فتحي مهذب
الحوار المتمدن-العدد: 8546 - 2025 / 12 / 4 - 21:58
المحور:
الادب والفن
الذين جلبوا حطب الأسئلة
وأوقدوا النار في عقولنا
ثم فروا من عيوننا إلى غسق
الميتافيزيق
الفلاسفة الذين تركوا كثبانا
من الحرائق في الكلمات والأشياء.
أحيانا
يدخل ناس طيبون
إلى قلوبنا
بسلال من المحبة الخالصة
ثم يسقطون في الأسر
بعد حرب طويلة مع النسيان
تاركين جبلا موحشا من الأحزان
تعوي في مرتفعاته ذئاب الفقد.
أحيانا
مع زمرة من الكلاب الضالة
نوغل في النباح المر
لطرد سحابة البراقماتيزم
من شقوق الأظافر
يرمينا الحظ الأسود بالحجارة
وكلما ازداد نباحنا
يفر اللصوص والقتلة
من طبقات جلودنا المتهرئة
بصناديق من الذهب
ونكران الجميل.
أحيانا
كأحد الناجين من المذبحة
أخرج شجرة الهواجس
من قلبي
وأقول لغابة المصادفات العذبة
ماذا لو تملئينها بعصافير الدوري.
أحيانا
يسقط مطر أسود من الفقراء
تدفعهم عاصفة حزينة
من الجنون
فيسيلون على الطرقات
مياها غزيرة
تجرف كل شيء.
أحيانا
تصرخ عيني
من ثقب الباب
غير أن الفراغ وحده
بحجج واهية
يتدلى مشنوقا من السقف
له رائحة دلفين نافق
يرتد بصري
طاويا جناحيه الغائمين
بينما نظرات الغائبين
تزرب من ثقب الباب
ويد رمادية تلوح
من شرفة النوستالحيا.
أحيانا
أقول يا رب
أبعد عني شبح الموت
عربات نقل الجثث
المشيعين ذوي الأصوات المتفحمة
أنا أحب العدو في شرايين الضوء
أحب المزيد من البطاطس والفودكا
زرع عبوات ناسفة
في آباط النساء
أحب الأبدية في ثوبها الصيفي
معاشرة الكلمات في العزلة.
أحيانا
يهبط الله
ويسكن شجرة التوت العملاقة
لذلك نشم رائحة النعيم
في حباتها العذبة
كم أنت مباركة يا أختاه.
***
#فتحي_مهذب (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟