أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عامر عبد رسن - العراق والسعر العادل لبرميل النفط ؛ حلول سريعة اليوم… أو قرارات قاسية غداً














المزيد.....

العراق والسعر العادل لبرميل النفط ؛ حلول سريعة اليوم… أو قرارات قاسية غداً


عامر عبد رسن

الحوار المتمدن-العدد: 8557 - 2025 / 12 / 15 - 10:59
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


مع اقتراب نهاية عام 2025، يجد العراق نفسه في لحظة مالية حرجة غير مسبوقة:
سنة كاملة بلا موازنة اتحادية، تقشف تمويلي قسري، شلل في التخطيط، ولا مؤشرات جدية حتى الآن على موازنة 2026، في وقت تنخفض فيه أسعار النفط إلى مستويات لا تحتملها بنية الدولة العراقية الحالية.
تصريح وزير النفط الكويتي بأن السعر “العادل” للنفط يتراوح بين 60 و68 دولاراً للبرميل قد يبدو منطقياً لدول تمتلك فوائض مالية وصناديق سيادية وقدرة على امتصاص الصدمات.
لكن إسقاط هذا المنطق على العراق، في وضعه الراهن، هو تبسيط خطير يتجاهل الفوارق البنيوية بين دولة مستقرة مالياً ودولة تعيش على حافة العجز الهيكلي.

60 دولاراً للبرميل: رقم مطمئن للآخرين… مقلق للعراق
بالنسبة للعراق، فإن أسعار النفط قرب 60 دولاراً:
ليست “عادلة”،
وليست “مريحة”،
بل تمثل منطقة خطر مالي.
فالاقتصاد العراقي لا يزال:
أحادي المصدر،
مثقلاً بإنفاق تشغيلي مرتفع (رواتب، تقاعد، دعم، التزامات أمنية)،
عاجزاً عن المناورة بسبب غياب الموازنة.
في هذا السياق، أي انخفاض إضافي حتى لو كان طفيفاً—يعني:
ضغطاً مباشراً على الاحتياطيات الأجنبية، في البنك المركزي العراقي ، والتي انخفضت بمعل 10 مليارات دولار لكل سنة في السنوات الثلاثة الماضية ، إذ بعد ان كان أحتياطي الذهب والعملات والدولار في بداية سنة 2023 ما يقارب 111 مليار اصبحت اليوم لا تزيد عن 84 مليار!

توسعاً في العجز غير المعلن،
وتآكلاً تدريجياً في قدرة الدولة على الوفاء بالتزاماتها الأساسية.
سنة أخرى بلا موازنة… دولة بلا بوصلة
مرور عام 2025 دون موازنة اتحادية ليس مجرد خلل إجرائي، بل:

تعطيل فعلي للسياسة المالية،
شلل في المشاريع،
فقدان القدرة على التخطيط والاستجابة.
الدولة اليوم تصرف لتبقى، لا لتبني أو تصلح.
ومع أسعار نفط منخفضة، يتحول هذا النمط من الصرف إلى استنزاف صامت لأحتياطات المستقبل.
الأخطر من ذلك أن الغموض الذي يلف موازنة 2026 يوحي بأن الأزمة لا تُعالج، بل تُرحَّل.
الفرق ليس في سعر النفط… بل في شكل الدولة
عندما تتحدث الكويت عن أسعار النفط:
تفكر بالاستثمار،
بالشراكات،
وبالبتروكيماويات،
وبما بعد النفط.

أما العراق، فلا يزال:
يحسب النفط كرواتب،
وكفاتورة تشغيل،
وكصمام أمان اجتماعي هش.
وهنا يكمن جوهر المشكلة:

النفط في العراق يمول الدولة… لكنه لا يبني اقتصاداً.
التحذير الجدي: نافذة الحلول السريعة تضيق
إذا استمر التعامل مع الوضع الحالي بوصفه “مرحلياً” أو “قابلاً للانتظار”، فإن العراق سيكون مجبراً لاحقاً على خيارات أكثر قسوة، منها:
خفض إنفاق اضطراري وغير منظم،
تأجيل مستحقات أو تراكم ديون داخلية،
ضغوط نقدية تمس سعر الصرف،
واحتقان اجتماعي لا يمكن احتواؤه بسهولة.
ما يمكن إصلاحه بقرارات صعبة اليوم، سيُفرض غداً بقرارات مؤلمة.
ما المطلوب الآن؟ حلول سريعة قبل فوات الأوان
الاعتراف بحقيقة الموقف المالي ؛ لا إنكار ولا تسويف: أسعار النفط الحالية لا تكفي لإدامة الوضع القائم دون إصلاح.
إجراءات تحوّط مالي عاجلة
تشديد إدارة السيولة،
وقف أي توسع غير ضروري في الإنفاق،
إعادة ترتيب الأولويات بوضوح سياسي.
إقرار موازنة 2026 مهما كانت صعبة ، موازنة تقشفية واضحة أفضل من فراغ مالي قاتل. المطلوب موازنة بسيناريوهات سعرية واقعية، لا أرقام متفائلة.
البدء بخطوات تخفيف الاعتماد على النفط فوراً ، حتى لو كانت محدودة وسريعة العائد:
تحسين كفاءة المصافي،
تقليل الاستيراد،
دعم القطاعات التي تقلل الطلب على العملة الصعبة.

خاتمة تحذيرية
العراق لا يواجه أزمة نفط، بل يواجه أزمة دولة في زمن أسعار نفط لا ترحم الدول ذات الاقتصادات الهشة.
الوقت المتاح لاتخاذ حلول سريعة ومدروسة ما زال قائماً، لكنه يضيق بسرعة.
وكل تأخير اليوم،
سيجعل كلفة القرار غداً أعلى،
وأقسى،
وأقل عدالة.
الاختيار واضح:
إصلاح الآن… أو تصحيح قاسٍ لاحقاً.



#عامر_عبد_رسن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق في زمن إعادة ترتيب الإقليم كيف تحول الديمقراطية المنز ...
- العراق على حافة القرار : خطورة القرارات الفردية في زمن التحو ...
- العراق في زمن التحولات العالمية الكبرى : مسؤولية القرار في م ...
- المعادن العراقية: ثروات منسية
- الذكاء الاصطناعي والطاقة في العراق: علاقة مصيرية للجيل القاد ...
- عصر اللا – نصر
- الثورة الهادئة في مفهوم الشرعية: قراءة دستورية معمّقة في قرا ...
- هيمنة البنوك الحكومية على الائتمان المالي في العراق: حقيقة ا ...
- الكاش يبتلع السياسة: كيف غذّى اكتنازُ 90 تريليون دينار فوضى ...
- خطر التصعيد الموجَّه: محاولات جرّ العراق إلى مواجهة مع إسرائ ...
- هل من الممكن رفع الكفاءة التشغيلية في وزارة النفط ؟
- العراق بين التفاؤل الدولي والواقع الهيكلي: قراءة نقدية في أر ...
- أهمية عودة Exxon Mobil إلى العراق — تحليل اقتصادي
- تحوُّط اقتصادي استراتيجي للعراق في ظلّ بيئة عالمية متقلّبة
- عراق 2035: مدن تبتلع حقولها الخضراء
- حقل إريدو النفطي الواعد بين الإمكان الاقتصادي والمأزق التنفي ...
- العراق في قلب التحوّلات الإقليمية: من تجنّب الصدام إلى صناعة ...
- بين الصدمة والنزيف: قراءة عراقية في رؤيتين لطوفان الأقصى
- إيران بين التصعيد والدبلوماسية: قراءة أمنية في احتمالات الحر ...
- مستقبل البرنامج النووي الإيراني في ضوء محددات التوازن الاستر ...


المزيد.....




- الصين تشعل حرب أسعار السيارات الكهربائية بتايلند بخصومات 38% ...
- كيف نجحت الهند في تحييد غضب ترامب التجاري؟
- البنك المركزي الروسي يرفع دعوى قضائية ضد يوروكلير البلجيكية ...
- المركزي الروسي يرفع دعوى قضائية ضد يوروكلير الأوروبية
- استثمارات سعودية في الذكاء الاصطناعي.. هل تدخل على خط المناف ...
- لماذا اختار الاتحاد الأوروبي تخفيف قواعد الانبعاثات الآن؟
- كمالوندي: إيران تخطّط لإنتاج 20 ألف ميغاواط من الطاقة النووي ...
- إيران: إنجازات نووية جديدة وإنتاج 70 نوعًا من الأدوية المشعة ...
- غارديان: شركات أميركية تتسابق للربح من إعادة إعمار غزة
- المخطط الأمريكي الإسرائيلي للبنان، ومسيرة مهاجر الايرانية وا ...


المزيد.....

- الاقتصاد السوري: من احتكار الدولة إلى احتكار النخب تحولات هي ... / سالان مصطفى
- دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر / إلهامي الميرغني
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عامر عبد رسن - العراق والسعر العادل لبرميل النفط ؛ حلول سريعة اليوم… أو قرارات قاسية غداً