أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - فرح تركي - -قراءة في رواية حيث تحلم الذئاب - تأنيب الضمير والندم على قرارات الماضي














المزيد.....

-قراءة في رواية حيث تحلم الذئاب - تأنيب الضمير والندم على قرارات الماضي


فرح تركي
أديبة، قاصة، فري لانسر، ناقدة ادبية

(Farah Turki)


الحوار المتمدن-العدد: 8553 - 2025 / 12 / 11 - 15:48
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


صدرت رواية حيث تحلم الذئاب عام 2023 ارماند ناصري " عبد الرحمن المشرفاوي الناصري " عن دار آشور بجزئين وقد تخطت صفحاتهما معاً.. 800صفحة في رحلة بين احلام الطفولة والتجوال في الخيال.
وقصص لمجموعة من الناس عاشوا في مدينة تسمى بلوريا وهي مدينة لا وجود بها في الحقيقة..
الرواية سبق وصدرت في امريكا عام 2011 بعنوان "where wolves Dream" يصل بنا الروائي الى مرحلة نفسية صعبة حينما يعاني البطل من تأنيب شديد لضميره.. بعد سنوات من هجرته من بغداد وصولا الى امريكا.. يكتشف أن هناك صندوق جمع فيه رسائل كانت تصله من اهله، اصدقاءه، حبيبته، والجميع كان يطلب مساعدته لامور تقاس بخطورتها الى الموت والحياة.. تعزله تلك الرسائل عن واقعه الجديد حيث كان ذلك العام قد حقق نجاحا باهرا في فنه، المحال الذي
عاند فيه والده الذي اودع كل ما يملك ليرسله لامريكا ليدرس الطب، وهو درس الفن.. ولينقطع عنه وعن قراءة رسائله، لانه لا يستطيع ان يواجهه في طلبه..
الندم، كان يغلفه، كل تصرفاته تغيرت تجاه زوجته الامريكية والتي يعشقها كثيرا.. لذلك يقرر السفر الى "بلوريا" المدينة التي استقر فيها وعائلته في جنوب العراق، والتي تشير الى مدينة او قرية متخيله من بنات افكار الكاتب..
لتبدا رحلته نحو العراق _بغداد _الجنوب _بلوريا وليتواصل مع سكان وجيرانه منطقته، لكن لا اثر لعائلته..
ربما لم يكن هناك آثر لاي أحد، وحتى بلوريا هي شيء انتجه خياله بسبب حالة الصدمة التي مر بها بعد ان قرأ رسائل عمرها عشرون عاما مرسلة من عائلته، يطالبونه بالالتفات اليهم بسبب سوء الاوضاع التي مر ت على العراقيين في حقبة التسعينات جراء الحصار الاقتصادي، لتمرض الام، وثم تموت، وكذا الاب وتختفي العائلة في ملامح العدم والعوز..
لم يبقى لهم آثر
أن الرواية تعد اعترافا حقيقيا بالتقصير، بذنب وندم صادقين، هي تنبت من اعماق الروح الانسانية لتهشم البرود الذي قد يورثه التغرب، الاعمال، الصخب والسعي وراء تحقيق الاحلام.
انها تحوي على رسالة « اذا نسيت اهلك، ناسك فانت قد ضعت».. فكم من ضائع؟
البطل في الرواية، يغرق في حبه للفن، حبيبته التي لا يرى بجمالها، في البداية كان الفن السبب في اهمال قراءة الرسائل، لان فيها لوم من ابيه على ترك دراسة الطب والذي دفع تكاليف كبيرة لارساله الى امريكا.
انعطافة كبيرة في الرواية حين يقرر أن يعود لبلده، ويبحث عن عائلته ورفاقه، وتلك المدينة الخيالية بلوريا، يصف الروائي في عودته للعراق كل التغيرات التي حدثت مرورا بمطار بغداد إلى لحظة وصوله الى بلوريا، ويلتقي برية، العجرية التي شهدث الكثير من الاحداث، وربما تعرف عن مصير اصدقائه وعائلته، يصدم عندما يعرف ان اهله غادروا بلوريا، وان لا احد يعرف أين ذهبوا، ويتألم لمصير اصدقائه الذين تفرقوا او ماتوا..
بعد خروجه من القرية، يجد السيارة التي اقلته ولكن هناك شخص يخبره بان برية ايضا متوفية.
ونرى هنا أن الروائي صنع للبطل عالم خيالي، لا يسع احد غيره.
تتطرق الرواية الى التميز العرقي الذي يواجهه العربي المسلم في امريكا، متزامنا مع حادثة برج التجارة العالمي والذي يؤثر حتى على علاقته بعائلة زوجته والذين يعتقدون بان الارهاب، مصدره العرب.
يدخل في دوامة انغلاق على ذاته في مرحلة كان فارقة في مسيرته الفنية والتي تعد مرحلية حيث بدأت فنه يشاع ولوحاته تطلب بعد عشرون عاما من التهميش والغمور.
الرواية عالم ساحر ورحلة تجتمع فيها صفتي الصدق والندم من جهة والخيال والحنين من جهة ثانية. لغتها واضحة ومميزة.



#فرح_تركي (هاشتاغ)       Farah_Turki#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نص نثري بعنوانالجنة الموهومة
- حوار مع الشاعر علي محمد القيسي -جوهر الهايكو أن يكون كشفاً و ...
- نص نثري بعنوان -قلب من رماد-
- العتبة مهجورة منذ العصر الاول للنسيان
- من ادب الرسائل، تمائم روح.
- قصة قصيرة -ميت دون كفن-
- عينا الحبيب
- المفكرة الحمراء -قصة-
- قصة بعنوان -الفتاة التي لا أعرف أسمها-
- الانبعاث _نص نثري
- لم أر الحب ميعاداً
- نص نثري بعنوان رسائل بحبر الدمع.
- حوار مع الروائي سعد عودة
- قصة قصيرة بعنوان -الساعة التاسعة بعد القصف-
- قصة قصيرة بعنوان -عرض مسرحي-
- قراءة في رواية -زهر القرابين- للروائي ناهي العامري
- - إيقاع النوستولوجيا في رواية مرايا الغرام-
- قراءة في رواية الثوب للاديب طالب الرفاعي
- - حرف مخبأ - قصة قصيرة جداً
- تجليات المعجزة والايمان في( شهقة الحوت)


المزيد.....




- ما تفسير البيت الأبيض لوضع ترامب ضمادة على يده؟
- أوكرانيا تقدم لترامب مسودة من 20 بندا لإنهاء الحرب - ماذا تت ...
- حركة 23 مارس تحكم سيطرتها على بلدة أوفيرا الاستراتيجية وتهدد ...
- خبير عسكري: روسيا تتقدم نحو القلعة الحصينة بدونيتسك عبر بوكر ...
- بلا خيام وبلا مقومات.. الغزيون يواجهون منخفضا جويا فاقم معان ...
- هيئة البث: إسرائيل أعدت خطة لهجوم واسع على حزب الله
- هجمات -الزيرو كليك- تهدد الهواتف عالميا.. ماذا يمكن أن نفعل؟ ...
- دعوى قضائية ضد -شات جي بي تي- بتهمة التشجيع على -القتل-
- البيت الأبيض: ترامب -سئم- اجتماعات أوكرانيا.. يريد أفعالا
- رحلة غامضة لطائرة عسكرية أميركية في اليابان تثير التساؤلات


المزيد.....

- الاقتصاد السياسي لمكافحة الهجرة / حميد كشكولي
- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - فرح تركي - -قراءة في رواية حيث تحلم الذئاب - تأنيب الضمير والندم على قرارات الماضي