في أوروبا الشرقية دعم عسكري مباشر وتحالفات. كما حصل في أوكرانيا، بولندا والبلطيق. ترد في البيانات العسكرية الروسية معلومات عن وجود أوروبيين في صفوف القوات الأوكرانية. كما تشير موسكو إلى قصفها لمرتزقة الأوروبيين من بولندا وتشيكيا في مواقف عسكرية أوكرانية في منطقة "سومي". تجمع الدول الأوروبية كافة على نفي تلك المزاعم. ـ يتم في بلادنا والشرق الأوسط عامة المزيج بين الدعم العسكري والوساطات. كما حصل في سوريا، إسرائيل و الخليج. ـ يجري في إفريقيا تدخل اقتصادي وأمني عبر شركاء محليين، كما حصل في مالي، النيجر و القرن الإفريقي. ـ يخطط للعمل في آسيا على تطويق الصين عبر تحالفات بحرية مع تايوان، اليابان و الفلبين. ـ تمارس في أمريكا اللاتينية ضغوط اقتصادية وسياسية كما يجري الآن مع فنزويلا، كوبا و نيكاراغوا.
تكون الاستراتيجية الكبرى لكل الدول العظمى في الجمع بين كل ما سبق. لا تستخدم القوة العظمى الناجحة أداة واحدة، بل تجمع بين الضغط الاقتصادي، استنزاف بالوكالة، عزل دبلوماسي، ارباك إعلامي و ردع عسكري، وكل ذلك دون إعلان حرب شاملة. يمكن التأكيد على أن الصراعات الحديثة بين القوى العظمى، هي طويلة الأمد، متعددة المستويات، غير مباشرة في الغالب، تُدار بالعقل لا بالعاطفة، وتُحسم غالبًا بالاقتصاد والسياسة قبل السلاح. كما يعتمد الغرب عمليات التأثيرعلى نخب الدول الأخرى، عبر شبكات سياسية أو اقتصادية أو إعلامية مرتبطة بالمصالح الغربية. يهدف الغرب من وراء كل تلك النشاطات توجيه موازين القوى في الخفاء، دون الحاجة إلى المواجهات العلنية. لا يسعى الغرب اليوم إلى إدارة الصراعات بالاحتلال. كما كان يجري سابقًا. بل بمزيج ذكي وماهر ومغطى من القوة الصلبة والناعمة، ومن خلال خلق البيئة المناسبة، ضبط التمويل، دعم الحلفاء وكتابة الرواية الإعلامية. تحاول القوى الغربية الكبرى من خلال الإعلام إمتلاك الرواية أو القصة في كل الصراع. وهي تملك مهارة الخداع حول أسئلة حيوية: من المعتدي؟ من الضحية؟ من يدافع عن القيم؟ هل له حق الدفاع عن النفس؟ تملك تلك القوى الأدوات الأكثر أهمية وتأثيراً، مثل: القنوات الإعلامية، المنصات الرقمية، المؤسسات البحثية و التقارير حقوقية. وغني عن البيان تأثيرها الثقافي والتعليمي، عبر المنح الدراسية، الجامعات، و الترويج لقيم سياسية، ثقافية، إجتماعية وتاريخية. إستخدم الغرب تلك الوسائل والأدوات خلال الحرب الباردة بكثافة عالية، وكذلك إهتم الاتحاد السوفيتي بمحيط المنظومة الإشتراكية في أوروبا الشرقية.
حالات وصراعات دولية بارزة: إن الحرب الروسية ـ الأوكرانية ليست حالة عابرة. إنها حدث دولي يحمل الكثير من المخاطر على السلم والإستقرار الدوليين، هذا الى جانب إضراره الانسانية الفادحة. يُعتقد أن واشنطن غير متضررة من إطالة أمد الحرب في أوكرانيا. وإن حماستها لا تتعدى حدود الشكليات. هذه الحرب تستنزاف القوة الروسية من جانب، ومن آخر تبقي أوروبا تتحمل عبء ومتاعب الحرب اقتصاديًا وسياسيًا. كما تجر الحربُ أوروبا إلى حالة من الاعتماد أكثر فأكثر على المظلّة الأمنية الأميركية. وهي ما زالت بعيدة عن بلورة سياسة دفاعية مستقلة. تضاعفت إستيرادات دول الناتو الأوروبية للطائرات المقاتلة والمروحية من الولايات المتحدة. هذا بالإضافة الى مردوده الإقتصادي، يُرسّخ بدوره النفوذ الأميركي داخل المنظومة العسكرية الأوروبية. لقد أنفقت دول الناتو الأوروبية عشرات المليارات من الدولارات، على تسليح أوكرانيا ومتجاوزة الإنفاق الأمركي في هذا الميدان.
بدأت تلوح في الأفق خشية وسط الخبراء الأميركيون والأوروبيين، من اتجاه ترامب إلى فرض سلام غير عادل على كييف. خاصة بعد طرحه خطة إنهاء الحرب في أوكرانيا، التي كانت تتضمن 28 نقطة. ثم أصبحت بعد تعديلها، تتكون من 19 نقطة.
منظور ترامب للأمن: يحيط بموقف واشنطن في الدفاع عسكريًا عن أوروبا الكثير من التعقيد والشكوك. يرى بعض خبراء السياسة الخارجية والديبلوماسية، بأن خطة ترامب ستؤثر سلبًا على مستقبل الالتزام الأميركي تجاه حلف الناتو والمظلة الأمنية في أوروبا. لكن على الرغم من مثل هذه الشكوك، يرى العديد من حلفاء واشنطن، بما فيهم اليابان وكندا وقبلهما الأوروبيون أن موقف واشنطن يجب أن ينظر إليه بحذر. ولكن طالما هناك وجود عدد كبير من القوات الأميركية في أوروبا، خاصة على طول الحدود الشرقية للحلف. فهذا يضمن أن الولايات المتحدة ستكون متورطة فورًا في حال وقوع عدوان روسي على أي من تلك الدول.
يظل تأرجح أو ضغف التزام واشنطن بحلف الناتو، يثير و يحدث زلزالًا إستراتيجيًا في مفهوم الأمن الأوروبي، خاصة أن واشنطن تسهم بأكثر من 60% من ميزانيته، وبما يقرب من نصف عدد مقاتليه. من ناحية ثانية، لا تزال النخبة الأميركية التقليدية تؤمن أن الحلف يشكل حجر الزاوية لأمن أميركا الشمالية وأوروبا، وأنه ناجح لأنه جعل الولايات المتحدة وحلفاءها أكثر أمنًا. قام البنتاغون بتخفيضات طفيفة في نشر القوات الأميركية في أوروبا الشرقية. ومن المفارقات أن الرئيس قد يتعرض قريبًا لضغط لعكس بعض تلك التخفيضات، ليظهر أنه جاد بشأن الضمانات التي يقدمها لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
يرى أنصار ترامب ضمن التيار اليميني بالحزب الجمهوري "ماغا" بأنه قد مضت على القارة الأوروبية فترة 10 سنوات كاملة. منذ نادى ترامب بضرورة تلبية أوروبا لمتطلباتها الدفاعية، بدلا من الاعتماد على الحليف الأميركي. يجمع الخبراء الأميركيون على أن أوروبا تملك الإمكانيات التقنية والصناعية اللازمة لبناء قدراتها الدفاعية. يرى هذا الفريق بأن تكرار الرئيس الأميركي لهذه المطالب علنًا، هو مسعى لتهيئة الرأي العام الأوروبي. بما يجعل مهمة القادة الأوروبيين في إقناع شعوبهم، لتعزيز الاستثمار في المجال الدفاعي أكثر يسرًا وسهولًة.
يرى تيار "ماغا" وهو الجناح اليميني في الحزب الجمهوري الأمريكي، بأن سياسة ترامب مع الحلفاء صائبة وعملية و واجبة. "ماغا" اسم مشتق أو مكون من الأحرف الأولى لعبارة "لنجعل أمريكا عظيمة من جديد" وهو شعار أطلقه الرئيس دونالد ترامب لأول مرة في حملته الرئاسية عام 2016. أصبحت العبارة لاحقًا حركة سياسية داخل الحزب الجمهوري، تُعبّر عن جناح أو تيار يميني شديد الولاء لترامب وأفكاره داخل الحزب الجمهوري. أساسه الأيديولوجي يقوم على نزعة قومية شعبوية، يؤكد على أولوية المصالح الأمريكية، و يتسم بالمحافظة الاجتماعية. يشكل دوره في الحزب قوة مؤثرة في صنع السياسات داخل مجلس النواب، وعلى مستوى القاعدة الانتخابية.
يختلف تيار "ماغا" مع تيارات جمهورية أخرى أكثر تقليدية أو معتدلة. يؤمنون بأن الولايات المتحدة بحاجة لإعادة عظمتها بعد فترات من ضعف في السياسات الخارجية والاقتصادية. يعطي التيار الأولوية للداخل الأمريكي. ولا يرى ضرورة للانخراط في حروب جديدة بلا أهداف واضحة. ولكنه ليس تيارًا إنعزالًا بالكامل، إذ يرى أن أمريكا يجب أن تقلل دورها العسكري في الخارج مقارنةً بسياساتها التقليدية. عارض هذا التيار الذي يُعرف بمهندس "أميركا أولا" الحرب على إيران، لأنه كما يرى لا يخدم أمريكا بشيء. يدعو إلى التركيز على الهجرة غير النظامية وقواعد الحدود. يدعو إلى توجيه دعم قوي للطبقة العاملة والأمريكيين. يصف العمال بالمنسيين اقتصاديًا. وأخيرًا يرفض سلوك ما يعتبره تأثيرًا مبالغًا فيه للنخب السياسية المتحضرة أو الليبرالية.
روسيا و انتقادات حقوق الإنسان: تُوجه بعض الإنتقادات الغربية لنشاطات روسيا في الداخل والخارج، خاصة في أفريقيا. ففي جانب نشاطها الأفريقي تعرضت منظمة "فاغنر" الروسية من قبل لاتهامات بارتكاب انتهاكات في أفريقيا. يذكر أن هذه المنظمة العسكرية انتقل جزء كبير من عناصرها إلى "فيلق أفريقيا". يُشار إلى احتمال أن إستمرار تلك المخاطر و انتهاكات حقوق الإنسان، ما قد يدفع الغرب إلى الضغط من خلال عقوبات أو تحذيرات دبلوماسية.
ظهرت منظمة فاغنر كشركة روسية شبه عسكرية خاصة، إلى العلن عام 2014 في سياق الصراع الأوكراني. تُعد فاعلًا شبه - عسكري غير حكومي، لكنها ارتبطت عمليًا بمصالح الدولة الروسية في السياسة الخارجية والأمنية. تعمل فاغنر في مجالات القتال المباشر، التدريب العسكري، حماية المنشآت والدعم اللوجستي. نشطت في عدة مناطق نزاع، من بينها أوكرانيا، سوريا، ليبيا، ودول في إفريقيا جنوب الصحراء. تتميز ببنية تنظيمية غير شفافة وغموض قانوني، فيما يتعلق بوضعها داخل النظام القانوني الروسي. استُخدمت كأداة للنفوذ غير المباشر، تسمح لروسيا بتقليل الكلفة السياسية للتدخل العسكري. تجنّد مقاتلين محترفين ومدنيين سابقين، وشهدت لاحقًا تجنيد سجناء في بعض المراحل. تموّل جزئيًا عبر عقود أمنية وامتيازات اقتصادية، خاصة في مجالات التعدين والطاقة. أثارت المنظمة جدلًا دوليًا واسعًا بسبب اتهامات بانتهاكات حقوق الإنسان.
لم يَعد اسم فاغنر يُستخدم رسميًا كمسمّى للكيان، الذي حلّ محله على الأرض في بعض المناطق. حلَّت أشكال جديدة أكثر ارتباطًا بالدولة الروسية، خصوصًا في إفريقيا. هذا لا يعني أن فاغنر اختفت بالكامل من الأماكن كافة. ففي بعضها مثل جمهورية إفريقيا الوسطى، ما زال هناك وجود لعناصر مرتبطة بأسلوب فاغنر. يرجع سبب ما حَلَّ على فاغنر، إلى خلافات داخلية روسية عام 2023. وإلى وفاة زعيم فاغنر يفغيني بريغوجين بحادث سقوط طائرة. حامت بعض الشكوك حول طبيعة الحادث. إن بعض تصرفات المنظمة داخل روسيا نفسها، جعلت القيادة الروسية تعمل على تهميشها. والعمل على تحويل نفوذها إلى هيئات أكثر خضوعًا للقيادة العسكرية الرسمية الروسية، إلى كيانات مطواعة مثل فيلق أفريقيا.
التنافس الروسي مع النفوذ الغربي التقليدي: لا أحد من الطرفين ينكر وجود تنافس بين روسيا والدول الغربية في أفريقيا. سجلت روسيا في بعض الحالات نجاحًا. كانت تلك الدول الأفريقية تعتمد جزئيًا على المساعدة أو الشراكة الغربية، الأمنية منها و التنموية. لكن الإنقلابات في دول مثل النيجر وبوركينا فاسو حولت اتجاهها نحو روسيا. هذا التوسع الروسي يَنظر الغربُ إليه، على أنه إضعاف لهيمنته في أفريقيا. تشترط روسيا على بعض الدول الأفريقية، مثل جمهورية أفريقيا الوسطى. أن تدفع مقابل خدمات فيلق أفريقيا، موارد طبيعية كتعويض، و هي مناطق غنية بالذهب و يورانيوم وغيرهما. هذا النوع من العلاقات يثير المزيد من القلق الغربي بشأن موارد أفريقيا.
بديهي أن مثل هذه المنافسة بين دول كبرى يثير إهتمام المراقبين. يطرح تساؤلات منها: كيف يمكن أن تتطور ردود الفعل الغربية في المستقبل؟ هنا يُشار إلى بعض السيناريوهات المحتملة في السنوات القادمة، حول تطور ردود الفعل الغربية على نشاطات فيلق أفريقيا الروسي. لا شك في أن الحديث عن المستقبل، لا يتجاوز حدود التقديرات أو التنبؤات، بكل ما تحمل من خواض إفتراضية. لكن تؤخذ بنظر الإعتبار عندما تأتي في وسائل الإعلام الغربية، على أنها ضمنٍا تهدف إلى تهيئة الرأي العام، إعداد الساحة لها وتنطوي على تحذيرات وغير ذلك: من تلك السيناريوهات:
1 ـ تكثيف العقوبات والضغوط الدبلوماسية تفترض الدول الغربية وجود انتهاكات روسية في بعض الدول الأفريقية. تهدد في حالة استمرارها من قبل عناصر فيلق أفريقيا ضد المدنيين. أن تزيد الدول الغربية العقوبات على تلك الكيانات الروسية المرتبطة بالفيلق، أو حتى على بعض الدول الأفريقية التي تستضيفها. يهدد الغرب باحتمال استخدام المنابر الدولية، مثل: الأمم المتحدة، الاتحاد الأوروبي وغيرهما للتنديد بالنفوذ العسكري الروسي غير قانوني أو مهدد للاستقرار الإقليمي على حد وصف الجهات الغربية للوجود الروسي في أفريقيا.
2 ـ التسريع في الشراكات الأمنية مع الدول الأفريقية المنافسة تهدد الدول الغربية، مثل: فرنسا، الولايات المتحدة وغيرهما، بأنها قد تعزز تدخلها الأمني أو التدريبي في أفريقيا لمواجهة الفيلق الروسي، من خلال دعم جيوش محلية، بعثات تدريب، أو حتى تعاون استخباراتي. ولا تستبعد إمكانية إعادة تقييم استراتيجيات المساعدات الغربية في مجالات استثماراتها، الأمنية منها و التنموية، لتقديم بديل مؤثر لروسيا.
3 ـ إعادة ترتيب النفوذ عبر الوسائل غير العسكرية قد يزيد الغرب من استخدام الديبلوماسية الاقتصادية، المساعدات التنموية، والاستثمارات في مجالات: البنية التحتية، الطاقة و التعليم، كأدوات لمواجهة النفوذ الروسي. و قد يحاولون أيضًا تحفيز منظمات أفريقية، مثل: إيكواس، الاتحاد الأفريقي، منظمات إقليمية إخرى للحد من الاعتماد العسكري على موسكو وتعزيز الشراكات الإقليمية مع الغرب.
4 ـ مواجهة في المنظمات الدولية يمكن أن يحشد الغرب جهودًا لمراقبة نشاط فيلق أفريقيا من خلال الأمم المتحدة أو المنظمات الحقوقية الدولية، ومحاولة إحالة حالات انتهاك لحقوق الإنسان أو الاستغلال المادي للموارد إلى مجلس حقوق الإنسان أو المحافل القانونية الدولية. و هناك احتمال أن يضغط الغرب على الدول المضيفة للفيلق لإدخال شروط أكثر شفافية على وجود القوات الروسية، مثل: تحديد الأعداد، المهام و مدة البقاء.
5 ـ مواجهة من خلال الإعلام والدعاية يتحدث بعض المراقبين بأن الغرب قد يطلق من خلال وسائل إعلامه ومؤسساته الفكرية حملات تسليط ضوء على أنشطة الفيلق من خلال تقارير حقوق الإنسان، تحذيرات من استراتيجية روسيا الجديدة في أفريقيا، وتسليط الضوء على الاستغلال الاقتصادي. في المقابل، روسيا قد ترد بدعاية مضادة في العالم الأفريقي، مما قد يؤدي إلى سباق روايات حول من يقدم الأمان والتنمية الحقيقيين. تشير السيناريوهات إلى المخاطر والتحديات المحتملة، التي قد تواجه الغرب في هذا السياق. تتجلى في الاستجابة المحدودة من بعض الدول الأفريقية الانقلابية أو التي تفضل روسيا، قد لا يكون للغرب نفوذ كبير، خصوصًا إذا كانت القيادة العسكرية المحلية ترى في موسكو شريكًا أكثر موثوقية أو أقل تدخلاً سياسيًا. ترى معظم التقديرات أن أيّ محاولة غربية لتعزيز وجودها الأمني في أفريقيا، ستكون مكلفة اقتصاديًا وسياسيًا، وليس من المؤكد أن تستوعب جميع تلك الدول بديلًا غربيًا بسهولة. و قد يواجه الغرب تحديات مصداقية، خاصة إذا تم ربط مساعداته الأمنية بالتدخلات أو الشروط السياسية، مما قد يُنظر إليه كإملاءات خارجية.
خلقت روسيا من خلال فيلق أفريقيا، شبكة من التحالفات المتداخلة مع دول عربية وأفريقية، ما يجعل مهمة الغرب لتعويض النفوذ الروسي أكثر صعوبة. يتصف رد الفعل الغربي على فيلق أفريقيا الروسي اليوم بالتنوع، فهو يتعثر بين القلق الأمني و الانتقاد الحقوقي.
خلال السنوات القادمة، من المحتمل أن يعتمد الغرب استراتيجية متعددة الأبعاد: دبلوماسية، أمنية، اقتصادية وإعلامية، لمحاولة مواجهة النفوذ الروسي المتزايد في أفريقيا. لكن هذا لن يكون سهلاً، هناك مخاطر كبيرة تتجسد بالكلفة العالية، احتمال المقاومة المحلية ومحدودية النفوذ في بعض الدول. و في الوقت نفسه، إذا أهمل النفوذ الروسي، قد تعزز موسكو موقعها كقوة عسكرية ـ استراتيجية رئيسية في أجزاء من أفريقيا، مما يشكل تحديًا طويل الأجل للغرب.
يتبع ...
#عبدالحميد_برتو (هاشتاغ)
Abdul_Hamid_Barto#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نظرة إلى عالم اليوم (4)
-
نظرة إلى عالم اليوم (3)
-
نظرة إلى عالم اليوم (2)
-
نظرة إلى عالم اليوم (1)
-
مع الشاعر سمير الصميدعي
-
البحث المتواصل طريق خيرالله سعيد
-
التاريخ حجر الزاوية
-
حين أبحر جمال العتابي
-
رواية -كدمات اليمام- (3 والأخيرة)
-
رواية -كدمات اليمام- (2)
-
رواية -كدمات اليمام- (1)
-
في عالم الذكاء الإصطناعي
-
أوامر ترامب العجولة
-
إهانة التضحية
-
يحيى علوان رحل مسالماً
-
حميد الحريزي يرسم واحةَ الهذيان
-
جولة مع الروائي راسم الحديثي
-
الشاعر والمناضل مخلص خليل
-
حين يَتولى مُنصفون مهماتٍ
-
باب المنفى
المزيد.....
-
فيضانات آسفي تودي بحياة العشرات وتغرق منازل ومحال تجارية
-
تقدّم حذر في مفاوضات برلين.. زيلنسكي: نؤكد على أهمية الضمانا
...
-
تونس.. محاكمة نشطاء ومسؤولين بتهمة تسهيل الهجرة غير النظامية
...
-
غابة بكاسين اللبنانية.. أشجار الصنوبر المثمرة تحت تهديد ظاهر
...
-
الضفة الغربية: إسرائيل تصدر قرار هدم 25 مبنى في مخيم بطولكرم
...
-
كأس العرب: المغرب يهزم الإمارات بثلاثية نظيفة ويبلغ النهائي
...
-
مصدر بغزة يكشف للجزيرة معلومات حول اغتيال المقدم بجهاز الأمن
...
-
الذكاء الاصطناعي ينتج مقاطع فيديو تنتحل شخصيات أطباء وخبراء
...
-
سوريا تواجه أخطاراً خارجية
-
فاجعة آسفي.. المنصات ترفض -شماعة القضاء والقدر- وتطالب بالمح
...
المزيد.....
-
النظام الإقليمي العربي المعاصر أمام تحديات الانكشاف والسقوط
/ محمد مراد
-
افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار
...
/ حاتم الجوهرى
-
الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن
/ مرزوق الحلالي
-
أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال
...
/ ياسر سعد السلوم
-
التّعاون وضبط النفس من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة
...
/ حامد فضل الله
-
إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية
/ حامد فضل الله
-
دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل
...
/ بشار سلوت
-
أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث
/ الاء ناصر باكير
-
اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم
/ علاء هادي الحطاب
المزيد.....
|