أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نايف عبوش - اعتذار..ديوان الأديب محمد خالد الجبوري














المزيد.....

اعتذار..ديوان الأديب محمد خالد الجبوري


نايف عبوش

الحوار المتمدن-العدد: 8530 - 2025 / 11 / 18 - 18:57
المحور: الادب والفن
    


أعتذار ..ديوان الأديب محمد خالد الجبوري

بقلم محمد خالد الجبوري

تجدر الاشارة إلى أن الديوان صادر عن دار نون للطباعة والنشر..
الطبعة الأولى
1446هـ - 2024م
رقم الايداع في دار الكتب والوثائق الوطنية ببغداد: 4080

طباعة: مطبعة نركال: العراق / الموصل / المجموعة الثقافية
الناشر: دار نون للطباعة والنشر..

ويُعدّ ديوان (إعتذار) نصًا شعريًا نثريًا عميقًا ومكثفًا، يمزج بين الذاتي والموضوعي، وينطلق من حالة شعورية خاصة (الاعتذار والفقد) ليلامس قضايا وطنية واجتماعية وفكرية واسعة.
يتسم النص بالصراحة والحدة في النقد، والنزعة الوجدانية الحزينة، مع محاولات للبحث عن بصيص أمل.

أولاً: العنوان والبنية والمضمون
1. دلالة العنوان (إعتذار)
العنوان (إعتذار) هو مفتاح النص، ويحمل دلالة مزدوجة:
* اعتذار شخصي/وجودي : كما يظهر في الجزء الأول والثاني،
هو اعتذار رمزي يُقدم لكل شيء (الجمادات، الحيوانات، الأطعمة، المفاهيم، الأشخاص) في نوع من الشعور بالخيبة أو العجز تجاه ما آلت إليه الأمور، وكأنه يبرئ ساحته أو يعترف بضعفه في مواجهة الواقع: (فأنا ضعيف لا ألوي الحديد لكني في الحق عنيد).

* اعتذار عن العجز الوطني/الاجتماعي: الاعتذار ليس عن خطأ شخصي بالضرورة، بل عن التقاعس أو التقصير في إحداث التغيير المرجو، مع إدراك أن (الاعتذار قد لايكون عن تقاعس أو تقصير... ل
كني أرى أملاً ضئيلاً في التغيير .

2. بنية الديوان
يغلب على الديوان أسلوب المقطوعات أو القصائد النثرية القصيرة التي تتخذ عناوين محددة (مثل: أعتذر، أبكيك يا عيد، يا من مسحت الإهداء، صخرة الشاطئ). كل مقطوعة تمثل ومضة شعورية أو فكرية قائمة بذاتها، لكنها جميعًا تخدم المحاور الكبرى للنص (الوطن، الفقد، النقد، العشق).

ثانياً: المحاور والموضوعات الرئيسية
1. الوجع الوطني ونقد الواقع (المحور الأبرز)
يحتل الهم الوطني حيزًا كبيرًا في الديوان، ويتجلى في نقد لاذع ومباشر للأوضاع:
* العراق كرمز للألم: قصائد "أبكيك يا عراق" و"ليلى" (العراق) تظهر عمق المأساة، من الاحتلال (2003) إلى الفساد وتبدل الأدوار:
"باعوك أهل النفاق"، "الكل يريد إن يكون حاكماً بلا مؤهل ولا أوراق"، "ذبح ووعيد تهجير وتهديد".
* نقد الأنظمة والساسة: هجوم حاد على الحكام والمسؤولين المنافقين والمستبدين
(في قصائد "أعتذر"، "في حضرة الوالي"، "ذاكرتنا متعبة")، ورفض التمجيد الزائف:
"البعض يأكل وبعد الإكل يبصق في المواعين" (46).
* يأس مع بقاء الأمل: يختم بعض مقطوعاته بإقرار مرير للواقع:
"ربما سيبقى الحال على ما هو عليه إلى يأذن رب كريم بصير"، لكنه في المقابل يدعو إلى الثبات ويظل يدعو الله
لـ"متى يباغتنا خيط الفجر؟".

2. محور الفقد والذات والذكرى (الاعتذار، أبكيك يا عيد، رويدة)
يعكس الديوان تجربة ذاتية قاسية، أبرزها:
* رثاء الابنة (رويدة):
مقطوعة "أمن مبلغ قبر رويدة تحياتي" هي نص رثاء حقيقي ومؤثر لابنته الراحلة. تستحضر غربته في ليبيا عام 1997، ويزيد الشوق من وجده، حيث يلتحم فيها الماضي الجغرافي (برقة) والماضي الشخصي (رويدة).

* الحنين للماضي الجميل: استذكار "بيت جدي" و"أيام زمان" المتمثلة في بغداد (الأعظمية، الكاظمية، الرشيد) يمثل هروبًا عاطفيًا من حاضر مؤلم إلى ماضٍ آمن ومستقر.
* ألم الغدر والخيانة:
قصيدة "يا من مسحت الإهداء وحذفتني" تكشف عن جرح شخصي عميق سببه غدر أو خيانة من صديق أو قريب، حيث يرفض الكاتب التزلف أو النفاق ويُفضّل أن يُحذف ليتحرر من "أدران" هذا الشخص.

3. العشق والصداقة ومكانة الكلمة
* العشق/العاطفة: يظهر العشق بصور متعددة (العشق للوطن، العشق للكلمة، العشق للمرأة). في نصوص مثل "أيا امرأة" و"هو الحب"، يقدم الحب كقوة دافعة للحياة ورمزًا للجمال.
* رفيق القلم: يشيد بأهمية الكلمة الصادقة كرفيق لا يخذل، ويرفض "القلم المذهب" المأجور، ويميّز بين "قلم مهوال" وقلم "يروي صدق الزمان والمكان".

ثالثاً: الخصائص الفنية والأسلوبية
1. التكثيف والرمزية
يستخدم الجبوري أسلوبًا رمزيًا مكثفًا، خاصة في قصيدة "أعتذر"،
حيث يجمع بين المتناقضات والمتجاورات لتوليد معانٍ جديدة (مثل:
"أعتذر للكركم وخلطة العطار لمن بعث إلي إخطاراً"). تبرز الرمزية في:
* الطيور والحيوانات: (الغربان، الحمام، الفئران، السلحفاة، ابن آوى، الظباء، الخرفان) لتصوير المتناقضات البشرية والاجتماعية.
* المرأة كرمز للوطن:
استخدام "ليلى" في أكثر من موضع كرمز للوطن الجريح (العراق وفلسطين والشام).
2. لغة الشاعر
* المفردات: يزاوج بين اللغة الفصحى القوية والمفردات الدارجة (مثل: الكاهي والقيمر، الشوت)، مما يضفي على النص روحًا محلية أصيلة.

* الأسلوب: يتميز بـالعبارة المكثفة والمباشرة التي لا مواربة فيها، خاصة في النقد السياسي والاجتماعي.

* التكرار: يوظف التكرار بشكل فعال، وأبرز مثال هو تكرار الفعل "أعتذر"
وعبارة "أبكيك يا عيد" و"أبكيك يا عراق"
لإحداث إيقاع حزين ولتأكيد حالة الشعور بالعجز والألم.

3. التناص
يظهر التناص مع الذاكرة الثقافية العربية والعراقية:

* الشعر الجاهلي: استذكار بيت امرئ القيس: "لخولة أطلال ببرقة ثهميد..." ليربط بين الأطلال في الأدب القديم وفقد ابنته.
* الشخصيات: (ريا وسكينة، عبد الفقار وعبد المعين، ليلى وقيس) لاستحضار سياقات اجتماعية أو أدبية معروفة.
* المسلسلات والأغاني: (بنت الحنة، ليالي الحلمية، يا ليلة العيد أنستينا) لتعميق الحنين إلى بساطة الماضي.

خلاصة القول
ديوان "إعتذار" هو مرآة تعكس حالة الوعي المؤلم التي يعيشها الكاتب والمجتمع. يمثل



#نايف_عبوش (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحنين إلى الماضي..وجدانيات البكاء على الاطلال وانثيالات الح ...
- وجدانيات الحس المرهف.. والتفاعل مع المكان
- ذكريات لا تتلاشى
- لكي لا يستلب الذكاء الاصطناعي مشاعر الحس المرهف عند الإنسان
- لكي لا يمسخ الذكاء الاصطناعي وعي الإنسان
- ظاهرة التملق الإجتماعي..تبريرات واهية وتداعيات سلبية
- الشيخ تركي الجدوع..حضور متوهج وعطاء زاخر
- أسمهان اليعقوبي..وتجليات الوجد في صمت المسافات
- حليمة الحريري.. ومضات إبداعية وسرديات شاعرية
- ظاهرة الحضور الإبداعي النسوي في الساحة الأدبية والثقافية الم ...
- تراجيديا عوادي الزمن
- خرق القوانين المركزية للظواهر الكونية بالمعجزات.. إرادة الهي ...
- الإلحاد جفاف معنوي..وإفلاس روحي
- عبدالستار الجوعاني..موهبة إبداعية وطاقة واعدة
- مدركات الإنسان..بين العلم والفلسفة والقرٱن
- الإنسان بين المنظور من المدركات وما وراء المنظور منها
- العمة نجود
- من عوارف ورواة تراث ريف الديرة
- في ذكرى يوم الأم
- المعنى البلاغي والبيان اللغوي في النص القرٱني.. كتاب ج ...


المزيد.....




- لا رسوم على خدمات الترجمة في الرعاية الصحية في بليكينغه
- تداول فيديو لتوم كروز وهو يرقص مع ممثلة قبل فوزهما بجوائز ال ...
- هل هززتَ النَّخلة؟
- ‎-المجادِلة- يفوز بجائزة ريبا للعمارة في الشرق الأوسط 2025
- الثقافة تكشف خططها المستقبلية وتؤكد التوجه لإنشاء متحف عراقي ...
- سفارتا فلسطين وفرنسا تفتتحان عرض الفيلم الوثائقي
- معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي.. الرواية الإسرائيلية أو ...
- حيّ ابن سكران، حين يتحوّل الوعي إلى وجع
- التشكيلي يحيى الشيخ يقترح جمع دولار من كل مواطن لنصب تماثيله ...
- عمر خيرت: المؤلف المتمرد الذي ترك الموسيقى تحكي


المزيد.....

- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نايف عبوش - اعتذار..ديوان الأديب محمد خالد الجبوري