أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الياس فاخوري - مسرح العبث: ترميم قسم الولادة في مستشفى الشفاء = عمل ارهابي!















المزيد.....

مسرح العبث: ترميم قسم الولادة في مستشفى الشفاء = عمل ارهابي!


الياس فاخوري

الحوار المتمدن-العدد: 8548 - 2025 / 12 / 6 - 21:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شر البلية ما يُضحك ام ما يُحزن، ويُبكي، ويُخزي، او هو فصل من مسرح العبث يثير السخرية والاستغراب والعجب!؟ نعم هذه (i24NEWS (Israeli TV Channel تُتحفنا برأي "يستحمر" العالم والكون برمته اذ ترى ان نجاح "حماس" بترميم قسم الولادة في مستشفى الشفاء يُعَدُّ بمثابة عمل ارهابي!

هل تَصلُح هنا كلمة العبث (Absurde) لتصف هذا الخبر!؟ هي، في أصولها اللاتينية، تعني ما هو نشاز ويخرج عن المنطق العام، وتستخدم في علم المنطق للدلالة على التناقض الذي يؤدي إلى نتائج خاطئة. كذلك هناك أصداء للعبث في الفلسفة (لا سيما الفلسفة الوجودية) التي أبرزت شعور عدم الجدوى والإخفاق المتكرر للوجود والمصير البشري.

لا شك ان ما جاءت به القناة الإسرائيلية يجمع بين المأساة و"الكوميديا السوداء" حيث تمّ - بوعي او غير وعي - المزج بين الفكاهة والسخرية والدراما ليخلق حالة من الحيرة بين الضحك والضيق .. وهذا ينسجم تماماً مع فكر مسرح العبث بأن الحياة تفتقر إلى المعنى النهائي، وأن محاولة إيجاد هذا المعنى عبثية في جوهرها وتؤدي إلى الصراع مع العالم .. هم (الاسرائيليون) تحولوا حقاً وفعلاً من "بشر" إلى آلة تعيش بلا إنسانية، وولّدوا حروباً مدمرة حملت الفوضى والموت.

الا يُذكّرنا هذا الشعور بالمأزق الذي وصلت إليه الحضارة في "أسطورة سيزيف" Le Mythe de Sisyphe لألبير كامو Albert Camus، إذ ينشأ شعور العبث من غياب التغيير والعودة المتكررة إلى نقطة البداية!؟ كذلك في رواية "المحادثة" La Conversation لكلود مورياك Claude Mauriac حيث تتوالى الأجيال لتتابع الثرثرة الفارغة نفسها عن الوجود .. كما في أعمال كافكا Kafka التي تعكس الشعور باستحالة الخلاص وتؤكد الإحساس بالذنب. لكن أفضل من عبّر عن شعور العبث بالمعنى الوجودي هو صموئيل بيكيت Samuel Beckett الذي رسم في أعماله الروائية والمسرحية بنية دائرية تنغلق على ذاتها وعلى الشخصيات داخلها لتخلف شعوراً بالفراغ والعدم، ولتجعل من الأفعال البشرية أمراً مجانياً لا يرتبط بخط التاريخ ولا يؤثر فيه. يظهر هذا الشعور على نحو واضح في مسرحيتة «بانتظار غودو» En attendant Godot حيث يأتي فلاديمير وإستراغون كل مساء لانتظار غودو!


كاد هنري كيسنجر ان يقول ان المنطقة اصابت الله بالدوار .. نظام ايديولوجي بالتأويل الدموي للنص التوراتي. بكل ذلك الصلف التوراتي تتناهى الينا قهقهات "الحاخام" النيويوركي شمولي أبو طيح، وهو يقول "دولة للفلسطينيين في العالم الآخر. ليباركك يهوه ايها السيد نتنياهو"!!..

و هذا ايتامار بن غفير يتباهى بأن السلام الأبدي، والسلام المثالي، هو مع الموتى .. فاسرائيل نتاج أساطير غيبية لا حصر لها، وتفاعلات ايديولوجية، ما زالت تلعب، دموياً، في الرؤوس، وبكراهية عاصفة للعرب: "يا لروعة المشهد... أن تجد نفسك تتفاوض مع الموتى"!

بمشرط الاحتلال وشروطه وبوجه يهوذا الذي يبدو أنه تسلل من جهنم لينشر الفوضى والارتياع في هذا العالم، يقتلون ويذبحون وينهبون ويسرقون .. بمشرط الاحتلال وشروطه، صلبوا ويصلبون ليرتقي 30 ويتيتّم 60 طفلا فلسطينيا في اليوم الواحد!

اصابهم العمى الايديولوجي والعمى التاريخي، والعمى الاستراتيجي، فاستمرؤا الاستمرار بخطاب “الخطر الوجودي” في محاولة كشفها طوفان الأقصى، وأطاح بسردية "الضحية الإسرائيلية" - محاولة إلقاء العبء الأخلاقي والسياسي على المجتمع الدولي، وإبقاء المنطقة في حالة حرب مفتوحة وعدوان اسرائيلي غير محدود بزمن او ادوات حرب .. جائهم رد فعل المقاومة ورجال الله في الميدان ليعلن فشل الحروب "الإسرائيلية" كما أكد ذلك طوفان الأقصى على ساعة السابع من اكتوبر/تشرين الاول 2023 .. سقطت الثقة بقدرة الجيش "الاسرائيلي" على الحماية وقد عجز عن التقدم في الحرب البرية ولم يتمكن من الوصول الى الليطاني، وانهارت القبة الحديدية بازدياد عدد صواريخ المقاومة وتوسع دائرتها .. فشل جيش الاحتلال في استعادة الأسرى بالقوة، وفشل في اعادة مستوطني الشمال وغلاف غزة .. فشل في سحق المقاومة كما في الرهان على التهحير (غزة ولبنان) .. وهكذا يتوقف مستقبل/بقاء "اسرائيل" على تحقيق النصر الحاسم ومشروع المقاومة يتمثل في منع "اسرائيل" من تحقيق النصر الحاسم .. وفي هذا السياق انبعث طوفان الأقصى؛ لم يكن حرب تحرير او استنزاف، بل كان اقرب الى انفجار كبير قَلَبَ الطاولة الإقليمية والدولية واجهض البدء بتنفيذ مشروع الرئيس الأميركي جو بايدن الذي أُعلن في قمّة العشرين (نيودلهي) تحت شعار طريق الهند إلى أوروبا مروراً ببعض دول المنطقة و”إسرائيل" وكان من متطلباته القضاء على المقاومة في غزة ولبنان بحرب مفاجأة استبقتها ساعة السابع من اكتوبر/تشرين الاول 2023!


نعم اطاح السابع من اكتوبر، السابع من التاريخ، السابع من الخلود، السابع من الزمن، السابع من الازل، والسابع من الأبد بحلم "غزة بلا عرب" -- حلمٌ تتمثل آليته التنفيذية بالعرقبادة والتهجير نحو توازن ديموغرافي وصولاً الى الغالبية اليهودية .. ولطالما شكّلت القنبلة الديموغرافية التهديد الوجودي لإسرائيل سواء في حل الدولتين او الدولة الواحدة .. تحقيق الحلم بهذه الالية مكلف وشكّل عبئاً استراتيجياً اجتماعياً معنوياً عالمياً وعسكرياً اقتصادياً مالياً فجاءهم الطاغوت لوسيفر بمشروع "الهفلبادة" والعولمة بإبادة الهوية الفلسطينية وشطبها وتحويل مواطني غزة الى مجرد مجموعات سكانية بإدارة شيطانية "عالمية" (مجلس سلام/وصاية دولي بقيادة صهيوأمريكية يذكرنا بالانتداب البريطاني) وإغراءات بناء غزة الجديدة جنّةً على الارض -- لكأنها العودة الى المشروع العقاري ريفيرا الشرق الأوسط؟!


ويولدون ويولدون ويولدون

من تظن نفسك يا موت .. نحن أكثرْ، ونحن هنا، وقد عرفناك معرفة تُتعبُكْ، وإننا نغلبُكْ، وإن قتلونا هنا أجمعينْ ..أيها الموت خف أنت، نحن هنا، لم نعد خائفين فمنذ متى يخشى المنايا "مريدها" فوالله إن متنا وعشنا ولم تكن على ما أردناها المنايا نُعيدُها، ونَستعْرِضُ الاعمارَ خيلاً امامنا فلا نعتلي إلا التي نَستجيدُها -- إلى أن نرى موتاً يليقُ بمثلِنا لينشأ من موت الكرامِ خلودُها، فأطول عمر اهل الارض شهيدها!

اذن، اذا لم تأت على قَدْر اهل الميدان المنايا نُعيدها، فالشهادة قَدْرُهم وقَدَرُهم، وليعذرني المتنبي وتلميذه المُعَلِّم تميم البرغوثي!

نعم، بمشرط الاحتلال وشروطه، صلبوا ويصلبون ليرتقي 30 ويتيتم 60 طفلا فلسطينيا في اليوم الواحد، لكن اليهود الى انكماش والفلسطينيون الى انبساط على الارض وفي السماء: يولدون بلا نهايةْ، وسيولدون، ويكبرون، ويُقتلون، ويولدون، ويولدون، ويولدون .. فمن دمنا إلى دمنا حدودُ الأرض! وها هما ايتامار بن غفير وبسلئيل سموتريتش، مثلاً، لا يثقان بأي نوع من السلام مع العرب خوفاً من ذوبان اليهود في ذلك الأوقيانوس البشري .. وهذا تقرير يهوشوا ساغي، (رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، ابان الاحتياح الاسرائيلي للبنان عام 1982) يوثق ما قاله بعد جولة بانورامية له في أرجاء المناطق المحتلة: "هنا قد تستطيع أن تقنع الصخور بأن تتكيف معنا، لكنك لن تستطيع قطعاً اقناع هؤلاء الناس"!


واختم بكلمة الشاعر العراقي موفق محمد الى "الثائر الأعظم الامام الحسين بن علي":
"ما قال تباً للحياة، بل قال فلتحيا الحياة"
"وقال يا كلَّ السيوف إنْ كنتِ ظمأی، فخذي هذا دمي سيظل حتى آخر الدنيا طريق الجلجلة"


الله (ﷻ) هو المقاوم الاول بحسنى أسمائه وكمال افعاله وله كتائبه وحزبه وانصاره ..
الدائم هو الله، ودائم هو الأردن العربي، ودائمة هي فلسطين بغزتها وقدسها و”الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ” ..
سلام الأقصى والمهد والقيامة والقدس لكم وعليكم تصحبه انحناءة إكبار وتوقير لغزة واهلها – نصركم دائم .. الا أنكم أنتم المفلحون الغالبون ..

كاتب عربي أردني



#الياس_فاخوري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أَتَزعُمُ أَنَّكَ جُرمٌ صَغير// وَفيكَ اِنطَوى العالَمُ الأَ ...
- تنتصر الدبلوماسية بالمقاومة وعلى ارض المعركة، فلا ينهض الباز ...
- بيروت عاشقةٌ تنامُ على دمي .. وتنامُ!
- غزة: من “العرقبادة” والتهجير الى “الهفلبادة” والعولمة!
- ملحمة غزة : الجهاد كربلائيّ والصمود أسطوريّ والردّ زينبيّ .. ...
- كيف أطاح السابع من أكتوبر بالسردية الصهيونية الخرافية
- الجهاد كربلائي والصمود أسطوري والرد ذكي استراتيجي، فلا يفتي ...
- خطة ترامب / نتنياهو - هذا تكبير ما اريد به وجه الله!
- من النجاشي الى غوستافو بيدرو وبينهم سعادة وكاسترو وجيفارا (م ...
- ساعة السابع من اكتوبر/تشرين الاول 2023 فقد جَاءَتْهُمُ بَغْت ...


المزيد.....




- بعد مقتل أبو شباب المتهم بالتعاون مع إسرائيل، غسان الدهيني ي ...
- -متهوّر وغير كفوء-.. انتقادات متزايدة تلاحق وزير الحرب الأمر ...
- بوعلام صنصال يتسلم جائزة -سينو ديل دوكا-.. ويأمل بالإفراج عن ...
- مصدر يمني: السعودية سحبت قواتها من قصر عدن الرئاسي ومواقع أخ ...
- اجتماع أميركي سوري بشأن السويداء في عَمان
- خطة هروب جاهزة لكندا.. فرنسيون قلقون من حرب محتملة مع روسيا ...
- توقيف 4 نشطاء لطخوا صندوق عرض التاج البريطاني بالطعام
- لو باريزيان: ماذا وراء تصريحات بوتين ضد أوروبا؟
- هل تمثل محاكمة الهيشري مدخلا للعدالة الدولية في ليبيا؟
- نجل بولسونارو يعلن نفسه وريثا سياسيا لوالده ومرشحا لرئاسة ال ...


المزيد.....

- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الياس فاخوري - مسرح العبث: ترميم قسم الولادة في مستشفى الشفاء = عمل ارهابي!