رمزي عطية مزهر
الحوار المتمدن-العدد: 8559 - 2025 / 12 / 17 - 08:33
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
مصر ليست وطنا عاديا، بل ركنٌ ثابت يشبه تلك الحجارة التي صمدت آلاف السنين فوق هضبة الجيزة. علوُّها ليس في مبانيها وحدها، بل في روحها التي لا تنكسر، وفي تاريخٍ صنعته أمة لم تعرف الانحناء.
في أرض الكنانة، تذوب القسوة أمام دفء الإنسان، ويجد الغريب وطنًا قبل أن يجد المأوى. هنا الأمّة التي لا تُهان، لأنها تعرف قدر نفسها،
مصر ليست دولة تمر في صفحات التاريخ عابرة، مصر عنوان ثابت لا يتزحزح مهما تبدلت الرياح. هي الركن الذي تُسند عليه الامة ظهرها عندما تتكاثر الأوجاع، وهي القوة التي تقف شامخة حين يتعب الجميع. مصر لا تحتاج لمن يشهد لها، فالأهرامات وحدها تكفي لتخبر العالم أن هذا الوطن يعرف معنى البقاء، ويعرف كيف يصنع المجد من حجر وصبر وقلب لا يلين.
هذه هي مصر التي لم تغلق بابها في وجه محتاج، ولم تترك مظلوما يصرخ بلا يد تمتد إليه. مصر التي كانت دائما الملاذ الآمن لكل مستجير، والظل الذي يلوذ به كل من ضاقت عليه أرضه. هي البلد الذي يفتح قلبه قبل حدوده، ويضع إنسانية الإنسان قبل كل حساب.
ومصر هي الأمه التي لا تهان…
لأنها تعرف قيمتها، وتعرف أن الكبرياء ليس صراخا ولا استعراضا، بل ثباتا وصبرا وحكمة. من يقترب من مصر يعرف جيدا أنه أمام أم حقيقية، تحمل وتتحمل وتغفر وتستوعب، لكنها لا تنكسر ولا تسمح لأحد أن يمس كرامتها.
مصر… عالية كأهراماتها
راسخة كالنيل
سند لكل من يبحث عن سند
وأمان لكل من لم يجد أمانا
وستظل هكذا…
مهما تغيرت الدنيا،
ومهما اشتد الظلم،
تبقى مصر الظهر، والملاذ، والامة التي لا تنحني.
#رمزي_عطية_مزهر (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟