الياس فاخوري
                                        
                                            
                                                
                                        
                    
                   
                 
                
                 
                
                
                 
                 
              
                                        
                                        
                                      
                                        
                                        
                                            الحوار المتمدن-العدد: 8512 - 2025 / 10 / 31 - 06:59
                                        
                                        
                                        المحور:
                                            مواضيع وابحاث سياسية
                                        
                                        
                                            
                                        
                                        
                                     
                                      
                                        
                                        
                                        
                                        
                                            
    
    
 
                                       
                                        
                                        
                                
                                
                                   
                                        
                                            
                                              تنتصر الدبلوماسية بالمقاومة وعلى ارض المعركة، فلا ينهض البازي بغير جناح، وكما قال ميشال شيحا: "أن المقاومة العربية ليست لزاماً فحسب. انها لأمر حيوي، ولسوف تغدو مع الزمن بالنسبة الى الشرق الأدنى، من اليابسة الآسيوية الى مصر، قضية موت أو حياة حقاً وواقعاً...".
أولاً:
هكذا انتصرت الدبلوماسية اللبنانية بتوقيع اتفاقية الهدنة بين لبنان و"اسرائيل" في 23 مارس/آذار 1949 في رأس الناقورة -- ليس في رودوس، بل على اخر نقطة في الحدود الدوليةً المعترف بها بين لبنان وفلسطين!
انتصرت الدبلوماسية اللبنانية استثماراً لرصيد الانتصار اللبناني في معركة 1948 التي قادها من الجانب اللبناني وزير الدفاع الامير مجيد ارسلان .. وكان على ارض المعركة مع ابطال الجيش اللبناني وقد اوشك على محاصرة عصابة الهاغاناه الإرهابية "الإسرائيلية" في العمق الفلسطيني عندما جاءه قرار الحكومة اللبنانية بالتوقف والعودة، فالتحق متطوعاً ب"جيش الإنقاذ" (وكان يُسمّي في البداية "جيش التحرير") بقيادة فوزي القاوقجي!
نعم، انتصرت الدبلوماسية اللبنانية حيث تنص المادة الخامسة من الاتفاقية على ألا تتجاوز القوات الدفاعية العسكرية الإسرائيلية التي أشير إليها في الفقرة الثانية من المادة الخامسة:
(أ) كتيبة مشاة واحدة، وسرية مساندة واحدة، مع ستة مدافع مورتر، وستة مدافع رشاشة، وسرية استطلاع واحدة، مع ست عربات مصفحة، وست سيارات جيب مصفحة، وبطارية مدفعية ميدان مؤلفة من أربعة مدافع، وفصيل من مهندسي الميدان، ووحدات خدمة كالتموين والمعدات، بحيث لا يتجاوز عددهم 1500 ضابط وجندي.
(ب) يجب ألا ترابط أية قوات عسكرية غير تلك التي ورد ذكرها في الجزء 2 (أ) الآنفة الذكر، في أية نقطة إلى الشمال من الخط العام نهاريا ترشيحا الجش ماروس.
ثانياً:
انتصرت الدبلوماسية اللبنانية بالقرار 1701 توظيفاً لانتصار المقاومة على "اسرائيل" في حرب 2006 حيث اتخذ مجلس الأمن في 11 أغسطس/آب 2006، بعد مفاوضات مكثفة، القرار 1701 بإجماع أعضائه. وقد نصّت المادة الخامسة (الخامسة، هنا أيضاً) على مرجعية اتفاقية الهدنة لعام 1949 بمادتها الخامسة إيّاها (اعلاه) الامر الذي شجَّع المقاومة على الموافقة الفورية .. وفيما يلي نص المواد الخامسة والسادسة والسابعة من هذا القرار: 
 5- التأكيد الشديد في جميع القرارات السابقة ذات الصلة على سلامة أراضي لبنان وسيادته واستقلاله السياسي داخل حدوده المعترف بها دوليا حسب اتفاقية الهدنة العامة بين إسرائيل ولبنان والموقعة في مارس/آذار 1949.
6 - دعوة المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات فورية لمد الشعب اللبناني بالمساعدة المالية والإنسانية، وتسهيل طريق العودة الآمنة للمشردين، وإعادة فتح المطارات والموانئ تحت سلطة الحكومة اللبنانية، والمساهمة في إعمار لبنان وتنميته.
7 - مسؤولية جميع الأطراف عن كفالة اتخاذ أي إجراء يخالف قرار وقف إطلاق النار، وقرار وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان المدنيين، والمرور الآمن لقوافل المساعدة الإنسانية، والعودة الطوعية للمشردين، ومطالبة جميع الأطراف بالالتزام والتعاون مع مجلس الأمن.
حقاً وفعلاً وواقعاً، استثمرت الدبلوماسية اللبنانية رصيد انتصار المقاومة على "اسرائيل" في حرب 2006، ومجدداً أُذكّر بالكاتب دافيد غروسمان صاحب المصطلح المشهور "بكاء الميركافا" الذي سقط ابنه في وادي الحجير، وكيف  رأى في لبنان "بيت الساحرات" يغويك الدخول اليه "لكنك لا تلبث أن تسارع باحثاً عن طريق للخروج ولو من ثقب الباب" .. كما اعود للكاتب المعروف عاموس أوز بقوله: "لقد بدا جنودنا وكأنهم خرجوا للتو من قبورهم"!
ثالثاً: 
هنا (بمناسبة التطرق لبطولة لأمير مجيد إرسلان ورفاقه، واحداث السويداء الاخيرة)، لا بد من سلطان باشا الأطرش، أول من رفع علم "الثورة العربية الكبرى" فوق أرض الشام .. أعلاه بكل عزة وكبرياء على منزله بالقريا، وشارك في دخول دمشق عام 1918 رافعاً العلم العربي بكل أَنَفَة وإبَاء فوق دار الحكومة بساحة المرجة .. وكان يُعَدُّ القائد العام ل"الثورة السورية الكبرى" التي اندلعت عام 1925 .. وللتاريخ أُوثق نقلاً عن صديق حضر جلسة رفض فيها هذا الزعيم القومي مباركة انعقاد مؤتمر درزي عالمي قُبيل وفاته في مطلع ثمانينيات القرن الماضي .. رفض ذلك بشموخٍ وإصرار قائلاً ان الدروز كانوا في طليعة الثوار العرب ولا يجوز تحجيمهم او اسرهم في محبس طائفي! وبالمناسبة ذكّرنا الصديق إيّاه باللواء الطيار مجيد قاسم الزغبي، بطل الجمهورية صاحب العديد من الأوسمة والثناءات، الذي اشترك بحرب عام 1973 وكان له شرف إسقاط سبع طائرات للعدو طوال أيام المعركة! وهكذا تتباهى السويداء بأبطالها وشهدائها الذين ارتقوا في مواجهة العدو الصهيوني كما تشهد بذللك اسماء مدارسها وشوارعها والتماثيل والنُصب والمجسمات!
رابعاً:
لا يعبثّن أحدٌ بهدنة رأس الناقورة: الارض لبنانية والبحر لبناني والسماء لبنانية وكذلك الثروات المائية، والغازية والنفطية - لبنانية بالكامل! 
وكلنا رأى كيف اطاحت مقاومة السابع من اكتوبر، السابع من التاريخ، السابع من الخلود، السابع من الزمن، السابع من الازل، والسابع من الأبد -- كلنا رأى كيف أسقطت هذه المقاومة الفلسطينية المشروع الصهيوامريكي للابادة الجماعية والتطهير العرقي والتهجير فأَضَلَّهم الطاغوت "لوسيفر" الى مشروع "الهفلبادة" والعولمة بإبادة/نزع الهوية الفلسطينية وتحويل مواطني غزة الى مجرد مجموعات سكانية بإدارة لوسيفرية "عالمية" (مجلس سلام/وصاية دولي بقيادة صهيوأمريكية)، فهل نعتبر -- ولا نعبث بهدنة رأس الناقورة!؟ 
وتكراراً، نستحضر فيلسوف التاريخ البريطاني آرنولد توينبي اذ أفصح  عن حيرته ما اذا كان التاريخ هو الذي يمتطي ظهر الشيطان أم أن الشيطان هو الذي يمتطي ظهره. هل كانت حيرته لتزول لو تسنّت له رؤية  ترامب يمتطي ظهر التاريخ!؟ نعم، أطاحت المقاومة الفلسطينية بالحلم الصهيوامريكي ("غزة بلا عرب") -- حلمٌ  تتمثل آليته التنفيذية بالعرقبادة والتهجير نحو توازن ديموغرافي وصولاً الى الغالبية اليهودية .. ولطالما شكّلت القنبلة الديموغرافية الفلسطينية التهديد الوجودي لإسرائيل سواء في حل الدولتين او الدولة الواحدة .. تحقيق الحلم بهذه الالية مكلف وشكّل عبئاً استراتيجياً اجتماعياً معنوياً عالمياً وعسكرياً اقتصادياً مالياً فجاءهم الطاغوت "لوسيفر" بمشروع "الهفلبادة" والعولمة بإبادة الهوية الفلسطينية وشطبها وتحويل مواطني غزة الى مجرد مجموعات سكانية بإدارة شيطانية "عالمية" (مجلس سلام/وصاية دولي بقيادة صهيوأمريكية يذكرنا بالانتداب البريطاني) وإغراءات بناء غزة الجديدة جنّةً على الارض -- لكأنها العودة الى المشروع العقاري ريفيرا الشرق الأوسط -- فهلّا اعتبرنا، وتوقفنا عن العبث بهدنة رأس الناقورة!؟ 
بعيدا عن نرجسيتة واناه المتضخمة كما تبدّت خلال زيارته الى لندن، وفي اجتماعات الناتو كما في شرم الشيخ واينما حلّ مؤخراً، فقد اعترف ترامب بدوره المباشر في الإبادة في فلسطين وغزة -- شريك في العرقبادة، كما ثبّت التهم على نتنياهو بطلب العفو عنه .. أَخِصّائي السلام ام إخْصائي السلام وأَخِصّائي الحروب ومُشعلها (حروب الممرات والمضائق) من غزة إلى القطب الشمالي، ومن آسيا إلى أوروبا (الصين: من تايوان إلى ممر زنغزور ومضيق هرمز -- إيران: من مضيق هرمز إلى باب المندب -- روسيا: من ممر سوالكي إلى القطب الشمالي) .. لعلها إمارة السفهاء وتجارة الحكم العالمية واتخاذ الكتاب مزامير وترانيم -- فلنتفكر ونتعظ!
وللرد على "لوسيفر" وجوقة المزمرين المطبلين اعود الى رأي المفكر اللبناني الالمعي ميشال شيحا: "ان قرار تقسيم فلسطين لانشاء الدولة اليهودية لمن أهم الأخطاء في السياسة المعاصرة... وليس من باب امتحان العقل اذا قلنا أن هذا الحدث االصغير سيسهم في زعزعة أسس العالم"، معتبراً "أن المقاومة العربية ليست لزاماً فحسب. انها لأمر حيوي، ولسوف تغدو مع الزمن بالنسبة الى الشرق الأدنى، من اليابسة الآسيوية الى مصر، قضية موت أو حياة حقاً وواقعاً...".
الله (ﷻ) هو المقاوم الاول بحسنى أسمائه وكمال افعاله وله كتائبه وحزبه وانصاره ..
الدائم هو الله، ودائم هو الأردن العربي، ودائم هو لبنان العربي، ودائمة هي فلسطين بغزتها وقدسها و”الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ” ..
سلام الأقصى والمهد والقيامة والقدس لكم وعليكم  تصحبه انحناءة إكبار وتوقير لغزة واهلها – نصركم دائم .. الا أنكم أنتم المفلحون الغالبون ..
كاتب عربي أردني
                                                  
                                            
                                            
                                          
                                   
                                    
      
    
  
                                        
                         #الياس_فاخوري (هاشتاغ) 
                           
                          
                            
                          
                        
                           
                          
                         
                
                                        
  
                                            
                                            
                                             
                                            
                                            ترجم الموضوع 
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other 
languages
                                        
                                            
                                            
                                            
الحوار المتمدن مشروع 
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم 
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. 
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في 
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة 
في دعم هذا المشروع.
 
  
                                                               
      
    
			
         
                                         
                                        
                                        
                                        
                                        
                                        
                                         
    
    
    
                                              
                                    
                                    
    
   
   
                                
    
    
                                    
   
   
                                        
			
			كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية 
			على الانترنت؟