أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالحميد برتو - يحيى علوان رحل مسالماً














المزيد.....

يحيى علوان رحل مسالماً


عبدالحميد برتو
باحث

(Abdul Hamid Barto)


الحوار المتمدن-العدد: 8164 - 2024 / 11 / 17 - 16:47
المحور: الادب والفن
    


بقينا يحيى وأنا نتراسل يومياً خلال الأعوام الأخيرة. توقفت المراسلة بيننا أواسط أكتوبر الماضي لمدة إسبوع واحد من طرف الراحل العزيز. أدركت المصاب فوراً قبل أن يصلني في 21 أكتوبر الماضي خبر رحيله الأخير. لا أحب التوديع، لكن لا يمكن تخطي ذلك. تميز رحيل يحيى بعجزي عن القيام بالتوديع في الحال، على غرار الحالات العزيزة السابقة. انتظرت بعض الوقت، حتى أقوى اليوم على قول: وداعاً أبا علياء وداعاً عزيزي يحيى.

عرفت الصديق والزميل والرفيق يحيى، خلال دراستنا الجامعية بين السنوات 1966 ـ 1969 بجامعة بغداد. هو في كلية اللغات وأنا في كلية الآداب. إلتقينا في المؤتمر الرابع لاتحاد الطلبة العام في الجمهورية العراقية، وفي كونفرنسه الرابع أيضاً، وفي المناسبات اليومية المهمة لنا.

كانت لنا سوية محاولة هروب مشتركة بعد تخرجنا من الجامعة، لتأدية واجبات إتحادية في الخارج تكلفنا بها. هو في اختصاصه الترجمة. وأنا لإشغال مهمة نائب رئيس اتحاد الطلاب العالمي. لكن ممثلنا في الإتحاد بتلك المهمة، كان الراحل د. مهدي الحافظ، قد طالب بتمديد بقائه لفترة أخرى. وذلك لتهيئة أوضاع إنتقاله من براغ الى بغداد. إرتفع في تلك الفترة رصيد حزب البعث عند الدول الاشتراكية السابقة، خاصة بعد اعتراف حكومة العراق بجمهورية ألمانيا الديمقراطية. تغيرت طبيعة مهمتنا في الخارج بسبب تصالح المنظومة الاشتراكية في شرق أوروبا مع بغداد. عمل يحيى مترجماً في مكان آخر ـ مجلة قضايا السلم والاشتراكية وأنا تحولت للدراسة الأكاديمية.

وثق يحيى محاولة هروبنا المشتركة عبر حصبة (القائم) الحدودية الى سورية، من خلال أحد أهم أعماله الإبداعية "مُطارد بين (الله) ... والحدود". كما وثق أعمال أخرى، مثل آخر إجتماع موسع للجنة الطلابية للحزب الشيوعي العراقي. رَشحنا المشاركون في الاجتماع الذي عقد أواخر عام 1969، لعضوية المؤتمر الوطني الثاني للحزب، الذي كان من المقرر حينها عقده في شهر أيلول 1970.

تنقلنا في مواقع وأماكن مختلفة. شاءت الأقدار أن نلتقي من جديد في المؤتمر الرابع للحزب، الذي عُقد في تشرين الثاني 1985 بمنطقة جبلية محصنة بكردستان العراق. كان يحيى يعمل في صحافة الحزب قرب موقع إنعقاد المؤتمر، وأنا قادم من دمشق الشام للمشاركة في المؤتمر المذكور. شاءت الأقدار أن ترافق لقاءاتنا كلمة الرابع في المناسبات العامة الإتحادية منها والحزبية. وأخيراً جمعتنا الغربة لتحقق لنا لقاءات افتراضية يومية عبر وسائل التواصل المختلفة.

يعتز الصديق يحيى علوان بأيام النضال الطلابي. يناديني بأبي رياض، وهو أسمي المعتمد خلال سنوات النضال الطلابي.

على صعيد العمل الأدبي، اختط يحيى أسلوباً مميزاً أقرب ما يكون الى الشعر النثري، مع الحرص الشديد على أصالة المفردة العربية. لم يكن يحيى يُقم الكثير من الوزن لتجنيس أعماله الأدبية. إن المهم بالنسبة له التعبير بصدق وأمانة عن مكنونات نفسه، وعن رؤيته لكل ما يدور حوله في الحياة، العلاقات، الوطن والغربة.

تناولت كتابه "مُطارد بين ... والحدود" بدراسة نفسية ـ اجتماعية. يحلق الكتابُ في الواقع بين الرواية والمذكرات. إنه عمل جميل بلغةٍ رفيعة ومحكمة. نشرت عنه دراسة موسومة بـ "إنشودة للانعتاق .. تغريدة لأفق مفتوح". تقع الدراسة على امتداد عشر حلقات. نشرتها تباعاً أبتداءً من 24/11/2019.

أقول للأصدقاء الذين لم تتوفر لهم فرصة الإطلاع على أعمال راحِلنا العزيز، خاصة مؤلفاته المطبوعة: إن مساهمات وافرة من نتاجات الكاتب الصديق يحيى علوان الأدبية، متوفرة على صفحة أو جدار موقعه الفرعي في منصة الحوار المتمدن.

لم يُقعده المرض العضال الذي أخذه غدراً، عن مواصلة الكتابة والمناقشات والحوارات المباشرة وفي المنتديات، مثل: "حوار التنوير"، "المُلتقى العربي للفكر والحوار" و"مُنتدى بغداد للثقافة والفنون" وغيرها. كان في غاية الجدية والعذوبة خلال مساهماته في الصحف والمجلات، ومراسلاته مع أصدقائه في ميادين: الفكر، الأدب، السياسة، الهموم الشخصية وحتى المسليات، الجميلة منها والمحزنة. ظل متمسكاً بالأمل، على الرغم من كل غيوم وأثقال المرحلة الراهنة، هذا فضلاً عن ثقل حالته الصحية.

لن أنساك عزيزي يحيى، لن أنسى ما تركته عقودٌ مشتركة من حياتنا. سأتواصل معك، من خلال ما تركت لنا من ذكريات، نتاجات وفيض ثمار إبداعية صادقة ورائعة. نم قرير العين لأنكَ لم تبخل في العطاء جهداً ومشاعر. ما أقسى الرحيل في الغربة.

هاكم بعضاً من عباراته علها تساعد في رسم صورة قريبة منه وعنه:
ـ لوطن فُطرنا على حبه .. هوينا غيره، لكننا لم نُفطم عن عشقه، رغم ما حلَّ به من نازلات..!
ـ لو كُنتُ راية لخَفقت ضد الريح!
ـ إن إمتلكت لجام الغواية والتبرير، سلمت من محنة تأويل المسميات الملثمة...!
ـ ليس عنصرية ولا تمييزاً ضد بقية الأوطان ... فرادتهُ تتأتى من كونه "تحرّرَ" محتلاً!!
ـ لِمَنْ أرضعتني حليب الوفاء دون منةٍ ... لمدائِن سكنتها فسكنتني ... ولأرضٍ لا تستأهلُ الجحودَ ولا الخراب.



#عبدالحميد_برتو (هاشتاغ)       Abdul_Hamid_Barto#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حميد الحريزي يرسم واحةَ الهذيان
- جولة مع الروائي راسم الحديثي
- الشاعر والمناضل مخلص خليل
- حين يَتولى مُنصفون مهماتٍ
- باب المنفى
- لحظة مجيدة في نضال الشعب الفلسطيني
- لماذا يحمل الطلبة الراية الأعلى؟
- أمينة الرحال بطلة من بلادي
- الترقب السياسي السلبي
- الذكرى الخامسة لرحيل مناضل
- بين الساهر و الدكتور صالح
- حول شخصنة الأزمة
- مع الجواهري
- التصحر الأخطر
- اللعبة الخطرة في طورها ما قبل الأخير
- الدراويش يبحثون عن الحقيقة 5 ـ الأخيرة
- الدراويش يبحثون عن الحقيقة 4
- الدراويش يبحثون عن الحقيقة 3
- الدراويش يبحثون عن الحقيقة 2
- الدراويش يبحثون عن الحقيقة 1


المزيد.....




- من قال إن الفكر لا يقتل؟ قصة عبد الرحمن الكواكبي صاحب -طبائع ...
- أروى صالح.. صوت انتحر حين صمت الجميع
- السعودية تخطط لشراء 48 فدانا في مصر لإقامة مدينة ترفيهية
- هل يشهد العالم -انحسار القوة الأميركية-؟ تحليل فالرشتاين يكش ...
- التمثيل النقابي والبحث عن دور مفقود
- الفنان التونسي محمد علي بالحارث.. صوت درامي امتد نصف قرن
- تسمية مصارعة جديدة باسم نجمة أفلام إباحية عن طريق الخطأ يثير ...
- سفارة روسيا في باكو تؤكد إجلاء المخرج بوندارتشوك وطاقمه السي ...
- كتاب -رخصة بالقتل-.. الإبادة الجماعية والإنكار الغربي تحت مج ...
- ضربة معلم من هواوي Huawei Pura 80 Pro.. موبايل أنيق بكاميرات ...


المزيد.....

- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالحميد برتو - يحيى علوان رحل مسالماً