أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حيدر صبي - ستيف مامان - الدرس والرسالة














المزيد.....

ستيف مامان - الدرس والرسالة


حيدر صبي

الحوار المتمدن-العدد: 6008 - 2018 / 9 / 29 - 04:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سئل : ولم قمت بإنفاذهم ودفعت لهم فدية كلفتك مئات الآلاف من الدولارات ومن حر مالك ؟
أجاب : يقول التلمود اليهودي : من انقذ حياة واحده كأنما أنقذ العالم بأسره .فالتلمود يتحدث عن الحياة بصورة عامة ولم يقل من ينقذ حياة يهودي او مسلم او مسيحي . ويضيف " إننا جميعا خلقنا الله من نفس واحدة لنكون أمة واحدة أيضا يساعد بعضها البعض وتتراحم فيما بينها .
انه اليهودي (( ستيف مامان )) الذي يعيش في كندا والمؤسس لمنظمة انسانية هدفها تحرير اطفال ونساء مسيحيين وأيزيديين ومسلمين عراقيين وقعوا بقبضة داعش الإجرامية وايضا منظمته استطاعت من ايصال مساعدات للاجئين السوريين والعراقيين وصلت الى 1.3 مليون دولار قدمتها كمساعدات للفارين من جحيم الحروب والاسر ، حيث بلغ عدد المستفيدين من العراقيين من تلك المنظمة زهاء 25000 شخص بينما بلغ عدد السوريين المستفيدين حوالي 5000 معظمهم تلققوها في اليونان .
تعرفت على سيرة الرجل مصادفة وأنا أحقق في موضوع كنت حزمت أمري أن أخوض عبابه ، ولصعوبة الحصول على المعلومة التي كنت أنشدها اضطررت البحث مستنجدا العالم المتنور والفقيه المتبحر آية العلم والمعارف " محرك البحث كوكل عافاه الله من كل هكر " ، أثناء البحث وقعت عيني على صورة لشاب بدا لي من أصول عربية "هكذا بدت لي ملامحه للوهلة الأولى " وقبل أن أطوف على ما ذكر من أحداث سردها في لقاء له مع أحدى المحطات التلفزيونية العالمية .
بعد أن أنهيت قراءة لقاءه أصبت بالدهشة إذ كيف ليهودي بفرضية إنه " عدو " من أن يحمل هكذا معان إنسانية عظيمة لا يستطيع حملها لا أخ ولا صديق ولا عالم دين تدين بمذهب أو طائفة يظن أنه الحق وهو بعيد عن حقانية الدين السماوي السمح ؟ ! .
لم تكن مهمة الشاب بالسهلة فليس معنى ان تدفع أموالا لتفك بها قيد أسير كان سجينا عند أخطر جيل للإرهاب (( داعش )) بمعنى سيكون لك الطريق معبدا بالورود وستأتي بهم من دون أن يكون محفوفا بالمخاطر والصعاب .
لقد عرض السيد ( مامان ) حياة فريقه للخطر قبل أن يعرض حياته هو للموت ، وينجز مهمته بتحرير 140 مابين طفل وطفلة وعدد من الفتيات باعمار بين 22 - 17 سنة وعلى مدار 8 أشهر عصيبة بذل فيها الجهد والوقت وتحمل عناء السفر يجوب تخوم دول لا تنظر لليهودي نظرة ارتياح ولا تحسبه سوى " عدو مغتصب للارض !!" ، على الرغم من أن العدو هذا يضع حياته أمام مقصلة العصابات المجرمة ويبذخ من امواله الخاصة ليفك اسر افراد ينحدرون من ملل ومذاهب وقوميات مختلفة واذن هم ليسوا باليهود لكنه آل على نفسه الا ان يخوض التجربة المرة بأحداثها بيد انه كان يتطلع نحو النهاية الجميلة بفكاك أسر السبايا والمختطفين من الاخوة الأيزيديين .
الشيء الأشد غرابة والذي قرأته ضمن سرديته للاحداث هو قيام هذا ( اليهودي العدو ) بتحرير اثنين من (((الشيعة ))) بعد أن دفع دية عن كل منهما وبما ناهز ال 30 الف دولار أمريكي .. يا له من عدو غاشم إذن !! . ولهذين الرجلين الشيعيين قصة طويلة لا يسع المقام لذكرها فقط أنوه انه بسببهم خسر الشاب اليهودي مامان علاوة على مبلغ الدية ما قيمته ال ٣٠٠ الف دولار امريكي في لعبة لم يتوصل هو بنفسه لفك طلاسمها والوقوف على حيثياتها بدلالة الحادثة التي نسجت خيوطها بأنامل من إئتمنه عليها كون السيد" مامان " رجل اعمال وتاجر في السيارات القديمة ؟ وهي إقصوصة أخرى جاء ذكرها استطرادا جانبيا في الحوار .
" ستيف مامان " هذا الاسم يجب ان يبقى عالقا بذاكرة العراقيين ، وان يحفر على الالواح الطينية لبلاد سومر ، ويستحق ان نسبغ عليه بلقب " ذو القلب الرحيم " . شكرا لك يا ستيف الطيب ، شكرا أبدا ما بقينا فما قمت به يستحق الفخر اذ ان الاقدام على هكذا اعمال لا يمكن لاي منا فعلها مالم يتحل صاحبها بطباع وصفات " ستيف النبيل - ستيف الكريم " ، لقد أعطيتنا الدرس الأمثل في الإنسانية وعلمتنا أن الأديان السماوية تفيض على البشرية من نبع واحد لتصب بأغادير متعددة ويبقى لكل منا منهله الذي منه يروي لظى عطشه . باركك الاله ستيف وانت برهنت لنا ان الحكومات لها شأنها السياسي وهي لا تمثل الشعوب ولا تثنيها عن القيام بواجباتها الانسانية وفيما توفرت صفة الارادة والشجاعة والمحبة في الذات البشرية وكما توافرت عند ستيف الانسان .



#حيدر_صبي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاحتجاجات الايرانية .. مؤامرة أم ثورة من اجل التغيير
- مفتي البلاد
- شعب الله المهزوم
- شقشقة في رغبات انثى
- الكوليرا بين عثمنة السدود وعراقة القبائل البنكالية
- الى الساسه واصحاب المعالي والكياسه
- كيف ﻻتشعر بالبرد
- كيف ﻻ-;- تشعر بالبرد
- قطر بين المطرقة المصرية وسندان السعودية
- لماذا رفضت واشنطن تزويد الاردن بطائرات من دون طيار
- عبعوب حان الوقت لتودع أمانتك
- المليونية الأربعينية وعشوائية التخطيط الحكومي
- كلنا فضائيون
- سومر وطن اسمه العراق يا طه اللهيبي
- ابو لهب في الجنة
- حلم فوق الخمسين
- اللعبة انتهت وكفى
- شاهد - المسلة - مشفش حاجة وأعتمادها على مبدأ - قالولو ا ... ...
- قميص المالكي وتفتيت الدولة الى دويلات
- محللون سياسيون أم جواسيس لعبة


المزيد.....




- إسرائيل تعلن استعادة جثامين رهينتين وجندي من غزة
- بعد الهجمات الأميركية على منشآتها النووية.. طهران تهدد بـ-رد ...
- خبير عسكري: هكذا ألحقت -مطرقة منتصف الليل- ضررا بمنشأة فوردو ...
- كيف علق مغردون على مشاهد الدمار في إسرائيل؟
- تقرير أممي يرصد زيادة غير مسبوقة في الانتهاكات ضد الأطفال
- نيويورك تايمز: 12 قنبلة ضخمة لم تدمر موقع فوردو وإيران نقلت ...
- خريطة دراما رمضان 2026.. عودة قوية لنجوم الصف الأول
- كاتب أميركي: إنها حرب ترامب ومقامرته وحده هذه المرة
- أمير قطر والرئيس الفرنسي يبحثان الهجمات على إيران
- واشنطن مستعدة للتفاوض وأوروبا تحث طهران على عدم التصعيد


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حيدر صبي - ستيف مامان - الدرس والرسالة