أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - نايف عبوش - إبداع النتاجات الأدبية الراهنة..بين استلهام الموروث ،والتناغم مع التداعيات المتسارعة للعصرنة














المزيد.....

إبداع النتاجات الأدبية الراهنة..بين استلهام الموروث ،والتناغم مع التداعيات المتسارعة للعصرنة


نايف عبوش

الحوار المتمدن-العدد: 8551 - 2025 / 12 / 9 - 18:03
المحور: قضايا ثقافية
    


ابداع النتاجات الأدبية الراهنة .. بين استلهام المورورث، والتناغم مع التداعيات المتسارعة للعصرنة


لاشك ان النص الإبداعي يعكس تجربة الكاتب الأدبية، التي صنعها، من خلال تفاعله، مع طبيعة محيطه ،وتعالقه الحياتي، والوجداني ،مع عناصر ذلك المحيط، طيلة فترة ممارسته النتاج الأدبي.

وفي ظل التطورات العلمية، والتقنية، والاقتصادية، والاجتماعية المتسارعة، التي بات يشهدها العصر الحديث،فقد وجد المبدع نفسه، مشدودا، بين ارهاصات ضغوطات إيحاءات الموروث الشعبي، الزاخرة بكل نبض حسه المرهف ،وبين ضرورات استجابته لتداعيات العصرنة الصاخبة،والتناغم مع مستجداتها، التي اضحت ترهق الحس، بالنتاجات الآلية الصماء، رغم كل اغراءات وهج حداثتها.

ولا ريب أن السؤال الذي يطرح نفسه بجدية، لتجاوز هذا الاشكال ، هو كيف يتعايش الكاتب والاديب،اذن، مع كل تلك الإيحاءات المتناقضة، لاسيما وانها حاضرة في وجدانه بقوة، ومن ثم، فهي تؤثر بشكل مباشر ،في تشكيل معالم النص الأدبي.

فمعروف ان إيحاءات العصرنة الصاخبة ،تتجسد في واقعه اليومي، بكل تلك التطورات التقنية ،والتحولات الاجتماعية المتعالقة،حيث أتاحت العصرنة أدوات جديدة للتواصل ، والتعبير، مثل وسائل التواصل الاجتماعي ،وتطبيقات الذكاء الإصطناعي ،التي غيّرت مفهوم النص الأدبي، لتجد في شاشة الهاتف الذكي، اكثر من نص، واكثر من قصيدة،واكثر من صورة..

كما ان ضجيج عصرنة الحياة الصاخب، والتطورات السريعة، في تطبيقات الذكاء الإصطناعي قد أثرت على واقع شكل النص، ومضامينه، فأصبح القارئ يبحث عن الإيجاز،والتكثيف ،والتأثير السريع،الذي يتيحه ايقاع عصر السرعة.

ولابد من الإشارة إلى أن عصرنة المعرفة، قد تمظهرت بالتعددية الثقافية، فصار النص مهما كانت خصوصيته، منفتحا على ثقافات مختلفة، بلا قيود، حيث مسخ، واستلاب الكثير من اصالة الهوية ،رغم كل أثراء التعددية، للتجربة الإبداعية.

وهكذا أصبح الأدب اليوم، وليد فضاء العالم الافتراضي المفتوح، وليس بالضرورة وليد الأديب الواحد،الذي ينبغي أن ينتسب إليه.

ولذلك بات من الضروري التواصل مع المورورث الزاخر، والحرص على اصالة هويته، مع ضرورة التناغم المتوازن مع معطيات العصرنة، في الوقت نفسه، لمواكبة هذا التطور المتسارع في عصرنة الحياة،في كل المجالات.

ولاشك ان هذه المهمة تتطلب ابداعا متجددا ، وإبتكارا مقتدرا، في التعبير، بحيث يتمكن المبدع من أن يستخدم الموروث الشعبي، ويُحدثه عبر أدوات العصر الحديث، ويمزج التراث بالحداثة ،ليستولد نتاجا جميلأ، تتجسد فية نكهة الماضي ، ويحضر فيه، وهج العصرنة، دون نشاز ، وبما يضمن الحفاظ على اصالة الهوية،ويجعل العصرنة عامل إثراء، وتطوير، للموروث، وليس وسيلة مسخ، وتشويه.

ولا ريب أن تبني مثل هذا النهج التناغمي في الاستجابة لإيحاءات استلهام الموروث، والتعالق مع إيحاءات العصرنة، يطرح اشكالية كيفية التفاعل مع القارئ الجديد، الذي افرزته العصرنة ،وبالتالي فإن الكاتب، والاديب اليوم، مطالب أن يفهم متطلبات، واذواق، جمهور متلقي، عصري، يختلف في متطلباته عن جمهور متلقي الأمس التقليدي، مما يحتم أن يكون النص الإبداعي ،متجددًا، ومشوقًا.



#نايف_عبوش (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصحة والعافية اثمن رأسمال
- قريباً من الطبيعة.. بعيداً عن صخب العصرنة
- المكان وتفجير الإلهام
- النتاج الثقافي..بين الإبداع الذاتي والإنشاء الآلي بالذكاء ال ...
- المتلقي.. وتجليات التفاعل الوجداني مع النص الإبداعي
- التداعيات السلبية للإعتماد الزائد على الذكاء الإصطناعي
- الموروث الثقافي.. ضرورات التجديد وتحديات التشويه
- الإبداع.. حس مرهف وموهبة متوهجة
- اعتذار..ديوان الأديب محمد خالد الجبوري
- الحنين إلى الماضي..وجدانيات البكاء على الاطلال وانثيالات الح ...
- وجدانيات الحس المرهف.. والتفاعل مع المكان
- ذكريات لا تتلاشى
- لكي لا يستلب الذكاء الاصطناعي مشاعر الحس المرهف عند الإنسان
- لكي لا يمسخ الذكاء الاصطناعي وعي الإنسان
- ظاهرة التملق الإجتماعي..تبريرات واهية وتداعيات سلبية
- الشيخ تركي الجدوع..حضور متوهج وعطاء زاخر
- أسمهان اليعقوبي..وتجليات الوجد في صمت المسافات
- حليمة الحريري.. ومضات إبداعية وسرديات شاعرية
- ظاهرة الحضور الإبداعي النسوي في الساحة الأدبية والثقافية الم ...
- تراجيديا عوادي الزمن


المزيد.....




- إلغاء حق الجنسية بالولادة.. ماذا قال ترامب عن احتمال خسارة ا ...
- هل يبقى أحمد الشرع في السلطة -للأبد- وكيف يؤثر تاريخه بمستقب ...
- كوريا الجنوبية تنشر مقاتلاتها بعد دخول طائرات روسية وصينية م ...
- بيت لحم: شجرة الميلاد تضيء ساحة المهد رغم الجراح
- ذكرى سقوط نظام الأسد.. عودة إلى طفولة اختطفت وآلاف السوريين ...
- مقتل 67 صحافيا خلال سنة حوالى نصفهم في غزة
- المخ يغير وصلاته العصبية بالكامل 5 مرات خلال عمر الإنسان
- كيف تحولت شبابيك سوريا إلى أكبر منصة إعلامية خلال ردع العدوا ...
- اللواء الدويري: لهذه الأسباب تنقل إسرائيل قواعدها إلى الخط ا ...
- قلة النوم مرتبطة بانخفاض متوسط ??العمر المتوقع


المزيد.....

- علم العلم- الفصل الرابع نظرية المعرفة / منذر خدام
- قصة الإنسان العراقي.. محاولة لفهم الشخصية العراقية في ضوء مف ... / محمد اسماعيل السراي
- الثقافة العربية الصفراء / د. خالد زغريت
- الأنساق الثقافية للأسطورة في القصة النسوية / د. خالد زغريت
- الثقافة العربية الصفراء / د. خالد زغريت
- الفاكهة الرجيمة في شعر أدونيس / د. خالد زغريت
- المفاعلة الجزمية لتحرير العقل العربي المعاق / اسم المبادرتين ... / أمين أحمد ثابت
- في مدى نظريات علم الجمال دراسات تطبيقية في الأدب العربي / د. خالد زغريت
- الحفر على أمواج العاصي / د. خالد زغريت
- التجربة الجمالية / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - نايف عبوش - إبداع النتاجات الأدبية الراهنة..بين استلهام الموروث ،والتناغم مع التداعيات المتسارعة للعصرنة