أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - رمزي عطية مزهر - مصر وفلسطين ... شراكة الدم والتاريخ والمصير














المزيد.....

مصر وفلسطين ... شراكة الدم والتاريخ والمصير


رمزي عطية مزهر

الحوار المتمدن-العدد: 8349 - 2025 / 5 / 21 - 20:11
المحور: القضية الفلسطينية
    


في قلب الشرق الأوسط، تقف مصر شامخة كما عهدناها دوماً، درع العروبة وسند الشعوب في ساعات الشدة. ومرة أخرى، تثبت مصر أنها القلب النابض للأمة، وركيزة صمودها. فهي البلد الذي باركها الله في كتابه، وظلت عبر العصور "أرض الكنانة"؛ مهد الحكمة، وحاضنة الأنبياء، ومنبع الحضارة.
منذ عهد سيدنا يوسف عليه السلام، الذي جعل من مصر مخزناً للخير في زمن القحط، وحتى شموخ الأهرامات وعظمة النيل، لم تكن مصر مجرد وطن له حدود، بل كانت الأصل والجذر، والنسب الذي يجمع العرب. من ترابها الطاهر خرجت السيدة هاجر، أمّ إسماعيل، جدّ العرب المستعربة، لتصبح مصر بذلك "خالة العرب" وأقربهم نسباً ومكانةً.
وها هي مصر، التي احتضنت سيدنا يوسف، وشهدت صراع موسى عليه السلام مع فرعون، وبنت حضارة أدهشت العالم، ترفض أن تقف متفرجة على المأساة اليومية في حرب غزة. لأن ما يحدث في فلسطين ليس مجرد عدوان، بل جرح غائر في ضمير كل مصري، لأن دماء الكرامة التي سالت وروت تراب السويس وسيناء في معارك، (1948، 1956، و1973) هي ذاتها التي تسيل في غزة إنها دماء العروبة.
مصر، بتاريخها وثقلها ومكانتها، ليست طرفاً محايداً في الصراع، بل شريك أصيل يدرك أن أمن فلسطين هو امتداد طبيعي لأمنها القومي. وكسر غزة لا يعني فقط كسر الفلسطينيين، بل هو مقدمة لتصفية القضية برمتها وزعزعة استقرار المنطقة.
وعليه، فإن على قادة الفصائل الفلسطينية أن يدركوا أن الوقت قد حان لمنح مصر ومنظمة التحرير الفلسطينية زمام المبادرة. فمصر التي لم تتخلَّ عن القضية يوماً، هي الأقدر على قيادة مسار التفاوض وإنهاء حرب غزة الملعونة، ويمهّد لتحقيق السلام العادل والشامل.
مصر ليست غريبة عن فلسطين، بل هي شريك في النضال، وجزء من القضية. وموقفها واضحاً، حازماً، وقوياً، وهي الأجدر بقيادة هذه المرحلة الدقيقة. لا فقط لقربها الجغرافي، بل لأنها الأصدق قومياً، والأكثر إخلاصاً في وقف العدوان على غزة، وبالدفاع عن وحدة الصف الفلسطيني.
منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي الأخير، تحركت مصر بسرعة وعلى كل الجبهات: فتحت معبر رفح للمساعدات، استقبلت المصابين، وقدّمت المساعدات رغم المخاطر. وفي الميدان السياسي، كانت القاهرة اللاعب الأساسي في وقف إطلاق النار، وجمع الفصائل، وإحياء مسارات التهدئة.
موقف مصر لا يُقاس فقط بالتصريحات، بل يُقرأ في تاريخ طويل من الكفاح، حين خاضت الحروب من أجل فلسطين، وحمل قضيتها في المحافل الدولية باعتبارها القضية المركزية للأمة.
وفي وقتٍ غاب فيه الموقف العربي، وتراجع فيه الضمير الدولي، بقي صوت مصر هو الأعلى، والأوضح، والأكثر اتزاناً ومصداقية، يطالب بإنهاء العدوان، وإعادة الحقوق لأصحابها، وبناء دولة فلسطينية مستقلة تحفظ للشعب كرامته.
وأخيراً وليس بآخر، تبقى مصر كما كانت دوماً: حضن العرب، وسند فلسطين، وضمير الأمة. ويجب ألا يُترك دورها على الهامش، بل ينبغي أن تُمنح القيادة المصرية مسار التفاوض، لأنها وحدها تجمع بين الشرعية التاريخية، والقدرة السياسية، والنية الصادقة في إنهاء النزيف الفلسطيني، مع الأخذ بعين الاعتبار أن القرار الفلسطيني سيظل قراراً مستقلاً بيد من هو على رأس مؤسسات الدولة الفلسطينية.
مصر ليست مجرد وسيط، بل هي الحارس الأمين لإرث عربي مشترك، ودرعٌ للحق الفلسطيني، وصوتُ الأمة حين تصمت، وضميرُ بعض العروبة حين تخون.



#رمزي_عطية_مزهر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى كل من يملك القرار...
- حين تنادي مآذن القدس وأجراس الكنائس: كفى حرباً
- نحن شعب نريد السلام… لتحيا الأطفال في فلسطين
- الرؤية الاستراتيجية للقيادة الفلسطينية في زمن الحرب
- {أمريكا والرؤية الاستراتيجية ما بين جون بايدن ودونالد ترامب}
- -الصراع المحموم بين صنّاع اللقاحات-
- أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ
- جامعة القدس المفتوحة رائدة التعليم الإلكتروني
- الاقتصاد الإسرائيلي وتداعيات الوباء
- إدارة الأزمة ومعركة الوعي في زمن الجائِحة
- نظرة في اقتصادات الصين والدول العربية


المزيد.....




- رئيس جنوب إفريقيا يعلق لـCNN على لقائه مع ترامب الذي شهد -مو ...
- بوتين من كورسك: روسيا ستحقق كل أهدافها
- بهية مارديني: لا خلافات أساسية بين موسكو ودمشق وتجربة بغداد ...
- نائبان أمريكيان ينقلان موقف الشرع من اتفاقات إبراهام وشروطه ...
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 77 مسيرة أوكرانية في الأراضي ال ...
- -أكسيوس-: البيت الأبيض في ولاية ترامب الثانية بات خطرا وفخا ...
- روبيو: الولايات المتحدة منفتحة على أي اتفاق سلام بين روسيا و ...
- نائبة أيرلندية تدعو لوقف الاستثمارات مع إسرائيل ومعاقبتها
- الاحتلال ينذر بإخلاء مخيم جباليا و13 حيا شمال قطاع غزة
- أوروبا تحذر إسرائيل من تجويع الفلسطينيين بعد 20 شهرا من الحر ...


المزيد.....

- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - رمزي عطية مزهر - مصر وفلسطين ... شراكة الدم والتاريخ والمصير