نايف عبوش
الحوار المتمدن-العدد: 8527 - 2025 / 11 / 15 - 17:19
المحور:
الادب والفن
الحنين إلى الماضي .. وجدانيات البكاء على الاطلال وانثيالات الحس المرهف
لا ريب أن الحنين إلى الماضي بما هو شعور عاطفي، وهاجس وجداني، يخالج وجدان الكثير من ذوي العواطف الجياشة، والمشاعر المتوقدة ،بما يثيره في المزاج من انعكاسات،في اللحظة،وما يؤججه في دواخلهم، من وجدانيات متوقدة..
ويجسد الحنين إلى الماضي شعورا بالاشتياق إلى زمن مضى، زاخرا بكل تلك الذكريات السالفة، ولاسيما ما يتعلق منها ،بمرحلة الطفولة، والشباب،وما تتركه من النفس من وجدانيات متوقدة.
ولعل الحنين إلى الماضي هو ما يؤجج وجدانيات الخيال، باستذكار تلك الذكريات الجميلة، التي عشنا تفاصيلها بسعادة يوم ما ، وهو ما يعزز شعورا عارما بالسعادة والرضا.
ومع كل نلك المشاعر الجياشة التي يغمرنا بها الحنين إلى الماضي،فانه لا يعدم إثارة شعور بالأسى ،وربما الندم ، على بعض ما فات، تانيبا للذات، حيث فاتها استغلاله، والتفاعل معه على النحو الذي كان ينبغي أن يكون.
واذا ما جاء البكاء على الأطلال تعبيرا عن الحنين إلى الماضي سلبيا،نتيجة للفقدان، أو نتيجة للشعور بالفشل، أو الإحباط في حينه، فانه سيكون عندئذ بكاء طلليا سلبيا ، يستولد معه ،شعورا بالحزن، والاكتئاب، ويعكر المزاج، ويحد من وهج عيش الحاضر، والتطلع المتائل للمستقبل.
ولاريب أن توهج الحس المرهف تعبيرا عن الاشتياق، بالحنين إلى الماضي بايجابية، يمكن أن يأتي باستذكار أحداث سعيدة، تعزز شعورا بالغبطة والرضا، وتترك اثرها ،في الوقت نفسه ،على تقدير قيمة جماليات الحياة الحالية، التي نعيشها.
وإذا ما كان الحنين إلى الماضي يؤدي إلى شعور بالأسى والاكتئاب، فان تغيير هذا الشعور إلى مشاعر إيجابية ،يتطلب استذكار أحداث حلوة، واسترجاع الذكريات السعيدة، لتكون ومضات سعادة الحاضر، الممتد إلى افاق المستقبل.
وهكذا يأتي الحنين إلى الماضي ، بكاء على الأطلال، أو توهج حس مرهف، متناغما ،على حسب كيفية التفاعل الوجداني مع هذا الشعور في اللحظة.
#نايف_عبوش (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟