نايف عبوش
الحوار المتمدن-العدد: 8554 - 2025 / 12 / 12 - 15:45
المحور:
الادب والفن
الأدب الشعبي بكل صنوفه المعروفة، من القصيد، العتابة، الزهيري، الحكاية، وغيرها، جزء من الموروث الثقافي لأي مجتمع، ومنها بالطبع مجتمع ريف الديرة .
ويكتسب الموروث الأدبي الشعبي أهميته، ليس من خلال اعتباره جزءاً من الهويّة فحسب؛ بل لأنه يمثل ثقافة مجتمع، بكل ابعاد تفاعلاتها الاجتماعية، والزمانية، والمكانية، وبالتالي فهو عطاء متراكم، من حاصل كل تلك التفاعلات ، والتي اعتاد الناس على ابداعها ، وتداولها، واستلهام القيم الإيجابية منها، حكما، وامثالا ومواعظ،كلما دعت الحاجة إلى ذلك.
لكن خفوت وهج الأدب الشعبي في مجتمعاتنا الحديثة، بتداعيات العصرنة الصاخبة،وما افرزته ثورة الاتصال والمعلوماتية الرقمية، من بدائل تقنية للتلقي ،رغم كل ماقدمته للموروث الشعبي من خدمة،في توثيقه،وسىرعة تداوله ،الا أنها وضعته على طريق التلاشي التدريجي، حيث بات هذا الخفوت يدق جرس إنذار، بتلاشي أحد مصادر تشكيل أصالة الهويةالاجتماعية .
وإذا كانت ذاكرة الثقافة العربية، تحفل بثراء زاخر في موروثها الشعبي، بسبب عراقته الضاربة في القدم ، بما هو آصرة أصالة، فلا شك إن الأمر يتطلب العمل على تنشيط هذا النمط من التراث، وجمع ما يمكن من حكائيته الشعبية بكل اصنافها، وتناولها رواية، وتداولا، ونقدا، وقراءة، وتلقيا، سواء على المستوى الشعبي الدارج في مجالس السمر، والدواوين، او على المستوى الأكاديمي، وذلك لإعادة الروح له، والحفاظ على ما تبقى منه من الضياع، قبل أن تكنسه من الوجود وسائل العصرنة الصاخبة، بتداعياتها السلبية المفتوحة، في كل الاتجاهات.
#نايف_عبوش (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟