أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فرح تركي - المفكرة الحمراء -قصة-















المزيد.....

المفكرة الحمراء -قصة-


فرح تركي
كاتبة

(Farah Turki)


الحوار المتمدن-العدد: 7966 - 2024 / 5 / 3 - 20:15
المحور: الادب والفن
    


"حبيبتي رنا "

كم أصبحتِ بعيدة، ووصولي إليك
يوماً بعد يوم بات مستحيلاً، مَن انا لأحب نجمة؟ انا مجرد شاب منسي لا يعرفني حتى جاري، وانت متألقة وناجحة، انا بقيد عائلتي وانت حمامة بجناحين، يا ذا الصوت الملائكي، والروح النقية، امتعض حينما افكر انك قد تحبين رجلاً غيري ولكني اتذكر انك لا تعلمين حتى بوجودي، انت الشمس وانا الظل، انت الحقيقة وانا الخيال، كل فضفضتك وكلامك معي وانت تخاطبني بأسم ضمياء جعلني اعرفك بعفويتك، شعرت بصدقك، أحياناً اغار منك، من جرأتك، من جنونك، حتى من لهجة القوة والتهديد عندما تخاطبين الآخرين غروراً وتحدياً، كل أحاديثك ومحاوراتك التي تبدأ بحجة اخذ مشورة ضمياء، كانت توقد فيّ عوالم من الدهشة، أنت السكينة التي غرزتها في خاصرتها، لأعيش وانا اموت في اللحظة، الف مرة وتموت كل النساء في عيني ويصبح قلبي مدينة مهجورة، سأحبك حتى ينقطع وتر حياتي.. او اهاجر لاجلك في بوينس آيرس واحبك كغريب، وكاننا نلتقي لأول مرة، فعلاً هي المرة الأولى.
حبيبك المخلص دوماً
"عبدالله"
طوت المفكرة التي وجدتها هذا الصباح وهي تفتش عن إحدى اهم ذكرياتها منذ كانت في بغداد، مرت سنوات وهي تعيش في هذه المدينة، بونس آيرس سبع سنوات اثنتان منهما كان عبدالله فيها ضمن أهم الناس فيها لأنها تعرفت عليه وتزوجا...

الصدمة تعلن نواقيس الحرب في محاجر عيناها، اذا كان عبدالله هو نفسه، تلك الفتاة التي كانت تتواصل معي من مدينة الريف قريب مدينة كربلاء فهذا يعني إني أعيش في خدعة كبيرة.
بدأت في التجول في شقتهما البسيطة، المشاهد والذكريات في كل ركن تصرخ بها، هي كانت تحاول ان تجمع أكثر الأمور أهمية بداً من ابنتهما والهرب، نعم ستهرب بعيدا، ليكون هذا عقاباً له لخداعه لها، كيف تجرأ ودخل حياتها و تقرب إليها ليكون بهذا القرب..
جمعت قدرا كبير من الحقائب، بدأت تتعب، الطفلة تبكي، يبدو انها جائعة تترك كل شيء تحملها تاخذها لتصنع لها قنينة حليب، لم تتجاوز السبعة أشهر
جلست على الأرض، وبدأت تبكي، آخر مرة جلست في هذا المكان، هنا كانت سعيدة جداً، عندما عرفت انها حامل بصغيرتها، كثير من الأحلام تحققت، لكن تلك المفكرة الحمراء لعبدالله هي من جعلها فقيرة الحظ، جعلتها موهومة بالحب والنجاح والحرية وكل المفاتيح التي فتحت لها هذه الآفاق ما هي الا فشل وهزيمة.

غفت الطفلة (تينا)، وهذا ما جعل رنا او رناوي كما ينادينها عبدالله بعد ان أصبح بشحمه ولحمه دون الاختباء وراء حساب وشخصية بنت كانت تتدعي الصداقة، توجهت لتضع الصغيرة في سريرها.
واخذ تلك المفكرة، اليس من الغريب ان يكون شخص بهذا الذكاء أن يترك دليل ادانته في أقرب مكان لزوجته حتى وان لم تكن هي المقصودة في تلك الرسائل.
بدأت في تقليب أوراقها، قرأت كل حرف، أدركت حقيقة وجود ضمياء الحقيقة وتعاونها معه مجبرة، وذلك لأنها تعيش تحت سلطة مجتمعهم الذكوري، وهو أخوها الأكبر..
اذن كانت مشتركة معه؟ رسالة من زمان الغياب افقدتها كل امانها، زوجها وحبيبها أصبح الآن مصدر خوف، التجسس ليس سبيل الانقياء، تذكرت معلومة مهمة ان هناك أسرار خاصة بها جداً قد باحت بها لتلك الصديقة الوهمية... ماذا تفعل؟؟
بدأت باعادة كل شيء الي مكانه، خبأت المفكرة، اعادت الحقائب لتفرغهن، غسلت وجهها الذي أصبح اخاديد من الدموع، وحاولت ان تبدو طبيعية...

كانت الأيام التي تلت ذلك الصباح، الاحمر بحروف عبدالله ورسالته تلك وبكل اعترافاته، مليئة بالترقب، بالحذر من رنا، كانت تبعث من بين مواقفها معه تساؤلات معينة بطبعة الحب،. وبدعوى قياس مقدار الحب، ولكن دون جدوى، هي كانت تبحث عن عذر لتتركه، عن طريق لتمضي دون عودة، في طيات أفكارها حقيبة معدة، وتذكرة سفر وهروب دون عنوان او وجهة، لم تكن شابة عادية منذ بزوع فجر انسانيتها، ولذلك كانت تود إطلاق المفاجأة نحوه..
في إحدى الأماسي، وبينما هما جالسين بهدوء، قالت
_عبدالله اود العودة لبغداد
_بصورة نهائية
_نعم، انا أشعر ان العمر هنا هباء وليس لنا سند في الأيام الصعبة
_ كما تشائين، لكن سنزورها لفترة قصيرة تتأكدي من قرارك ثم نستقرر هناك
_ والله
_ والله
_توقعتك سترفض، لانك عانيت لتصل وتحصل على اللجوء
_انا وصلت هنا، لأصل إليك، لا اللجوء ولا الحرية في هذا البلد.
_ كيف ذلك..
_عندما نذهب لبغداد ساخبرك، ساريكِ شيئا لاكون أكثر دقة، ولك ان تقرري بعدها ما الذي تؤؤل إليه نهايتنا.
_ نحن لاننتهي، الا بالموت.
_لا تتسرعي، قد تتراجعين قال ذلك بحزن وكأنه على أعتاب الاعتراف...
_ ما اسم القرية التي جئت منها؟
_ لا أستطيع العودة إليها!! لا تسأليني عنها
_ شيء واحد يمنعك، ان تكون قتلت انساناً
_ قتلت، عائلة كنت املهم، امانهم، فرحتهم، سعياً وراء صوتك، الذي سمعته صدفة من رسائلة منك لاختي.
ارتبكت رنا كل ظنها انه قاتل بالفعل...
_اتقصد انك قتلهم جميعاً اخواتك وامك.
_نعم..
عندما سعيت للسفر وغادرت دون أن اخبرهم او اتصل بهم بعدها
_لماذا لم تترك لهم المفكرة الحمراء ليعرفوا.
_ عندما يحب المرء، يتحول إلى مجنون، وانا مجنون بك.

_ لكن هذا يجعلني أشعر بعدم الأمان، اي انسان يتخلى عن عائلته ليلاحق انسانة لا يعرفها هو مصدر للشك في مبادئه

_ الم تكشفني لك هذه السنتان
_ لا أصبحت اخاف أكثر، لذلك لنتطلق ونتبعد
_ وتينا؟
_ ساخذها معي؟؟

_ كيف ستنفقين عليها!! وتهتمين بها
_ هذا شاني
_ رنا، عليك ان تعرفي ان فراقنا معناه موتي..
_ لا تحاول أن تهددني
_ انا لا أفعل، فقط أوضح لك ذلك

طفت لحظة صمت، وكانت تاكيدا على طلبها،
_ لنذهب لبغداد
_ موافقة، ولكن لنتبعد عن بعض احتاج ان اقرر

بعد ازمنة من الهجر، بتاريخ عبدالله، رن هاتفه، لكنه لم يرد
كان هاتفه على المنضدة أمامه ويظهر اسم رنا ولكنه تائه في عالم آخر.
في شقتهما، التي ضمت حلمه وحبه وحيداً ، بعد عودته دونه رنا وتينا من بغداد

طرقات متوالية على الباب، دون رد، يظهر جالس على الاريكة من النافذة، استعانت بالشرطة ليكسروا لها الباب..
كان محتضنا دمية تينا وامامه صورته ورنا وعلى جنبها اليمين المفكرة الحمراء

أشار تقرير الطبيب الشرعي بأن وفاته جاءت نتيجة ذبحة قلبية وان ذلك حدث قبل يومين..



#فرح_تركي (هاشتاغ)       Farah_Turki#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة بعنوان -الفتاة التي لا أعرف أسمها-
- الانبعاث _نص نثري
- لم أر الحب ميعاداً
- نص نثري بعنوان رسائل بحبر الدمع.
- حوار مع الروائي سعد عودة
- قصة قصيرة بعنوان -الساعة التاسعة بعد القصف-
- قصة قصيرة بعنوان -عرض مسرحي-
- قراءة في رواية -زهر القرابين- للروائي ناهي العامري
- - إيقاع النوستولوجيا في رواية مرايا الغرام-
- قراءة في رواية الثوب للاديب طالب الرفاعي
- - حرف مخبأ - قصة قصيرة جداً
- تجليات المعجزة والايمان في( شهقة الحوت)
- دون وجود أمي
- - الصرّاف - سَمِعَتْ كل شيء
- نص نثري بعنوان ضوء ساطع
- على أعتاب ٢٠٢٣ ماذا سأتمنى ؟
- قراءة في رواية -بازيريك- للروائي عبد الرحمن الماجدي
- قراءة في رواية -لا يزال للحلم متسع- للروائية بسمة عمارة
- الآخرون والملكوت
- نص نثري بعنوان مواسم البنفسج


المزيد.....




- قمصان بلمسة مغربية تنزيلا لاتفاق بين شركة المانية ووزارة الث ...
- “ألحقوا اجهزوا” جدول امتحانات الثانوية العامة 2024 للشعبتين ...
- الأبعاد التاريخية والتحولات الجيوستراتيجية.. كتاب -القضية ال ...
- مهرجان كان السينمائي: آراء متباينة حول فيلم كوبولا الجديد وم ...
- ركلها وأسقطها أرضًا وجرها.. شاهد مغني الراب شون كومز يعتدي ج ...
- مهرجان كان: الكشف عن قائمة الـ101 الأكثر تأثيرا في صناعة الس ...
- مسلسل طائر الرفراف الحلقة 70 مترجمة باللغة العربية بجودة HD ...
- السحر والإغراء..أجمل الأزياء في مهرجان كان السينمائي
- موسكو تشهد العرض الأول للنسخة السينمائية من أوبرا -عايدة- لج ...
- المخرج الأمريكي كوبولا على البساط الأحمر في مهرجان كان


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فرح تركي - المفكرة الحمراء -قصة-