الآخرون والملكوت

فرح تركي
أديبة، قاصة، فري لانسر، ناقدة ادبية
(Farah Turki)

الحوار المتمدن-العدد: 7415 - 2022 / 10 / 28 - 20:38
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

من أنبل الصفات التي يمكن أن يتحلى بها المرء هي أحترامه لذائقة الآخرين واختياراتهم ، فهناك الكثير من الهوايات والاهتمامات تعُد نوافذ إبداعية مهمة يمكن أن تفضي ممارستها الى غرس علامات مشرقة في الخريطة ،
ويمكننا أن نصف هذه الحالة بأنها شغف يقود الى الغرق في ملكوت، فكل وسط مادي هو عالم بذاته ، فلو أخرجنا سمكة من الماء ، ستغرق لأنه وسط آخر مختلف عن بيئتها .. نحن أيضاً نغرق في الماء الذي يخالف قانون جهازنا التنفسي..
ولكن الغرق الذي أتحدث عنه هو الغرق في ولع معين، قد يكون في الفن او الأدب او الرياضة .. الخ ، ولكن المؤسف أنه قد يتعرض صاحبه الى النقد ، وربما الى السخرية ، ظانين أن ذلك سيضطره الى الإقلاع عنه أو على الأقل قد يخفف من حدة توجهاته نحوه ، ولكن هذا ليس إجراء" صحيحا" ، إذ سيزيد من شدة التزاماته ومساحة تطلعاته ، و من زاوية مضيئة ، علينا أن نعرف أن من أسس التربية أن يغرس المربي في نفس الناشئ شغفا" ما ويوجهه نحو شيء راق ، ومن الممكن أن يضيف له الشيء الكثير. فتعارض التوافق نحو أي توجه سليم لا ضر ولا ضرار هو تماد في الضغط على الآخر.
فكم من ذي شغف ترك كل ما يلهمه في حرفة أو هواية ، كان من الممكن أن تكون له سبباً لشغل وقته في أمور نافعة له ولغيره ، بسبب كلمات جارحة ، وربما منع أو هجوم من المقربين منه ، وتركت آثارا" نفسية جسيمة وحسرة وندما"، فيما لو قاوم وتمرد للأستمرار في ما يحب أن يعمل..
تعُد الهوايات المجدية دنيا اخرى تنقل أصحابها من الهم والحزن الى ..... ، وأستغلالا" موفقا" لأوقات الفراغ ، وقد يكون بعضها مصدر رزق ثانوي ، كالخياطة والتطريز والرسم بالسيراميك البارد ، او قد تكون زينة تورق جدران البيوت ، تحتفظ بلمسات من يد شغوفة تدوم لسنوات ، هي قبسات أو ربما رسائل عنوانها الجمال وفحواها المحبة تنقش على حجر ذاكرتنا ...
تفاصيل عشناها كما نريد

#فرح_تركي (هاشتاغ)       Farah_Turki#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل