أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - رمزي عطية مزهر - حين تنادي مآذن القدس وأجراس الكنائس: كفى حرباً














المزيد.....

حين تنادي مآذن القدس وأجراس الكنائس: كفى حرباً


رمزي عطية مزهر

الحوار المتمدن-العدد: 8341 - 2025 / 5 / 13 - 18:21
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


في قلب فلسطين، في المدينة التي عرج منها النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى السماء، والتي مشت فيها خطى المسيح عليه السلام على ترابها، تقف القدس اليوم حزينة، مثقلة بالدمع، شاهدة على جرح لا يندمل. ومع كل قصف يهز غزة، وكل شهيد يُزف في جنين، أو بيت لاهيا، أو رفح، ترتفع أصوات مآذنها وأجراس كنائسها بنداء واحد موحد: "كفى حرباً، كفى ظلماً، كفى موتاً."
مدينة الله تصرخ: القدس ليست كغيرها من المدن، إنها ملتقى الرسالات، ومسرى الأنبياء، ومهد العقائد السماوية الثلاث. فيها عاش المؤمنون من كل دين، وفيها وُلدت معاني الرحمة والتسامح. لكنها اليوم، تعاني من تناقض صارخ بين قدسيتها وما يجري على أرض فلسطين.
في كل صباح، حين يعلو أذان الفجر من مآذن الأقصى، وتقرع أجراس كنيسة القيامة، تتجدد دعوة السماء للسلام. ولكن لا أحد يصغي، ولا أحد يستجيب. الطائرات لا تنتظر الدعاء، والصواريخ لا تؤجل دمارها احتراماً للمقدسات.
غزة تنزف والقدس تشهد: في كل حرب تُشَن على غزة، يشعر المقدسيون أن الألم واحد، والوجع مشترك. فالصلاة في الأقصى تكون بالدعاء لأطفال غزة، والشموع المضاءة في الكنائس تُرفع من أجل أرواح المدنيين المحاصرين. لا حدود تفصل بين الدم الفلسطيني والدم الفلسطيني؛ سواء نُزف في القطاع أو في الضفة أو في القدس.
تنادي المآذن وتقرع الأجراس من قلب القدس، لا لتعلن دخول وقت عبادة، بل لتصرخ في وجه العالم: "هل في قلوبكم رحمة؟ هل في آذانكم سمع؟"
السلام الغائب في أرض السلام: ما أقسى أن تطلب السلام في مدينة يُفترض أن تكون رمزه! في القدس، لا يُقتل الناس في المعارك فقط، بل يُغتال الأمل، وتُغلق النوافذ أمام أي احتمال لحياة طبيعية.
ورغم كل الشعارات والوعود الدولية، لا سلام حقيقياً يُطرح على الطاولة، ولا مبادرة عادلة ترى النور. ما دام الاحتلال قائماً، والاستيطان يتمدد، والحصار يخنق غزة، فإن الحديث عن السلام سيبقى مجرد ترف سياسي لا صدى له في أرض الواقع.
نداء المآذن والأجراس: رسالة لكل قلب حي: لا يمكن للمؤمن – أياً كان دينه – أن يرى ما يحدث في فلسطين ولا تهتز روحه. لا يمكن لمؤمن بوحي السماء أن يقبل بهذا الظلم المستمر، ولا أن يبرر استباحة الدماء. فصوت القدس لا ينادي من أجل الفلسطيني فقط، بل من أجل الإنسانية كلها.
حين تقول المآذن "كفى حرباً"، فهي تُذكّر العالم بوعد الله للمظلوم، وتدعو للعدل، الذي هو جوهر كل دين. وحين تُقرع أجراس الكنائس "كفى دماراً"، فهي تُعيد صدى تعاليم المسيح عن المحبة والتسامح.
ومع كل نداء… يبقى الأمل: رغم السواد المخيم، ما زالت القدس تنتظر فجرًا مختلفًا. فجرًا لا تسبق فيه صفارات الإنذار صوت الأذان، ولا يغلب فيه أزيز الطائرات على صوت الأجراس.
أطفال القدس والضفة وغزة، الذين ولدوا في قلب النار، ما زالوا يكتبون على جدرانهم: "نريد أن نعيش."
نساء فلسطين، اللواتي يودّعن أبناءهن في كل حرب، ما زلن يقفن شامخات على أبواب المستشفيات والمساجد والكنائس، يحملن في عيونهن أملًا بأن السلام الحقيقي سيأتي، يومًا ما، من هذه الأرض المباركة.
وأخيراً وليس بآخر حين تنادي مآذن القدس وأجراس الكنائس معًا، لا يمكن للعالم أن يدعي الحياد. فالصوت الخارج من قلب فلسطين لا يفرّق بين دين أو عرق، إنه صوت الحق، وصوت السلام، وصوت الحياة في وجه آلة الحرب.
فهل من مستجيب يا أصحاب الضمائر الحية باسم الإنسانية.
كاتب وباحث أكاديمي / فلسطين
13/5/2025



#رمزي_عطية_مزهر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحن شعب نريد السلام… لتحيا الأطفال في فلسطين
- الرؤية الاستراتيجية للقيادة الفلسطينية في زمن الحرب
- {أمريكا والرؤية الاستراتيجية ما بين جون بايدن ودونالد ترامب}
- -الصراع المحموم بين صنّاع اللقاحات-
- أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ
- جامعة القدس المفتوحة رائدة التعليم الإلكتروني
- الاقتصاد الإسرائيلي وتداعيات الوباء
- إدارة الأزمة ومعركة الوعي في زمن الجائِحة
- نظرة في اقتصادات الصين والدول العربية


المزيد.....




- اعتقدت أنها ستُغتصب وتُقتل.. كيم كارداشيان تواجه المتهمين بس ...
- سوريا.. احتفالات بإعلان ترامب رفع العقوبات وسط إشادة بجهود ا ...
- -الأعداء يحفزونك-.. ترامب يهدد إيران في خطابه ويتوعد بـ-أقصى ...
- من الرياض.. لحظة إعلان ترامب رفع العقوبات الأمريكية المفروضة ...
- الحوثيون: استهدفنا مطار بن غوريون الإسرائيلي بصاروخ باليستي ...
- من السعودية: الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعلن عزمه رفع العق ...
- -الكرة في ملعب روسيا وحدها-.. ميرتس يدعم موقف أوكرانيا
- الرئاسة السورية ترحب بقرار ترامب برفع العقوبات المفروضة على ...
- واشنطن لا تعتقد أن روسيا تحاول بث خلاف بين الولايات المتحدة ...
- خبير مصري يعلق على سبب اختيار ترامب للسعودية لتكون زيارته ال ...


المزيد.....

- حين مشينا للحرب / ملهم الملائكة
- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - رمزي عطية مزهر - حين تنادي مآذن القدس وأجراس الكنائس: كفى حرباً