أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حيدر صبي - حين يتهم الصادق ويكافئ المنافق














المزيد.....

حين يتهم الصادق ويكافئ المنافق


حيدر صبي

الحوار المتمدن-العدد: 8555 - 2025 / 12 / 13 - 18:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في السياسة العراقية ، لا تُقاس الوطنية بوضوح الموقف بل بقدرة صاحبه على إخفائه ! . ولا يُدان الكذب لأنه كذب ، بل لأنه قيل في العلن وفي وضح النهار ، أما ما يُطبخ في الغرف المظلمة ، فذاك هو آس “ فن الحكم” بعرف القادة الذين أتقنوا ازدواجية الخطاب قبل ازدواجية المعايير حتى غدت عقيدةً عندهم لا زلّة لسان .

بهذه المعادلة المقلوبة جرى شيطنة رئيس تحالف البديل الدكتور عدنان الزرفي ، فوفق انعدام شرف الخصومة قُذف بتهمة “ العمالة ” كما تُقذف الحجارة في مواسم التحريض ، ووفق نزع الأخلاقيات طُعن بخنجر “ المتأمرك ” في ظهره ، وأُعلن للملأ أنه عدو شيعة العراق ، وأنه رأس الحربة في مشروع أمريكي – إسرائيلي لتفكيك الحشد وإنهاء ما يُسمّى بالحاكمية الشيعية .

لم تكن تلك الاتهامات جاءت بدافع الكراهية وردود فعل آنية ، او انها جاءت بزلّة لسان ، لا بل وفق تسلسل من السلوك السياسي التأريخي ومنذ تسنم الزرفي لمقاليد حكم اهم محافظة في الدولة العراقية ( النجف الاشرف - مركز التشيع في العالم ) وما شنّ من كم هائل من حملات التسقيط المنظمة ، شاركت فيها فواعل سياسية وكتل واحزاب شيعية اضافة لشخصيات دينية معروف انتماءها وتوجها الحزبي تخادمت معها ورافقت كل ذلك جوقة من الفصائل المدعومة من إيران ، ضخّت أفكاراً مسمومة داخل الوسط المجتمعي الشيعي حتى ليحصلوا اخيراً على ثمرة جهدهم في انتخابات 11/11 ، حيث حُرم الزرفي من التمثيل النيابي الذي لم يكن بعلّة ضعف في مشروعه السياسي بل لقوة الخوف منه .

الحرب على عدنان الزرفي لم يكن الهدف منها انتخابياً فحسب بل انها كانت حرب استباقية لايقاف الصعود السياسي المتعاظم له ، اذ هم يدركون أن طموح الزرفي لا يقف عند مقعد نيابي وأن وصوله إلى رئاسة الوزراء يعني بزوغ حكومة مغايرة لا ترَ في العراق ساحة تصفية حسابات بل دولة لها مصالح وأمن واستقرار وهذا ما لا تحتمله منظومة الحكم التي اعتاشت على الفوضى المقننة .

افتضاح النفاق
اليوم ، تتكشف الحقائق فما كان يُهمس به في دهاليز السياسة بات يُقال علناً بلا مواربة ، والمفارقة المضحكة المبكية أن من اتهموا الزرفي بالعمالة ، اُسقطوا في آسنها وتجاوزوه اليوم في حجم التنازلات حتى ليسبقوه في الانحناء بعد ان قدموا ما لم يكن “ الزرفي الأمريكي ” بحسب وصفهم ، ليقدمه حتى في أسوأ سيناريوهاته .

الفارق الجوهري بين الزرفي وخصومه ، ليس في المتبنيات السياسية ، بل في الصدق فالزرفي قال ما يؤمن به علناً وبجرأة غير مألوفة في مشهد اعتاد لبس الأقنعة ، فما كان الا ان يدفع ثمن سَبقِه ، لا لأنه أخطأ قدر انه لم يحسن المناورة السياسية التي اعتاد عليها رفاق الضد السياسي من الذين قدّموا انفسهم ك “ اعداء افتراضيون لأمريكا ” ، فقد أتقنوا لعبة التخفي خلف شعارات “ الموت لأمريكا ” التي كانوا يرفعونها في النهار فيما يقدمون فروض الطاعة ليلاً !! .

ولئن حبل الكذب قصير فقد هوى بهم الى نحو السقوط المدوي فاميط اللثام عن نفاقهم السياسي فها هو الرئيس الأمريكي قد افتضحهم ، حين قال صراحة إن رئيس الوزراء العراقي “ صديقه ” ، لا وشكره ايضاً لأن الخارج من رحم الاطار الشيعي ، المبغض لامريكا كونها قاتلة قادة النصر ، رشحه لنيل جائزة نوبل للسلام ، فأي مهزلة سياسية أكبر من هذه ؟ .
ثم جاءت الفضيحة الأشد وقعاً ، ووفق ما هو متداول في المواقع والفضائيات والمنصات الرقمية من ان هناك من قادة الاطار قدّم الولاء الباذخ ، مبدين استعدادهم في " إنهاء النفوذ الإيراني بكل أشكاله ، تفكيك الميليشيات ، حصر السلاح بيد الدولة ، منع تسنم أي موالٍ للفصائل موقعاً أمنياً ، وحصر الاستثمار بالشركات الأمريكية ، بناء شراكات مع الخليج وتركيا ، بل وتحسين العلاقة مع سوريا " . . اين الاختلاف بما كان الزرفي يصرح بها من متبنيات اقصي بسببها ؟ ، مع انهم فارقوه بالتوسل المذل الذي لم يكن من أجل العراق بل من أجل الحفاظ على حاكميتهم وامتيازاتهم .
من هنا فقط تتضح الصورة كاملة لنعرف من هو الشيطان والى اي جنس سياسي بنتمي ومن هو العميل والى دولة يعمل .. هل ذلك الذي قال ما يؤمن به ودفع ثمنه علناً ، أم أولئك الذين باعوا كل شيء سراً ثم عادوا ليتاجروا بالشعارات أمام جمهور جرى تغييبه عمداً ؟ .
في السياسة قد تُهزم الصراحة مؤقتاً لكن الكذب لا ينتصر إلا على وعيٍ مُعطَّل ، وما جرى مع عدنان الزرفي ليس استهداف شخصي قدر انه مثّل عقاباً لفكرة تقول " أن تكون واضحاً في بلد يُكافئ النفاق ، ستخسر كل شيء ، وان تكون عراقياً عليك ان تهيء رأسك ليقطع على مقصلة الخيانة "



#حيدر_صبي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهروب من الذات .. كيف صنعت الثقافة الإسلامية عدواً وهمياً ل ...
- لنتألم على السودان كما نتألم على غزة
- مدينة القرار السياسي القيادة والتحديات
- اجتثاث البعث ام هو اجتثاث للوطنيين
- المسخ
- رسالة مفتوحة
- بايدن أمريكا أم بايدن ايران
- رسالة نصيحة
- ستيف مامان - الدرس والرسالة
- الاحتجاجات الايرانية .. مؤامرة أم ثورة من اجل التغيير
- مفتي البلاد
- شعب الله المهزوم
- شقشقة في رغبات انثى
- الكوليرا بين عثمنة السدود وعراقة القبائل البنكالية
- الى الساسه واصحاب المعالي والكياسه
- كيف ﻻتشعر بالبرد
- كيف ﻻ-;- تشعر بالبرد
- قطر بين المطرقة المصرية وسندان السعودية
- لماذا رفضت واشنطن تزويد الاردن بطائرات من دون طيار
- عبعوب حان الوقت لتودع أمانتك


المزيد.....




- سيناريوهات -البيك أب- والتسلّل البرّي.. على ماذا يتدرّب الطي ...
- إسرائيل تعلن مقتل -أحد مهندسي- هجوم السابع من أكتوبر 2023
- -مرشحو الغلابة- يُعيدون رسم المشهد الانتخابي في مصر
- افتتاح أطول -تلفريك- في أوروبا جنوب العاصمة الفرنسية باريس
- رامه الشققي: علاقتي بسوريا كانت مزيجا من الحب والخوف
- ياسين براهيمي يكشف لماذا ترك أوروبا واختار قطر
- صور مفبركة وقرار علاجي حكومي.. لماذا عاد اسم عبلة كامل إلى ا ...
- وزيرا خارجية الإمارات والصين يؤكدان عمق الشراكة بين البلدين ...
- البنتاغون: مقتل جنديين من الجيش الأمريكي ومترجم مدني في سوري ...
- مشاهد فوضى واحتجاج جماهيري ترافق انطلاق جولة ميسي في الهند


المزيد.....

- قراءة في تاريخ الاسلام المبكر / محمد جعفر ال عيسى
- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حيدر صبي - حين يتهم الصادق ويكافئ المنافق