فتحي مهذب
الحوار المتمدن-العدد: 8497 - 2025 / 10 / 16 - 23:16
المحور:
الادب والفن
الطريق إلى الله ملآى بذئاب العدو
بالمسيرات ذات النظر الحاد
بالقمل والوحل والأسلاك الشائكة
بسخرية فخمة تتساقط من عيون الطيار..
***
السماء تقاتلنا أيضا
تقصف صلواتنا في منتصف الطريق
الطريق إلى الله مفخخة جدا
المقاتلات قريبة من سدرة المنتهى
الغيوم كثيفة في سماء أعيننا
لم نرغب في مناداة أحد لإنقاذنا
من زئير الساعات الحرجة..
****
يرمون التوابيت من شباك الطائرة
كنا نقاتل الفراغ بالموسيقى
نخفي كما هائلا من الندم
في جيوبنا المثقوبة
نحاول أن ننقذ طائر المستقبل
من خرادق القناصة
من تأويل العميان لماهية الضوء
كنا نحفر قبورا عميقة في قلوبنا المنكسرة
لإخفاء جثث من نحب
لم نستسلم
لم نزل نحفر الأنفاق بأسناننا
ونخبىء ذهب المستقبل
أسلحة رهيبة من الكلمات
ألبومات المقاتلين القدامى
مسيرات لقنص بؤسنا اليومي
****
رشقة نوستالجيا
تطلقها الروح على سكان الجسد
حرائق تلتهم مرتفعات القلب
ليس ثمة إطفائي واحد
لإنقاذ ما تبقى من العمر الأحدب
المخيلة مقوسة الظهر
بيدها الطويلة مصابيح مهشمة
أذكر أن الدموع تحاول إخماد النار
والكلمات تركل مؤخرة الموت
ترمم تقاطيع الضوء.
****
جبل شاهق من الجثث
والكلمات النافقة
جيراننا عميان ومقرفون
يلتهمون شطائر البطاطس والهمبرغر
-بماذا نكفن المساء؟
-بإيقاع موريسكي حزين
-لعل ملاكا طيبا يمر من هنا
-يحمل بريد القتلى إلى الله
-بسرد متقطع
سنواصل مقاومة الفقد
سنقاتلهم في عقر هواجسهم
نعقد صفقة آمنة
مع جمهور الكلمات
وليذهب الموسيقيون
إلى ذروة الجبل
لمناداة المستقبل
والمتطيرون إلى أسفل البئر
وليكن ثمة ضوء ومحبة وسلام.
****
#فتحي_مهذب (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟