أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر صبي - حلم فوق الخمسين














المزيد.....

حلم فوق الخمسين


حيدر صبي

الحوار المتمدن-العدد: 4562 - 2014 / 9 / 2 - 17:28
المحور: الادب والفن
    



حلم فوق الخمسين
بعدما انهى الرشفة الاولى من قهوته تبسم في وجه الصحيفة .. انا طفلة عمري ناهز ال 38 سنة واود الاقتران بشاب يكبرني ب 10 سنين . هكذا تكسرت صفحات الجريدة بعد ان قرأ الخبر بفعل ضحكاته التي جعلت من انامله تضغط علي صفحاتها . سيجاره امسكت باصبعيه الطولين وهي ترتعد من قوة ضغط شفاهه عليها . ومع نفثات الدخان .. هل يعقل وانا تجاوزت الخمسين ان احظى بتلك الطفلة .. تبسمت شفاهه مرة اخرى .. وداخله يصرخ واية طفلة ناهزت ال 38 ؟؟ لم قالت انني طفلة ؟ هكذا بات يحدث نفسه .. رفع كوب قهوته وما ان ﻻ-;-مست شفتهاه حتى انزلها على طاولته .. قائلا ﻻ-;- استسيغك بارده ؟ الجو بارد جدا بات في شرفتي علي ان ارتدي معطفي قبل ان اخرج للتسوق .. وبينما هو منشغل في ترتيب هندامه حيث اناقته هي كل رأس ماله التي تعودها منذ سن المراهقة . رن جرس الباب .. تسمر في مكانه . بؤبؤ عيناه توسعا .. تلعثم .. اهلا وسهلا قالها وشفاهه ترتجف .. تبسمت هي وخطت اولى خطواتها بعدما ازاحته بكتفها وهو مندهش من تصرفها وروعة ما تحمل من جمال وحسن قوام .. سحب صمته خلفها وقدماه تخطان كارجوزة شاعر في معركة خاسرة . تفضلي سيدتي من انت ؟ دخلت دون استأذان . ؟ هل اعرفك سابقا ؟ ماذا تريدين ؟ هكذا سطر كلماته بسرعة البرق وهو يتلعثم بفعل البرد تارة ووقاحة جمال الفتاة الذي صدمته تارة اخرة .. وبهدوء تام قالت انت طلبتني . ؟ كيف هذا انا ﻻ-;- اعرفك .؟ ﻻ-;- ابدا انت طلبتني ذات مرة وبينما كنت في باريس في حزيران المنصرم وانت تحادث صديقك قائلا : هل يعقل ان تقبل بي شابة رائعة الجمال تحمل الطفولة في قلبها من رجل مسن ﻻ-;- يفقه سوى كتابة القصص وبعض الابيات الشعرية ؟ كنت حينها استمع لحديثكما .. توقفت عن الكلام بعد ان اشاحت بنظرها نحو الطاولة رمقتها .. اقتربت منها رفعت الصحيفة واومأت له بها انا تلك الطفلة .! وانا من بعث بالاعلان الى هذه الصحيفة البائسة .. هي صحيفة والدي .. رجل مسن ومعتوه .. ﻻ-;- شأ لي به .. وانا اسكن باريس بينما هو يعيش مع زوجته الثانية هنا بتولوز .. ولكن كيف استطعت العثور على عنواني .. تبسمت بابتسامة عريضة وعيني السيد دومنيك ترسمان شفاهها في مخيلته . قلت لك كنت استمع اليكما وانت اخبرت صاحبك بالعنوان لانه اخبرك انه في نيته زيارة تولوز ليطمأن على ابنته الوحيده المتزوجة من المارشال ادوارد لوبونسكي . فقاطعته انت وقلت له يشرفني حضورك عندي وسانتظرك في بيتي وانا اسكن الضاحية الجنوبية من المدينة شارع سانتغراد .. العنوان كان قد طبع في مخيلتي وها انذا امامك .. ولكن ما الذي تبغيه مني اخرج سيجارته واخذ يتنفسها بشهقات دخانه . . انا ظالتك .. انا الطفلة التي حلمت الاقتران بها . !! ولكن كيف انا رجل مسن .. كم عمرك سالته .. اجابها ..51 سنة .. قالت انا فقط 38 .. لكنك تبدين اصغر من هذا العمر بكثير انت ربما في 26 من ربيع عمرك .. اومأت برأسها نعم لكني اشعر انني في ال 38 من العمر . وتشعرين انك تحملين قلب طفلة .. ؟ كيف هذا .. وما الذي يقبع خلف سر تضادك النفسي هذا ؟ سالها وكان قد جلس على كرسيه بينما هي اصرت الوقوف كجذع شجرة ثابت لم تطوحه الرياح .. اطرقت رأسها الى الأرض .. صمتت لبرهة .. ثم رفعت رأسها لتجيب بإجابة الواثق المتيقن .. ﻻ-;-نني وببساطة احببتك .. وحتى نكمل المشوار معا لابد من ان اروض نفسي وابدوا كامرأءة ناضجة تليق بما تحمل انت من فكر وخلجات ومشاعر وتجربة .. طيب وما سر الاعلان في الصحيفة ؟؟ . اجلسي يا صغيرتي سالها وهي مصرة على الوقوف .. لا فانا متعبة واريد ان اخلد الى النوم .. لقد ارهقتني مسافة الطريق .. اين اجد غرفة نومك . الاتجاه الايمن في تهاية هذا الممر أشار لها بيده .. استدارت مسرعة ودخلت غرفة نومه وهو مندهش .. جاء خلفها صغيرتي ارجوك ﻻ-;- تعبثي بي فانا رجل كبير ولا اقوى على مجاراتك ؟؟ ضحكت بصوت عال وكانت قد استلقت على أريكته .. دعني اولا اخبرك عن سبب الاعلان في الصحيفة .. وربما انك نسيت ما قلت لصديقك روبن من انك تقرأ صحيفة . "اخبار تولوز" يوميا .. فاحببت ان اعطيك شحنة من القبول والتفكير والمشاعر قبل ان التقيك .. هنا ضحك السيد دومنيك بضحكة عريضة وقال لها انت طفلة مجنونة .. نظرت بعينيه توقفت براءة طفولتها عند قسمات وجه .. ابحرت في روحه وهو يبادلها ذات النظرات وبحيرة الشيخ الذي اسقطه سؤال احد تلامذته . اقتربت منه لفت ذراعها على خصره ووضعت رأسها على صدره وشدت جسمها اليه وهي تتأوه .. اه اه يا حبيبي .. كم اعشقك .. خذني اليك .. الى عالمك .. ال وهج نورك وبهائك .. رفعت رأسها سقطت عيناها على شفتيه اقتربت منهما وهو ﻻ-;-زال يميل برأسه الى الاسفل فطول قامته كان يشكل فارقا بينهما .. اسدلت رموش عينيها واطبق رموشه هو .. وما ان كادت شفاهه تلامس كرز شفتيها .. جاءه ذلك الصوت الذي تعود ان يوقظه في كل يوم .. اسنيقظ سيد دومنيك فانا قد اعددت لك الفطور .. نهض من رقدته بعدما فارقته نشوة الحلم اللقاء . حسنا اجاب السيدة لييان خادمة منزله .. انني استيقظت .. تبا انه كان حلم .. اه ليليان اما لو تأخرت قليلا حتى اغوص في قبلة العمر .. اووه كم انا معتوه .



#حيدر_صبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللعبة انتهت وكفى
- شاهد - المسلة - مشفش حاجة وأعتمادها على مبدأ - قالولو ا ... ...
- قميص المالكي وتفتيت الدولة الى دويلات
- محللون سياسيون أم جواسيس لعبة
- سبونج بوب والبرتقالة
- المرأة في فكر امين عام حركة الوفاء العراقية عدنان الزرفي
- حيوا معي المعلم .. مرشدنا المحترم
- سياسيو العراق بين صمت الضمير ومنة الوقوف مع الجيش
- حلم المواطن العراقي مابين مطرقة خبث القيادات السنية وسندان ن ...
- لنا ايماننا ولكم ايمانكم
- زيف الانتماء
- فوبيا - صورني وآني ما أدري -
- من هو الرابح في اتفاق النووي الايراني
- لا تمسكيني من يدي
- ازمة سوريا وسقطاتها التحليلية
- دمع لحني
- حسن القيادة وتأثيراته على الامن المجتمعي
- الوسادة لا تعطيك الرغيف
- القمر لا تحجبه الصدف
- طال الغياب


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر صبي - حلم فوق الخمسين