أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فتحي مهذب - الساحر














المزيد.....

الساحر


فتحي مهذب

الحوار المتمدن-العدد: 8462 - 2025 / 9 / 11 - 00:24
المحور: الادب والفن
    


الساحر.

فشلت كثيرا في اعتقال الأنا
ملء مرتفعاته الجبلية
بغيوم كثيفة من اللامبالاة
باغتيال حراسه السريين بدم بارد
نهب كنوزه
والهروب من مقاطعته النائية
على دراجة من القش
لأباطن أنوات مغايرة
وأكتشف حركات الأشياء
في المحيط الواسع من العالم.
*****
وداعا أيها الصيف القاتل
أيتها النهود الثرثارة
المليئة بالدموع والنوستالجيا
أيها القارب المتوحش
حامل الأميرة إلى غابة السماء
أيها البحر
أيها الماهر في إخفاء القتلى
يا دموع الأسماك المتلألئة
وداعا أيها الصيف
أيها اللصوص المختفون
تحت جلد العجوز
أيتها الساعات العمياء
التي ترتمي تحت جذعي
تدفع عربة الشيخوخة
إلى الإسطبل
تجيء وتمضي محملة بالأكفان
وداعا أيها الصيف القاتل
لم تترك غير حيتان نافقة
على ساحل القلق
موتاك كثر
ينبحون في الحديقة المجاورة
بيننا الفراغ الأشيب يلوح للمارة
من بعيد.
*****
أنا أحب الويسكي كثيرا
الهمبرقر وشطائر البطاطس
أحب أمطار الموسيقى العابرة
وأنا أصطحب جثة متعفنة
داخل المصعد لعشاء الأطباء
أحب رائحة المستشفيات
أدوات الجراحة الدقيقة
عيون المنتحرين الصافية جدا
إيقاع الخطوات الضائعة في قاع الدماغ
أحب رقصة السالس
وأدعي أني مقاتل جيد لنهديك المتآمرين
أنا الفارس الشركسي
أعبر القارات المنسية
أحشو مسدسي بالرصاص الحي
لا أحب أن يتبعني أحد
لا السحرة ولا العميان
سأحرس المستقبل
من عضة الكوبرا
من سارقي شواهد القبور
من المحرفين الجدد لسيرة الهدهد
أنا أحب فاكهة المتناقضات
الأبله الذي يسقط في المرآة
قبل أن يغمض صوته الضرير
النساء اللواتي يحملن من الأشباح
يختفين في النصوص الحزينة
أنا لا أحب الخريف
الرياح التي تعول مع المشردين
الأشجار التي تتكلم خلسة
لا تفكر في سلسلة الجرائم
سرقات الحطابين المكرورة
في بؤس موتها القدري
أنا أحب المشارح جدا
الجثث التي حملتها بيدي
وعضتني في عز النوم
الممرضات وهن يحملن جبلا
من العذاب اليومي
أحب الملائكة واللعب معها
في أرجوحة السماء
أحب الله كذلك
رغم غموضه الفلسفي
وعدم تدخله في شؤون العالم
رغم مناداتي له
ألف مليون مرة
في المبغى مع الجنيات والأبالسة
في دار الأوبرا
بجوار المقابر الجماعية
تحت شباك جارتي المسنة
في الباص المنذور إلى موت مفاجىء.
أحب معاشرة المستحيل
وطرد الأنا من البيت مثل طفل شرير.
*****

فتحي مهذب تونس.



#فتحي_مهذب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإله لا يفكر في الموتى
- الحرية
- لعازر
- الفقد
- إشراقات نقدية
- شهادة من صديقي الشاعر البهاء حسن
- إلى طائر الشرق الأسطوري
- الشارع الملعون
- رباعيات هايكوية
- قراءة نقدية للأستاذ جمعة عبد الله
- دعاء الموريسكي
- أكسو فراغي الأشيب لحما وعظما
- الشرفات مرصعة بالقتلة
- قبل أن تذهب إلى الله
- شذرات من كتاب لاجىء موريسكي
- على جدار مائل
- المشرحة
- في الصيف
- الأشجار
- موت القارىء


المزيد.....




- آنا وينتور تدلي برأيها الحقيقي في فيلم -الشيطان يرتدي برادا- ...
- فاطمة الشقراء... من كازان إلى القاهرة
- هل يعود مسلسل (عدنان ولينا) من جديد؟!
- فيلم -متلبسا بالسرقة-.. دارين آرنوفسكي يجرب حظه في الكوميديا ...
- طالبان وتقنين الشعر.. بين الإبداع والرقابة
- خطأ بالترجمة يسبب أزمة لإنتر ميلان ومهاجمه مارتينيز
- فيلم -هند رجب- صرخة ضمير مدويّة قد تحرك العالم لوقف الحرب عل ...
- خالد كمال درويش: والآن، من يستقبلنا بابتسامته الملازمة!
- فنانون عالميون يتعهدون بمقاطعة مؤسسات إسرائيل السينمائية بسب ...
- الترجمة بين الثقافة والتاريخ في المعهد الثقافي الفرنسي


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فتحي مهذب - الساحر