أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - رمزي عطية مزهر - إلى كل من يملك القرار...














المزيد.....

إلى كل من يملك القرار...


رمزي عطية مزهر

الحوار المتمدن-العدد: 8345 - 2025 / 5 / 17 - 16:49
المحور: القضية الفلسطينية
    


إلى القادة، إلى الفصائل، إلى الزعامات السياسية، إلى أصحاب السلطة والتأثير…
غزة تُباد، لا مجازاً بل حقيقة. أحياءٌ تمحى، عائلات تُفنى عن بكرة أبيها، أطفال يُنتشلون من تحت الركام بلا أطراف، أمهات يودعن أولادهن وقلوبهن تُنتزع كل يوم في صمت، وحصار خانق يُجهز على من بقي حياً. وفي خضم هذا الجحيم، لا نسمع منكم إلا صمتًا، أو بيانات خجولة، أو تراشقًا بالمسؤوليات. غزة تستغيث، ولا مجيب. العالم يدّعي العجز، والاحتلال يمعن في القتل، لم تعد الكلمات تكفي لتصف حجم الفاجعة. غزة لم تعد فقط جرحًا مفتوحاً، بل نزيفاً لا يتوقف. كل يوم تأخير يعني موتًا جديداً، فالوقت من دم. إلى متى سيبقى الانقسام سيد الموقف؟ إلى متى سيبقى القرار الفلسطيني مشرذماً بين غزة ورام الله، وبين هذا المحور وذاك؟ إلى متى ستُدار قضيتنا بالخطابات لا بالأفعال، وبالحسابات الفصائلية لا بالمصلحة الوطنية؟
نقولها بوضوح:
كفى للموت باسم "الشرعية"، وكفى للموت باسم "المقاومة"، وكفى للموت باسم "التكتيك السياسي". نحن نموت لأنكم لا تتفقون. نموت لأن قرار الحرب والسلم لم يُعد بيد من يحب الحياة، بل بيد من اعتاد الكارثة وتعايش معها. الناس في فلسطين لا تطلب المستحيل، بل تطلب ما هو أبسط الحقوق: أن تنام آمنة، أن تعيش دون قصف، أن تأكل، أن تُعالج، أن تتعلم، أن تُحترم إنسانيتها.
نقولها بصوت الشعب، لا بصوت الفصائل:
غزة ليست بنداً في جدول أعمال، ولا ورقة تفاوض، ولا عبئاً سياسياً. غزة جزء لا يتجزأ من فلسطين، ومن الدم الفلسطيني، ومن كرامتنا الوطنية. ومن لا يتحرك لحمايتها الآن، يكون قد خان الأمانة وخذل التاريخ.
العدو لا يفرّق بين طفل في غزة وطفل في نابلس، بين أم في رفح وأم في رام الله وجنين. لماذا حتى هذه اللحظة، لا توجد قيادة موحدة، ولا خطة طوارئ، ولا تحرّك سياسي جدي بحجم الكارثة؟
غزة وحدها... وأنتم غائبون:
لقد فعل الناس في غزة كل ما يمكن أن يفعله بشر في وجه الحصار والموت. صمدوا، قاوموا، صلّوا، حفروا تحت الركام، بحثوا عن ماء، عن خبز، عن نجاة... لكن لا أحد يستطيع أن يصمد إلى الأبد وحده.
يا قيادة الشعب الفلسطيني:
للقيادة والفصائل جميعها بلا استثناء لم يُعد مقبولاً أن يبقى القرار الفلسطيني ممزقاً بين سلطتين، أو أن يُختزل المشروع الوطني في أطراف تتصرف بمعزل عن المؤسسة الشرعية الجامعة. لم تُعد المرحلة تحتمل المناكفات ولا التنافس على التمثيل. اليوم، إما أن نتوحد خلف عنوان سياسي واحد، أو نترك الشعب يواجه مصيره وحده. ومن هنا نوجّه هذا النداء الصريح والواضح إلى قيادة الفصائل الفلسطينية: ما آن الأوان لتسليم ملف المفاوضات والسياسة الخارجية لمنظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
لا ازدواجية في التمثيل بعد اليوم:
لسنا في لحظة ترف سياسي أو تنظيري. نحن في لحظة بقاء. ومن يتحدث باسم فلسطين يجب أن يكون مفوضاُ من كل الشعب، لا من فصيل، مهما كانت شعبيته أو قوته الميدانية.
إن منظمة التحرير، رغم ما تحتاجه من إصلاحات وإعادة بناء، تبقى الإطار الشرعي الجامع الذي أجمعت عليه كل المكونات الفلسطينية، والذي اعترفت به دول العالم. لا بديل عنها ولا ازدواج لها، وأي محاولة لتكريس تمثيل موازٍ يُعد ضرباً لوحدة القرار، وطعناً في ظهر المشروع الوطني.
الفصائل قدمت الكثير… ولكن القيادة ليست ميدان معارك فقط:
لا شك أن الفصائل الفلسطينية دفعت أثماناً باهظة في مواجهة الاحتلال، وقدّمت شهداء وقيادات وأسرى، ولكن هذا لا يكفي لتبرير احتكار القرار السياسي أو تجاوز المرجعيات الوطنية.
القيادة لا تُبنى على القوة فقط، بل على الشرعية، وعلى القبول الوطني العام، وعلى وجود مؤسسات تمثل الكل الفلسطيني، لا طرفاً منه.
ما نحتاجه اليوم ليس تعدداً في العناوين، بل وحدة في القرار تحت مظلة واحدة. فالمفاوضات – سواء لوقف إطلاق النار، أو لتثبيت الحقوق – يجب أن تكون بيد قيادة شرعية موحدة. وكل طرف يعمل خارج هذا الإطار، يسهم في إضعاف وتشويش الموقف الفلسطيني في المحافل الدولية.
المطلوب: توحيد الصف تحت راية واحدة:
الفصائل الإسلامية عليها اليوم، بصفتها فصائل شريكة في النضال، إلى:
 الاعتراف العملي والفعلي بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني.
 تسليم ملفات المفاوضات والاتصالات الخارجية للمنظمة فقط، بصفتها المرجعية السياسية الوحيدة.
 الانخراط الجاد في حوار وطني شامل لتفعيل مؤسسات المنظمة وإصلاحها، بما يضمن تمثيل كل القوى الفلسطينية.
 وقف كل أشكال الازدواج السياسي والإعلامي، والالتزام بخطاب وطني موحد يُعزز موقف الشعب لا يشتته.
في لحظات الدم… لا مجال للمزايدة:
الوطن يُذبح، والأطفال يُقتلون، والبيوت تُدمر، والشعب بات يصرخ دون صوت: كفى انقساماً، كفى صراعاً على تمثيل لا يُثمر سوى الضعف. إن استمرار الفصائل الإسلامية في إدارة ملفات التفاوض أو الهدنة أو العلاقات الإقليمية بمعزل عن منظمة التحرير، هو نقطة ضعف فلسطينية يجب أن تتوقف. الشعب بحاجة إلى قرار موحد، وواجهة سياسية واحدة، وعنوانٍ لا يختلف عليه اثنان؛ إذا كنا نريد أن نحمي ما تبقى من هذا الشعب، فعلينا أن نعود إلى البيت السياسي الفلسطيني الشرعي والقرار السياسي بيد من يُمثّل الجميع.



#رمزي_عطية_مزهر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين تنادي مآذن القدس وأجراس الكنائس: كفى حرباً
- نحن شعب نريد السلام… لتحيا الأطفال في فلسطين
- الرؤية الاستراتيجية للقيادة الفلسطينية في زمن الحرب
- {أمريكا والرؤية الاستراتيجية ما بين جون بايدن ودونالد ترامب}
- -الصراع المحموم بين صنّاع اللقاحات-
- أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ
- جامعة القدس المفتوحة رائدة التعليم الإلكتروني
- الاقتصاد الإسرائيلي وتداعيات الوباء
- إدارة الأزمة ومعركة الوعي في زمن الجائِحة
- نظرة في اقتصادات الصين والدول العربية


المزيد.....




- قمة بغداد ترفض تهجير الفلسطينيين وتدعو لعملية سياسية شاملة ف ...
- مصر.. قرار للنيابة في واقعة نشر فيديو خطف طفل بقصد تكدير الأ ...
- أبرز مشاهد وكلمات القمة العربية الـ34 في بغداد
- اشتباكات في حلب.. أول مواجهة مباشرة بين الأمن السوري و-داعش- ...
- لندن: الآلاف يحيون ذكرى النكبة ويطالبون بوقف الحرب في غزة
- الشروط الروسية تعرقل التوصل إلى هدنة بين موسكو وكييف
- الولايات المتحدة قد ترسل وفدا مفاجئا إلى أوكرانيا
- جريمة مروعة في القاهرة.. طبيب شهير مدفون بالملح منذ شهر
- مجزرة -بركس سفينة الخير-.. مقتل 22 فلسطينيا في قصف إسرائيلي ...
- مصادر أمنية: تحرير ألكسندروبول سيكثف الضغط على القوات الأوكر ...


المزيد.....

- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - رمزي عطية مزهر - إلى كل من يملك القرار...