أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الياس فاخوري - بيروت عاشقةٌ تنامُ على دمي .. وتنامُ!















المزيد.....

بيروت عاشقةٌ تنامُ على دمي .. وتنامُ!


الياس فاخوري

الحوار المتمدن-العدد: 8511 - 2025 / 10 / 30 - 01:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بين تُفَّاحةٌ للبحر، نرجسةٌ الرخام، شكلُ الروح في المرآة، وقف الله، واريكة القمر من ناحية والسكاكين النيونازية الطويلة والنيران الجهنمية التي تخرج من ألأفواه والأقلام نحو الغيتو الطائفي - أُصِرُّ ان بيروت عاشقةٌ تنامُ على دمي .. وتنامُ!

عدتُ لتوي من بيروت اثر زيارة سريعة لبعض البنوك .. وكان من الطبيعي ان التقي ببعض الاخوة الأصدقاء وكانت قد جمعتني بهم المحبة والزمالة والجيرة اذ أقمتُ وعائلتي في بيروت 6 سنوات وبقي لبنان ضمن مسؤولياتي الوظيفية لمدة تجاوزت ال 30 عاما.

ولدى رؤية الجبل يعانق البحر هذه المرة، حاولت العودة لمحمود درويش وبدر شاكر السياب ونزار قباني فقاطعني الأصدقاء: لا تكمل ولا تتحدث عن ست الدنيا وعبقرية بيروت فقد باعوا اساورها المشغولة بالياقوت، وذبحوا الفرح النائم في عينيها الخضراوين وجاؤوها بخلاصة حزن البشرية.. أرادوا شطب الودائع، فشطبوا وجه بيروت بالسكين، وأطلقوا عليها النار بروحٍ قبَليّة ..

تحدثوا كثيراً عن عهر المصرف الأكبر وعربدة البنوك، فاعدتهم لنداءاتي المتعددة والمتكررة حيث تمّت مخاطبة اصحاب الفخامة والسعادة والدولة في لبنان ان أعيدوا الودائع فيَعُد اهل الخليج والاستثمار الى لبنان! كم طالبت جماهير المودعين بإعادة أموالهم تعظيماً للجوامع وجبراً للقواسم في ساحة تكاملية .. وكم أُستعيد مصطلح “قدسية الودائع” .. وتكراراً، حقوق المودعين في حمى الدستور اللبناني​ والقوانين، ولا يجوز المساس بها إطلاقًا – نقطة على السطر .. ومن الواضح والبيِّن – وبعد مرور حوالي 300 يوما على خطاب القسم وعشرات الأسابيع على البيان الوزاري – أنه لم يعد هناك من مبرّر للمماطلة والتسويف، ولتكن أولوية الحكومة للمودعين، لا للمصارف: أعيدوها لاصحابها كاملة غير منقوصة ولا مُقَسَّطة (كاملة غير منقوصة ولا مُقَسَّطة) .. إن إعادة المصداقية لوزارة المالية وللحاكمية ولجمعية المصارف تتم عبر "إعادة الأموال المؤتمنة عليها تلك المصارف وخاصة أموال المودعين (وما يستحق لها من حقوق لاصحابها كاملة غير منقوصة ولا مُقَسَّطة) - وخاصة أموال المودعين الذي وضعوا ما جنوا من مدخرات العمر بين أيدي تلك المصارف .. وتطرّقتُ لدعوة النائب الكريم في البرلمان اللبناني عدم "وضع أموال المودعين في غياهب المجهول" مشيراً "لإخلال المصارف بواجباتها، وعدم حفظها للأمانة التي وضعها في عهدتها المودعون" .. ورجع الى التوصيف الدستوري الذي ينطبق تماماً على أموال المودعين التي تعدّ ملكاً خاصاً "لا يجوز للحكومة وضع تشريع لا يلتزم بحمايتها، أو يمكن أن يشكّل منفذاً للمصارف للتهرب من إعادتها، أو شطبها كليّاً أو جزئيّاً" .. كما أكد أن الالتزام بحماية أموال المودعين والعمل على استعادتها من المصارف "هو المعبر الضروري لإقرار أي قانون يتعلق بإصلاح المصارف أو إعادة هيكلتها".


كما استفاض الإخوة بالحديث عن ضبابية المواقف حيال الضغوط الأميركية والتصعيد العدواني الإسرائيلي الى جانب التهويل الإعلامي ضد لبنان، والمقاومة، وتأقلم الدولة وتعايشها مع الاعتداءات الإسرائيلية العسكرية اليومية، والانقسام الحاد في المواقف الشعبية .. كما استنكروا وتسائلوا عن المصلحة في اتخاذ البعض مواقف متطرفة علنية تغازل “إسرائيل” وترى فيها الخلاص والاستقرار وكأن هذا الانقسام يحمي الوطن ويصون الشعب، ويحرر الأرض من الاحتلال؟! تحدثوا عن المقابر الطائفية وعن خيانة الأرض وخيانة المكان خاصةً وان جُلّ أعضاء فريق دونالد ترامب من المستثمرين العقاريين الذين لا يَرَوْن فينا اكثر من كائنات عقارية وفي أراضينا مجرد حالات عقارية .. وهنا استعاد احد الإخوة قول أرنستو تشي غيفارا: “إذا أردت تحرير وطنك ضع في مسدسك عشر رصاصات، تسعة للخونة، وواحدة للعدو، فلولا خونة الداخل ما تجرّأ عليك عدو الخارج!” .. وأصابته الحيرة لدى محاولته تعداد الرصاصات التي يحتاجها لبنان لتحرير أرضه من المحتلين والخونة، والعملاء!

وبعد، فقد تطرقوا الى الوسيط العقاري الدبلوماسي حفّار القبور الأميركي (توم باراك) الذي يهددهم تارة بالويل والثبور وطوراً بتحويل لبنان الى تورا بورا .. لكأنه يريد سوق اللبنانيين حفاةً عراةً اما الى الهيكل أو الى الجحيم، وما لبنان بنظره الا "الفائض الجغرافي" و"االخطأ التاريخي"! هل نحن أمام الدولة المستحيلة حيث لاحظ حفّار القبور هذا ان لبنان الواحد بجيش واحد ليس سوى مجرد طموحات وأوهام، والسبب يعود"لهيمنة حزب الله والخوف من الاضطرابات المدنية"!!

ومع ذلك بقيتُ على إصراري فما هذه بالتأكيد إلّا قراءة ساذجة للوضع اللبناني:
هؤلاء وأولئك يسعون لابقائنا في قعر الأزمنة رهينةً للثقافات القبلية والطائفية ويُغمضون عيوننا عن مكاننا ومكانتنا بكل تلك الثروات الهائلة بشرياً ومادياً في محاولة بائسة لتفريغنا من الله ومن الانسان على رأي المستشرق الفرنسي جاك بيرك ..

فاين كان الحزب لدى صياغة الميثاق الوطني او ما يُعرف بالتسوية العرجاء عام 1943!؟ وأين كان خلال "ثورة" 1958، ولدى اندلاع الحرب الأهلية عام 1975!؟ أين كان الحزب من اتفاق القاهرة عام 1969، الذي أكّد غياب الدولة والشعب في لبنان!؟ وما دور الحزب في الوصول الى وثيقة الطائف (1989) والتباساتها وملابساتها (الهروب الى المادة 95 من الدستور مثلاً)!؟ منذ ذلك الحين، ولبنان يخرج من أزمة ليدخل في أزمة اخرى!

وبعد، من سلّم مفاتيج الجنوب، بل ومفاتيح لبنان، لياسر عرفات ثم لآرييل شارون!؟ وبالمقابل، من قهر اسرائيل على أرض الجنوب، ومن جعل الميركافا تبكي مصيرها في وادي الحجير حتى لم يعد السؤال الذي يطرحه الباحثون، والمؤرخون، في دولة الكيان اللقيط يقتصر على نهاية رئيس حكومة الكيان وانما حول نهاية الكيان ذاته!

حدث هذا في جنوب لبنان، بالأيدي العارية، لا بالقاذفات ولا بالدبابات، حيث تمكن المقاومون من اجتثاث أي اثر للاحتلال عام 2000 وتكرر المشهد عام 2006 ببكاء الميركافا! ثم من تصدى لغزوات الجرود الداعشية؟ واليوم ترون كيف يواجه المقاومون اياهم محاولات “التوغل” بعد “التغول” بالأرمادا العسكرية الاسرائيلية، بالأسلحة الأميركية عظيمة التطور وشديدة الفتك، وبالترسانة الالكترونية التي “ترصد حتى دبيب الملائكة في العالم الآخر” ..

وهذا أوليفييه لوروا (عالم السياسة الفرنسي) يدعو للرد على "الكوميديا الالهية" لدانتي بـ"التراجيديا الالهية" وقد فشلت "اسرائيل"، بعد عامين من القتال (200,000 طن من المتفجرات، وعشرات آلاف القتلى والجرحى) من ترحيل الفلسطينيين، وهم في ذلك العراء الأبوكاليبتي. كذلك يرى الكاتب الاسرائيلي البارز ديفيد غروسمان "أن ترحيل حركة حماس من غزة، لا يختلف عن ترحيل الرمال من أرض غزة"!


وهنا لا بد من بابلو نيرودا فنستعير قوله عن حرب فيتنام: “حيث أزهار الاقحوان تكسر ضوضاء الأعاصير” .. وهذه بيروت تضرب جذورها فينا والله يفتش في خارطة الجنة عن لبنان وهو المنطقة التي تستضيف الشمس على مدار العام .. من هنا انطلق انطون سعادة ليقول: "كل ما فينا هو من الأمة، وكل ما فينا هو للأمة .. الدماء التي تجري في عروقنا عينها ليست ملكنا؛ هي وديعة الأمة فينا متى طلبتها وجدتها". ولبنان هو "ذلك الفردوس الذي تتنشق فيه رائحة الله" كما قال بدر شاكر السياب.


وأختم بما حاولت الترنم به لدى رؤيتي عناق الجبل والبحر مجدداً في بيروت:

تُفَّاحةٌ للبحر , نرجسةٌ الرخام ,
فراشةٌ حجريّةٌ بيروتُ . شكلُ الروح في المرآة ,
وَصْفُ المرأة الأولى ’ ورائحة الغمام
بيروتُ من تَعَبٍ ومن ذَهَبٍ , وأندلس وشام
فضَّةٌ , زَبَدٌ ’ وصايا الأرض في ريش الحمام
وفاةُ سنبلة . تشرُّدُ نجمةٍ بيني وبين حبيبتي بيروتُ
لَم أسمع دمي من قبلُ ينطقُ باسم عاشقةٍ تنام على دمي .....وتنامُ...
مِنْ مَطَرٍ على البحر اكتشفنا الاسم , من طعم الخريف وبرتقال القادمين من الجنوب , كأنَّنا أسلافُنا نأتي إلى بيروتَ كي نأتي إلى بيروتَ...

الله (ﷻ) هو المقاوم الاول بحسنى أسمائه وكمال افعاله وله كتائبه وحزبه وانصاره ..
الدائم هو الله، ودائم هو الأردن العربي، ودائم هو لبنان العربي، ودائمة هي فلسطين بغزتها وقدسها و”الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ” ..
سلام الأقصى والمهد والقيامة والقدس لكم وعليكم تصحبه انحناءة إكبار وتوقير لغزة واهلها – نصركم دائم .. الا أنكم أنتم المفلحون الغالبون ..

كاتب عربي أردني



#الياس_فاخوري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غزة: من “العرقبادة” والتهجير الى “الهفلبادة” والعولمة!
- ملحمة غزة : الجهاد كربلائيّ والصمود أسطوريّ والردّ زينبيّ .. ...
- كيف أطاح السابع من أكتوبر بالسردية الصهيونية الخرافية
- الجهاد كربلائي والصمود أسطوري والرد ذكي استراتيجي، فلا يفتي ...
- خطة ترامب / نتنياهو - هذا تكبير ما اريد به وجه الله!
- من النجاشي الى غوستافو بيدرو وبينهم سعادة وكاسترو وجيفارا (م ...
- ساعة السابع من اكتوبر/تشرين الاول 2023 فقد جَاءَتْهُمُ بَغْت ...


المزيد.....




- محللون: أميركا تساعد إسرائيل على قتل الفلسطينيين تحت مظلة وق ...
- -بيقولي الولد مات.. مش في هدنة!- غزي يصرخ مفجوعا بوفاة طفله ...
- حظر تجول في عاصمة تنزانيا عقب انتخابات شهدت أعمال عنف
- -حميدتي- يتأسف لأهل الفاشر ويتعهّد بتوحيد السودان
- غزة:هل انهار اتفاق وقف إطلاق النار؟
- المغرب: محاكمة 2480 شخصا على خلفية مظاهرات -جيل زد 212-؟
- ليبيا: السلطات تمهل أطباء بلا حدود حتى التاسع من نوفمبر لمغا ...
- النيابة العامة المغربية: الأحكام الصادرة بحق محتجين شباب لم ...
- مشهد لا يُصدق... قرشان في شوارع غارقة بعد إعصار ميليسا؟
- أكثر من 100 قتيل في -أعنف حملة للشرطة- بالبرازيل


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الياس فاخوري - بيروت عاشقةٌ تنامُ على دمي .. وتنامُ!